توقفنا في الحلقة الأولى عند صديقنا علي و الذي كان مشغولاً بمراقبة شاشة الرادار عندما و فجعة ظهرت نقطة صغيرة من أقصى الشمال الغربي، من إتجاه الحدود الليبية
هنا إعتدل علي و قال مخاطباً من حوله: هناك طائرة صغيرة تتجه نحونا مباشرة
هنا إعتدل كل من كان في البرج و على الفور أخرج أحد المدنيين مظروفاً بنياً من حقيبته (الجلدية السوداء "جيمس بوند بث") و لاحظ علي أنه مختوم بالشمع الأحمر ثم أخرج منه عدة أوراق و صار يقلبها في إهتمام بالغ
و إنتبه علي على صوت أحد ضباط الدفاع الجوي و هو يخاطبه: أهي مدرجة في الكشف الذي سلم لك في بداية مناوبتك
أجاب علي على الفور: لا يا سيدي
هنا سأله المدني الثاني: هل بإمكانك التعرف عليها إن كانت عسكرية أم مدنية
أجاب علي: بل مدنية قياساً إلى سرعتها و حجمها
فسأله مرة أخرى: و متى سنتمكن من التخاطب معها بواسطة جهاز اللاسلكي
أجابه أحد ضابطي الدفاع الجوي بعد أن ألقى نظرة ملية على شاشة الرادار: بعد أقل من 5 دقائق إن لم تغير من إتجاهها
تبادل المدنيان نظرات سريعة فيما بينهما و مع مدير الإستخبارات العسكرية و على الفور أصبح البرج كخلية النحل
إذ أخرج المدنيان هواتفهما النقالة و أنتحيا جانباً و أخذا يجريان مكالمات سريعة هامسة
و غادر مدير الإستخبارات العسكرية البرج بصحبة أحد ضباطه و تناول أحد ضباط قوة الدفاع الجوي سماعة هاتف البرج و أخذ هو الآخر يجري عدداً من المكالمات
و في تلك الأثناء كان علي مشغولاً بمتابعة الطائرة، إلا أن هذا لم يمنعه من إختلاس النظرات لمحاولة فهم ما يجري حوله، لاعناً في الوقت نفسه الضابط المسؤول من توزيع المناوبات إذ أنه لم يكن من المفترض أن يكون مناوباً في هذا اليوم لولا أن جدول المناوبات قد تم تغييره فجأةً لأسباب لم يعرفها أحد و لم يسأل عنها أحد
و بعد قليل إقترب من أحد المدنيين و سأله: هل بإمكاننا التخاطب مع الطائرة الآن
أجاب علي: نعم يمكننا الآن... و قبل أن يتم جملته فتح باب البرج و دلف منه مدير المطار و الضابط المناوب و مدني آخر فارع الطول مهيب القسمات دخل على الفور في حوار مع المدنيين الآخرين
أيقن علي أن ثمة ما يدور و أن الموضوع أكبر بكثير من مجرد تعطل أنظمة رادارات أو سلامة المجال الجوي
إنتبه علي من تساؤلاته و هواجسه على صوت الوافد الجديد و هو يخاطب مدير المطار: أكل شيئ جاهز يا سيادة العميد
أجابه العميد: كل شيئ حسب ما هو مخطط و مرسوم و نحن جاهزون تماماً
هنا نظر الوافد الجديد في إتجاه علي و خاطبه آمراً في لهجة من إعتاد إصدار الأوامر دوماً: قم بالإتصال بالطائرة
نظر علي في إتجاه مدير المطار و الضابط المناوب كأنما يريد أخذ الإذن منهما إذ أنه لا يدري ما هوية هؤلاء الأشخاص
أومأ له الضابط المناوب ليتابع عمله... فتناول علي سماعة الجهاز و ضغط الزر الأحمر و كست وجهه ملامح الصرامة و الحزم و ألقى كل مشاعره و تساؤلاته خلف ظهره و إستعاد حسه المهني بالرغم من أن هذه كانت أول مرة يمر فيها صديقنا علي بهذا الموقف الدقيق و إستعاد فترات التدريب المكثفة وخرج صوته هادئاً قوياً
من برج مراقبة مطار شندي الحربي إلى قائد الطائرة عرف عن هويتك و وجهتك... أنت تنتهك مجالاً محظوراً من غير تصريح... حول
