|
|
 نص خطاب السيد رئيس الجمهورية في قمة تجمع صنعاء اديس ابابا 26 فبراير 2007م
|
فخامة الأخ ملس زيناوي - رئيس وزراء اثيوبيا فخامة الأخ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية اليمنية فخامة الأخ عبدالله يوسف - رئيس الحكومة الانتقالية في الصومال السادة الوزراء والسادة الحضور. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسمحوا لي بداية أن أتقدم بالشكر والتقدير للشقيقة أثيوبيا لاستضافة هذه الدورة الهامة في مسيرة تجمع صنعاء وعلي ما وجدناه من كرم هو اصل من طبع حضاري .
لقد سعدنا كثيرا بالمجئ الي اثيوبيا لحضور هذه الدورة الخامسة، والتي تنعقد هذه المرة في ظرف استثنائي هام، يتصدر أجندتها إنجازات للسلام في منطقتنا، كان ذلك في السودان حيث تم التوقيع علي اتفاق السلام الشامل CPA في يناير 2005م وتوقيع اتفاق سلام دارفور في مايو 2006م وسلام الشرق في اكتوبر 2006 أم كان ذلك علي الصعيد الصومالي الذي يشهد بداية مرحلة للاستقرار تعمل الحكومة الانتقالية خلالها لقيادة عمل تنفيذي وتشريعي جاد، إنفاذا لبرامج بناء مؤسسات الدولة وإعادة الأعمار والتوطين للنازحين واللاجئين خلال الفترة الانتقالية. " أصحاب الفخامة الرؤساء, لقد عقدنا العزم في السودان لاستكمال مسيرة السلام لتشمل كل ربوع البلاد، وقد قطع العمل في انفاذ اتفاقية السلام الشامل شوطا كبيرا رغم التأخير الذي لازم التنفيذ لاسباب موضوعية نعمل في حكومة الوحدة الوطنية علي تجاوزه في اقرب الآجال. كما أنه وفي إطار المواكبة للعملية السلمية التي انتظمت البلاد وقعت حكومة الوحدة الوطنية في مايو 2006م اتفاقية سلام دارفور والتي شرعنا في انفاذ مضامينها مستصحبين موجهات الاجتماع التشاوري حول دارفور الذي عقد في اديس ابابا في 16 يوليو 2006م وبيان مجلس الأمن السلم الافريقي في ابوجا بتاريخ 30/11/2006م حيث قدمت الامم المتحدة بموجب هاتين المرجعيتين حزمة للدعم المادي واللوجستي من ثلاث مراحل اولاها مرحلة للدعم الخفيف وصل بموجبها الي السودان بالفعل 48 عنصرا مدنيا و105 ضباط عسكريين و33 مستشارين شرطيين والمرحلة الثانية تتمثل في تقديم الامم المتحدة لدعم ثقيل ، بيد ان الامم المتحدة لا تزال تقوم بتنفيذ مرحلة الدعم الأولى وهى لم تكتمل بعد ويتعين قبل الشروع في المرحلة الثانية أن يصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بتمويل مرحلة الدعم الثقيل. وقد شكلنا آلية ثلاثية من حكومة السودان والامم المتحدة والاتحاد الأفريقي لمتابعة تنفيذ حزمة الدعم في مراحلها الثلاث وصولا لاحلال السلام في دارفور بتوجه قاصد للسلام الشامل في كل ربوع البلاد ، نجمع من خلاله كل الطاقات لتوحيد الصف وحمل الحركات المعارضة التي احجمت عن التوقيع علي اتفاقية ابوجا للانضمام لركب السلام ذلك العبء الذي وعد الشركاء الدوليون ممثلين في الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة والامم المتحدة بان يكون في سلم اولوياتهم مقاطعة ومحاصرة الرافضين للاتفاقية لكنهم بدلا عن ذلك اختاروا مقاطعة الحكومة السودانية ومباشرة كافة انواع الضغوط عليها لتقبل بنشر قوات دولية في دارفور في التفاف واضح علي اتفاقية ابوجا وتفاهمات اديس ابابا وقرار مجلس الامن والسلم كمرجعيات تؤمن جميعها علي اضطلاع قوات الاتحاد الافريقي علي الترتيبات الامنية والعسكرية المنصوص عليها في الاتفاقية وان تقدم الامم المتحدة الدعم المادي واللوجستي الذي يمكن قوات الاتحاد الافريقي من اداء مهامها بفعالية واقتدار. وفي اطار هذا الحراك، عملنا علي مد الجسور مع الاشقاء في دول الجوار وقد جمعتنا مؤخرا قمة مصغرة بين السودان وتشاد وافريقيا الوسطى برعاية كريمة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك علي هامش قمة افريقيا - فرنسا تلتها قمة رباعية اخرى بطرابلس توافقنا خلالها علي تجاوز العثرات في العلاقات بين دولنا والمضي قدما في انفاذ التزاماتنا بموجب اتفاق طرابلس لوقف العدائيات والاحترام المتبادل لسيادة دولنا وعدم السماح بالنشاط المعادي المعارض ومنع انطلاقه من اراضي الجوار، وتبادل المشورة عبر آلية تؤمن توحيد الرؤى وتطور العلاقات بين دولنا نحو الأفضل وسنعمل علي الالتزام التام بهذه المبادئ وانفاذها علي نحو فوري واننا لعلي قناعة دائمة بان الافارقة هم الأقدر علي حل مشاكلهم بأنفسهم دون تدخلات خارجية اذا توفرت النوايا الصادقة والإرادة السياسية اللازمة وانا بإذن الله لفاعلون. " أصحاب الفخامة: ظللنا في السودان نتابع باهتمام شديد التطورات علي الساحة الصومالية لحرصنا علي استتباب الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق وقد عملنا من قبل من خلال رئاسة السودان للجامعة العربية في دورتها الحالية لعقد جولات تفاوض بالخرطوم جمعت كل الشركاء بموافقة الحكومة الانتقالية ومشاركتها في المحادثات الا ان هذه المفاوضات قد توقفت قبل بلوغ غاياتها لاختلاف في الرؤى وتمسك اتحاد المحاكم الاسلامية بشروط صعبة المنال والان وقد تهيأت فرصة نادرة للاستقرار وجب علينا استثمارها وقد اكدنا في السودان عند زيارة رئيس الوزراء الصومالي للخرطوم مؤخرا وقوفنا الي جانب الحكومة الانتقالية وتقديم كل ما نستطيع من دعم يمكنها من بداية مشوار بناء الدولة الا ان همنا في الصومال اولا واخيرا هو تحقيق الامن والاستقرار والتنمية لشعبها الصبور. ونتطلع لان تقود الرئاسة الصومالية مبادرات سلام مع كل الفرقاء في الساحة الصومالية توحيدا للصف وتوجيها للقدرات الوطنية للاسهام في عملية الاستقرار السياسي وجمعا للطاقات وتسخيرها في عمليات البناء واعادة الاعمار. ان انعقاد قمتنا هذه تأتي في اجواء السلام الذي بات ينتظم المنطقة الامر الذي يدعونا للتفاكر حول انجح السبل لاستثمار مناخ السلام والإستقرار في جهود البناء خلال مرحلة ما بعد السلام بتجميع مقدراتنا الوطنية والإقليمية ودعم الأسرة الدولية لدفع مسار التعاون في مجالات إعادة الإعمار والتنمية المستدامة .
ويأتي في طليعة أولويات العمل الجماعي في منطقتنا أهمية ، تنشيط آليات التجمع الإقتصادية والتجارية والإجتماعية ، والوقوف عند خطي التنفيذ الفعلي بما سبق التوافق عليه ، وما ينبغي أن نقوم به في الإتجاه المستقبلي ،وأن ننظر في خطوات عملية لتنفيذ الإتفاقيات الإقتصادية والتجارية الموقعة أصلا، وإعداد برامج عمل جديدة تستهدف تنشيط حركة التجارة البينية ووسائلها المتمثلة في النقل البحري والبري والجوي وإقامة سوق مشتركة لدول التجمع ، وأمام هذه القمة عدة مشروعات هامة في مجالات التعاون المصرفي ، والتبادل التجاري الحر، وبرنامج تنفيذي في مجال الجمارك وإقرار لائحة مجلس رجال الأعمال المشترك ، ويأتي فوق هذا إنشاء سكرتارية دائمة لدول التجمع لزيادة فاعلية الأداء وتجويده ، والعبرة دائما ليس في ما تقرر بل في ما ننفذ علي أرض الواقع
أصحاب الفخامة لما كانت الصومال قد أصبحت عضوا فاعلا في تجمعنا هذا فإن مسئولية خاصة تقع علي عاتقنا جميعا لإلحاق الصومال باليات العمل المشترك إيفاء لإلتزاماتنا نحو هذا البلد الشقيق وهو في أمس الحاجة لدعمنا وتعضيدنا لمساره الإقتصادي والإجتماعي
, وإننا ندعو من هذا المنبر الأسرة الدولية والإقليمية للإيفاء بإلتزاماتها في إعادة الإعمار والتنمية في كل من السودان والصومال ، الخارجين لتوهما من بؤر النزاع ، وتنسيق الجهود إقليميا ودوليا للإسراع بمشروعات إعادة الإعمار والتنمية في رحلة ما بعد السلام ، ذلك لإعتبارات أن السلام والتنمية هما وجهان لعملة واحدة لا يكتمل أحدهما إلا بالآخر ، وأن التلكؤ في الإيفاء بهذه الإلتزامات يضر بعملية السلام وإستمراريتها في المنطقة .
لا ينبغي أيها الأخوة ونحن في هذا المنبر الحيوي أن نتجاوز القضية المحورية للشعب الفلسطيني لنبارك ونشيد بإتفاق مكة المكرمة بين حركة التحرير الفلسطينية وحماس، وندعو الجانبين للإسراع بتكوين حكومة الوحدة الوطنية ، والمضي قدما بمساعي السلام المفضية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، كما ندعو الأسرة الدولية لإحياء العملية التفاوضية ورفع الحصار المضروب علي الشعب الفلسطيني .
وختاما نتمني لأعمال هذه الدورة النجاح في مقاصدها خدمة للأهداف والبرامج التي توافقنا عليها وصولا إلي السلام والإستقرار في منطقتنا وللتكامل الإقليمي والنهضة التنموية الشاملة .
والسلام عليكم ورحمة الله
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست