المهندس خالد نصر الدين رئيس تجمع كردفان للتنمية « KAD » لـ «الصحافة»:

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 09:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-27-2007, 10:50 PM

السر صديق محمد
<aالسر صديق محمد
تاريخ التسجيل: 09-22-2006
مجموع المشاركات: 169

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المهندس خالد نصر الدين رئيس تجمع كردفان للتنمية « KAD » لـ «الصحافة»:



    المهندس خالد نصر الدين رئيس تجمع كردفان للتنمية «كاد» لـ «الصحافة»:
    نطالـب الحكومة بالإسراع قي تلبيــة مطالــب «كاد» قبــل فــوات الأوان..!!

    حاورته بامستردام: أمل شكت

    مستقبل الوضع السياسى فى السودان يثير قلقا وعديدا من التساؤلات محليا، اقليميا، دوليا، خصوصا فى ظل نشوء وتعدد الحركات المعارضة الجديدة للنظام القائم، والتى سميت بقوى الهامش. ففى هذه المرحلة والتى وصفها المفكرون السياسيون «بمرحلة المخاض» فما هو مصير اهل السودان؟ وهل ان اشكاليته سائرة الى الانفجار، او ان زعزعة امنه وتقسيمه سوف لصبح واقعا لا مفر منه؟
    أو أن تعايش اهل السودان باختلاف توجهاتهم واعراقهم على قاعدة سياسية واحدة وتحت ظل عدالة ومساواة اساسها المصالح المشتركة والمصير الواحد، ما زال ممكنا؟
    أم أن سياسات وطرق الحوار التى تتبعها السلطة الحاكمة مع الحركات المعارضة بالداخل والخارج حول مطالبها فى السلطة والثروة، هى التى تجعل الواقع والمستقبل شائكا وصعبا ومعقدا؟
    حول ذلك والعديد من القضايا المستجدة والمتعلقة بتجمع كردفان التنمية «كاد»، «الصحافة» التقت بالعاصمة الهولندية «امستردام» المهندس خالد نصر الدين الرئيس الحالى للتجمع، الذى يعمل فى مجال الـ software وتقنية المعلومات.. فكانت هذه الحصيلة:
    * ما حقيقة ما يقال بأنكم تتهمون الحكومة بالسعى لشق تجمع كردفان للتنمية ولماذا؟
    - بالطبع نعم، وهذا ما حدث فى شخص الرئيس «السابق» والموقوف من قبل القيادة عبد الباقى شحتو الذى دخل للسودان بكل حرية، وذلك تحت رعاية الحكومة وقام بزيارة الى المجلد والفولة وغيرها من المناطق بغرب كردفان، من اجل احباط الثورة التى اشتعلت نيرانها فى الاقليم خلال الفترة الماضية، مدعيا بأن «كاد» سرقت جهود تحركات المواطنين فى هذه المدن.
    والدليل الاول هو تبنى شحتو لوجهة نظر السلطة الساعية الى القضاء على تجمع كردفان للتنمية «كاد» وقام بنسبها الى ابناء المسيرية الممثلين فى «شمم» وهو جناح المؤتمر الوطنى بمعزل عن بقية السكان الآخرين من القبائل الاخرى. وهذا ما تسعى اليه السلطة بالضبط مع كل حركات الهامش ابتداءً من الحركة الشعبية الى محاولتها الفاشلة مع «كاد».
    والدليل الثانى يتمثل فى الدعم اللا محدود الذى وجده الرئيس الموقوف من منظمة السودان للتعاون والتنمية الريفية، وهى منظمة يرأسها د. عثمان ابو القاسم، ويعرف الجميع أن هذه المنظمة هى ذراع المؤتمر الوطنى لشق صفوف قوى الهامش.
    أما الدليل الثالث فهو أن السلطة وبمساعدة مخابراتها، حاولت شق «كاد» بإمساكها من أضعف الحلقات وهي الرئيس الموقوف باجماع القادة التنفيذيين للتجمع.
    والدليل الرابع هو ان دخوله السودان ليست له علاقة بـ «كاد» وانما له علاقة بالسلطة.
    * كيف ذلك والمنشق هو الرئيس نفسه؟
    - أولا إنه ليس منشقا، إنما كما ذكرت لك موقوف بحكم دستور التجمع. وليس هنالك أى انشقاق فى منظومة «كاد» القيادية أوالعضوية، فالذى حدث هو أن التجمع مؤسسة حديثة، وتعتمد على مفاهيم القيادة الجماعية، وهذا ما يخالف السائد فى الحركات القائمة.
    * هل تتوقعون انشقاقا آخر؟
    - لم يحدث اى انشقاق حتى نتوقع آخر.
    * ما نوعية علاقة الرئيس الموقوف بالسلطة؟
    - العلاقة واضحة فى اكثر من سيناريو، فقد دخل السودان وتحرك بحرية وبدأ ينادى بشعارات تنموية مبتذلة ليست لها علاقة بالمشروع التنموى المتكامل الذى تقدمه «كاد».
    * أنتم ايضا تطالبون بالتنمية لاقليم كردفان، فلماذا الاختلاف اذن؟
    - التنمية لا يتم تحقيقها الا بالمشاركة العادلة فى السلطة والثروة.
    * ما مدى صحة أنكم لا علاقة لكم بالاضرابات التى حدثت أخيراً باقليم كردفان؟
    - إذن من الذى له علاقة؟ هذه محاولة من محاولات السلطة لتغبيش الحقائق وتهميش دور «كاد» فى الواقع الكردفانى. ولكنها ايضا فرفرة مذبوح.
    * هل ترفضون التفاوض مع الحكومة؟
    - لا. ولكن نرفض المحاولات غير الرسمية والمروجة لثقافة المماطلات والانتقاءات الفردية. وفى نهاية الامر شعب كردفان هو الذى يقرر متى واين وكيف ولماذا نتحاور؟ ولكن ليس تحت الطاولة كما اعلنا سابقا.
    * لكن الحكومة أخيراً خصصت ميزانية كبيرة للتنمية بالاقليم، فى الموازنة الاخيرة؟
    - فى رأينا أن أية ميزانية تم تخصيصها هى لامتصاص غضب الناس، حتى يتم تعطيل وقوفهم مع مشروع «كاد»، وفى ذات الوقت هذه الميزانية هى خدمة للدعاية الانتخابية للمؤتمر الوطتى، اضافة الى اننا نسأل، أين كانت هذه الميزانية طوال السنين الفائتة؟ وما الذى جعلها تظهر الآن إن لم تكن لتعطيل وقوف ابناء كردفان مع اطروحات «كاد» التى ما فتئ ابناء كردفان يتواصلون مع قادتهم مدافعين عنها، رغم تهم السلطة وبذل المال. بمعنى أوضح ما ان حدث ذات الحراك فى اية منطقة «ما» الا وسارعت السلطة الى اسكاتهم بتخصيص المبالغ والزيارات الوهمية، سعيا وراء الحلول الجزئية، فأين الحلول الجذرية لمحاربة العوز؟ أين مشاريع التنمية المستدامة، وأين التخطيط الاجتماعى، وأين وأين وأين؟
    * ولماذا تكرس الحكومة كل هذا الجهد من اجل مصادمة مشروع «كاد»؟
    - لأن سكان الاقليم قاموا بتأييد كل ما ورد فى الوثيقة ومشروع «كاد»، ووجود التأييد بهذه الدرجة فى اقليم كردفان يقفل حلقة المناورة على النظام.
    * بأية صفة تقومون بإقفال الحلقة على الحكومة؟
    - نحن سودانيين ومتضررين من التهميش السياسى والاقتصادى والثقافى الذى تبنته كل السلطات المركزية المتعاقبة. والثورة على هذا الواقع حق مشروع وصفة نكسبها بشرعية المبادرة.
    * ما حقيقة ما يقال ان قوات الامن تلاحق كوادر«كاد» بالداخل؟
    - نعم يحدث ذلك يوميا. وجهاز مخابرات «كاد» يؤكد أن يوميات السلطة تحفل بالكثير من المتابعات وجمع المعلومات ..الخ، لكن ابناء شعبنا اصبحت لديهم من الخبرة بممارسات هذا الجهاز، مما يجعلهم قادرين على الصمود.
    * انتم متهمون بأنكم تتبنون خطا يساريا؟
    - أولا: الاتهام بأننا يساريون لا يغير من واقع الامر شيئاً، فالتهميش هو التهميش اذا نادى به اسلامى او اتحادى او حزب امة او غيرهم. إن اتهام تجمع كردفان للتنمية بأنه حركة يسارية، شيوعية، علمانية، مدعومة من الغرب والاسرائيليين وغيرهم، هو اتهام يرتبط بالخطاب السياسى المستهلك والقاصر والساهل، وتريد السلطة أن تسوقه للبسطاء من أبناء الشعب السودانى وأبناء كردفان بالتحديد، لكى يظلوا «الجوكر» الذى يستخدم فى أى وقت لخدمة حروبها ومصالحها الاقتصادية والسياسية. وهذه هى للأسف لغة لعب الورق التى مارستها الجبهة الاسلامية على الشعب المهمش فى كل الاوقات.
    ثانيا: اليسار فى السودان هو اقدم من «كاد»، وهم الآن جالسون مع النظام الحاكم داخل البرلمان وبرغبتهم وباتفاقهم، فأين المشكلة اذن؟ هم عقدوا معه اتفاق سلام شامل فرض على كل السودان، واصبح مرجعا لكل من اراد ان يكون جزءا من الحل السياسى الشامل، فلماذا اذن يصفوننا باننا يساريون؟
    واذا اتهمنا بأننا علمانيون فلسنا مقارنين بعلمانية الحركة الشعبية لتحرير السودان التى هى الشريك الاوفر حظا فى السلطة الحالية، وايضا برغبة الجناح الاسلاموى الحاكم، وباتفاق دولى من كل القوى الغربية التى نتهم بأننا نتاج لها، والتى لولاها لما تمت ابوجا ولا نيفاشا ولا اسمرا ولا القاهرة، وكما يقول المثل «رمتنى بدائها وانسلت»، فما هكذا تورد الابل. اذن ما الذى تريده السلطة من بيع هذا «التبش المحمض» لشعبنا هنا وهناك؟ ثم اذا كنا يساريين، فماذا فعل اليمين فى الخمسين سنة الماضية بالوطن غير دحرجته اليومية المستمرة نحو الهاوية؟ وماذا فعل اليسار حتى نتبنى فكرته سوى الوقوف عاجزا عن فعل شئ. ثم اذا كنا يساريين ما الذى يجعلنا نتعب فى خلق جسم يسارى جديد وهناك يسار عمره اكثر من ستين سنة، وهناك الحركة الشعبية الشريك الاكبر فى السلطة و...الخ.
    اذا كان الوصف جاء نتيجة لتاريخ بعض اعضاء «كاد» فى الاحزاب اليسارية، فمن الاجدى أن تصنف الجبهة الاسلامية نفسها بحركة يسارية نتيجة لانضمام المئات لها من الاحزاب اليسارية المختلفة، وبعضهم اصبحوا قيادات حتى فى لحظات المخاض الصعب لميلاد انقلابها العسكرى، امثال يس عمر الامام وأحمد سليمان وغيرهم. والوصف فى هذه الحالة لا ينطبق على الجبهة الاسلامية فقط، انما على السواد الاعظم من الاحزاب السودانية وحركات التحرير وغير التحرير التى انضمت اليها مجموعات كبيرة من الاحزاب اليسارية السودانية.
    ثالثا: نحن فى تجمع كردفان للتنمية، قدمنا فى الوثيقة ما نعتبره خطابا ناقدا لكل المدارس السياسية يمينا ويسارا. ونعتقد انهم كانوا جميعا جزءا لا يتجزأ من تهميش ابناء اقليم كردفان. فالسلطة تستعمل خطاب خصومها مع الآخرين لتبرير بقائها، وهذا خطاب مستهلك. واذا كانت السلطة تهدد جماهير كردفان بأنهم سيلقون مصير دارفور فى حالة وقوفهم مع اطروحات «كاد»، فهذا يعنى عمليا الاعتراف بارتكاب جرائم حرب فى دارفور. ويعنى ضمنيا الاعتراف بأن الجنجويد هم صنيعة المؤتمر الوطنى، وأن هذا الحزب لا يتورع فى صنع جنجويد جدد فى كردفان، اضافة الى الموجودين اصلا من دفاع شعبى ودبابين ومجاهدين. وأنا استغرب لسلطة تهدد مواطنيها بارتكاب جرائم حرب ضدهم، لمجرد انهم يمارسون حقهم الطبيعى فى الانتماء والدفاع عن حقوقهم. لكن الذى لا يخفى على احد، ان هذه السلطة مارست الاكذوبة الحربائية كثيرا. ففى الجنوب استباحت دماء الناس خمسة عشرة عاما باسم صراع الاسلام ضد المسيحية، العرب ضد الافارقة..الخ، ووعدت الآلاف ببنات الحور، وعندما اختلفوا فيما بينهم، اعترف مؤسس النظام بأن الذين بعثوا للقتل فى الجنوب ماتوا «فطائس» وليسوا شهداء ولا هم يحزنون. فى جبال النوبة فعلت ذات الفعل، اى «اختفى عنصر الدين»، مؤامرات اسرائيل فى دارفور، الهجمة الامبريالية ضد العرب فى دارفور ..الخ. وفى كردفان حدث ما ذكرناه آنفا. وحتى للذين كانوا فى التجمع الوطنى الديمقراطى، كان الرئيس عمر البشير يقول ان الصراع معهم هو صراع الطاهرين ضد النجسين الذين عليهم أن يغتسلوا فى البحر الأحمر. وهكذا. فإلى متى ستظل هذه السلطة تخلق وتزور المبررات وتتعامى عن الحقائق؟ وهل سيظل الناس صديقين لمثل هذه المبررات؟
    رابعا: اذا كانت الجبهة الاسلامية الجناح الحاكم تعتقد أن «كاد» تتبع خطواتها فى الكذب والتمويه واللعب بمشاعر الشعب السودانى وشعب كردفان على وجه الخصوص، فهذا اعتقاد خاطئ ويعود عليها بصفر تاريخى. فقد ظل قادة الحكم من معهم يكذبون على الشعب عشر سنوات بأنهم لا علاقة لهم بالجبهة الاسلامية، وعندما تشظى صراع الانانية بينهم ودقوا بينهم عطر المنشم، اعترفوا بشقيهم بجريمة الانقضاض على مكاسب الشعب الديمقراطية على نقصانها، دون ان يطرف لهم جفن على هذه الاكذوبة، ودون أن يعتذر منهم أحد عن الاكذوبة لهذا الشعب. ونحن حركة راشدة وتخاطب قضايا اساسية لا يصلح معها هذا السلوك. واذا كان لنا ان نعتذر لشعب السودان كله وشعبنا فى كردفان، فإننا نعتذر عن قبولنا للواقع السياسى الذى اقتضى ان ننطلق من موقع اقليمى للدفاع عن حقوق المهمشين فى الحياة الكريمة، طالما اصبح هذا الواقع ملموسا فى الجنوب والشرق ودارفور والشمال. انه واقع فرضته ظرفية الدفاع عن الوطن الموحد من الاطراف المهمشة، واقع فرضته طبيعة الاحزاب التى كانت تجندنا لخدمة ايديولوجياتها التى لم تكن تختلف عن الجبهة الاسلامية الحاكمة الا بمقدار، فرضته طبيعة تلك الاحزاب التى تخلت عن الاغلبية الساحقة فى الاطراف فى اسوأ ظروف معاناتهم من حكم تنظيم لا يعرف الا لغة الموت لكى يبقى. وهذا هو التخلى الذى يفرض التخلى. وقد تخلينا عنهم لكى نكشفهم اكثر، بعد ان كشفوا انفسهم بالانضمام الفاضح للمؤسسات التى طالما وصفوها بأسفه الالفاظ ووصفتهم بمثلها. اذن ما الذى جمعهم الآن؟
    خامسا: إن فكرة أن «كاد» صنيعة غربية واسرائيلية و..الخ الكلام المجانى، هذا لا يصب الا فى خانة الالتفاف على الحقائق. فالحليف السرى الذى لم يعد سريا لحكومة الخرطوم، هو اميركا التى تسلمت مئات المتطرفين من حكومة الخرطوم فى حالات اتفاقيات امنية نادرة، باعتراف حكومة الخرطوم فى عدة مناسبات وتصريحات «رمتنى ايضا بدائها وانسلت». وأن اسرائيل التى تعتقد السلطة انها بعبع يمكنها ان تخيف به الناس، عليها ان تخيف بها حلفاءها فى الدول العربية التى ترفرف اعلام اسرائيل فيها وتقيم علاقات سرية وعلنية. وان اسرائيل التى تخيف بها السلطة شعبها، هى ذات اسرائيل التى تم التعاون معها فى ترحيل الفلاشا من السودان، وكانت الجبهة الاسلامية متنفذة فى تلك السلطة، وساهمت كوادرها الامنية فى تلك العملية. ونحن لا نقول ذلك لكى ننفى اتهاما او نبرر لاحد، ولكن لأن السلطة احتاجت لمثل هذا الخطاب لكى تحاول به خلخلة قناعات المهمشين البسطاء ومغازلة عواطفهم. إن علاقتنا بالغرب ليست علاقة بنوك تكتنز فيها الديكتاتوريات الاموال المسروقة من شعوبها المستضعفة، وليست علاقة انبطاحات سياسية نتيجة لضغوط مقابل خروقات انسانية مؤلمة، انما علاقة من عاشوا بين هذه الشعوب وتعلموا فى مؤسساتها الاكاديمية التى خرج منها معظم من قادوا شعوبهم فى احلك ظروف الظلم، وقدموا للعالم من المعارف والتقدم ما استطاع به العالم ان يتجنب كوارث فظيعة، علاقتنا به علاقة احترام من وفروا لنا ولغيرنا تكنولوجيا الوصول لمعرفة كيف يعانى الانسان. وبالتالى فنحن ليست لنا علاقة بيع الاوطان للغرب، وليست لنا علاقة المتاجرة كما فعل الكثير من حكوماتنا.
    * وماذا عن الاتهام بأن تجمع كردفان له علاقة بالجهوية؟
    - طرح «كاد» ليست له علاقة بالجهوية، وانما هو طرح شامل من اجل معالجة الازمة السودانية، وطبيعة الصراع هى التى جعلت منا اسما ينسجم مع الطرح، وهذه الطبيعة نعنى بها ان الاسم يمكن ان يأخذ اسم جهة، ولكنه يحمل مضامين وحلولا قومية والعكس، فالحركة الشعبية لتحرير السودان خاطبت قضايا قومية، الا ان ارض النشاط العملى كان فى جنوب الوطن، وحركة تحرير السودان خاطبت قضايا قومية، الا ان واقع نشاطها كان فى دارفور، وكذلك جبهة الشرق، حتى ان الحزب الاتحادى ينادى بالوحدة مع مصر، ولكن ارض نشاطه هو السودان، وقس على ذلك فى حزب البعث العربى الاشتراكى وغيره. وحتى الاتفاقيات عندما تكتب لا تحمل ذات المضامين، فنيفاشا سميت باتفاق السلام الشامل، ولكنها اوقفت الحرب المنظمة فى الجنوب فقط، بينما ظلت الحرب مستعرة فى دارفور حتى اثناء التوقيع، ومستعرة فى الشرق حتى اثناء التوقيع. وعندما حدثت اتفاقية ابوجا لم تكن اتفاقية سلام شامل، بل سميت اتفاقية سلام دارفور، وكذلك اتفاقية اسمرا، وهذا جزء من صلب الازمة.
    * مهندس خالد: هل كنت سابقا تنتمى الى حزب سياسى؟
    - أنا شخصياً لم تكن لدى اية علاقة فى يوم من الايام بحزب سياسى سودانى او اية حركة سياسية سودانية، لقناعتى الكاملة بأن المنظومات السياسية السودانية تعانى فقرا مدهشا فى مخاطبة قضايا الدولة بأمانة وتجرد واخلاص وطنى ذى قيمة، ولا تستفيد لا من تجاربها السياسية ولا من تجارب الآخرين، ولا تتحاور ديمقراطيا مع مواطنيها، وتعتقد انها وجدت لتكون مركزا يوزع ثقافة بقائه على الآخرين لكى يلبسونها وان لم تكن تناسبهم حتى!!! وكل ذلك يتم على حساب الفقراء والمهمشين. كما ان معظمها مؤسسات سياسية تعيش على افقار الناس وتطالبهم بالانتماء اليها، والدليل على ذلك الفشل الذريع الذى لازم انشطتها طوال العقود الستة الماضية، وعبر مختلف تأثيرها فى الحكومات الديكتاتورية والديمقراطية على علاتها. وانا لدى مساهماتى الفردية فى النضال من اجل السودان وشعبه.
    * فيم تتمثل مساهماتك النضالية؟
    - تتمثل فى النداء بتلبية الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للمواطن السودانى، فنحن دولة غنية بالموارد الطبيعية والبشرية، وكل الدراسات المنطقية تقول ان المواطن السودانى يستطيع الحصول على حياة كريمة اذا توفرت اسس الدولة العاقلة. وبالتالى رد الفعل الطبيعى أن اكون جزءا من حركة جديدة يمكنها ان تقدم شيئا للناس، بعيدا عن عبودية المركز الثقافى المهيمن، حركة يعي المنضوون تحتها بأن النجاة من نتائج مآسى أهلهم لا يمكن أن تتحقق الا بالتحرر من موروثات القديم الذى اصابهم بالاذى وجعلهم مواطنين متسولين فى دولتهم الغنية.. نعم انهم يتسولون حتى حقوق مواطنتهم.
    * كيف توازن بين مصالحكم الخاصة والعامة؟
    - نحن ليست لدينا اية مصالح شخصية وراء انشاء وقيادة «كاد»، فجميعنا له وضعه الاجتماعى الذى لا يحتاج معه الى المتاجرة بقضية اهلنا، فهنالك من يعمل فى ظروف وظيفية جيدة، وهنالك من نالوا دراسات عليا فى تخصصات علمية مختلفة. وللاسف فإن كل ذلك تحقق لنا من خيرات الشعوب التى عشنا معها، وليس داخل وطننا، ولكن ذلك لم يجعلنا ننسى قضية من اتوا بنا الى هذه الحياة، ومعاناتهم من اجل ان نصبح بشرا صالحين. ودعينا نقول قول المصريين «المية بتكضب الغطاس».
    * فى رأيكم ما هى أزمة السودان الحقيقية؟
    - يرى تجمع كردفان للتنمية، أن حل قضية السودان عامة وكردفان خاصة، لا يتم الا بمخاطبة التهميش كظاهرة مرتبطة بالسلطة والثروة. أى أن أية تنمية مستدامة لن تتحقق دون مشاركة ابناء الاقاليم بعدالة فى مركز القرار السياسى، والذى بدوره يقود الى المشاركة فى الثروة والعكس.
    * يعتقد المفكرون والسياسيون أن السودان يدخل مرحلة جديدة.. ...وقد وصفها البعض بمرحلة المخاض؟
    - هذه المرحلة فرضتها ظروف القوى العسكرية والضغوط الدولية التى لها علاقة بمصالح دول كبرى، والغريب فى الامر أن هذه الدول الكبرى نفسها لم تستطع فرض سطوتها على سلوك الحكومة التى صنعتها، ولم تستطع فرض هذه السطوة لحماية المهمشين والمستضعفين فى السودان، كما هو الحال فى دارفور والجنوب وجنوب كردفان وغيرها.
    * وماذا عن التمثيل الحالى فى البرلمان السودانى؟
    - إن حكومة تفرض نفسها بأغلبية 52% غير مشرعنة، هذه لا تعتبر حكومة وحدة وطنية، فما زال المهمشون مهمشين وما زالت الاكثرية من المواطنين فى حاجة للحماية.
    * هل النسيج السودانى مهدد بالتمزق؟
    - قلنا من قبل إن السودانيين جميعا يحتاجون الى عقد اجتماعى جديد، يجددون به رغبتهم وثقتهم فى دولة تعددية حارسها الدستور والقانون، واساسها حقوق المواطنة والقيم والاعراف المجتمعية السودانية والانسانية الدولية، وجميع هذه الشروط لم تتحقق طوال العقود الخمسة الماضية، وإن سياسات الدولة مازالت تفرغ الانسان السودانى من المحتوى الوطنى والاحساس بالانتماء لمجتمع ولتراث انسانى راقٍ، ليصبح تحقيق الذات هو الهدف ولو على حساب كل القيم المقبولة عالميا. فمثلا سياسات احالة العاملين والمتخصصين فى كافة المجالات للصالح العام، تتناقض مع حقيقة أن السودان يحتاج الى رأسمال بشرى مؤهل، فكيف يمكن الاستغناء عن هذه الكوادر التى صرفت عليها الدولة من عرق الشعب؟ اليس هذا ما يقود الى الغبن والفقر والتمزق الاجتماعى؟
    * ما هو الجديد حول مذكرتكم التى رفعتموها للسلطة الحاكمة فى السودان؟
    - لم نتلق ردا رسميا حتى الآن.
    * الى ماذا تسعون فى الوقت الحالى؟
    - من الناحية الاستراتيجية نسعى للتنسيق مع بقية قوى الهامش لانقاذ السودان من هذه الازمة التى يمر بها، كما اننا مشغولون بالتخلص من ورطة استخدام ابناء المهمشين ضد تطلعات اهلهم المشروعة، وايقاف استغلال موارد المهمشين لصالح اضطهادهم، وقطع الطريق امام الحلول الضيقة الافق التى يُستخدم فيها ابناء المهمشين لصالح المنتفعين، اضافة الى توحيد جهود الهامش للانتصار لقضاياهم المشتركة، ولفت انتباه المجتمع الدولى للمصير المجهول الذى ينتظر الشعب السودانى، لا سيما فى قضايا الوحدة الطوعية والفيدرالية الحقيقية، والاشتراك فى دولة المواطنة الحرة. واخيرا نحن مشغولون بلفت انتباه الشعب السودانى الى القضايا المصيرية المتمثلة فى الديمقراطية وحقوق الانسان ..الخ، اضافة الى السعى لتجنب الحرب الاهلية، اذا ما تم الاسراع فى الالتفاف على القضايا المعلنة فى وثيقة «كاد».
    * هل تتهمون الحكومة باستغلال موارد اقليم كردفان لصالح اضطهاد السكان؟ وعلى ماذا تستندون؟
    - إن الخرائط والمسوحات الجيولوجية توضح اماكن النفط والموارد الطبيعية الاخرى المؤثرة فى الصراع السياسى فى السودان، وتشير الى وجود الكثير من هذه الموارد فى اقليم كردفان. وهذا يوضح اسباب لماذا تسعى السلطة الى تذويب الاقليم فى الشمال الجغرافى. إن ابناء كردفان لهم الحق فى العمل لتوفير العيش الكريم والاستمتاع بمواردهم. وإن ما ورد فى وثيقة «كاد» يوضح المشكلة والحلول والمطالب كما يراها سكان الاقليم، فنحن لا نريد استدماجنا قسريا مع اية جهة كانت، لأن اقليم كردفان له شخصيته المكتملة ومميزاته الجغرافية والسياسية وتركيبته الاجتماعية التى تختلف عن المناطق الاخرى، ولاهل كردفان الحق فى تقرير مصيره فى موضوع الجهة التى يريد ان يكون جزءا منها، ومحاولة ضمه الى الشمال السياسى لا يخدم على الاطلاق اهل كردفان.
    * فى رأيكم ما هى علاقة التنمية بقضايا الديمقراطية؟
    - ببساطة لا ديمقراطية بدون تنمية بمعناها الشامل، ولا تنمية بلا ديمقراطية بمعناها الشامل.
    * ما تعليقكم حول ما يُقال بأن الديمقراطية وحقوق الانسان شعارات لم يتم انفاذها كما يجب حتى فى دول العالم الاول؟
    - نحن نعيش فى بلاد تمارس فيها الديمقراطية وحقوق الانسان، ونحن نعايش ذلك بأنفسنا ولم نقرأه فى كتب او نسمع به. والسودان يجب الا ينفصل عن الكوكب الذى يعيش فيه. فهذا العالم كان جزءا من كل اتفاقيات السلام فى السودان اتفقنا معها ام اختلفنا، وكان هذا العالم هو السبب وراء ذلك بالدعم المادى والمعنوى واللوجستى ..الخ، فكيف ينفصل عنه السودان فى ما يخص قيم الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية، ومن ثم يسميها شعارات جوفاء لم تتحقق بعد. هذا العالم لا يقوم الا على هذه القيم، ولم يقدم هذه الاسهامات العلمية الا بناءً عليها. فنحن نرى ان من يسميها شعارات جوفاء هو كمن يأكل لحم اخيه ميتا.
    * ذكرتم بأن لكم اتصالات مع المجتمع الدولى.. فما هو الجديد؟
    - ما زالت العلاقة والاتصالات مع المجتمع الدولى مستمرة فى مختلف الاتجاهات ومبشرة جدا جدا.
    * حدثنا حول مشاركتكم فى مؤتمر حقوق الانسان الذى عقد أخيراً فى مدينة لاهاي الهولندية؟
    - تناولت ورقة «كاد» فى المؤتمر الذى نظمته العديد من منظمات المجتمع المدنى الاوروبى ومنظمات المهاجرين، تناولت حقوق الانسان فى السودان واشكالية المواطنة، ودور «كاد» فى ترسيخ المفاهيم الحديثة لحقوق الانسان، وايضا حقوق المرأة والطفل والحقوق الثقافية، بالاضافة الى انتهاكات حقوق الانسان فى مجالات التعليم والصحة ومحو الامية والعمالة، بالاضافة الى المظالم الاثنية فى مجالات مختلفة.
    * ما هى نتائج المؤتمر؟
    - دعا المؤتمر الى ضرورة تغيير السياسات الاجتماعية المتعلقة بالحاق كل الفئات الاجتماعية بدولاب الدولة العاقلة، والى تحمل الدولة مسؤولياتها تجاه المستضعفين، وانفاذ سياسات ترمى الى رفع المعاناة وانهاء الاقصاء الاجتماعى القائم على النوع والجنس والدين والعرق واللون. كما اكد المؤتمر على ان الحقوق الثقافية يجب ان يعنى بها الدفاع عن الثقافات والموروثات والتراث الانسانى الذى تم اقصاؤه من تركيبة الدولة، نتيجة للسياسات احادية التوجه الثقافى، وطالب المؤتمر هيئة اليونسكو بالتصدى لهذه السياسات التى تغمر هذا التراث فى المقابر.
    * فى رأيكم كيف تكون معالجة اشكالية الوضع السياسى فى السودان؟
    - ندعو الى تأسيس دولة حديثة واقامة سياسة ومبادئ الاصلاح الديمقراطى والشورى والحرية والعدل والمساواة واحترام حقوق الانسان والمواطنة. وندعو الى حلول سياسية شاملة كاساس لحل مشاكل السودان، وهذا ما يجنبنا المجابهات الضيقة وما يصاحبها من دمار، كما ندعو ونناضل من اجل اقاليم السودان، لاننا مع التنوع الثقافى والاجتماعى والتعدد السياسى. ونكرر الحاجة الى ايجاد عقد اجتماعى جديد.