إنتظر علي لمدة 5 ثواني في إنتظار الرد و أستعد لتكرار السؤال مرة أخرى باللغة الإنجليزية
و فجعةً
02-20-2007, 06:55 PM
intehazy
intehazy
تاريخ التسجيل: 02-08-2003
مجموع المشاركات: 1530
و بينما الجميع يراقبون في صمت مدرج المطار و تلك الطائرة المجهولة تجثم رابضة هناك... فإذا بعلي فجعة يصيح: هناك طائرة أخرى تقترب منا من إتجاه الشرق إنتبهت حواس كل من في البرج و مرة أخرى أخرج المدنيون الثلاثة هواتفهم النقالة... أما هاتف البرج فاستعمله نائب قائد المنطقة.. و لم تمضي أكثر من أربع دقائق حتى ظهرت نقطة أخرى من إتجاه الشمال هنا بلغت إنفعالات صديقنا علي ذروتها و لم يحتج أن يقول شيئاً فقد كان ضابط اللإستخبارات و الدفاع الجوي واقفين خلفه تماماً و بجانبهما مدير المطار... و الذي لم يفهمه علي أبداً أنه بدوا كأن لم يحدث شيئ أبداً نظر علي ملياً في شاشة الرادار... و أخذ يحادث نفسه: لابد أن أمراً ما يدبر .... أهو إنقلاب، و لكنه سرعان ما طرد هذه الفكرة السخيفة من رأسه... إذاً فما الذي يحدث إذاً... سؤال أخذ يرن في رأسه و لكنه أبداً لم يجد إجابة مقنعة... و بحركة لا إرادية هز كتفيه و قال: "ياخ أنا مالي"... و على ارغم بأنه نطقها بصوت أقرب للهمس إلا أنها بلغت أسماع مدير المطار فما كان منه إلا أن مال على علي مبتسماً و قال له: أهناك شيئ حضرة الصول... رد علي في لهجة رسمية على الرغم من تفاجأه بكيفية سماع مدير المطار لهمسه: لا شيئ سيدي... أومأ مدير المطار برأسه و أردف قائلاً: كل شيئ تحت السيطرة حضرة الصول لا تقلق.. هنا تنفس علي الصعداء إذا فهناك شيئ يدبر و لا ضرورة لأن يعرف أكثر من ذلك.. طالما أن هؤلاء قادته المباشرين زائداً على أنه لم ير أي شيئ يخالف القانون أو القسم الذي أقسم به يوم تخرجه من أكاديمية الوحدة العسكرية للعلوم التكنلوجية و هي الكيان البديل لأكاديمية كرري للتقانة.... و فجعةً تصاعد صوت عربي من سماعة الجهاز: من الشراع الأحمر إلى صقر الجديان... هل تسمعني ... حول و كالمرة السابقة رد ضابط الإستخبارات: من صقر الجديان إلى الشراع الأحمر نسمعك بوضوح... حول عاد الصوت مرة أخرى طالباً الإذن بالهبوط و تم منحه إياه كان عدد النقاط في شاشة الرادار قد فاق الستة نقاط و صار جهاز اللاسلكي جهاز الغرائب
من الفرعون الأسمر إلى صقر الجديان.. حول
من صقر الجديان إلى الراية الخضراء... تم منحك الإذن بالهبوط From the Wight Horn to Gdian Eagle… Over
و صارت الطائرات كلها تهبط و الفارق بينهم لم يكن أكثر من دقيقة واحدة و كان المجموع النهائي لعدد الطائرات الهابطة 26 طائرة خاصة صغيرة من غير أي علامات تميزها، لم يدري علي ما هوية ركابها و أين ذهبوا فقط المعلومة الوحيدة التي كان متأكداً منها أن معظم الطائرات كانت أطقمها عربية ماعدا إثنتان منها كانوا يتحدثون باللغة الإنجليزية... كان نائب قائد المنطقة قد غادر البرج بصحبة مدير المطار و إثنين من المدنيين... بينما بقى المدني الثالث يراجع بعض الأوراق مع ضابط الإستخبارات العسكرية و علي صديقنا كما هو و إذا بفجعة
02-20-2007, 07:02 PM
intehazy
intehazy
تاريخ التسجيل: 02-08-2003
مجموع المشاركات: 1530
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة