|
الاحزاب اللينينية
|
تقوم نظرية الحزب اللينينى على افتراض مؤداة بان من دعاه ماركس باسم الصراع الطبقى هو صراع مسلح بين الاغنياء والفقراء لا يمكن حسمه الا باستيلاء العمال على السلطة طبقا لمبدا دكتاتورية البروليتاريا. هذا المبدا لم يعتمده ماركس شخصيا ولم يعتمده مفسروا الماركسية الاوائل من امثال روزا لوكسمبرج ولا تعتمده دولة ماركسية معاصرة مثل يوغسلافيا. ولايعرف احد من اين استمده لينين ولم يفسره لينين نفسه الا بمقولة من مقولاته الشعريةkto kovo اي من يتنازل عن حقه لمن فى غياب دكتاتورية البروليتاريا ؟ وهو سؤال يعكس ولع فلاديمير لينين بالسجع والطباق ولا ينم عن معرفة جادة بتاريخ الثورة. فصراع الطبقات الذي عناه ماركس ليس صراعا بين الاغنياء والفقراء بل بين الاغنياء وحدهم . انه معركة لا يؤدى فيهاالفقراء دور الخصم بل دور الاداة المسخرة لكسب هذه المعركة. كل ما فى الامر ان كلمة الاغنياء عند ماركس لا تعنى فقط اصحاب المؤسسات المالية كما اعتقد لينين بل تشمل ايضا اصحاب المؤسسات العقائدية مثل الحزب اللينينى بالذات. واذا كان تاريخ الثورات هو مرجع الجدل حول هذه الحقيقة فان هذا التاريخ يقول حرفيا( ان الاغلبية كانت دائما اداة فى يد الثورة لكن الثورة لم تكن ابدا اداة فى يد الاغلبية) . فثورة اليهود ضد روما وهى اول نماذج الثورة الجماعية فى التاريخ انتهت باخضاع اليهود لسلطة مؤسسة عقائدية وثورة البريطانيين فى القرن السابع عشر انتهت بتجنيدهم فى خدمةمصالح راس المال وثورة الفرنسيين فى القرن الثامن عشر انتهت بحشدهم فى جيش نابليون وثورة الروس فى القرن العشرين انتهت باخضاع 265 مليون مواطن روسى لسلطة حزب لا يمثل سوى 2% من تعداد السكان. واذا كان لينين قد عرف نموذجا تاريخيا واحدا عن ثورة انتهت باقرار سلطة الاغلبية( بمعنى تحقيق الديمقراطية) فانه قد مات من دون ان يبوح بهذا السر.
ونواصل مع النيهوم المذهل
|
|
|
|
|
|