    * وأين موقع السلطة الحالية من هذه الدولة الحديثة؟
    - السلطة الحالية لا تحدد وحدة السودان انما تفكيكه.
    * هل تعنون بذلك ان السلطة الحالية تسعى لتفكيك السودان؟
    نعم.. فمنذ مجيئها وما يدور الآن من سياسات فهو خير دليل على ما نقول. وبالنسبة لنا فإن مطالبنا هى مطالب الشعب السودانى كافة وكردفان على وجه الخصوص. واذا رفضت السلطة التفاوض حولها فإن الشعب السودانى بإقليم كردفان له خياراته المتعددة.
    * هل هذه الخيارات خيارات وحدة ام انفصال ام ماذا؟
    - الأفق السياسى للنخب السلطوية هو الذى يجعل من الوحدة شيئاً طارداً، فإذا استمرت السياسات الحالية على هذا النهج الطارد، فإن المواطن السودانى لن تكون له مصلحة فى استمرار هذا النوع من الوحدة، نتيجة لانعدام التنمية المتوازنة بكل تفاصيلها التى تجعله ملتحقا بركب العالم.
    * الى ماذا تتطلعون؟
    - شعب كردفان يريد التغيير على ارض الواقع وليس على الورق. و«كاد» تتطلع الى وحدة قوى الهامش، لكى تتم المواجهة مع سياسات السلطة الرامية الى استفرادها بحركات الهامش كل على حدة، وهذا هو الطريق الذى يهدد الوحدة. ومن هنا أناشد كل ابناء الشعب السودانى عامة وابناء كردفان خاصة الذين كانوا جزءا من المظالم التى لحقت بأهلهم فى هذا العهد المظلم، بأن الفرصة مازالت مواتية امامهم لكى يكفروا عن تلك الاخطاء بتعديل مواقفهم والانحياز الى الصفوف التى افرزتها وقائع الصراع السياسى الحالى، وألا يسمحوا باستمرار الاكذوبة على جثث أهاليهم.
    * هل تعتقدون أن الحكومة لا تريد الحوار معكم؟
    - الحكومة لا تسعى الى حل المشكل الكردفانى او غيره، فهى تسعى للبقاء رغم استمرار التفرقة والفتن.
    * لماذا اذن تسعون للحوار معها؟
    - نحن نرجح صوت العقل، والحكومة هى الجسم الشرعى المعترف به دوليا، وبما اننا نعتبر السلطة الحاكمة بالسياسات التعسفية التى تتبعها، بأنها الجزء الاكبر من مشكلة السودان بصورة عامة وكردفان بصورة خاصة، فنحن فى «كاد» نرجح الجلوس للتفاكر حول مشكلة الاقليم من خلال الوثيقة التى توضح المشكلة والحلول والمطالب كما يراها سكان الاقليم.
    * هل تعتقدون ان الحكومة ستقوم بتلبية مطالبكم؟
    - نتمنى ذلك.
    * رسالة توجهها للرئيس البشير؟
    - البشير لديه فرصة بأن يثبت أنه رئيس عليه انفاذ اتفاقية السلام، والاسراع فى الرد على وثيقة «كاد» قبل فوات الاوان.
    * يقال إن اتفاقية السلام تعرضت لخروقات؟
    - تنفيذ الاتفاقية لم يتم حسب الجدول المرسوم له، ونحن نعتبرها مماطلة من الحكومة، وذلك للتناقض فى طريقة تطبيق الاتفاقية، فهى فى الاساس سميت اتفاقية سلام شامل ويعنى بها السودان ككل، ولكن تطبيقها تم توكيله لحزبين، وبقية الاجسام السياسية التى لها قواعد وجذور فى ارض الواقع لم توكل لها ادوار فى التطبيق وجعل الاتفاقية واقعا معاشا. ثم ان الحزبين اللذين اوكلت لهما مهام التطبيق والتنفيذ، لم يفعلا ما يقنع المجتمع الدولى والاقليمى من جهود ملموسة حتى يستمر فى دعمها، اضافة الى ان الاتفاقية لم تنص على آليات واضحة تتبعها منظمات المجتمع المدنى الاخرى فى التنفيذ، مما يجعلها قاصرة فى هذا الاطار.
    * هل تعتقدون أن الاتفاقية فاشلة؟
    - الفشل فى التنفيذ وليس فى المحتوى.. فالحرب المنظمة بين الجيش والجيش الشعبى توقفت، لكن تم احلالها بحرب مليشيات مدعومة من قبل الطرفين الموقعين على الاتفاقية فى الجنوب والشمال، كما هو الحال فى احداث ملكال وجوبا وجبل الأولياء وجنوب كردفان. ونحن بدورنا نسأل هل تصلح الاتفاقية كإطار عام لحل المشكل السودانى بغياب المؤتمر الوطنى؟
    * وماذا تتوقعون لها مستقبلا؟
    - ما لم تتحول الاتفاقية الى ماعون تشترك في تناول المصالح فيه كل المؤسسات التى تمثل قطاعات الشعب المختلفة، فإنها لن تنجح، لا على مستوى التنفيذ ولا على مستوى التبنى.
