|
|
 من الأزهري الى البشير : الهدايا الرئاسية .. أسرار وحكايات
|
من الأزهري الى البشير
الهدايا الرئاسية .. أسرار وحكايات
عندما اهدى رئيس الوزراء البريطاني للرئيس بوش معجون اسنان من الذي يحبه علقت احدى وسائل الاعلام البريطانية متسائلة بخبث: لماذا يتذكر بوش بلير في الحمام دائما؟.
وبلغ ولع الصحافة الغربية بالهدايا الرئاسية حداً جعلها تتسابق لمعرفة قيمتها ودلالتها، فالرئيس الكوري الجنوبي كيم دي جونج عاد من زيارة نظيره في بيونق يانق الرئيس كيم إل وبصحبته كلبين هدية ليجد ان الصحف كتبت تقول: لم يعد الرئيس الكوري الجنوبي خالي الوفاض من كوريا الشمالية فبجانب نجاحه في اذابة العلاقات بين البلدين عاد وفي صحبته كلبان هدية من نظيره الشمالي يحملان اسم: الوحدة والاستقلال .. واهدى الرئيس الجنوبي بدوره كلبين نادرين لكيم إل سماهما: السلام ولم الشمل.. ووصفت الصحافة تبادل الحيوانات الاليفة بأنه يعكس المشاعر الودية التي خيمت على القمة الكورية.
للهدايا الرئاسة عراقتها وتقاليدها ولكن لا احد في السودان يعرف اين يتم الاحتفاظ بالهدايا التي تلقاها الرؤساء السودانيون منذ الاستقلال قبل قيام متحف القصر الجمهوري الذي افتتح في يناير2000م، وللأسف فإن المتحف لا يحتفظ الا بشيء قليل جدا بل ونادر من الهدايا التي اهديت للرئيس عبود، واسماعيل الازهري، وسوار الدهب وتكاد تنعدم في فترة السيد احمد الميرغني.
القسم الاعظم من الهدايا التى حواها المتحف هي للرئيسين عمر البشير وجعفر نميري وتكاد تشكل 99% من جملة الهدايا.. فأمام كل هدية وضعت ديباجة توضح نوع الهدية والجهة التي اهدتها.. من المفارقات ان احدى هدايا النميري لم يتسن لادارة المتحف التأكد من مصدرها وبعد عودة نميري الى البلاد وجهت اليه الدعوة لزيارة المتحف، ووجدتها الادارة فرصة لسؤاله عن مصدر الهدية، فتعرف عليها نميري سريعا واجاب على الفور: انها من شاه ايران. وتم اضافة التعريف الى الديباجة.
في بيته داخل القيادة العامة كان الرئيس نميري يحتفظ بكمية من الهدايا القيمة والثمينة التي اهديت له ، كان يحتفظ بها في ما يشبه الخزانة الضخمة ، وبلغ من حرصه وعنايته انه كان يكتب على الهدية بخط يده المصدر وتاريخ الاهداء، وحكى لي اللواء الهادي بشرى الذي كان ضمن فريق رسمي يقوم بمهمة الحصر بعد ذهاب مايو ان من ضمن المحفوظات كانت ساعة من طراز قديم ذات سوار اسود قيل ان النميري كان يلبسها قبل الانقلاب وهي التي حدد وفقاً لها ساعة الصفر.
إذاً اين تحفظ الهدايا الرئاسية؟
قبل افتتاح متحف القصر كان يتم الاحتفاظ بالهدايا الرئاسية في قسم ملحق بالقصر، هكذا حدثني الاستاذ صلاح لبيب مدير ادارة العلاقات العامة بالقصر الجمهوري الذي اشار الى انه ليس هناك ما يلزم أي رئيس سوداني بأن يسلم هداياه للجهة المختصة بحفظ الهدايا، بمعنى انه ليس هناك قانون او لوائح تنظم عملية الهدايا وتحدد ما يمكن الاحتفاظ به بصورة شخصية وما يرسل الى جهات الاختصاص لحفظه ضمن المحفوظات الوطنية.
ضمن الهدايا النادرة التي يضمها متحف القصر الجمهوري هدية من الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون عبارة عن حجارة من سطح القمر احضرت بالمركبة ابوللو(11) مع مجسّم لعلم السودان (ذي الالوان الثلاثة) حمل العلم بدوره الى سطح القمر، وهي هدية لم يتسن لي التأكد من الرئيس الذي اهديت اليه ولكن لعله الرئيس عبود.
حبيب قال انه بعد قيام المتحف صار من الميسور حفظ الهدايا التي تهدى الى رئيس الجمهورية والتي تقسم الى قسمين داخلية وخارجية، واضاف: بالنسبة للهدايا في الوقت الحالي فهذه يتم الاحتفاظ بها بصورة سهلة وسلسة. اما في الماضي فربما لم تتم عملية تنظيم لها بصورة جيدة، لذلك فنحن نحاول اعادة الاتصال بأسرة الزعيم الراحل اسماعيل الازهري. وبالسيد احمد الميرغني بغرض امداد المتحف بأية هدايا قد تكون اهديت للرجلين خلال تقلدهما رئاسة الدولة.
الرأي العام 20 فبراير 2007
|
|
 
|
|
|
|
Faisal Al Zubeir
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست