سيف الدين عيسى مختارأمين المنتدى الثقافي بجدة يستأذنك الدخول ونتمنى نتمنى أن لايطيل الإنتظار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 10:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-26-2007, 11:23 AM

sunrisess123

تاريخ التسجيل: 04-17-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سيف الدين عيسى مختارأمين المنتدى الثقافي بجدة يستأذنك الدخول ونتمنى نتمنى أن لايطيل الإنتظار


    القلمـ نور
    و الكثير منا لديهم أقلام ...
    لكن ليس المهم كم قلم لديك ....
    بل المهم هو مدى استخدامك لهذا القلم ......
    و كيفيه كتابتك فيه !!............................
    نجد أقلاماً كثيره لا تخط سوى الكلمات الساقطه ...
    و هناك اقلام لا تعبر إلا عن ذاتها......
    و هناك أقلام تكتب لمجرد الكتابه .......
    وهناك أقلام تخرج حبرها من أجل الشهره ......
    و هناك أقلام تبطل الحق و تصحح الباطل !.......
    وهناك أقلام تصف واقعاً و تنصر الحقيقه..........
    فــنسأل الله سبحانة وتعالى أن يجعل أقلامنا من النوع الأخير...........
    وفي كل عقل نجد افكار و في كل فكره نجد مبدأ و ما ان نسير في دربنا حتى نرى الناس كل منهم لديه قدراته واخلاقه و جماله ! قد نتحسر على حالنا و قد يغزووالكره و الفضاء قلوبنا لكنـ إن وجدنا القناعه فينا ابتعدنا عن كل ذلك و يبقى الأمر المهم هو أن القناعه ليس نبذاً للطموح !!!
    وليست تكسيراً لها بـل هي اقتناع بالقدرات والاصرار على بلوغ اعلى المراتب ..........

    فالتحية لحروفك التي تبقى دوما تحمل العبق..
    والتحية لقلوب تسعى للخير دوما، تحية لشفافيتها التي أرها نهرا تدفق فسقى جدباء الأرض فغدت فردوسا..تحية عهد وعهود..



    تشكيلات نوبية في لوحة الوطن الجميل
    شعر/ سيف الدين عيسى مختار/جدة

    كان الكَاجوَر(1) المغبون
    يعمل في قواسيبك (2) ضرا
    شان يشرك فوف التقانيت (3) هبوت شرا
    لكنو يوم شاف القناديل
    شاكية من جيش الهواويل (4)
    خاف وانزوي
    يا بنيه يا
    يا بت التراتيل
    يا بت التهاليل
    ساعة الفجر
    ***********
    يا بنية يا
    يا لعبة شليل
    يا لعبة كَعَود
    في ضو قمر
    ***********
    يا بنية يا
    يا بت البسوق
    أورتي (5)
    فوق ساقية عشر (6)
    ***********
    يا بنية يا
    يا جبال توتيل
    تبلدية في
    حضن الأصيل
    أبنوسة في
    في زخــــة مطر
    ***********
    يا بنية يا
    يا طعم القبيل
    ترنيمة في
    جيد ناس أويل
    تفعيلة في
    بحر الخليــــل
    لالوبة في
    حوش ود بدر
    ***********
    يا بنية يا
    بت الجنوب
    يا شمس الشروق
    ويا شفق االغروب
    أقيفي في وش الهبوب
    لا تخافي من نو الرياح
    ما بكره بيهب الصلاح
    وتعدي من موج الروَاح
    تعدي من قيف الخطر
    ***********
    هوي يا بنية يا
    يا مولوده في لفحة هجير
    كل الجروف الشاردة فيك
    الراقدة فوق قيزان مسامك
    ما حضروا ميلادك
    ما شالوك كركوتي (9) على الجفاف
    ما غنوك يوم عرس الضفاف
    اذ أن الكركي (10)
    خان الامانات وانبهل
    ما خلى خاطر للدموع السايلة
    من ناسا ضعاف
    مورودة (11) كنت من السقط
    حرانة من بُبُل الهجير
    جابولك الشيح والعسل
    بخروك الكُليت والشاف
    وحردت من قومة دغش
    ما طالما خلوك هاملة
    لا سماية ولا اسم
    وموضوع هويتك ما اتحسم
    وخلوك لى وادي العطش
    حردانة كنت من الغبش
    وزعلانة من كل الترابلة (12)
    ما يفصدوك على (التِبل)
    وما يشلوخك على البرش
    ***********
    يا بنية يا
    مولودة في ارضا خلا
    ما حنونك يوم دخلتك
    وما جوكي أعمامك
    قدلوا قدامك
    وبِعدوُا خيلانك
    ما دقوا دلوكه
    عاد قولي يا بنية
    منو البقدر يشيل همك
    ومنو القادر يغطيك ويضمك
    ***********
    ويوم انبهل داك الكركي
    واندلق فيك السحاب
    منو الركز جنبك
    هوي يا بنية
    يا بت العجو القنديل
    يا مروية من جبل مره
    وطالعه من جبال توتيل
    يا أبنوسه في بحر الغزال وأويل
    يا راقده في ضل السحاب
    ومغسولة بي موية السراب
    الليلة ميلادك بدا
    والكاجور خلاص صافى القواسيب والضرا
    راح وانزوى
    وما باقي غير الضريسة على الجرف
    والبلد اخضر من ريق السلام
    وما باقي غير الهواويل والصرف (14)
    وكان يوم سمايتك يوم سبت
    اتلموا أصحاب العراريق والعمم
    وجوك رعيان البهم
    والخاتين على راسم قِرن
    ناس الحربة والشوتال
    أدوك الهوية ... مهروك الاسم
    =====================================
    الهامش
    1) الكجور:كلمة نوبية تعني الأعصار وفي المعتقد الشعبي أن الكجور هو مركب الشياطين ، وهي كلمة مركبة من كلمتين نوبيتين هما ( الكج) أي الحصان، و(ور) وتعني الركوب فكأن معناها هو (الممتطي صهوة الحصان) وهو تعبير دقيق يصور حالة (الأعصار) الذي يبدو وكأن شخصا اقتطع جزءا من الرياح فامتطاه على عجل .
    2- القواسيب: جمع واحدها (قيساب )والقواسيب هي البيادر ، أماكن جمع المحصول بعد الحصاد وهي كلمة نوبية استعربت، وأصلها أن المحصول قمحا كان أم ذرة يوضع في شكل هرم ويسمى القيس بالنوبية ومن هنا جاء اسم الجيزة (القيسة) حيث الاهرامات المصرية مما يدل على أصلها النوبي، وقد أكد علماء الآثار مؤخرا بأن الأهرامات النوبية في البركل هي الأصل الذي احتذاه قدماء المصريين أو أن النوبة هم أصحاب الحضارة الفرعونية القديمة، وهنالك شواهد عديدة تدلل على ذلك مثل أسماء الملوك الفراعنة واسماء المدن المصرية، السويس، اسوان ، سيوه وقد المحت الى ذلك في مقالات وكتابات صحفية عديدة وعبر برنامج (خواطر فب التراث النوبي الذي كان يبث من اذاعة دنقلا.
    3) التقانيت: جمع تقنات كلمة نوبية تعني حافة الحوض
    4) الهواويل: جمع هويل ، والهويل بالنوبية هو النمل الأحمر، حشرة صغيرة تنكاثر في جذور النباتات وخاصة النخل
    كَعَود: هي لعبة شليل بالنوبية و الكعود هو تلك العظمة التي يلعب بها الصبيان وتكون في شكل صليب ويتم اختيارها ومن هنا يظهر ان هذه اللعبة من موروثات العصر المسيحي في السودان .
    5) الأورتي: هو الصبي الذي يتولى قيادة الثيران في الساقية
    6) ساقية العشر: لعبة نوبية قديمة فيها يقوم الصبيان بنصب ساقية من أخشاب شجر العشر يوم عاشوراء (يوم الهيوب) وتسمى ساقية الشياطين
    "رياح النو والصلاح" :النو هو الرياح التي تهب من الجنوب الى الشمال، وعادة ما تأتي هذه الرياح في الأيام الفاصلة بين الصيف والشتاء، وهي رياح غير مرغوبة لأنها تعطل حركة المراكب الشراعية على النيل ومن ثم تصيب حركة الناس بالشلل في الأزمان التي كان يعتمد فيها الناس على المراكب الشراعية اعتمادا كاملا في الانتقال بين ضفتي النهر.
    رياح الصلاح :هي التي تهب من الشمال الى الجنوب أي عكس حركة مياه النيل وهي ريح الصبا.
    7) الهمبول : هو الثوب الذي يوضع على أخشاب فيمتلىء بالهواء ويشبه التمثال لاخافة الطير ومنعه من الاقتراب من السنابل.
    8) الضره :أي الذرة وظل نبات الذرة لا يسمن ولا يغني من جوع
    9) الكركوتي: كلمة نوبية تعني الطمي (التربة الخصبة)
    10) الكروكي: هو القناة المائية التي تخرج من النيل أو من الجداول تحت الأرض لتنفجر في الأرض المنخفضة بعيدا عن مصدرها وغالبا ما تكون مصدر أذي اذ يصعب السيطرة عليها، وقد تهدمت كثير من المنازل بسبب هذه القنوات المائية خاصة في الشمالية ابان فيضانات النيل
    11) مورودة أي محمومة من الورد ، وهي كلمة عربية فصيحة.
    بُبُل: هي الارض الشديدة الحرارة التي ياتي عليها الظل وهي ما زالت محتفظة بحرارتها وفي اعتقاد الناس في منطقة النوبة ان الجلوس على مثل هذه الارض من اشد الاشياء خطورة على الصحة.
    12) الترابلة: جمع تربال ، والتربال هو المزارع بالنوبية وهي كلمة مركبة من كلمتين هما (تُرب) وتعني المنجل، و(آر) أي القابض أو الماسك والتربال هو (القابض على المنجل ) أي المزارع، مثل كلمة القبط الأسم الذي يطلق على قدماء المصريين والذي سميت عليه مصر ( EYGPT) فهي من كلمتين نوبيتين (قو) بمعنى أرض، و(بتي) بمعني (يحفر)، وكلمة (آر) بمعنى الحبس أو المسك لها دلالة عظيمة في معاني بعض المدن والمناطق السودانية وحيثما تدخل في اسم مدينة أو منطقة تعني وجود شلالات بها مثل (كجبار) (كج) بمعن حصان، (با) بمعني الحوض و (ار) بمعني الحبس ومعناها (حابس حوض الحصان) .أطلق على سرعة جريان مياه النيل في تلك المنطقة بفعل السدود اسم الحصان ، وسنار وهي من مقطعين (اسى) بمعنى الماء، و(آر) الحبس، فكأن معناها (حابس الماء) أي الخزان أو السدود.
    (التبل) كلمة نوبية تعني صفحة الخد، وهي كلمة معبرة خاصة اذا كانت الفتاة الصغيرة ذات خد اسيل ، وهن في الغالب ما كن يتعرضن للشلوخ على اعتبار أن الخدود الجميلة ستكون أجمل بالشلوخ التي كان يوضع عليها السكن حتى تتخذ لونا داكنا ، وتلك ما تغنى لها الشعراء (السمحة ام شلاخا خضر)، وفي الفترات التي وعي الناس فيها الى الضرر الذي يلحق بالمرأة من جراء الشلوخ أصبح الناس يتغنون للجميل (السادة) ، قال الشاعر(يا جميل يا سادة، حبك جنني زيادة)
    13) الضريرة نوع من العطور المحلية توضع على رأس العريس يوم زفافه
    14) الصرف: نوع من الديدان يعيش في الغالب على اشجار السنط ويسبب حساسية في الجلد.

    الى عشاق الشعر.. هدية منتدى السودان الثقافي بجدة.. ديوا...يم المك (تيراب هواك)

    دنقلا العرضي منبع الحضارة وبوابة الاسلام و الدنقلاوية ما بين الثقافة و العرق / سيف الدين عيسى مختار/ جدة
    دنقلا العرضي تلك المدينة الرائعة، كانت مركزا صغيرا تحولت في عهد حكومة الرئيس الاسبق جعفر نميري الى عاصمة للمديرية الشمالية ثم عاصمة للولاية الشمالية. عندما كانت مدينة صغيرة تؤدي دورها الاقتصادي والثقافي والعلمي كانت لها نكهة مميزة، وحين كبرت وتوسعت وأصبحت لها امتداداتها شمالا وجنوبا، وسكنتها العديد من القبائل المختلفة من شتى أنحاء السودان، تغيرت نكهتها تماما، وهجرتها العديد من الأسر العريقة. لم تعد تلك المدينة الحالمة التي كان تجارها يبسطون موائدهم العامرة باصناف الأطعمة التي لم تعرفها مدن السودان الأخري، ولم تعد رائحة الرغيف البلدي تفوح من بيوتها العريقة، وروائح الند والبخور تعبق في المتاجر الممتدة التي تحولت الان الى أكشاك متداخلة تعج بالناس الهائمين بين أزقتها دون هدف، لم تعد تلك الأصوات التي كانت ترتفع من الباعة وهم يستخدمون لهجة أهل دنقلا المحببة، فمن منا لا يتذكر بائع الطعمية وهو ينادي (الطعمية ، تفتح النية ، تخلي العجوزة صبية) أو القفشات الصادرة من الجزارين وهم يدعون المارة للشراء من ذبيحتهم التي كانوا يطوفون بها أرجاء السوق في الليلة السابقة لذبحها يتبعهم الاطفال والمتطفلون وهم يرددون بأعلى أصواتهم " الجاموسة حلوة عروسة، الجاموسة حلوة عروسة " وصيحات الجمهور في سينما عمر ابو الحسن "شي لله يا سادات ويا ويكه الحجارة جات) تعبيرا عن غضبهم لتقطع عرض الفيلم ذلك قبل أن يستبدل أجهزة العرض السينمائي بأخري حديثة وقبل أن ينافسه قرشي بأنشاء دار سينما جديدة تعرضت للعديد من مظاهر الاحتجاج من قبل أهل دنقلا المحافظين. دنقلا التي أحاطت نفسها بسياج قوي من العادات والتقاليد ، فهي مدينة متدينة، وقد تعجب عزيزي القاريء حين تعلم أن هنالك نساء في دنقلا لم يرين السوق في حياتهن، فمن العادات المرعية أن لا تذهب المرأة الى السوق مهما كان السبب ، والمرأة التي يشتري زوجها الخبز من السوق تكون قد أتت بذلك أمرا عظيما في عرف أهل دنقلا. وعلى الرغم من وجود بار الخواجه اسحق بها الا ان عدد المعاقرين للخمر كان محدودا جدا، ولذلك نشأت البانجديد شماليها تتيح فسحة من الانعتاق من قيد دنقلا الحديدي، وقد ارتمت البانجديد الآن في احضان مدينة دنقلا فانتظمت فيها المآذن وحلقات القرآن الكريم ومدارس العلم.
    دنقلا العرضي حين وصلها كتشنر غازيا السودان، أرسل منها تقاريره الأولى الى بريطانيا وصدرت بها أول نشرة صحفية باللغة الانجليزية باسم (دنقلا استار ) كانت في الغالب تهتم بأخبار ووقائع الجيش الغازي، كما أعجب بها الانجليز وبالتحديد بالذكاء الفطري الخارق للدناقلة فاطلقوا اسم (دنقلا) على مقياس تحديد الذكاء وهو عبارة عن أسئلة معينة تحدد الاجابة عنها مستوى ذكاء الشخص الذي أجري عليه الاختبار ذكر ذلك الرائد عصمت زلفو في كتابه القيم عن موقعة كرري.
    لقد كانت دنقلا في القديم شونة (أي مركزا لتجميع أموال الضرائب والعشور أبان سلطنة سنار وكانت الاموال في معظمها عبارة عن غلال وحبوب )، ثم اتخذها جيش اسماعيل باشا مركزا للجيش ومن هنا جاءها اسم (الأوردي) من الأورطة أي الفرقة العسكرية، وقد عربت هذه الكلمة التركية(الأوردي) الى العرضي بالعين، غير أن الدناقلة ما يزالون ينطقونها بلفظها الحقيقي (الأوردي)، أما دنقلا التي كانت عاصمة النوبة ابان الفتح الاسلامي فهي تسمي الان (دنقلا العجوز) أو الغدار بينما تغير اسم الأوردي الى (دنقلا)، واصل كلمة دنقلا من الدنقل بضم الدال وهو الطوب الأحمر بالنوبية، ذلك أن مباني دنقلا في العصور القديمة كانت من اللبن والطوب الأحمر، وأصبح من يسكن في منطقتها دناقلة وان كانوا ينحدرون من أصول عربية أو مصرية أو تركية أو نوبية، وأصبحت الدنقلاوية من ثم ثقافة وليست عرقا وبالتالي فان كل من تحدث بالدنقلاوية أو انحدر من منطقة دنقلا فهو دنقلاوي، والدنقلاوية خلاصة لأرقى الحضارات الانسانية وسلالة من أرقى الأعراق البشري، ويخطأ البعض حين يعتقد بأن دنقلة سميت على اسم ملك اسمه (ضنقل) ، وهذا غير صحيح فدنقلا كلمة نوبية تعني الطوب الأحمر، وقد تكون أيضا مركبة من كلمة هما دا(بمعنى دار) و (قل) بمعنى قلب أو مركز وبذلك يصبح معناها قلب الديار أو المركز(استطراد : من الكلمات النوبية التي قد لا ينتبه أكثر الناس اليها " النيل " هذا النهر الخالد، فالنيل اسم فاعل بالنوبية بمعنى (المشروب) وقد ذكرت ذلك في حلقة من حلقات البرنامج الذي أقدمه في اذاعة دنقلا بعنوان (خواطر في التراث النوبي).
    في تاريخ المدن العربية والاسلامية نجد أن أشهر هذه المدن قامت على أيدي الرسل والأولياء الصالحين، هكذا نجد مكة المكرمة قامت على دعوة نبوية كريمة من سيدنا ابراهيم عليه السلام واحتضنت اسماعيل عليه السلام، والناصرة على دعوة المسيح عليه السلام، والمدينة المنورة على يد خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي غير اسمها من يثرب الى طيبة، وفاس على يد المولى ادريس حفيد فاطة الزهراء رضي الله عنها، وقامت دنقلا على يد الشريف عبد العال بن أحمد ابن ادريس الذي كان يشرف على بناء جامعها الكبير وتوفي قبل اكمال البناء فقدم ابنه الشريف محمد الشريف من الزينية واتم بناء الجامع الكبير وتزوج هناك وعاش في دنقلا وتوفي بها ودفن جوار قبر والده السيد عبد العال الادريسي داخل حرم الجامع الكبير، وبذلك يكون الادارسة من أوائل الأسر التي شكلت مجتمع دنقلا. غير أن الادارسة اتخذوا الدعوة الى الله مهنة لهم واستقروا في العديد من قري ومدن السودان مشاعل نور وينابيع معرفة، فقد كان السيد الحسن الادريسى ابن محمد الشريف عالما ومتفقها في الدين وكان من عاداته أن يقوم بسياحة دينية في شتى قرى الشمالية يملأ مركبه الشراعي بكافة ألوان الأغذية فيجوب قرى المنطقة، يمكث في كل منطقة ما شاء الله له، يذبح الذبائح ويقيم حلقات القران والعلم. لقد كان للادارسة دور عظيم في الاشراف على خلاوي القران ورعايتها وتشجيع مشايخ العلم ونشر الدعوة بين أهالى دنقلا وسنخصص حلقة كاملة عن الادارسة ان شاء الله.
    كما استقر في مدينة دنقلا العديد من الأسر المصرية والعربية والسودانية الأخرى، تصاهرت مع بعضها البعض وشكلت ذلك النشيج الاجتماعي الذي طبع المدينة والمنطقة بطابعه الخاص ونكهته المميزة، وقد عملت هذه الأسر بالتجارة ومن ثم اصبحت دنقلا المركز الاقتصادي الأول في شمال السودان.
    لقد توفرت لدنقلا معطيات عديدة جعلت من انسانها يتميز بتلك العبقرية والنبوغ، لكن رحابة فكر هذا الانسان واتساع مداركه ومعارفه ما كانا ليستقيمان وضيق المكان ومحدودية امكانيات المنطقة ، فارتحل الدناقلة وتسربوا الى شتى مناطق السودان المختلفة عابرين حدوده الى فضاء الله الأرحب منصهرين في المجتمعات الجديدة مساهمين في صناعة مجدها وحضارتها مع بقايا حنين وشجن لا يفارقان صاحبهما أبد الدهر ولا يجد طعما الذ من عيشه القديم وموطنه البعيد مهما كان الحال وقد عبر عن ذلك الفنان المصري ايمان البحر درويش نقلا عن ابيه الفنان العظيم سيد درويش من خلال أغنيته عن انسان دنقلا في القاهرة وحنينه لبلده في اغنيته الشهيرة (دنقلا- بلدنا) ثم ذلك الحنين الى دنقلا الأصل في رواية الكاتب النوبي ادريس على (دنقلا).
    من اشهر القبائل التي استقرت في دنقلا نذكر الجعافرة، والجعافرة ينتسبون الى الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب وكان شقيق على ابن أبي طالب رضي الله عنهما وأسن منه بعشر سنوات ، وهاجر الهجرتين الى الحبشة والمدينة المنورة، وقد فتح خيبر فعانقه الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا (ما أدري أأفرح بفتح خيبر، أم أفرح بقدوم جعفر) وكان جعفر يحب المساكين ويجلس اليهم فكناه الرسول صلى الله عليه وسلم أبا المساكين وكثيرا ما كان يقول له "أشبهت خلقي(بفتح الخاء) وخلقي (بضم الخاء) " وقتل شهيدا في غزوة مؤته في السنة الثامنة للهجرة في مشهد بطولى ترويه كتب التاريخ حيث قطعت يمينه في المعركة فحمل الراية بشماله ثم قطعت شماله فحملها بعضديه حتى قتل وقال الرسول صلى الله عليه وسلم أنه رأي جعفرا يطير بجناحين في الجنة مع الملائكة لذلك اسماه الناس بالطيار، وقد استشهد عن أربعين سنة وأعقب تسعة من الأولاد منهم ثلاثة لهم عقب هم جعفر الأصغر ومحمد و عبد الله وقد أنجب عبد الله ولدا يسمي على الزينبي نسبة الى والدته زينب بنت على بن أبي طالب من فاطمة الزهراء ويرجع الجعافرة الى على الزينبي هذا ، وهناك فرع من الجعافرة يرجعون الى الامام جعفر الصادق من نسل الحسين بن على كما ذكر القلقشندي والمقريزي وغيرهما من علماء الأنساب .
    وقد وفد جعافرة دنقلا من جنوب مصر (من دراو) على وجه التحديد، وبين دراو ودنقلا علاقة حميمة، حيث كانت دنقلا هي آخر وأهم محطة سودانية لقوافل الجمال المصدرة الى مصر بينما كانت دراو هي أولى المحطات المصرية، ودراو تنقسم الى قسمين: قسم يقيم به العبابدة والقسم الأخر يسمي حي المهاجرين وسكانه من الجعافرة وشيخهم كان الشيخ موسى حسنين جد معظم الجعافرة المهاجرين الى دنقلا، وقد قدم بابكر بدري في كتابه (حياتي) وصفا جميلا للحياة في دراو وعن أهلها الجعافرة الذين أكرموا وفادته، وسبب ذلك أنه بعد هزيمة الانصار في توشكي تم توزيع الأسرى على أعيان مصر وخاصة في الصعيد وكان نصيب بابكر بدري أن يكون مع عمدة دراو الذي أكرمه حينما علم أنه حافظ للقرآن، ويقدم بابكر بدري وصفا جميلا لعمدة وأهالى دراو في كتابه المذكور (كتاب حياتي لبابكر بدري صفحة 156)
    من أشهر الأسر الجعفرية في دنقلا آل العميري، والقرمانية ، وال حسن عبد المجيد وغيرهم، ومن العميرية كان العم طه العميري حافظا للقران أديبا وعالما وكانت تربطه صداقة قوية مع الاستاذ عباس العقاد حيث زامل العقاد أثناء طفولته بمدينة اسوان وكانت بينهما مراسلات عديدة.ومن ال العميري نبغ الفنان عبد العزيز العميري وقد هاجر والده عبد الحميد العميري الى ام درمان أولا ثم الى الأبيض حيث استقر بها، وربما كان لعادات وتقاليد أهل دنقلا أثرها في تأخر ظهور عبد العزيز العميري كمطرب على الرغم من أنه كان يمتلك خامة صوتية لا مثيل لها، فأهل دنقلا كانوا - وما يزالون - لا يشجعون أبناءهم على ارتياد مجالات الغناء ويتشددون في ذلك ايما تشدد. ومنهم الشيخ صالح الجعفري المدني شيخ الطريقة الجعفرية بمصر وكان امام وخطيب جامع الأزهر وقد كتب عدة مصنفات في التصوف ، وكان قد حفظ القرآن في خلوة شروني بقرية ارتدي وهي خلوة عريقة قرأ فيها الشيخ على الامام وأبنه العالم البروفسير أحمد على الامام الذي قدم عنها نبذة وافية في كتابه (الخلوة والعودة الحلوة)، وقد ذكر الاستاذ محمد سليمان الطيب في كتابه موسوعة القبائل العربية (ص 759) " ومن الجعافرة بطون كثيرة في بلاد السودان بعضهم من جعفر الطيار الهاشمي وبعضهم من جعفر الصادق من ذرية الحسين بن على بن ابي طالب ، ورأس الجعافرة في دراو ، ومن شيوخهم الشيخ صالح الجعفري رحمه الله المدفون بحديقة الدراسة بالقاهرة وقد شيد في حياته مسجدا كبيرا هناك" ،وبعد وفاة الشيخ صالح الجعفري استدعي ابنه عبد الغني ليتولى مشيخة الطريقة وكان يعمل معلما في دنقلا.
    وفي دنقلا عاش الشيخ على الامام (والد العلامة شيخ علماء السودان البروفسير أحمد على الامام) وكان اماما بمعنى هذه الكلمة حفظ القران وتبحر في العربية والعلوم الاسلامية ثم ذهب الى الأزهر فمنح العالمية والجدير بالذكر أنه حينما اعد له الاختبار لتحديد مستواه لارفاقه بالدفعة المناسبة وجدوه متبحرا في كل العلوم فطلبوا منه أن يقوم بالتدريس بدلا من أن يتلقى العلم وكانت اجازته لمن يقرأ على يديه تعدل شهادة المعهد العلمي. وقد تخرج على يديه العديد من الائمة وحفظة القرآن الكريم، وقد خلف مكتبة عظيمة من المخطوطات وله فيها شروحات وتصانيف رائعة، ومن مشاهير دنقلا أل السنهوري وهم من صعيد مصر، وهنالك اسر أخري في السودان تحمل هذا الاسم (السنهوري) في شندي وفي غرب السودان وليست هنالك صلة قرابه بينهم على ما أعلم، وقد اشتهر من السناهير بدنقلا الاستاذ جمال السنهوري، وكان من أوائل السودانيين الذين التحقوا بحركة الاخوان المسلمين في مصر على يد مؤسسها الشيخ حسن البنا، وقد تحول الاستاذ جمال الى الطريقة البرهانية وأصبح شيخها في مصر وقد عينه الرئيس جمال عبد الناصر رئيسا لاذاعة صوت العرب من القاهرة وكان مذيعا بها،وسكن بدنقلا أيضا الشيخ عمر عطية الذي كان يعمل قاضيا شرعيا بمحكمة دنقلا وهو من عرب العليقات بجمهورية مصر العربية، والعليقات هم أحفاد ابراهيم العلق (العلق بمعنى النفيس) من سلالة عقيل بن أبي طالب والعقيلات منتشرون في كل من السعودية وفلسطين ومصر والسودان حيث كان مناطا بهم خفارة السكة حديد وطريق الأربعين ، ولما سير محمد على باشا حملته لفتح السودان عام 1821م ذهب في حملته فريق كبير من العليقات كخبراء في الطريق فضلا عما يحملون على جمالهم من معدات للحملة يقول نعوم شقير في كتابه تاريخ سيناء عن العليقات " وقد أكرم ابراهيم باشا وفادتهم (أي العليقات) ومنحهم كل امتيازات العربان من الاعفاء من سائر الأعمال كالجندية وحفر الترع وخص لهم الدرب الأربعيني من مصر الى السودان واباح لهم ما كانوا يجبونه من الضرائب على القوافل السودانية" وكان المهندس عبد الباقي عمر عطية من أوائل من أدخلوا حركة الاخوان المسلمين الى السودان وقد تلقى اصول الحركة من الشيخ حسن البنا وذكر أنه كان قد صدر أمر بالقبض عليه في مصر فهرب الى السودان،
    وفي دنقلا عاش ابناء محمد بدري وهم أبناء عمومة للفنان خليل فرح بدري، هاجر والدهم الى مقاصر وتزوج هنالك ثم استقر أبناؤه في مدينة دنقلا ومنهم الاستاذ الأديب ابو القاسم محمد بدري وله عدة مؤلفات في الثقافة والأدب وكان مديرا لدار النشر بالخرطوم وأخوه المحامي عبد المتعال محمد بدري أحد أقطاب الحزب الاتحادي الديمقراطي. من الأسر العريقة الأخري ال السيسي، والقناوي والأفندي والقوصي، والفيومي والحجازي، والكردي، وال دنقلاوي ، اضافة الى بعض الأسر المحسية مثل ال هارون سعيد وال محمد ابراهيم ادريس وغيرها من الأسر العربية الكريمة،
    وكانت شياخة دنقلا لدى ال شروني حيث كان مرتضى شروني شيخ دنقلا ومن بعده أخوه زين العابدين شروني. بينما بقيت العمودية في آل العمدة حافظ محمد الأمين، واصله يرجع الى الشيخ محمد شمت من قرية الشيخ شريف، ووالدته مصرية من أصل تركي، وسبب ذلك أن السيد محمد الأمين والد العمدة حافظ كان عالما وحافظا للقرآن، فأهله ال شمت هم اصحاب اشهر خلوة في شيخ شريف، ذهب الشيخ محمد الأمين شمت الى الحج وهنالك قابل مصريا من أصل تركي يدعي محمد على صبحي وقد طلب السيد صبحي من الشيخ محمد الأمين الذهاب معه الى مصر ليؤسس كتابا لتحفيظ القرآن، فاستجاب الشيح محمد الأمين لطلبه وذهب لمصر وافتتح كتابا بالبوصيلية بمصر وتزوج من ابنة الشيخ محمد على صبحي وأنجب منها العمدة حافظ وأخاه سيد أحمد والد الدكتور أمين السيد أول وزير صحة سوداني، وبنتا هي السيدة عائشة زوجة الشيخ أحمد أبو دقن قاضي قضاة السودان ووالدة العميد محمد أحمد ابو دقن الذي كان قائدا للجيش في جبيت عندما قام النميري بانقلابه في 1969م.
    ومن العائلات الشهيرة ايضا بدنقلا ال (ابو كلاقة) ومنهم السيد أحمد ابو كلاقه وهو من أوائل المقاولين بدنقلا وقد تولى بناء صرايا الحاكم في دنقلا وهي من التحف المعمارية التي لم يحافظ عليها المسئولون في دنقلا فقد هدموا جزءا من الصرايا وحولوه الى مدرسة بنات بينما بقي الجزء الآخر أطلالا بالية تطل على النيل في منظر مهيب، وقد سار ابن أخيه العم بلطش عليه رحمه الله في ذات الطريق وكان موسوعة في تاريخ الأسر بدنقلا.
    وفي دنقلا أيضا بعض الأسر اتخذت اسمها من غالب المهن التي كان يمتهنها أفرادها مثل ال الحكيم، وقد كان عميدها السيد حسن الحكيم طبيبا بدنقلا، والقندقلية واسمهم الحقيقي هو (البندقجية) حيث كانوا يقومون باصلاح البنادق للجيش، وآل الباشكاتب، وال الصائغ وكانوا صاغة للذهب، وال مقلد، وكان مقلد ضابطا عظيما في الجيش الثنائي وأصله من الجزيرة العربية، ومن ال مقلد المرحوم سمير أحمد على صاحب شركة الترايستار والاستاذ الهادي محمود رئيس رابطة ابناء ولاية نهر النيل بجدة. ومن ومن الشخصيات المهمة في دنقلا الشيخ على اسماعيل وهو والد الاستاذ أمين، والشيخ على اسماعيل جده الشيخ سالم سويلم له ضريح معروف الى الان بالمملكة المغربية، وكان الشيخ على اسماعيل اماما لجامع مدينة دنقلا وناظرا لمحطة دنقلا النهرية،
    ان الحديث عن الأسر بدنقلا يستتبع الحديث بالضرورة عن أرقو وهي تؤام دنقلا فهنالك آل المعبي (وال المعبي اسرة كبيرة ينتشر أفرادها في كل من مصر والسودان والسعودية ففي مدينة جدة يعتبر بيت المعبى من البيوت المشهورة ومنهم الاستاذ حسين عبد الغني أبو الحمايل الذي كان يعمل نائبا لمدير عام ميناء جدة الاسلامي) ومنهم الشاعر نجيب محمد على حسنين، والقطب الاتحادي المحامي على محمود حسنين، وأهل أرقو يرجعون الى عائلتين هما عائلة المعبي وعائلة مقلد.
    كما استقرت في دنقلا ايضا بعض االأسر ذات النفوذ السياسي في المنطقة مثل الملوك من آل الزبير، وقد تضاربت الآراء حول أصلهم فمنهم من يري أنهم من جعليي حلفاية الملوك كما يقول السيد عبد الله الزبير، ومنهم من يري أنهم متأصلون في النوبة كما يقول المهندس حسن محمد حمد الملك الاستاذ بجامعة الرياض، وهم على أية حال كانت لهم السلطة لفترة طويلة في دنقلا وقد صدرت عن تاريخهم العديد من المؤلفات كما تناولتهم كتب الرحالة الأوربين ويحتاج الشخ زبير حمد الملك بصفة خاصة الى حديث مفصل لكونه من الذين عملوا مع الانجليز حيث كان مترجما للحاكم العام واول واخر ناظر خط في منطقة دنقلا وله مؤلف باللغة الانجليزية عن محاسن الادارة الأهلية في السودان وكان اول من كتب عن الخفاض الفرعوني مستكرا محاولا منع هذه الظاهرة بقوة القانون فقط دون اللجؤ الى وسائل أخرى وذلك لان وسيلة قوة القانون فقط سوف يؤدى الى استفحال المشكلة بلجؤ الناس الى السرية و بعيدا عن الاطر الصحية المعروفة مما يزيد من تعقيد المشكلة .
    وقد سكن دنقلا أيضا الصاغ مختار عوض وهو أحد زعماء الجوابرة بالشمالية. ينتهي نسبه الى الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وكان رئيسا للعربان من سودري وحتى حلفا.
    وعلى طول امتداد منطقة دنقلا (المدينة والقرى المجاورة) استقرت بعض الأسر الشامية والقبطية وأقامت مشروعات زراعية ضخمة مثل خواجه زكي وجوزيف وقيصر ونون ابادير بالقولد، وخواجه أنيس ، وهذا الأخير أقام مشروعا ضخما بقريتنا الزورات على مساحة كبيرة زرع فيه كافة أنواع الفاكهة التي يسمح بها المناخ وأقام قصرا منيفا وسط هذه البساتين، لكن الحياة لم ترق له في دنقلا واصابه ملل وسأم كبير أنتهي به الى أن يبيع كافة أملاكه ومشروعاته الى شركة الشرق الأوسط التي كان يمتلكها السادة المراغنة ويهاجر الى الجنوب حيث قتل هنالك في حركة التمرد الأولي، واذا قدر لك الان أن تذهب الى موقع مشروعه لحلفت بالله أن هذا المكان لم يشهد قطرة ماء واحدة منذ أن خلق الله البسيطة فقد اصبح المكان صحراء قاحلة ، وكذلك الحال في بقية مشروعات الشوام في المناطق المختلفة من الشمال، وخير مثال نضربه هنا مشروع جوزيف (لبناني) بمنطقة أرقو، وكان من أضخم المشروعات الزراعية في المنطقة، وبحكم عامل السن وتغير السياسة في السودان ترك جوزيف مشروعه وعاد الى لبنان وبعد سنوات جاء ابنه وباع ممتلكات والده الى السيد جاد غريب مقلد، وفي دنقلا أيضا عاش السيد أمين جنبلاط والد الزعيم الدرزي كمال جنبلاط وكان يعمل طبيبا في مستشفى دنقلا ويقال ان السيد كمال جنبلاط مولود في دنقلا. ان اسهامات الشوام والاقباط في الاقتصاد السوداني واضحة فقد أقاموا المشروعات الناجحة ولو سار أهلنا في الشمال على منوالهم لكانت الشمالية في وضع آخر اليوم، ولعل الحكومة قد انتبهت الآن الى أهمية مثل هذه المشروعات الكبيرة فبدأت في انشاء مشروعات عملاقة قد تساعد على توطين ليس القمح فحسب بل أصحاب الأرض أنفسهم الذين هاجروا عنها لما ضاقت بهم سبل العيش ولله الأمر من قبل ومن بعد.
    ومن الأسر الشهيرة في دنقلا أيضا ال الحميدي وقد قدموا من صعيد مصر وكانوا يعملون في التجارة على المراكب الشراعية وقد أقام الحميدي وابورا كان هو الوابور الوحيد الذي يسقي بساتين مدينة دنقلا، واستجلب من صعيد مصر كل من الأسطي عبد اللطيف واسطى غريب، كما أقام حدائق كبيرة في مدينة دنقلا، وكان الحميدي رجلا صعيديا شهما وشجاعا على خلاف دائم مع المفتشين الانجليز وقد تعرض للمضايقات الشديدة من جراء ذلك ، وقد حدثني الوالد عيسى مختار عليه رحمة الله أن أحد حكام دنقلا من الانجليز سمع صوت طلقات ناريه قرب مسكنه فجمع أعيان دنقلا وأخطرهم بالحادثة التي اتهم فيها الحميدي فواجهه الحميدي مواجهة عنيفة قائلا له نحن صعايدة لا نغدر لكننا اذا غضبنا ضربنا في الوجه فهاج المفتش وأمر باعتقاله لكن الصاغ مختار عوض توسط لدي الحاكم الانجليزي وأطلق سراحه، ونسجل هنا لآل الحميدي وأهل دنقلا عامة أنهم ساهموا مساهمة فعالة في حفر حوض السليم أكبر مشروع زراعي بالشمالية وقد اشتروا مساحات زراعية كبيرة في هذا الحوض، ومن آل الحميدي نبغ الاستاذ عمر الحميدي عليه رحمة الله، وقد سجل جانبا من مظاهر الحياة الاجتماعية في دنقلا في روايته الرائعة (جزيرة العوض) التي اعتبرها الاستاذ جمال محمد أحمد أعظم رواية كتبت في السبعينات، وفي هذه الرواية تصوير بديع للحياة في دنقلا في العهد المايوي وتأثير القرارات السياسية على البلاد والعباد، وكان عمر الحميدي فنانا تشكيليلا وروائيا له العديد من الروايات ومخرجا له العديد من الأعمال المسرحية التي كان يكتب قصتها ويخرجها منها مسرحيته (المهدى يحاصر الخرطوم) والعديد من المقالات في الثقافة والآداب والمسرح عليه رحمة الله تعالى.
    تلك اذن أهم ملامح دنقلا حتى الربع الأخير من القرن الماضي وقد أردت تقديم اشارات فقط، ولا أختم هذه المقدمة دون الاشارة الى بعض الشخصيات المهمة في دنقلا التي شكلت أهم ملامح هذه المدينة العريقة فمنهم السيد صادق محمد اسماعيل وهو من أوائل السائقين الذين افتتحوا طريق دنقلا ام درمان وكان يضفي على الاحتفالات العامة التي تقام بدنقلا رونقا وجمالا بعربته الجيب التي كان يصممها بشكل يجعلها تدور في مسرح الاحتفال دون سائق، والسيد محمد عثمان شيخ وكان من أوائل الرياضيين في دنقلا لاعبا وحكما واداريا وكان يقوم بعروض في الفروسية، وصار أبناؤه من بعده أهم أعمدة كرة القدم في دنقلا، ثم الشيخ أحمد عبد الله الفيومي عليه رحمة الله وكان من أوائل الدعاة الى مذهب السلف ومحاربة البدع وخاصة النذور وزيارة اضرحة الأولياء ويتشدد في ذلك وكان يحج كل عام، والسيد صابر عبد الوهاب وكان من أثرياء مدينة دنقلا وقد عرف بالكرم الفياض وأعمال الخير العديدة وقد قام ابناؤه ببناء مسجد كبير في دنقلا يحمل أسمه، وكذلك على ساتي الذي اقام أول ورشة بدنقلا لصيانة مضخات المياه، أذكره لأن كل المشاريع الزراعية الكبيرة في المنطقة كانت تعتمد عليه وكانت ورشته عبارة عن مصنع لانتاج قطع الغيار التي تحتاجها الماكينات الزراعية الأمر الذي أطال عمر تلك الماكينات الي أن استبدلت بالماكينات الجديدة التي جاءت في الغالب عن طريق المنح لكن لم يراعى فيها توفر قطع الغيار اللازمة لها مما شكل أهم معوقات التنمية الزراعية في المنطقة.
    في الجانب الديني لا ينبغي أن نختم هذا المقال دون الاشارة الى مساهمات الشيخ حسن أحميدي خطيب الجامع ومسئول الشئون الدينية في المدينة، وكانت خطب الجمعة بمثابة محاضرات متكاملة كما كانت مساهماته في الحياة الفكرية والثقافية لها وقعها الطيب وتأثيرها الكبير على هذه المدينة وخاصة تلك المناقشات مع الشيخ أرصد صاحب الطريقة الأرصدية ، وهو شيخ من قرية أقدى، كان يعمل معلمم بناء في المنطقة، ثم التحق بخلوة الشيخ حسن بجه بالترعة ، فحفظ القرآن ، ثم بدأ يستنكر العديد من العادات والتقاليد ويتشدد، حتى انتهى به الحال الى مقاطعة كل ما يتعلق بالحكومة على اعتبار أن الحكومة كافرة وأن العمل لديها حرام، وأصبح يعتزل الناس ويأمر كل من ينتمي اليه أن يتقيد بتعليماته، فتبعه خلق كبير، ثم تطور أمره الى أن اصبح لا يعترف الا بالقرآن الكريم، على اعتبار أن هنالك العديد من الأحاديث موضوعة، خلص في النهاية الى ان يتبع القرآن وجاء ببدعة أن الصلوات المفروضة هي المغرب والعشاء والصبح اعتمادا على اعتبار ان هذه الصلوات هي التي يذكرها القران أي صلوات الغداة والعشي ، وقد تبعه خلق كبير من طلبة المدارس والموظفين، لكنهم اكتشفوا ضلال ما يقول فانفضوا عنه عدا عدد قليل منهم لا يتجاوز أصابع اليد، وقد نما الى علمي أنه رجع عن معتقده ذلك ، في اواسط السبعينات كانت ساحة المسجد تشهد مناقشات حادة بينه وبين الشيخ حسن أحميدى الذي كان قد أتاه الله حجة دامغة وبيانا وفصاحة لسان باللغتين لاعربية والدنقلاوية.

    هذه أذن فذلكة تجمع بين الخواطر والبحث العلمي أردت منها أن تكون مدخلا للدراسة العلمية الجادة عن دنقلا ، وهي اشارات قصدت منها أن الفت نظر ابناء دنقلا - وهم أهل علم وفضل - الي ضرورة كتابة تاريخ هذه المنطقة من السودان، فتاريخ دنقلا هو تاريخ لكل السودانيين فهي المعبر والممر للهجرات العربية وهي الموطن الأول لأقدم حضارات الدنيا. ولن يستقيم الحديث عن دنقلا اذا تناولناها منعزلة عن المنطقة المحيطة بها (منطقة الدناقلة) فلقد شكلت صورا من التماذج والتعايش السلمي تعتبر معه نموذجا فريدا ومثلا يحتذي بين سائر مدن العالم، وهنالك أسر عريقة سنحاول تخصيص حلقات كاملة عنها مثل ال النميري بود نميري ، وال المهدي بلبب ، وال كلمسيد، والشيخ حسن بجه، والشيخ هارون بمقاصر، وال الخليفة بالمقاودة، وال سناده، وفي القولد ال الشيخ ساتي على وال النوش، وآل ميرغني السيد وهو من الخنادقة، وآل ايدى، والحضور ومنهم العمدة موسى، والحضور قبيلة عربية عريقة يقال انهم ينتمون الى الشيخ أبو الحسن الشاذلي ، وآل عثمان أبو زيد والواوري والعدنابية ويقال انهم من المحس وال حجربي وآل عشميق في جزيرة كومى والعديد من السر الكريمة في القولد وبقية قرى ومدن دنقلا، ، وال زيادة والسواراب، وال حمور، وشيخ طويل بجزيرة بنارتي، والكوابين بسورتود وشيخ شريف وغيرهم من الأسر العريقة التي رسمت ملامح هذه المنطقة من السودان.

    ومن هذا المنبر أدعو كافة أبناء المدينة والمنطقة للكتابة عن دنقلا ويمكن مراسلتي عبر عنواني البريدي ([email protected] ) وعبر هذه المساهمات نستطيع التعريف بالشخصيات العلمية والسياسية والاجتماعية التي كانت لها اسهامات مقدرة في تشكيل ملامح مجتمع دنقلا . وعلى الله قصد السبيل.

    سيف الدين عيسى مختار


                  

02-26-2007, 11:52 AM

ghariba
<aghariba
تاريخ التسجيل: 03-09-2002
مجموع المشاركات: 13231

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيف الدين عيسى مختارأمين المنتدى الثقافي بجدة يستأذنك الدخول ونتمنى نتمنى أن لايطيل الإنتظا (Re: sunrisess123)

    سيف الدين عيسى مختار

    التقيت به في جدة في عيد الفطر المبارك

    شاب مهذب ، مثقف ، عميق في تفكيره

    نتمنى ان رناه معنا في المنتدى كاضافة حقيقية من أجل الراي والراي الآخر

    تسملم sunrisess123

    صلاح غريبة - الرياض
                  

02-26-2007, 08:06 PM

omer abdelsalam
<aomer abdelsalam
تاريخ التسجيل: 04-07-2006
مجموع المشاركات: 3478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيف الدين عيسى مختارأمين المنتدى الثقافي بجدة يستأذنك الدخول ونتمنى نتمنى أن لايطيل الإنتظا (Re: sunrisess123)

    Quote: وهناك أقلام تصف واقعاً و تنصر الحقيقه.

    اكاد اجزم ان سيف الدين عيسى من هذه الطينة من المبدعين هذا بعد ان عرفت هذا الرجل في رحلة طويلة منذ اكثر من ربع قرن بدات في رحاب جامعة فاس بالمغرب شكرا لكل من نادى بدخول هذا المبدع الى المنبر
                  

02-27-2007, 08:44 AM

sunrisess123

تاريخ التسجيل: 04-17-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيف الدين عيسى مختارأمين المنتدى الثقافي بجدة يستأذنك الدخول ونتمنى نتمنى أن لايطيل الإنتظا (Re: omer abdelsalam)



    صــلاح غريبة - omer abdelsalam شكرأ للمرور
    ويا باشمهندس إتحملنا شوية :
    سيف الدين عيسى مختارأمين المنتدى الثقافي بجدة يستأذنك الدخول ونتمنى نتمنى أن لايطيل الإنتظار وكما أفادني بإنه أرسل رسالة لك بإسم المستخدم وكلمة السر ، وعنوان البريد الخاص به [email protected]

                  

02-27-2007, 09:56 AM

sunrisess123

تاريخ التسجيل: 04-17-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيف الدين عيسى مختارأمين المنتدى الثقافي بجدة يستأذنك الدخول ونتمنى نتمنى أن لايطيل الإنتظا (Re: sunrisess123)


    الجواب الجلي لمن سأل عن آبار علي - سيف الدين عيسى مختار/ جدة - [email protected]

    السلطان علي دينار، من الشخصيات الوطنية التي نعتز بها كسودانيين، فقد كانت له مواقف مشرفة في مواجهة الاستعمار، وقد تشكل وعيه القومي والإسلامي منذ وقت مبكر بانحيازه إلى الخلافة التركية ووقوفه ضد المعسكر الانجليزي المستعمر للبلاد، وحين أدرك أن موازين الحرب انقلبت لصالح القوى المعادية له، واجه الموقف بشجاعة نادرة وجاهد حتى استشهد.
    لم يكن على دينار وهو يقف ذلك الموقف البطولي المشرف يمثل أهل دارفور فحسب، بل كان يشكل بارقة أمل لكافة أهل السودان الذين لم يكونوا قد استوعبوا بعد صدمة انهيار المشروع المهدوي بكل ذلك الزخم الوطني. ولأن على دينار كان قد استقر في الذاكرة الجمعية لأهل السودان جميعا كرمز وطني، فقد اسقطوا على هذا الرمز العديد من الأمنيات وحاكوا حول شخصيته العديد من القصص الأسطورية التي لا يسندها الواقع ولكنها تشكل الصورة التي أرادها الناس لزعيمهم ورمزهم النضالي، فهو الفارس المغوار، وهو السلطان الحازم العادل، وهو الملك المهاب الجانب، والمؤمن الذي يرعى مصالح المسلمين في أي مكان، وهو الذي حفر (أبار على) في ميقات ذي الحليفة بالمدينة المنورة، وهو صاحب المحمل الذي يقدم كسوة الكعبة كل عام، وهو الذي كان يرسل الوفود في كل موسم حج لتوزيع الصدقات على فقراء المسلمين، وهو الذي خلف من ورائه العديد من الممتلكات التي أوقفها للسودانيين في مكة المكرمة والمدينة وجدة، ومنها مقر بعثة الحج والقنصلية، وما إلى ذلك من أعمال جليلة يذكرها الناس في المناسبات المختلفة.

    وبعيدا عن تلك العاطفة التي تربطنا بهذا السلطان العظيم، هل كل ما ذكر صحيح؟ أم إن العاطفة قد طغت وحالت دون البحث والتقصي عن الحقيقة.
    إن قيام سلطان أو ملك بمثل تلك الأعمال الجليلة حري بأن يبعث الفخر والاعتزاز لكل من ينتمي إليه بصلة، هذا أمر لا غبار عليه، لكن نسأل : هل على الذي تنسب إليه أبار على هو على دينار؟ وهل هنالك دليل بأن على دينار كان يرسل الكسوة إلى الكعبة أثناء توليه السلطنة؟

    إن مثل هذه الأقوال ظلت تتردد على ألسنة الناس في مناسبات عديدة، وأخذها الناس كمسلمة، بل وقد تناول العديد ممن تناولوا سيرة هذا السلطان هذه الأقوال كحقائق تاريخية، فلنتأمل هذه الأقوال:

    كتب الأستاذ مصطفي عاشور في مقال له بموقع إسلام أون لاين تحت عنوان (على دينار باني السلطنة والآبار) قائلا: وكان لعلي دينار دوره في العلاقات الإسلامية، فقام بحفر عدد من الآبار على مشارف المدينة المنورة عرفت بـ"آبار علي" نسبة إليه، وأصبحت ميقاتا لبعض الحجيج، كما كان له أوقاف بالحجاز"

    وكتب محمد جمال عرفة بذات الموقع الالكتروني بتاريخ 9/5/2004م تحت عنوان "دارفور.. التاريخ والقبائل والجنجاويد " : (ومما يذكره التاريخ عن السلطان علي دينار أنه كان يكسو الكعبة المشرفة سنويا، ويوفر الغذاء لأعداد كبيرة من الحجاج فيما يعرف عند سكان الإقليم بـ"قدح السلطان علي دينار" أو "أبيار علي).

    كما كتب عبد الرحمن أبو شيبة في موقع سودانيز أون لاين مقالا بعنوان (قصة ابيار على) نقل فيه خطبة جمعة للدكتور صفوت حجازي جاء فيها:

    (أظن أن الجميع يعرف المدينة المنورة، بل إن معظمنا ذهب إليها وسار في طرقاتها. ولعل بعضنا يعرف أبيار علي، وهي ميقات أهل المدينة المنورة الذي ينوي عنده ويحرم من أراد منهم الحج أو العمرة، وكانت تسمى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ذي الحليفة. ولعل البعض يظن أنها سميت أبيار علي نسبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذا غير صحيح.. والصحيح أنها سميت بذلك نسبة لعلي بن دينار. وعلي بن دينار هذا جاء إلى الميقات عام 1898م حاجاً ( أي منذ حوالي مائة وثمانية أعوام)، فوجد حالة الميقات سيئة، فحفر الآبار للحجاج ليشربوا منها ويُطعمهم عندها، وجدد مسجد ذي الحليفة، ذلك المسجد الذي صلى فيه النبي وهو خارج لحج من المدينة المنورة، وأقام وعمّر هذا المكان، ولذلك سمي المكان بأبيار علي نسبة لعلي بن دينار.، من هو علي بن دينار ؟ أتدرون من هو علي بن دينار هذا؟ إنه سلطان دارفور. تلك المنطقة التي لم نسمع عنها إلا الآن فقط لما تحدث العالم عنها، ونظنها أرضاً جرداء قاحلة في غرب السودان، كانت منذ عام 1898م وحتى عام 1917م سلطنة مسلمة، لها سلطان اسمه علي بن دينار. وهذا السلطان لما تقاعست مصر عن إرسال كسوة الكعبة أقام في مدينة الفاشر (عاصمة دارفور) مصنعاً لصناعة كسوة الكعبة، وظل طوال عشرين عاماً تقريباً يرسل كسوة الكعبة إلى مكة المكرمة من الفاشر عاصمة دارفور. وإذا كنا في مصر نفخر ونشرف أننا كنا نرسل كسوة الكعبة، وكان لنا في مكة التكية المصرية، فإن دارفور لها مثل هذا الفخر وهذا الشرف. هذه الأرض المسلمة تبلغ مساحتها ما يساوي مساحة جمهورية فرنسا، ويبلغ تعداد سكانها 6ملايين نسمة، ونسبة المسلمين منهم تبلغ 99% (أي أن نسبة المسلمين في دارفور تفوق نسبتهم في مصر)، والذي لا تعرفونه عنها أن أعلى نسبة من حملة كتاب الله عز وجل موجودة في بلد مسلم، هي نسبتهم في دارفور، إذ تبلغ هذه النسبة ما يزيد عن 50% من سكان دارفور، يحفظون القرآن عن ظهر قلب، حتى أن مسلمي أفريقيا يسمون هذه الأرض "دفتي المصحف". وكان في الأزهر الشريف حتى عهد قريب رواق اسمه"رواق دارفور"، كان أهل دارفور لا ينقطعون أن يأتوه ليتعلموا في الأزهر الشريف"

    وفي الرسالة المفتوحة التي أرسلها بعض أبناء دارفور إلى قادة الدول لإسلامية والعربية المنشورة في موقع سودانيز أون لا ين بتاريخ 14 مايو 2004م ورد فيها:
    "وقد تفرّد السّلطان الشهيد علي دينار بأعمال الأوقاف في الحجاز، خدمة للحجيج ضيوف الرّحمن. ومن شواهد ذلك أوقاف السّلطان علي دينار في الحجاز، أبار علي؛ على مشارف المدينة المنوّر".

    كما أن هنالك العديد من الناس من يعتقد بأن مباني القنصلية والبعثة من ضمن أوقاف على دينار، ومن بينهم مسئولون بل وباحثون مثل الأستاذ عبد الله أبو إمام الذي وقف على مسرح القنصلية يوم نفرة دارفور في العام الماضي وقال "بأنه يقف على أرض دارفورية، أرض على دينار".
    وإذا كان لحديث الدكتور صفوت حجازي المذكور آنفا ما يبرره لكونه جاء ضمن خطبة جمعة في سبيل الوعظ والإرشاد حاول أن يحشد فيها تلك الأقوال لاستدرار تعاطف المسلمين مع قضية دارفور والتي رأى فيها مواجهة بين الإسلام والقوى الصليبية الهدف منها استنزاف إمكانيات السودان الضخمة المتمثلة في البترول واليورانيوم والثروة الحيوانية الهائلة على حد قوله، فانه لا مبرر لباحث أكاديمي أو دارس للتأريخ أن ينساق وراء الأقوال التي ليس لها سند علمي.
    فنحن لا يضيرنا أن تنسب تلك الآبار لعلي دينار، كما لن ينقص من مكانته لدينا عدم نسبتها إليه، فالحقيقة التاريخية يجب أن تبقى كما هي دون تزييف أو تدليس إن الحقيقة التي أقررها هنا هي أن نسبة أبيار على لعلي دينار موجودة لدى السودانيين فقط، بينما هي ليست كذلك عند بقية الشعوب وخاصة سكان المدينة المنورة الذين هم أدرى بشعابها، فما رأيت أحدا من مدينة المصطفي صلى الله عليه وسلم ينسب تلك الآبار لعلي دينار. صحيح إن تلك الآبار قد ظلت مرتبطة باسم علي هكذا دون تعريف جعلت السودانيين ينسبونها لعلي دينار بينما ينسبها أهل المدينة لعلي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه. فأين هي الحقيقة؟
    لقد ظل هذا السؤال مدار اهتمامي منذ فترة طويلة دون أن أهتدي إلى نتيجة مريحة، وقد كثر حديث الناس عن آبار على دينار إلى الدرجة التي أوشكت فيها أن تصبح هذه النسبة حقيقة مؤكدة، حتى اهتديت الى كتاب ابن فضل الله العمري الذي سيأتي حديثى عنه في الفقرات التاليات ، وليس ذلك نهاية المطاف بل أنني أرجو من كل من لديه مصدر أو معلومة يمكن أن تضيء جانبا من الحقيقة أن يدلي بها وسأكون أسعد الناس بانتساب هذه الآبار لزعيم سوداني نكن له كل الإعجاب والتقدير والمحبة.وحتى نكون على بينة من الأمر دعني أقدم لك عزيزي القارئ نبذة مختصرة عن سيرة السلطان علي دينار، وأقرر بدءا أن اسمه لم يكن على دينار، بل كان اسمه محمد على بن السلطان زكريا، ويمكنكم مراجعة ذلك في الكتب التي تناولت سيرته منها كتاب آلن ثيوبولد: (علي دينار آخر سلاطين دارفور) - ترجمة فؤاد عكود- العالمية للطباعة والنشر- السودان- الطبعة الأولى- 2005م، وكتاب يونان لبيب رزق: السودان في عهد الثنائي "1899-1924م"- معهد البحوث والدراسات العربية- 1976م، وكتاب أحمد عبد القادر أرباب: تاريخ دارفور عبر العصور- الخرطوم- 1998، إضافة إلى الكتب الأخرى مثل كتاب نعوم شقير تحقيق الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم ، وموسوعة القبائل والأنساب في السودان للبروفسير عون الشريف قاسم التي جاء فيها تحت عنوان دينار (ص 907) ما يلي :
    " هو على دينار بن زكريا بن محمد الفضل حفيد السلطان محمد الفضل (1779- 1839م) ولد بالفاشر(1860م) وكان والده واليا على مقاطعة ارقد مراريت جنوب شرق الفاشر، ، وكان اسمه محمد على أضيف إليه منذ صغره لقب دينار تيمنا باسم على دينار أحد سلاطين دار برقو الصارمين فالتصق به الاسم ولم يعرف إلا بعلي دينار ، توفى والده الأمير زكريا وهو صغير فاستقر مع والدته وأخته مع عمه السلطان حسين إلى أن توفي عام 1874م وتزوجت والدته الشيح مكي ولد منصور زعيم بني منصور فارتحل معها إلى منطقة الملم وعاش تحت كنف الشيخ مكي ، تولى السلطان على دينار الزعامة بعد أبي الخيرات بن السلطان إبراهيم قرض عام 1889م أيام المهدية وخضع بعد عامين للمهدية وأرسله الأمير محمود ود أحمد إلى الخليفة عبد الله التعايشي بأم درمان عام 1897م واشترك في بعض حملات المهدية على تقلي ولما سمع بوصول الجيش الفاتح عام 1898م تمرد وذهب من كرري إلى دارفور حيث احتل الفاشر، واعترفت به حكومة العهد الثنائي عام 1900م ، وفي الحرب العالمية الأولى سعى إلى التحالف مع الأتراك والسنوسيين وأعلن معارضته للانجليز واستعد للحرب ولكنه هزم عام 1916 في برنجية قرب الفاشر وانسحب إلى كولمي حيث قتل برصاصة طائشة أثناء المطاردة، له ديوان شعر مطبوع وجله في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم" ، يقول الأستاذ مصطفي عاشور في مقاله المشار إليه واصفا سياسة علي دينار: " لقد عبر علي دينار عن تطور ملحوظ في الوعي السياسي للقادة المحليين في السودان وأفريقيا، وعن درجة كبيرة من الوعي الديني والإداري، حيث استطاع إقامة سلطنته في غرب السودان، وكون لها شبكة من العلاقات الخارجية كشفت عن وعي سياسي ناضج، وسعى لبناء سلطنته وفق نظام داخلي جيد مقارنة بالإمكانات التي كانت متاحة له في ذلك الوقت؛ حيث كوّن مجلسا للشورى، وعين مفتيا لسلطنته، ومجلسا للوزراء، وبدأ في تكوين جيش حديث، وأوكل تدريبه إلى ضابط مصري، ووضع نظاما للضرائب يستند إلى الشريعة الإسلامية "وعلى كثرة المراجع التي تناولت سيرة السلطان على دينار فان أيا منها لم يشر إلى أنه كان قد زار الديار المقدسة لتأدية العمرة أو الحج، فقد كان عهده عهد توتر وحروب داخلية متواصلة لم تمكنه من مغادرة السلطنة، لكن رحلات الحج لم تنقطع، فقد كانت الوفود السلطانية ترد من دارفور وتقوم بتوزيع صدقات السلطان على دينار في كل من مكة وجدة في الموقع الذي يسمى ألان بحوش على دينار وفي ذي الحليفة، وربما جاءت نسبة الآبار من هذا الصنيع. ونظرا لمكانة مكة والمدينة في قلوب المسلمين الذين ييممون شطرهما كل عام فقد حظيتا بالعديد من الدراسات والمؤلفات ومذكرات الرحالة والعلماء الحجاج، بالقدر الذي نستطيع أن نطمئن إلى أن كل حدث في هاتين المدينتين قد تم رصده وتسجيله، وخاصة الأحداث المهمة مثل كسوة الكعبة المشرفة، فهو حدث مهم يشهده القادة والملوك والأمراء لذلك فانه يسجل، واليك كتاب الأستاذ أحمد السباعي قي تاريخ مكة المكرمة، وقد تناول فيه أهم الأحداث المرتبطة بالكعبة منذ العصور السحيقة والي عصرنا هذا، وقد كان مؤلفه هذا تتمة وتكملة لكتاب تاريخ مكة للأزرقي وهو أشهر من كتب في تاريخ هذه المدينة المقدسة، وبمراجعة كتاب السباعي والذي أشار إلى كسوة الكعبة وخاصة في السنوات المتزامنة مع حكم على دينار، لا نجد أن هنالك أية إشارة إلى أن على دينار قام أو ساهم بالمال في كسوة الكعبة أو أنه أقام مصنعا في الفاشر لهذا الغرض، فقد كانت مصر في تلك الفترة تتولى هذا الأمر وتحتفل له وترسل الكسوة على رأس وفد عال إلى الديار المقدسة كما جاء في كتاب الأستاذ أحمد السباعي.
    أما عن آبار على ، فقد وجدت في موسوعة ابن فضل الله العمري ( مسالك الأبصار في ممالك الأمصار) ما يلي : " فأما ذو الحليفة فهو أبعد المواقيت، على عشر مراحل من مكة أو سبع منها، وهو بضم الحاء المهملة وفتح اللام، ومنها يحرم الآن الركب الشامي. وبها آبار تسمى آبار علي، وبعض الناس يقولون بئر المحرم:" ص 191، وابن فضل الله العمري هذا هو أحمد بن يحي بن فضل الله القرشي العدوي العمري، ولد في دمشق سنة 700هـ ، وقد اعتقله الملك الناصر قلاوون في مصر سنة 737هـ فصودرت أملاكه وقطعت يده ورغم ذلك شرع في تأليف كتابه هذا والذي يعتبر أضخم الموسوعات العربية حيث يقع في تسعة وعشرين جزءا، وقد مات العمري في الطاعون سنة 749 قبل أن يكمل كتابه هذا الذي قسمه إلى قسمين، قسم عن جغرافية الأرض ، وقسم عن سكان الأرض، وقد نشره المؤرخ فؤاد سيزكين كاملا سنة 1989م. مما سبق يتضح أن مسمى آبار على كان موجودا منذ القرن الثامن الهجري أي قبل ظهور الممالك الإسلامية في السودان بقرون مما يؤكد عدم نسبة تلك الآبار لعلي دينار، وهذه الآبار بهذا المسمي كانت بالتأكيد موجودة قبل ابن فضل الله العمري الذي نقل ما رآه وسمعه، مما يرجح صحة نسبة الاسم لعلي بن أبي طالب، خاصة وان كتاب (المدينة بين الماضي والحاضر) لمؤلفه إبراهيم على العياشي وهو من أهل المدينة المنورة يشير إلى إن عادة حفر الآبار ووقفها لفقراء المسلمين كانت عادة أهل المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والتسليم، وقد ورد في هذا الكتاب أسماء العديد من الذين أوقفوا الآبار منهم فاطمة بنت الحسين بن على بن أبي طالب، وآل بني دينار في المدينة المنورة من الأنصار والصحابة رضوان الله عليهم، وهو كتاب جيد يتناول مواقع سكان المدينة المنورة منذ العصور السحيقة والى عصرنا هذا وأهم المعارك والأحداث التي وقعت فيها، كما ينقل الأساطير المختلفة التي ارتبطت بأذهان الناس ويحاول مناقشتها ودحضها مثل تلك الحادثة المتعلقة بنور الدين الزنكي واستنجاد النبي صلى الله عليه وسلم به من بعض النصاري الذين حاولوا نبش قبره، فهو يذكر المصادر التي ذكرتها والمصادر التي أغفلت عن ذكرها مثل البداية والنهاية لابن كثير. وفي كتاب (موسوعة الحج والعم%D
                  

02-27-2007, 09:56 AM

sunrisess123

تاريخ التسجيل: 04-17-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيف الدين عيسى مختارأمين المنتدى الثقافي بجدة يستأذنك الدخول ونتمنى نتمنى أن لايطيل الإنتظا (Re: sunrisess123)


    الجواب الجلي لمن سأل عن آبار علي - سيف الدين عيسى مختار/ جدة - [email protected]

    السلطان علي دينار، من الشخصيات الوطنية التي نعتز بها كسودانيين، فقد كانت له مواقف مشرفة في مواجهة الاستعمار، وقد تشكل وعيه القومي والإسلامي منذ وقت مبكر بانحيازه إلى الخلافة التركية ووقوفه ضد المعسكر الانجليزي المستعمر للبلاد، وحين أدرك أن موازين الحرب انقلبت لصالح القوى المعادية له، واجه الموقف بشجاعة نادرة وجاهد حتى استشهد.
    لم يكن على دينار وهو يقف ذلك الموقف البطولي المشرف يمثل أهل دارفور فحسب، بل كان يشكل بارقة أمل لكافة أهل السودان الذين لم يكونوا قد استوعبوا بعد صدمة انهيار المشروع المهدوي بكل ذلك الزخم الوطني. ولأن على دينار كان قد استقر في الذاكرة الجمعية لأهل السودان جميعا كرمز وطني، فقد اسقطوا على هذا الرمز العديد من الأمنيات وحاكوا حول شخصيته العديد من القصص الأسطورية التي لا يسندها الواقع ولكنها تشكل الصورة التي أرادها الناس لزعيمهم ورمزهم النضالي، فهو الفارس المغوار، وهو السلطان الحازم العادل، وهو الملك المهاب الجانب، والمؤمن الذي يرعى مصالح المسلمين في أي مكان، وهو الذي حفر (أبار على) في ميقات ذي الحليفة بالمدينة المنورة، وهو صاحب المحمل الذي يقدم كسوة الكعبة كل عام، وهو الذي كان يرسل الوفود في كل موسم حج لتوزيع الصدقات على فقراء المسلمين، وهو الذي خلف من ورائه العديد من الممتلكات التي أوقفها للسودانيين في مكة المكرمة والمدينة وجدة، ومنها مقر بعثة الحج والقنصلية، وما إلى ذلك من أعمال جليلة يذكرها الناس في المناسبات المختلفة.

    وبعيدا عن تلك العاطفة التي تربطنا بهذا السلطان العظيم، هل كل ما ذكر صحيح؟ أم إن العاطفة قد طغت وحالت دون البحث والتقصي عن الحقيقة.
    إن قيام سلطان أو ملك بمثل تلك الأعمال الجليلة حري بأن يبعث الفخر والاعتزاز لكل من ينتمي إليه بصلة، هذا أمر لا غبار عليه، لكن نسأل : هل على الذي تنسب إليه أبار على هو على دينار؟ وهل هنالك دليل بأن على دينار كان يرسل الكسوة إلى الكعبة أثناء توليه السلطنة؟

    إن مثل هذه الأقوال ظلت تتردد على ألسنة الناس في مناسبات عديدة، وأخذها الناس كمسلمة، بل وقد تناول العديد ممن تناولوا سيرة هذا السلطان هذه الأقوال كحقائق تاريخية، فلنتأمل هذه الأقوال:

    كتب الأستاذ مصطفي عاشور في مقال له بموقع إسلام أون لاين تحت عنوان (على دينار باني السلطنة والآبار) قائلا: وكان لعلي دينار دوره في العلاقات الإسلامية، فقام بحفر عدد من الآبار على مشارف المدينة المنورة عرفت بـ"آبار علي" نسبة إليه، وأصبحت ميقاتا لبعض الحجيج، كما كان له أوقاف بالحجاز"

    وكتب محمد جمال عرفة بذات الموقع الالكتروني بتاريخ 9/5/2004م تحت عنوان "دارفور.. التاريخ والقبائل والجنجاويد " : (ومما يذكره التاريخ عن السلطان علي دينار أنه كان يكسو الكعبة المشرفة سنويا، ويوفر الغذاء لأعداد كبيرة من الحجاج فيما يعرف عند سكان الإقليم بـ"قدح السلطان علي دينار" أو "أبيار علي).

    كما كتب عبد الرحمن أبو شيبة في موقع سودانيز أون لاين مقالا بعنوان (قصة ابيار على) نقل فيه خطبة جمعة للدكتور صفوت حجازي جاء فيها:

    (أظن أن الجميع يعرف المدينة المنورة، بل إن معظمنا ذهب إليها وسار في طرقاتها. ولعل بعضنا يعرف أبيار علي، وهي ميقات أهل المدينة المنورة الذي ينوي عنده ويحرم من أراد منهم الحج أو العمرة، وكانت تسمى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ذي الحليفة. ولعل البعض يظن أنها سميت أبيار علي نسبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذا غير صحيح.. والصحيح أنها سميت بذلك نسبة لعلي بن دينار. وعلي بن دينار هذا جاء إلى الميقات عام 1898م حاجاً ( أي منذ حوالي مائة وثمانية أعوام)، فوجد حالة الميقات سيئة، فحفر الآبار للحجاج ليشربوا منها ويُطعمهم عندها، وجدد مسجد ذي الحليفة، ذلك المسجد الذي صلى فيه النبي وهو خارج لحج من المدينة المنورة، وأقام وعمّر هذا المكان، ولذلك سمي المكان بأبيار علي نسبة لعلي بن دينار.، من هو علي بن دينار ؟ أتدرون من هو علي بن دينار هذا؟ إنه سلطان دارفور. تلك المنطقة التي لم نسمع عنها إلا الآن فقط لما تحدث العالم عنها، ونظنها أرضاً جرداء قاحلة في غرب السودان، كانت منذ عام 1898م وحتى عام 1917م سلطنة مسلمة، لها سلطان اسمه علي بن دينار. وهذا السلطان لما تقاعست مصر عن إرسال كسوة الكعبة أقام في مدينة الفاشر (عاصمة دارفور) مصنعاً لصناعة كسوة الكعبة، وظل طوال عشرين عاماً تقريباً يرسل كسوة الكعبة إلى مكة المكرمة من الفاشر عاصمة دارفور. وإذا كنا في مصر نفخر ونشرف أننا كنا نرسل كسوة الكعبة، وكان لنا في مكة التكية المصرية، فإن دارفور لها مثل هذا الفخر وهذا الشرف. هذه الأرض المسلمة تبلغ مساحتها ما يساوي مساحة جمهورية فرنسا، ويبلغ تعداد سكانها 6ملايين نسمة، ونسبة المسلمين منهم تبلغ 99% (أي أن نسبة المسلمين في دارفور تفوق نسبتهم في مصر)، والذي لا تعرفونه عنها أن أعلى نسبة من حملة كتاب الله عز وجل موجودة في بلد مسلم، هي نسبتهم في دارفور، إذ تبلغ هذه النسبة ما يزيد عن 50% من سكان دارفور، يحفظون القرآن عن ظهر قلب، حتى أن مسلمي أفريقيا يسمون هذه الأرض "دفتي المصحف". وكان في الأزهر الشريف حتى عهد قريب رواق اسمه"رواق دارفور"، كان أهل دارفور لا ينقطعون أن يأتوه ليتعلموا في الأزهر الشريف"

    وفي الرسالة المفتوحة التي أرسلها بعض أبناء دارفور إلى قادة الدول لإسلامية والعربية المنشورة في موقع سودانيز أون لا ين بتاريخ 14 مايو 2004م ورد فيها:
    "وقد تفرّد السّلطان الشهيد علي دينار بأعمال الأوقاف في الحجاز، خدمة للحجيج ضيوف الرّحمن. ومن شواهد ذلك أوقاف السّلطان علي دينار في الحجاز، أبار علي؛ على مشارف المدينة المنوّر".

    كما أن هنالك العديد من الناس من يعتقد بأن مباني القنصلية والبعثة من ضمن أوقاف على دينار، ومن بينهم مسئولون بل وباحثون مثل الأستاذ عبد الله أبو إمام الذي وقف على مسرح القنصلية يوم نفرة دارفور في العام الماضي وقال "بأنه يقف على أرض دارفورية، أرض على دينار".
    وإذا كان لحديث الدكتور صفوت حجازي المذكور آنفا ما يبرره لكونه جاء ضمن خطبة جمعة في سبيل الوعظ والإرشاد حاول أن يحشد فيها تلك الأقوال لاستدرار تعاطف المسلمين مع قضية دارفور والتي رأى فيها مواجهة بين الإسلام والقوى الصليبية الهدف منها استنزاف إمكانيات السودان الضخمة المتمثلة في البترول واليورانيوم والثروة الحيوانية الهائلة على حد قوله، فانه لا مبرر لباحث أكاديمي أو دارس للتأريخ أن ينساق وراء الأقوال التي ليس لها سند علمي.
    فنحن لا يضيرنا أن تنسب تلك الآبار لعلي دينار، كما لن ينقص من مكانته لدينا عدم نسبتها إليه، فالحقيقة التاريخية يجب أن تبقى كما هي دون تزييف أو تدليس إن الحقيقة التي أقررها هنا هي أن نسبة أبيار على لعلي دينار موجودة لدى السودانيين فقط، بينما هي ليست كذلك عند بقية الشعوب وخاصة سكان المدينة المنورة الذين هم أدرى بشعابها، فما رأيت أحدا من مدينة المصطفي صلى الله عليه وسلم ينسب تلك الآبار لعلي دينار. صحيح إن تلك الآبار قد ظلت مرتبطة باسم علي هكذا دون تعريف جعلت السودانيين ينسبونها لعلي دينار بينما ينسبها أهل المدينة لعلي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه. فأين هي الحقيقة؟
    لقد ظل هذا السؤال مدار اهتمامي منذ فترة طويلة دون أن أهتدي إلى نتيجة مريحة، وقد كثر حديث الناس عن آبار على دينار إلى الدرجة التي أوشكت فيها أن تصبح هذه النسبة حقيقة مؤكدة، حتى اهتديت الى كتاب ابن فضل الله العمري الذي سيأتي حديثى عنه في الفقرات التاليات ، وليس ذلك نهاية المطاف بل أنني أرجو من كل من لديه مصدر أو معلومة يمكن أن تضيء جانبا من الحقيقة أن يدلي بها وسأكون أسعد الناس بانتساب هذه الآبار لزعيم سوداني نكن له كل الإعجاب والتقدير والمحبة.وحتى نكون على بينة من الأمر دعني أقدم لك عزيزي القارئ نبذة مختصرة عن سيرة السلطان علي دينار، وأقرر بدءا أن اسمه لم يكن على دينار، بل كان اسمه محمد على بن السلطان زكريا، ويمكنكم مراجعة ذلك في الكتب التي تناولت سيرته منها كتاب آلن ثيوبولد: (علي دينار آخر سلاطين دارفور) - ترجمة فؤاد عكود- العالمية للطباعة والنشر- السودان- الطبعة الأولى- 2005م، وكتاب يونان لبيب رزق: السودان في عهد الثنائي "1899-1924م"- معهد البحوث والدراسات العربية- 1976م، وكتاب أحمد عبد القادر أرباب: تاريخ دارفور عبر العصور- الخرطوم- 1998، إضافة إلى الكتب الأخرى مثل كتاب نعوم شقير تحقيق الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم ، وموسوعة القبائل والأنساب في السودان للبروفسير عون الشريف قاسم التي جاء فيها تحت عنوان دينار (ص 907) ما يلي :
    " هو على دينار بن زكريا بن محمد الفضل حفيد السلطان محمد الفضل (1779- 1839م) ولد بالفاشر(1860م) وكان والده واليا على مقاطعة ارقد مراريت جنوب شرق الفاشر، ، وكان اسمه محمد على أضيف إليه منذ صغره لقب دينار تيمنا باسم على دينار أحد سلاطين دار برقو الصارمين فالتصق به الاسم ولم يعرف إلا بعلي دينار ، توفى والده الأمير زكريا وهو صغير فاستقر مع والدته وأخته مع عمه السلطان حسين إلى أن توفي عام 1874م وتزوجت والدته الشيح مكي ولد منصور زعيم بني منصور فارتحل معها إلى منطقة الملم وعاش تحت كنف الشيخ مكي ، تولى السلطان على دينار الزعامة بعد أبي الخيرات بن السلطان إبراهيم قرض عام 1889م أيام المهدية وخضع بعد عامين للمهدية وأرسله الأمير محمود ود أحمد إلى الخليفة عبد الله التعايشي بأم درمان عام 1897م واشترك في بعض حملات المهدية على تقلي ولما سمع بوصول الجيش الفاتح عام 1898م تمرد وذهب من كرري إلى دارفور حيث احتل الفاشر، واعترفت به حكومة العهد الثنائي عام 1900م ، وفي الحرب العالمية الأولى سعى إلى التحالف مع الأتراك والسنوسيين وأعلن معارضته للانجليز واستعد للحرب ولكنه هزم عام 1916 في برنجية قرب الفاشر وانسحب إلى كولمي حيث قتل برصاصة طائشة أثناء المطاردة، له ديوان شعر مطبوع وجله في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم" ، يقول الأستاذ مصطفي عاشور في مقاله المشار إليه واصفا سياسة علي دينار: " لقد عبر علي دينار عن تطور ملحوظ في الوعي السياسي للقادة المحليين في السودان وأفريقيا، وعن درجة كبيرة من الوعي الديني والإداري، حيث استطاع إقامة سلطنته في غرب السودان، وكون لها شبكة من العلاقات الخارجية كشفت عن وعي سياسي ناضج، وسعى لبناء سلطنته وفق نظام داخلي جيد مقارنة بالإمكانات التي كانت متاحة له في ذلك الوقت؛ حيث كوّن مجلسا للشورى، وعين مفتيا لسلطنته، ومجلسا للوزراء، وبدأ في تكوين جيش حديث، وأوكل تدريبه إلى ضابط مصري، ووضع نظاما للضرائب يستند إلى الشريعة الإسلامية "وعلى كثرة المراجع التي تناولت سيرة السلطان على دينار فان أيا منها لم يشر إلى أنه كان قد زار الديار المقدسة لتأدية العمرة أو الحج، فقد كان عهده عهد توتر وحروب داخلية متواصلة لم تمكنه من مغادرة السلطنة، لكن رحلات الحج لم تنقطع، فقد كانت الوفود السلطانية ترد من دارفور وتقوم بتوزيع صدقات السلطان على دينار في كل من مكة وجدة في الموقع الذي يسمى ألان بحوش على دينار وفي ذي الحليفة، وربما جاءت نسبة الآبار من هذا الصنيع. ونظرا لمكانة مكة والمدينة في قلوب المسلمين الذين ييممون شطرهما كل عام فقد حظيتا بالعديد من الدراسات والمؤلفات ومذكرات الرحالة والعلماء الحجاج، بالقدر الذي نستطيع أن نطمئن إلى أن كل حدث في هاتين المدينتين قد تم رصده وتسجيله، وخاصة الأحداث المهمة مثل كسوة الكعبة المشرفة، فهو حدث مهم يشهده القادة والملوك والأمراء لذلك فانه يسجل، واليك كتاب الأستاذ أحمد السباعي قي تاريخ مكة المكرمة، وقد تناول فيه أهم الأحداث المرتبطة بالكعبة منذ العصور السحيقة والي عصرنا هذا، وقد كان مؤلفه هذا تتمة وتكملة لكتاب تاريخ مكة للأزرقي وهو أشهر من كتب في تاريخ هذه المدينة المقدسة، وبمراجعة كتاب السباعي والذي أشار إلى كسوة الكعبة وخاصة في السنوات المتزامنة مع حكم على دينار، لا نجد أن هنالك أية إشارة إلى أن على دينار قام أو ساهم بالمال في كسوة الكعبة أو أنه أقام مصنعا في الفاشر لهذا الغرض، فقد كانت مصر في تلك الفترة تتولى هذا الأمر وتحتفل له وترسل الكسوة على رأس وفد عال إلى الديار المقدسة كما جاء في كتاب الأستاذ أحمد السباعي.
    أما عن آبار على ، فقد وجدت في موسوعة ابن فضل الله العمري ( مسالك الأبصار في ممالك الأمصار) ما يلي : " فأما ذو الحليفة فهو أبعد المواقيت، على عشر مراحل من مكة أو سبع منها، وهو بضم الحاء المهملة وفتح اللام، ومنها يحرم الآن الركب الشامي. وبها آبار تسمى آبار علي، وبعض الناس يقولون بئر المحرم:" ص 191، وابن فضل الله العمري هذا هو أحمد بن يحي بن فضل الله القرشي العدوي العمري، ولد في دمشق سنة 700هـ ، وقد اعتقله الملك الناصر قلاوون في مصر سنة 737هـ فصودرت أملاكه وقطعت يده ورغم ذلك شرع في تأليف كتابه هذا والذي يعتبر أضخم الموسوعات العربية حيث يقع في تسعة وعشرين جزءا، وقد مات العمري في الطاعون سنة 749 قبل أن يكمل كتابه هذا الذي قسمه إلى قسمين، قسم عن جغرافية الأرض ، وقسم عن سكان الأرض، وقد نشره المؤرخ فؤاد سيزكين كاملا سنة 1989م. مما سبق يتضح أن مسمى آبار على كان موجودا منذ القرن الثامن الهجري أي قبل ظهور الممالك الإسلامية في السودان بقرون مما يؤكد عدم نسبة تلك الآبار لعلي دينار، وهذه الآبار بهذا المسمي كانت بالتأكيد موجودة قبل ابن فضل الله العمري الذي نقل ما رآه وسمعه، مما يرجح صحة نسبة الاسم لعلي بن أبي طالب، خاصة وان كتاب (المدينة بين الماضي والحاضر) لمؤلفه إبراهيم على العياشي وهو من أهل المدينة المنورة يشير إلى إن عادة حفر الآبار ووقفها لفقراء المسلمين كانت عادة أهل المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والتسليم، وقد ورد في هذا الكتاب أسماء العديد من الذين أوقفوا الآبار منهم فاطمة بنت الحسين بن على بن أبي طالب، وآل بني دينار في المدينة المنورة من الأنصار والصحابة رضوان الله عليهم، وهو كتاب جيد يتناول مواقع سكان المدينة المنورة منذ العصور السحيقة والى عصرنا هذا وأهم المعارك والأحداث التي وقعت فيها، كما ينقل الأساطير المختلفة التي ارتبطت بأذهان الناس ويحاول مناقشتها ودحضها مثل تلك الحادثة المتعلقة بنور الدين الزنكي واستنجاد النبي صلى الله عليه وسلم به من بعض النصاري الذين حاولوا نبش قبره، فهو يذكر المصادر التي ذكرتها والمصادر التي أغفلت عن ذكرها مثل البداية والنهاية لابن كثير. وفي كتاب (موسوعة الحج والعمرة) وهي موسوعة عصرية ميسرة تحتوي على شرح واف لأكثر من 700 مصطلح من مصطلحات الحج والعمرة باللغتين العربية والانجليزية لفضيلة الدكتور قطب مصطفى سانو، عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي وأستاذ الفقه وأصول الدين ومدير المعهد العالمي لوحدة المسلمين التابع للجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، ذكر تحت حرف الهمزة ما يلي آبار علي: اسم يطلق على ذي الحليفة، وذو الحليفة هو أحد المواقيت المكانية للإحرام لأهل المدينة المنورة ولمن أتى عليه من الحجاج والمعتمرين ، وقد ورد ذكره في الحديث الذي حدد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المواقيت المكانية، وسمي ذو الحليفة بآبار علي لأنه كان فيه البئر المنسوبة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه)، وقد أهداني هذه المعلومة الأستاذ عبد الرزاق محمد حمزة، وهو ابن الشيح محمد حمزة إمام الحرم الأسبق، وله كتاب قيم باسم(العيش في مكة المكرمة) صدر عن دار عكاظ للصحافة والنشر عام 1426هـ، وقد تناقشنا طويلا حول آبار علي فأفاد أن أهل المدينة ينسبونها لعلي بن أبي طالب.
    وفيما يتعلق بمقر بعثة الحج السودانية ومبنى القنصلية العامة فلا علاقة لهما بعلي دينار، وكان الشيخ الخواض الخليفة المنسق المقيم السابق لبعثة الحج السودانية قد أصدر نشرات مفيدة تضمنت معلومات وافية عن الأوقاف السودانية في المملكة العربية السعودية، منها الأوقاف الخاصة بمقر البعثة والقنصلية في جدة، حيث جاء في مقدمتها ما يلي: ( خطاب حمله البريد الرسمي عبر البحر الأحمر صادر من رئيس وزراء السودان المرحوم إسماعيل الأزهري إلى رئيس مجلس الوزراء السعودي يفيد بقدوم رجلين لأرض الحجاز هما الشيخ حسن المدثر قاضي قضاة السودان والشيخ البشير الريح مفتش المحاكم وذلك على سفرية يوم 24/3/1374هـ وذلك لشراء قطعة أرض بجدة لتكون وقفا على حجاج السودان، في يوم 5/4/1374 تم شراء قطعتي الأرض، الأولى من الشيخ سالم أحمد با محرز وهي ما يعرف بمبنى القنصلية، والثانية من الشيخ عبد الله بن سليمان با سهل، وهي ما يعرف الان بمقر بعثة الحج السودانية".

