|
لسنا دعاة استسلام لكائنٍ من كان طالما كنا اصحاب حقٍ أبلجٍ
|
Quote: يعلن المدعى الجنائي الدولي عصر اليوم في لاهاي اسماء اشخاص متهمين بارتكاب جرائم بدارفور، ويقدم أمام قضاة المحكمة الجنائية الدولية أدلة اتهام أولئك الاشخاص «السودانيين».. مهما يكن محتوى قائمة الاتهام، فمن المؤكد إننا إزاء مواجهة جديدة مع جهات خارجية.. لسنا دعاة مواجهات مع العالم الخارجي، بل نحن دعاة تعاون وتعايش وتفاهم.. لكننا، بأية حال، لسنا دعاة استسلام لكائن من كان طالما كنا اصحاب حق أبلج.. وفي موضوع محاكمات دارفور هناك ظلم بيَّن يقع علينا كدولة وكشعب قبل أن يقع على حكومتنا، والحقائق الثابتة في هذا الأمر لا يخطئها العقل المنصف: الحقيقة الأولى ان أحداثاً مؤسفة وقعت في دارفور بعضها ارتقى إلى مستوى الجرائم التي تستوجب المحاسبة. الحقيقة الثانية ان واجب الدولة السودانية اعمال سلطة القانون بلا تحفظ ومحاكمة المخطئين محاكمة جادة وعلنية. الحقيقة الثالثة ان مسلك الدولة السودانية، حتى الآن، ينم عن انها راغبة في ذلك، وان القضاء السوداني مؤهل وقادر على اتمام المحاكمة. الحقيقة الرابعة: لا مجال لاقحام المحكمة الجنائية الدولية في هذا الأمر لأن السودان غير منضم لنظام هذه المحكمة تماماً كما هو حال العديد من الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية. الحقيقة الخامسة: ان قضيتنا الحقيقية الآن هي التمسك بحقنا في رفض محاكمة أي من مواطنينا امام المحكمة الدولية، سواء أكان من تراد محاكمته عنصراً حكومياً أو قبلياً أو متمرداً.. وليس في هذا التمسك أية حماية لمتهم او حماية لمتجاوز ولكن فيه احقاقاً لحق دستوري وانتصاراً للسيادة الوطنية. إنها مواجهة لها مساران متلازمان: مسار رفض المحاكمة الدولية، ومسار اتمام محاكمة حقيقية عادلة وشفافة امام القضاء السوداني، وفي كل الحالات فإن واجب اجهزتنا العدلية ان تسجل حضوراً قانونياً وإعلامياً نشطاً هذه الأيام وعدم اعتزال الساحة وتركها نهباً للقوى التي تتخفى وراء ستار المحكمة الجنائية الدولية لتمرير اجندتها التدميرية ضد كل ما يمثله وطننا السودان. |
ما كتبه الاستاذ فضل الله محمد في عموده اليومي تحت عنوان (مواجهة أخرى) صحيفة الخرطوم (27 فبراير 2007م)
|
|
|
|
|
|