|
ثورة اصحاب العمل
|
:: الصفحة الرئيسة :: الاولى :: الاخبار :: تحقيق :: مال و أعمال :: الرأي :: الرياضة :: تقارير :: يوميات سوداني :: برلمان السوداني :: الأخيرة :: أمسح دمعة وأوقد شمعة :: الأعمدة :: الإرشيف :: البحث :: البريدالالكتروني:[email protected]
يبدو أن العديد من المسئولين قد ضعف احساسهم بالانتماء للوطن وصاروا فيه غرباء بعدما أفقدوا هذا الإحساس للمواطنين بممارساتهم القسرية بعد أن تحولوا الى (باش بُزق) يجلدون المقهورين بسياط الأتاوات والرسوم والجبايات القسرية وغير الشرعية وتخويفهم (برجال الشرطة) لأخذ آخر مليم في الجيب عنوة واقتداراً ودون وازع من دين او اخلاق او وطنية.
لقد كان مسيئاً جداً ان يقف معتمد الخرطوم د. ابو كساوي امام حشد غفير من منسوبي ومسئولي المؤتمر الوطني وجماهير كل الأحزاب من المهنيين والحرفيين وصغار التجار ورجال الأعمال والمستثمرين ويخيرهم بين أن يستمروا في دورهم بدفع الرسوم والجبايات ويكونوا الأوز التي تبيض ذهباً للحكومة أو بيع البلاد لأمريكا.. فالهدف في الحالتين واحد هو الحصول على المال بأي ثمن وبأي طريقة (ويحبون المال حباً جماً) صدق الله العظيم..
حتماً ان هذا الطرح لم يأتِ من فراغ فقد يكون هذا هو احد الخيارات المطروحة من بعض او غالبية اعضاء المؤتمر الوطني الذي ربط مصيره بمصير البلاد وفق مبدأ (ان نكون معاً او لا نكون).
كم هي سافرة تلك الطريقة التي طرح بها ابو كساوي خيار بيع الوطن مقابل ذبح المواطنين فاختار الحضور جميعاً وبصوت رجل واحد ودون أي تردد بيع الوطن (لأمريكا) عسى ولعل ان تكون أرحم بهم من السلطة الوطنية.
لقد خدع المنظمون لذلك اللقاء الحاشد الذي أعد له المكان بعناية فائقة بدار اتحاد اصحاب العمل ورفعت اللافتات في كل مكان وهي تحمل عبارات الانحياز والتمجيد والخلود للمؤتمر الوطني بدرجة تجعلك تحس انك بداخل دار المؤتمر الوطني وليس بدار اصحاب العمل خدع المنظمون تلك الجموع التي جاءت للقاء نائب الرئيس ووالي الخرطوم للتفاكر والبحث في مسألة الرسوم والجبايات فوجدوا المنصة مليئة بمسئولي المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم فأعرب الحضور عن استيائهم البالغ من محاولة الاستقطاب البائسة من المؤتمر الوطني لكسب تأييد هذه الجماهير لقد كان استفتاء ضد المؤتمر الوطني.
ولقد كانت محصلة تلك الليلة ثورة عارمة لأصحاب العمل ضد الظلم وضد القهر رفضاً للمؤتمر الوطني على كل المستويات ومحاولاته البائسة في تسييس قضاياهم طالما ان هذا هو نهج تفكير مسئوليه الذين اصبح لا هم لهم سوى جمع الرسوم والجبايات بذبح المواطن وبيع البلاد اما بأموال وطنية أو اجنبية.
|
|
|
|
|
|