    وقد صدر صك شرعي بشأنهما حددت فيه حالة وموقع الوقف وشروط الواقف، وهما بذلك لا علاقة لهما البتة بالسلطان على دينار.

    إن الوقف الذي يحمل اسم هذا السلطان السوداني في جدة هو ما يعرف الآن بحوش على دينار، وسوف نتناوله في مقال لاحق إن شاء الله تعالى.

    سيف الدين عيسى مختار
    جدة المملكة العربية السعودية
    [email protected]
                  

02-27-2007, 09:52 AM

JAD
<aJAD
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4768

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيف الدين عيسى مختارأمين المنتدى الثقافي بجدة يستأذنك الدخول ونتمنى نتمنى أن لايطيل الإنتظا (Re: sunrisess123)

    Quote: وفي كل عقل نجد افكار و في كل فكره نجد مبدأ و ما ان نسير في دربنا حتى نرى الناس كل منهم لديه قدراته واخلاقه و جماله ! قد نتحسر على حالنا و قد يغزووالكره و الفضاء قلوبنا لكنـ إن وجدنا القناعه فينا ابتعدنا عن كل ذلك و يبقى الأمر المهم هو أن القناعه ليس نبذاً للطموح !!!
    وليست تكسيراً لها بـل هي اقتناع بالقدرات والاصرار على بلوغ اعلى المراتب ..........


    الله الله يا أيوب .. ما أحلى قلمك ساعة الصفاء والتجلي ..
    Quote: يا بنيه يا
    يا بت التراتيل
    يا بت التهاليل
    ساعة الفجر
    ***********
    يا بنية يا
    يا لعبة شليل
    يا لعبة كَعَود
    في ضو قمر
    ***********
    يا بنية يا
    يا بت البسوق
    أورتي (5)
    فوق ساقية عشر (6)
    ***********
    يا بنية يا
    يا جبال توتيل
    تبلدية في
    حضن الأصيل
    أبنوسة في
    في زخــــة مطر


    مشكور أخي أيوب على استنزال واستدراج هذا الجمال ..

    إن هذا المنبر الجميل يئن هذه الأيام من سيء القول وساقط الألفاظ .. وأكاد أحس أنه في أشد الظماأ لهذا لهذه الأقلام الجميلة من أمثال الأديب الراقي سيف الدين عيسى مختار ..

    يا مهندس بكري رجاء لا تبخل علينا به .. فقد عهدناك كريماً ..

    جاد


    (عدل بواسطة JAD on 02-27-2007, 09:54 AM)

                  

02-27-2007, 10:44 AM

sunrisess123

تاريخ التسجيل: 04-17-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيف الدين عيسى مختارأمين المنتدى الثقافي بجدة يستأذنك الدخول ونتمنى نتمنى أن لايطيل الإنتظا (Re: JAD)


    مشكور أخي جاد على هذا الكلام الجميل وفعلاً منبرنا يئن هذه الأيام من سيء القول وساقط الألفاظ .. وأجزم لك أنه في أشد الظمالهذه الأقلام الجميلة من أمثال الأديب الراقي سيف الدين عيسى مختار .. كما ذكرت ،، أكرر شكري اخ جاد

                  

02-28-2007, 10:28 AM

sunrisess123

تاريخ التسجيل: 04-17-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيف الدين عيسى مختارأمين المنتدى الثقافي بجدة يستأذنك الدخول ونتمنى نتمنى أن لايطيل الإنتظا (Re: sunrisess123)


    القلمـ نور
    و الكثير منا لديهم أقلام ...
    لكن ليس المهم كم قلم لديك ....
    بل المهم هو مدى استخدامك لهذا القلم ......
    و كيفيه كتابتك فيه !!............................
    نجد أقلاماً كثيره لا تخط سوى الكلمات الساقطه ...
    و هناك اقلام لا تعبر إلا عن ذاتها......
    و هناك أقلام تكتب لمجرد الكتابه .......
    وهناك أقلام تخرج حبرها من أجل الشهره ......
    و هناك أقلام تبطل الحق و تصحح الباطل !.......
    وهناك أقلام تصف واقعاً و تنصر الحقيقه..........
    فــنسأل الله سبحانة وتعالى أن يجعل أقلامنا من النوع الأخير...........
    وفي كل عقل نجد افكار و في كل فكره نجد مبدأ و ما ان نسير في دربنا حتى نرى الناس كل منهم لديه قدراته واخلاقه و جماله ! قد نتحسر على حالنا و قد يغزووالكره و الفضاء قلوبنا لكنـ إن وجدنا القناعه فينا ابتعدنا عن كل ذلك و يبقى الأمر المهم هو أن القناعه ليس نبذاً للطموح !!!
    وليست تكسيراً لها بـل هي اقتناع بالقدرات والاصرار على بلوغ اعلى المراتب ..........

    فالتحية لحروفك التي تبقى دوما تحمل العبق..
    والتحية لقلوب تسعى للخير دوما، تحية لشفافيتها التي أرها نهرا تدفق فسقى جدباء الأرض فغدت فردوسا..تحية عهد وعهود..




                  

02-28-2007, 12:11 PM

عبدالأله زمراوي
<aعبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيف الدين عيسى مختارأمين المنتدى الثقافي بجدة يستأذنك الدخول ونتمنى نتمنى أن لايطيل الإنتظا (Re: sunrisess123)

    حول ملحمة زمراوي الجديدة

    دراسة بنيوية

    بقلم سيف الدين عيسى مختار

    توضأ في شلالات نياجرا، فأوحى له خريرها أن يخلص النية ويصيخ بأذنيه ويحدق بعينيه عله يرى أمواج النيل تنداح ما بين كرمة وجزيرة بدين، لكن المياه تشكلت أمامه شاشة بلورية عملاقة يخرج منها طهراقا وبيده نبيذ نوبي، وعثمان دقنة متكئا على الدفوفة وعلى سيفه بقايا من كرري، وحكماء النوبة يوقعون اتفاقية سلام مع المسلمين (البقط) ، والشيخ زمرواي منهمكا مع حاشية الجزيري في الفقه المالكي، والدرويش في حلقات الذكر ينادي (شيخ منور ولدك على ، ويا شيخ زمراوي الولي) والنوبي لقمان يخير ما بين النبوة والحكمة فيختار الحكمة، حتى اذا استغرقت الدهشة مولانا القاضي عبد الاله زمراوي وأخذت منه اللباب، خلع سترة القاضي وسار أمام الجميع في موكب احتفالي عبر ملحمته الجديدة للوطن:

    كَأنَّ القادِمَ في ظُلَلِ غَمَامٍ،
    كصلاة الفجر، بهاءً وحُضُوراً
    كالقاشِ الصّاخبِ حينَ تَجِفُّ الوديانْ
    كجبالِ التَّاكا وسواقِي توتيلْ،
    كالمارِدِ طُوكَرَ، حين تغازِلُها الرِّيحْ.
    كجبينِ الشَيْخِ الخَتِمِ الصُّوفِي،
    كأنَّ القادِمَ نحوك يمضي ليشقَّ تلال الشَرْقِ بسيفٍ قُرَشِيّ!

    عبد الاله زمراوي ، الطالب المتفوق أكاديميا، حين جاء الى مدينة فاس في نهاية السبعينات، كان خجولا وودودا جدا، يعشق الكلمة الجميلة لكنه يخاف اظهار ما ينظم الى الناس0 وحين أدرك أن كيل الشعر قد طفح أطلق لسجيته العنان، ثم انطلق ماردا يحطم كل القيود، ينظم الشعر ويخاف من لظى الكلمات، يصرح اذ هو يرمز ، ويرمز اذ يصرح، فاذا الوطن هو المعشوق والعشيقة معا، واذا هو القاتل والضحية في آن واحد، واذا هو زمراوي المحامي يحسن عرض القضية ، واذا هو القاضي يحكم فيها، فماذا تبقى للنقاد أن يقولوا::

    لا تَحْزَنْ مثلى يا مولايْ
    لا تَحْزَنْ من صحراءِ التِّيهِ وجورِ السلطان!
    اضْرِبْ بعصاكَ اللْحظَةَ جوفَ البحرِ
    خُذْنا مُقْتَدِرا كالبرقِ الخاطفِ، أخْرِجْنَا من هذا الكابوس
    خَبِّئنا بين النهرِ وبين الوَرْدِ وغاباتِ الريْحانْ!

    في ملحمة زمراوي صدى أغنيات قديمة تخيم على جرس الملحمة من أولها الى آخرها، وبقايا أمنبيات دفينة وذكريات بعيدة وأحلام كما المسافة ما بين كرمة وسواكن، أو كما الأيام بين الولادة واعتاب الرجولة، تمتد عبر المسافة ما بين تازا ومكناسة الزيتون، أو الدفوفة التى قهرت الزمان لتبقى فوق قباب الأزمان، ثم ها هو زمراوي يستخدم مفردات ظلت ترتسم طقوسا عصية المنال في ذاكرته التي اختزنتها كمفردات لغوية دون أن يكون لها أية أصداء في الممارسة الحياتية (النبذ، العشق الصوفي، الشبق)

    ما ضَرَّكَ يا مولايَ إذا جاءتْ مِلِّيطُ تُغَنِّي
    خَرَجَتْ من تحت عباءتها أُنْثَى
    تَنْتَقِشُ الحِنَّاءَ بيُمْناها
    وبِيُسْراها تُخْفِي قَلْبَ حبيبْ،
    سَاَفَرَ عصراً كالشَّفَقِ الأَحْمَرَ
    نحو بلادٍ لا تعرفُها، ومدائِنَ أخْرى غَرْقَى في الأحْزَانْ

    صور شتى للوطن تدفع بها الملحمة دفعا، أهم ما فيها أنها تتجاوز حدود الزمان فيختلط فيها الحاضر بالماضي والمستقبل في وحدة شعورية مستمدة من نفس قلقة متأرجحة ما بين الواقع والمتخيل، الثابت والمتحول، الحقيقة والخرافة.التاريخ والجغرافية في بسطة من القول وسعة من الخيال الجامح، ذلك لأن عشقه للوطن كان صادقا . وكأني بالشاعر الكبير مصطفى سند يشير اليه في قوله (ديوان مصطفى سند شفرة البحر الأخير، ص 29)

    تتوهج النيران في صدري
    لهب
    وأنا أسافر من دماك الى دمي
    للموت والعشق نافذتان
    من جوع ومن حمى
    ومن ورد التعب
    ماذا أقول
    أشاكس الكلمات
    لا أدري فلا خيل لدي ولا ذهب
    وطني على رمل اتساع بصيرتي
    فرس وحفنة ذكريات
    وطني كتاب من صدى عينيك
    يولد في المسافة
    بين صوتك واحتراق الأغنيات
    وطني بقية كبرياء
    ان صادرتني النار من صوتي
    نقشت على حبيبات المطر لوحي القديم
    وأنني شيخ تألق في الدم المسفوك
    بين مطالع العام الجديد
    وبين أيام الغضب

    عبد الاله زمراوي راح يعطّر قوافيه من حريق الصندل، ومن نقشة حناء على أنامل حسناوات مليط، أو من ايحاءات قصيدة العباسي (حياك مليط) ، من الذكريات المسكوبة عموديا على عتاقة نوبية مدرارة، تطل بسخاء من شاهق الدفوفة الراسخة على قباب الزمان ، ذكريات تتقاطع أفقيا مع مستويات الدهشة الموغلة في أطلس المليون ميل في تلك المساحة ما بين سواكن والجنينية، فهل تلعثمت التفعيلة في أوزانه، أم انهارت قوافيه وقد عاد وسمه جليا في مدارات الخيال الذي ظل يتجول في تخوم الكلمات المترعة بالأسى ، النابضة أبدا بالتفاؤل العريض، الكلمات التي قال عنها (لو ألقاك وحيدا تقتلني الكلمات)، عبد الاله زمراوي طيب الى حد الدروشة، ينطبق عليه تماما قول الشاعر سيد أحمد الحاردلو: (ديوان الحاردلو بكائية على بحر القلزم ص 51)

    كان حييا
    ونبيلا جدا
    وبسيطا
    وودودا جدا
    ومحبا جدا
    ذات مساء
    حدق في الدنيا ونظر
    فاذا الدنيا من أدناها تأتيه
    واذا الدنيا من أقصاها تدنيه
    وتناغيه
    فرأى فيما ينظر عجبا
    واشتعلت عيناه من الدهشة وتداعى
    وانجذب

    فمن مرارات يحسها في حلقه، من نار تتأجج في صدره، للفوضى وارصفة الشوارع، لصدى مدينة فاس يلملم زمراوي شتات قاموسه الشعري ويغني للوطن على هواه، ويدخل في مدارات القصيدة/ النضال، يطلق في سماء الوطن صاعقة أغنياته، أو أغنيات صاعقته، لكن الأصوات والصور التي تتردد في ملحمته مترعة بالتفاؤل والأمل، نابضة بالحيوية والدفء،

    لا تَحْزَنْ مثلى يا مولايْ
    لا تَحْزَنْ من صحراءِ التِّيهِ وجورِ السلطان!
    اضْرِبْ بعصاكَ اللْحظَةَ جوفَ البحرِ
    خُذْنا مُقْتَدِرا كالبرقِ الخاطفِ، أخْرِجْنَا من هذا الكابوس
    خَبِّئنا بين النهرِ وبين الوَرْدِ وغاباتِ الريْحانْ!

    ملحمة زمراوي الجديدة من بحر المضارع (فعولن فعولن) حرة القافية في أبياتها، لكنه أحكم مقاطعها الخمسة بحرف روي واحد هو حرف النون الساكن، وتشكلت صوره الشعرية المبثوثة في مقاطع الملحمة من تاريخ وجغرافية السودان، يستلهم فيها زمراوي سيرة شخصيات سودانية عريقة بكل زخمها التاريخي ويوزع مجدها على كافة مناطق السودان رامزا الى تلك السمات العامة التي توحد هذا البلد العربي الأفريقي، انها ملحمة تدعو الى التفاؤل ، والى عشق هذا الوطن، غنائية في معظم أجزائها، ذات جرس جميل وايقاع داخلى ينتظمها من أولها الى آخرها، لتبقى من النصوص الجميلة غير المتقيدة بعصر معين أو اطار محصور، فهي مفتوحة على كل الحقب، تتميز بشفافية رؤاها، تدعو الى الأمل الذي سيأتي كما قال محمد الحسن سالم حميد (قصيدة حميد قلت اندهك نشرت كاملة على موقع سودانيز أون لاين وتعتبر من أجمل ما قال حميد)

    بالاربل الواسوق ايدي
    أمشط رؤايا
    أسرحك
    بعرق شقايا أريحك
    فوق انت سمحة أسمحك
    برهق لقايا أريحك

    أدهشني فيك المحتوى
    أجهشني كيف خاويتي
    بين برد الصحارى
    وبين هجير الاستواء
    وكيفن أريجك كالرؤى
    فاح ينتقل عكس الهوا
    يا بت
    عشان ريقة وطن
    تنفك
    كم باتت قوى
    ما ضاعت الأحلام سدى
    وآمالنا ما شالها الهواى
    لا بد يجمعنا الزمن
    ما هو اللى فرقنا
    واذن
    لا بد وان طال الزمن
    ترحل صهاديب المحن
    ينبض على القلبين مكن
    يطيب خلانا الامكن
    تضحك عتاميرو البكن
    يخضر حشاها الانشوى
    ودى للرعية يعشبن
    تلد السعية يجي اللبن
    لى جملة أطفال الوطن
    صفر قمح .. دندح دخن
    بدع صمغ.. فقع قطن
    ودن سفن .. جابن سفن
    لا صرمة لا بيتة قوى
    ليل التجاريح وانطوى
    حسّن قرى .. ورقصن مدن
    أبنوس ونخلة سوا سوا
    لا بندقية تقوم سوى
    تحرس ضهرنا من الفتن
    أنا وانت لا خوف لا حزن
    يملانا تاني ولا جوى
    مهما المحل
    مهما المطر
    ظلم الرياح
    حمّى الخطر
    تتمقّى فيك وتنبحك
    بتحتحت أغصانك جراح
    لكين محال
    أن تطرحك
    انه نفس الرجاء الذي يحمله زمراوي لهذا الوطن الذي يتغني بأمجاده، بالأنثى ام درمان أول مدينة سودانية تشرب من مياه النيل الموحد لتبقى دائما رمزا للعزة والشموخ، ثم ها هو ذا الوطن قد انطلق يحمل البشريات يبشر بالأمل الذي سوف يتحقق ، والخير الذي سيتدفق باذن الله، عندها سيكون لهمس أمواج النيل وهي تداعب (الجروف) المنتشية باللوبيا، واقعا فعليا يعيشه زمراوي كل صباح قبالة الدفوفة، لا أملا متخليا أمام شلالات نياجرا في أقصى الدنيا0

    ما ضرّك يا مولاي
    إذا أقبلْتَ علينا ذات صباحٍ
    مؤتلقَ الوجْهِ سليمَ الخاطرِ مُتّسِقَ الوجدان
    وطفقْتَ تُغنِّى للخرطوم
    تَتَغَزَّلُ في الأنْثَى أمدرمانْ!

    سيف الدين عيسى مختار
                  

02-28-2007, 12:25 PM

sunrisess123

تاريخ التسجيل: 04-17-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيف الدين عيسى مختارأمين المنتدى الثقافي بجدة يستأذنك الدخول ونتمنى نتمنى أن لايطيل الإنتظا (Re: عبدالأله زمراوي)

    أكرر :-
    التحية لحروفك أيها السيف والتي تبقى دوما تحمل العبق.. والتحية لقلوب تسعى للخير دوما، تحية لشفافيتها التي أرها نهرا تدفق فسقى جدباء الأرض فغدت فردوسا..

                  

02-28-2007, 03:28 PM

تاج السر محمد حامد
<aتاج السر محمد حامد
تاريخ التسجيل: 12-28-2006
مجموع المشاركات: 7430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيف الدين عيسى مختارأمين المنتدى الثقافي بجدة يستأذنك الدخول ونتمنى نتمنى أن لايطيل الإنتظا (Re: sunrisess123)


    نضم صوتنا الى صوت الاخ ايوب .. لأن تلك الشخصية يندر وجودها فى هذا المجتمع ولااريد أن أتحدث عنه أكثر ويكفى فخرا بأنه سيف الدين عيسى مختار فله التحية أخا مناضلا فى هذا المنبر فهل تكرم أخينا الاستاذ بكرى التفضل وأعطاء الاخ سيف العضوية لانه أهلا لها ..
                  

03-01-2007, 08:18 AM

sunrisess123

تاريخ التسجيل: 04-17-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيف الدين عيسى مختارأمين المنتدى الثقافي بجدة يستأذنك الدخول ونتمنى نتمنى أن لايطيل الإنتظا (Re: تاج السر محمد حامد)

    Quote:
    ويكفى فخرا بأنه سيف الدين عيسى مختار فله التحية أخا مناضلا فى هذا المنبر فهل تكرم أخينا الاستاذ بكرى التفضل وأعطاء الاخ سيف العضوية لانه أهلا لها ..


    شكراً لمرور الصحفي اللامع المقتدر الحبيب تاج السر محمد حامد
                  

03-01-2007, 08:18 AM

sunrisess123

تاريخ التسجيل: 04-17-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيف الدين عيسى مختارأمين المنتدى الثقافي بجدة يستأذنك الدخول ونتمنى نتمنى أن لايطيل الإنتظا (Re: تاج السر محمد حامد)

    Quote:
    ويكفى فخرا بأنه سيف الدين عيسى مختار فله التحية أخا مناضلا فى هذا المنبر فهل تكرم أخينا الاستاذ بكرى التفضل وأعطاء الاخ سيف العضوية لانه أهلا لها ..


    شكراً لمرور الصحفي اللامع المقتدر الحبيب تاج السر محمد حامد
                  

03-03-2007, 03:37 PM

سيف الدين عيسى مختار
<aسيف الدين عيسى مختار
تاريخ التسجيل: 03-02-2007
مجموع المشاركات: 1364

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيف الدين عيسى مختارأمين المنتدى الثقافي بجدة يستأذنك الدخول ونتمنى نتمنى أن لايطيل الإنتظا (Re: sunrisess123)

    أخي الأستاذ الفاضل/ أيوب خليل

    أعتقد بأننا التقينا هنالك عند انكسار ضوء الفكر عند منحنى الأدب الرفيع، هناك اتحدت رؤانا، ثم كان اليقين بأنك واصل الى أقصى نهايات الألق حيث تبدو الرؤية أكثر وضوحا، تحدق في دواخلك جيدا فترى ذلك الجمال متجليا في كل شيء، تعلمنا كيف تتعامد أنظارنا الى دواخلنا لتكتشف الدهشة أولا، ثم لا تنكفيء على بؤرتها بل تنفتح على الآخرين فترى الآخر أكثر اشراقا وجمالا، شكرا أخي أيوب أن منحتني بمثابرتك فرصة أن أأكتشف الآخرين معك لنلتقى جميعا في تخوم المعرفة العميقة ببعضنا البعض.

    أخي الأستاذ عمر عبد السلام ..
    لك الشكر والتحية، وأنت على ضفاف أبي رقراق وسواحل المحيط ، تمطط ناظريك جيدا لترى بهما جميع الناس ، تحملهم جميعا مع رحلة الدعاش الى حيث النيل حيث تنتهي وتبدأ الأشياء، ثم تستحضر ذلك الزمن النبيل، حين وعيت وفتحت عيني على المنبر العام كانت طلتك الجميلة ( الى الذين تسللوا الى فاس) المتكأ الذي ألجا اليه حين تحزبني الأيام، والشعاع المتبقي من زكاء حين يدبر النهار، لكم تمنيت صادقا أن أرحل معك الى عوالم النقاء والجمال والطهر عبر سودانيز أون لاين، وما فتئت تحاول الكرة تلو الكرة، أتمنى أن أكون في المستوى الذي وضعتموني فيه.

    مولانا القاضي عبد الاله زمراوي..
    ها أنت ذا كما عهدتك دائما لا تعرف الهدوء أو الخمول، تزرع الأرض ما بين شلالات نياغرا والدفوفة الصامدة على مر الأزمان، تحمل هذا الوطن عشقا وصبابة ثم تغني للفجر الحالم بالطمبور، رأيتك يا مولاي في حديثك نكهة التمر وفي عينيك شموخ الصحراء، شكرا على أن كنت أول من يمنحني بسخاء تأشيرة المرور الى هذا الموقع الالكتروني الباهر.

    الأستاذ صلاح غريبة

    الشكر لك وأنت تناضل من أجل الكلمة المحتشمة، معا سنبدأ مشوارا آخر طريقه وعرة لكننا حتما سنصل الى تلك الرابية ونغرس البيرق الذي نحمله بيرق المحبة والسلام والاحترام.

    الأخ الصديق الأستاذ تاج السر محمد حامد
    الشكر لك وأنت تمنحنا فرصة أن نختلف معك في الرأي، فمساحات المودة التي تمهدها لا حدود لها، فشكرا للمعاني الانسانية الرائعة الكامنة في أعماقك، والتي تؤكد بأنه حتما ستأتي أيامنا المشرقة

    الأستاذ جاد
    لك الشكر على تلك التزكية، وعلى اختيارك الجميل لتلك المقاطع من (التشكيلات النوبية) ومن يبصر النجم لا يعشو عن الزبرقان،
    الأخوة الكرام كنتم جميعا:

    زغرودة في زفة عروس
    يوم فرحة الفال السمح
    عصقور يغازل في الصباح
    قندول قمح
    والليل يزح
    كان يدى فرقة على الغيوم
    شان تصطبح

    الأخ المهندس بكري أبو بكر
    لك الشكر على أن منحتني عضوية هذا المنبر ، ومعا سنجعل منه ان شاء الله منبرا حقيقا للحوار البناء الهادف المثمر.
    ودمتم ..

    سيف الدين عيسى مختار



                  

03-04-2007, 09:14 AM

sunrisess123

تاريخ التسجيل: 04-17-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيف الدين عيسى مختارأمين المنتدى الثقافي بجدة يستأذنك الدخول ونتمنى نتمنى أن لايطيل الإنتظا (Re: سيف الدين عيسى مختار)


    نرحب بك بالمنبر أستاذ سيف والبيت بيتك والشكر موصول لصاحب الدار المهندس بكري أبو بكر ، وما عدمناك يا بكري
                  

03-04-2007, 09:43 AM

أبوعبيدة محمد الأمين
<aأبوعبيدة محمد الأمين
تاريخ التسجيل: 01-19-2007
مجموع المشاركات: 1694

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيف الدين عيسى مختارأمين المنتدى الثقافي بجدة يستأذنك الدخول ونتمنى نتمنى أن لايطيل الإنتظا (Re: sunrisess123)

    ياسلام يا أيوب ياخى
    سيف الدين عيسى مختار، يمثل إضافية نوعية للمنبر، فالشكر للمهندس بكرى ولكم أخى أيوب، ولكل الذين سعوا لإنضمامه لهذا البيت الكبير، وحتماً سيجد رواده عند الأخ سيف الدين كل جميل ومفيد.
    فمرحباً بالأستاذ سيف الدين.
                  

03-06-2007, 09:00 AM

sunrisess123

تاريخ التسجيل: 04-17-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيف الدين عيسى مختارأمين المنتدى الثقافي بجدة يستأذنك الدخول ونتمنى نتمنى أن لايطيل الإنتظا (Re: أبوعبيدة محمد الأمين)

    Quote:
    أخي الأستاذ الفاضل/ أيوب خليل

    أعتقد بأننا التقينا هنالك عند انكسار ضوء الفكر عند منحنى الأدب الرفيع، هناك اتحدت رؤانا، ثم كان اليقين بأنك واصل الى أقصى نهايات الألق حيث تبدو الرؤية أكثر وضوحا، تحدق في دواخلك جيدا فترى ذلك الجمال متجليا في كل شيء، تعلمنا كيف تتعامد أنظارنا الى دواخلنا لتكتشف الدهشة أولا، ثم لا تنكفيء على بؤرتها بل تنفتح على الآخرين فترى الآخر أكثر اشراقا وجمالا، شكرا أخي أيوب أن منحتني بمثابرتك فرصة أن أأكتشف الآخرين معك لنلتقى جميعا في تخوم المعرفة العميقة ببعضنا البعض.

    أخي الأستاذ عمر عبد السلام ..
    لك الشكر والتحية، وأنت على ضفاف أبي رقراق وسواحل المحيط ، تمطط ناظريك جيدا لترى بهما جميع الناس ، تحملهم جميعا مع رحلة الدعاش الى حيث النيل حيث تنتهي وتبدأ الأشياء، ثم تستحضر ذلك الزمن النبيل، حين وعيت وفتحت عيني على المنبر العام كانت طلتك الجميلة ( الى الذين تسللوا الى فاس) المتكأ الذي ألجا اليه حين تحزبني الأيام، والشعاع المتبقي من زكاء حين يدبر النهار، لكم تمنيت صادقا أن أرحل معك الى عوالم النقاء والجمال والطهر عبر سودانيز أون لاين، وما فتئت تحاول الكرة تلو الكرة، أتمنى أن أكون في المستوى الذي وضعتموني فيه.

    مولانا القاضي عبد الاله زمراوي..
    ها أنت ذا كما عهدتك دائما لا تعرف الهدوء أو الخمول، تزرع الأرض ما بين شلالات نياغرا والدفوفة الصامدة على مر الأزمان، تحمل هذا الوطن عشقا وصبابة ثم تغني للفجر الحالم بالطمبور، رأيتك يا مولاي في حديثك نكهة التمر وفي عينيك شموخ الصحراء، شكرا على أن كنت أول من يمنحني بسخاء تأشيرة المرور الى هذا الموقع الالكتروني الباهر.

    الأستاذ صلاح غريبة
    الشكر لك وأنت تناضل من أجل الكلمة المحتشمة، معا سنبدأ مشوارا آخر طريقه وعرة لكننا حتما سنصل الى تلك الرابية ونغرس البيرق الذي نحمله بيرق المحبة والسلام والاحترام.

    الأخ الصديق الأستاذ تاج السر محمد حامد
    الشكر لك وأنت تمنحنا فرصة أن نختلف معك في الرأي، فمساحات المودة التي تمهدها لا حدود لها، فشكرا للمعاني الانسانية الرائعة الكامنة في أعماقك، والتي تؤكد بأنه حتما ستأتي أيامنا المشرقة

    الأستاذ جاد
    لك الشكر على تلك التزكية، وعلى اختيارك الجميل لتلك المقاطع من (التشكيلات النوبية) ومن يبصر النجم لا يعشو عن الزبرقان،
    الأخوة الكرام كنتم جميعا:

    زغرودة في زفة عروس
    يوم فرحة الفال السمح
    عصقور يغازل في الصباح
    قندول قمح
    والليل يزح
    كان يدى فرقة على الغيوم
    شان تصطبح

    الأخ المهندس بكري أبو بكر
    لك الشكر على أن منحتني عضوية هذا المنبر ، ومعا سنجعل منه ان شاء الله منبرا حقيقا للحوار البناء الهادف المثمر.
    ودمتم ..

    سيف الدين عيسى مختار

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de