    * فى اعتقادكم هل هنالك جهات اقليمية ودولية تلعب دورا وراء زلزلة الوضع السياسى فى السودان؟
    - السلطة هى التى تلعب دورا فى تثبيت المفاهيم الخاطئة للادوار الاقليمية والدولية. وذلك بمقارنة أوضاع العراق وافغانستان بالسودان. فدخول القوات الاممية الى دارفور لايجاد حلول للكارثة الانسانية، ليست له علاقة بغزو العراق من قبل الولايات المتحدة. واذا كانت الدولة ليست جزءا من كارثة دارفور، فماذا يضيرها؟ ولماذا الخوف من القوات الاممية وهى موجودة فى عدة اماكن داخل السودان وبموافقة هذه السلطة؟!
    * هل ترون غير ذلك؟
    - نعم.. ما غير ذلك رحيل السلطة اعترافا بالفشل، والمناداة على شعب السودان لتحمل قضايا وطنه بطريقة تليق بعظمة هذا الشعب.
    * اذن ماذا عن المشروع الاميركى لترتيب الاوضاع فى الشرق الاوسط الذى يهدف الى تفتيت الدول العربية الكبرى؟
    - ليست هنالك اية علاقة بين الذى يحدث فى السودان والذى يحدث فى افغانستان والعراق. فهنالك غزو امريكى وهنالك فى دارفور أزمة خلقتها السلطة، وما يجرى فى لبنان هو صراع داخلى «لبنانى لبنانى» وصراع «سورى لبنانى» وصراع «فارسى عربى» وصراع «شيعى سنى مسيحى». والمشروع الاميركى الخاص بالشرق الاوسط لا علاقة له بالصراع السياسى فى السودان. فى السودان الصراع على السلطة والثروة، فهو صراع من اجل العدالة والمساواة وحقوق الانسان، حتى السلطة اذا قامت بدورها فى حماية المواطنين، وقدمت مشروعاً تنموياً متكاملاً ووفرت اساسيات الحياة، فلن يكون هنالك اى تخوف من اى مشروع، لانه ليس هنالك ما يستهدف. لكن عندما تنعدم العدالة وتنتهك حقوق الانسان مثل اغتصاب النساء والفتيات القاصرات، وتوضع المشاريع والخطط ضد المواطنين، فعلى المواطنين الوقوف امام هذا المشروع.
    * ما هى رؤيتكم حول قانون الاحزاب الجديد لسنة 2007م؟
    - نحن نريد ان نذكر الشعب السودانى بأن الجبهة الاسلامية وعن طريق كوادرها المتنفذين فى السلطة سنة 1989م، فصلت قانون الانتخابات على مقاسها، رغم انها بصفتها تنظيما لم تكن فى السلطة، فما بالك وفى عقدين من الزمان تفصل اجيالا على مقاسها عبر كل مؤسسات الدولة ولا سيما التربوية. اولا: المادة «19» من القانون تجيز حل اى حزب سياسى، وهذا يعنى عمليا الدخول فى صراع مسلح جديد. ثانيا: هذه المادة تعنى ان اى من الفصيلين الحركة والمؤتمر يريد الحفاظ على نسبته عبر حل اى تنظيم سياسى يمكنه ان يهدد نسبته فى الوجود البرلمانى. ثالثا: هذه المادة تعنى قفل الطريق امام اية مؤسسة سياسية لها رؤى جديدة ومقبولة فى السودان، بما يعنى انها تخالف السائد الذى ساهم فى استمرار الازمة فى السودان. واخيرا هذه المادة تساهم مساهمة كبيرة جدا فى تفتيت وحدة حركات الهامش، باعتبارها حركات غير مستفيدة من استمرار السلطة المركزية الحالية التى ستحتمى بهذه المادة، اضافة الى ان المادة «19» تخالف اتفاق نيفاشا نصا ومضمونا، وتتصادم مع مفاهيم حرية التنظيم والحريات العامة.
    * هل تتهمون الحكومة بتدليس نتائج الانتخابات؟
    - بالطبع نعم.. والشئ الاخطر هو أن دولة مثل الصين لديها شبكة محمية The Red Net. وهى شبكة تتيح للدولة المستفيدة ماهية نوعية المعلومات التى تريد بثها عبر الانترنت للمستهلك. وتريد العديد من الدول الافريقية توفير هذه الخدمة لها، وقد ابدت اهتمامها ورغبتها بها. وليس لدينا شك في أن السلطة فى السودان هى من أوائل «زبائن» هذه الشبكة.
    * كلمة أخيرة؟
    - اننى ونيابة عن كل ابناء كردفان وقادتهم فى «كاد» اشكر صحيفة «الصحافة» ومراسلتها الاستاذة أمل شكت مراسلة الصحيفة فى دول الاتحاد الاوروبى، على هذا اللقاء لاعلاء صوت الحق.. ودمتم لخدمة الوطن والسلطة الرابعة. كما نعاهد الشعب وكافة الشعوب المهمشة فى السودان ولاسيما فى كردفان، بأننا سنصمد فى الدفاع عن قضاياهم الى آخر قطرة من دمائنا، وسنسير على الدرب بكل شرف وإباء.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de