/..التفكير السياسي السوداني وبوادر السودان الجديد./..وليد فضل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 04:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-20-2007, 04:56 AM

EL fahal Abdelatif

تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
/..التفكير السياسي السوداني وبوادر السودان الجديد./..وليد فضل

    الا خ الاستاذ وليد مصطفى ساهم بعدد من الموضوعات فى صفحة مقالات وتحليلات..واقترحنا عليه طرحهاللنقاش...



    التفكير السياسي السوداني وبوادر السودان الجديد
    وليد فضل
    يتبادر للمتلقي خالي الذهن في أغلب الأحوال بأن الجديد أفضل من القديم والحديث المعاصر أرقي من التقليدي، فالحداثة والتقليد مصطلحان مفعمان بالألق والنضارة، أما مصطلح قديم أو تقليدي غالباً ما يشيران منذ الوهلة الأولي إلي أشياء تجاوزها الزمن، وستتراجع أهميتها وقيمتها أمام الجديد القادم. ففي القضايا السياسية والاجتماعية، ربطت التغيرات المتطرفة "الثورية" نفسها بحركة التنوير، التي هي حركة انزياح، انزياح من الظلمات إلي النور بتكريس الفن والإبداع الثقافي لخدمة الإيديولوجية الثورية وتبشير بجديدها. فصرخة الثورة تحمل في طياتها معني التغير الشامل والكامل والمستمر، وهي عملية تدمير واعي لأبنية السلطة المزاحة، ومن ثم إعادة بناءها علي أسس محسوبة، وعلي الخطاب الثوري في هذه المرحلة تحريك الرأي العام تجيشه اقماعاً أو إقناعاً لإسناد الجديد.
    كغيره من دول العالم المتخلفة، كان السودان مسرحاً لانقلابات عسكرية وهيجان شعبي وفورات مسلحة وكافة أشكال الاحتجاجات الشعبية غير المهيكلة. التي لم تعد بمصلحة تحسب للمواطن إن لم تكن خصماً علي تطور الدولة ونموها. لأن جل اهتمامها كان تركيز السلطة والثروة في أيدي الطليعة الثورية، وأفراد الحزب الحاكم الذين تحولوا إلي أقلية محورية متنفذة أتخمت بفائض الثروة والسلطة، بدلاً عن استثمار الفوائض في ترقية مؤسسات الدولة و بناء نظام اجتماعي متماسك يكون سنداً جماهيرياً ورصيداً اجتماعياً للسلطة في حاضرها ومستقبلها السياسي. لذلك عزفت الجماهير السودانية عن التفاعل مع الانتفاضات الشعبية والعسكرية مؤخراً.
    كما شهد السودان أطول النزاعات العسكرية المسلحة في أفريقيا منذ استقلالها، مما ترك أثرا بالغاً في مجريات السياسة السودانية كشف مدي هشاشة التفكير السياسي وفشله في إدارة الأزمات وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية علي مستوي التوصيف والتصنيف والتحليل و النتائج. فالحكومات لم تنظر إلي الحرب في الجنوب باعتبارها قضية مجتمع مأزوم بأكمله، بل قضية تمرد معزول في إقليم نأي، فأغلب المقدمات لتشخيص المشكل جانبها الصواب، فإذا فسدت المقدمات فسدت النهايات، وذلك ما يفسر استمرار الصراع إلي فترة زمنية قياسية.
    أما علي المستوي الإصلاحي في الدولة والنظام الحكم لم يتجاوز التفكير السياسي السوداني حدود التغير الفوقي، استناداً إلي انقلاب عسكري أو انتفاض شعبي كوسيلة للتغير السياسي، وديمقراطية تعددية كنظام حكم مشروع. أما النفاذ إلي هيكلية الدولة ومؤسساتها الاجتماعية والدستورية، التي سيرتكز عليها النظام السياسي الديمقراطي المشروع، فقد تعارفوا بأن الآلية الديمقراطية ستحل كل المعضلات تلقائياً، وأعفوا أنفسهم عنا التحليل وعنت الاستنتاجات الواقعية ومرارتها، مستهجنين العنف والقوة في الوصول إلي السلطة والمطالبة بالحقوق. وقد ظلت مشكلة الجنوب معزولة في الشمال لوقت طويل لأنها قامت علي فكرة الكفاح المسلح الذي صنفه التفكير السياسي السوداني في الشمال أمراً كريهاً حتى مجيء الإنقاذ التي لم تكتف بمصادرة الحقوق السياسية فقط بل مارست قهراً وظلماً اجتماعياً، جنح بالتفكير السياسي في الشمال إلي تمجيد البندقية لنيل الحقوق، البندقية التي استنكروها علي إخوانهم في الجنوب، فالظلم الاجتماعي لا يعرف مرارته إلا من كابده، والإحساس به هو ما يشعل الحرب، ما أشعلها إلا "مظلوم أو مجنون". وعندها دخلت البندقية كمتغير أساسي في السياسة السودانية تتبعه جميع المتغيرات، فأخرجت الفكر السياسي السوداني من نمطيته في طرح القضايا والمطالبة بالحقوق المدنية، إلي المطالبة بالثروات وتقسيم موارد الدولة وتقسيم السلطة وكذلك الأجهزة الأمنية علي أساس قوة البندقية لا قوة الحقوق وعدالتها، مما سينعكس سلباً علي استقرار الدولة والمجتمع مستقبلاً ما لم تعالج القضايا علي أساس الحقوق المشروعة والعادلة لكل مواطني الدولة. فالبندقية لم تكتف بمعالجة أزمة السلطة بل تعدتها إلي مشكل الدولة وبناء مؤسساتها الدستورية والاجتماعية هذه احدي مطالبات الحركة السياسية في الجنوب التي عرفت طريقها إلي اجندات حركات التغيير في الشمال وهي احد نعم الإنقاذ الخفية، من نعمها أيضا أنها لأحمت ما بين التفكير السياسي في الشمال والجنوب ليستكشف أفكار الراحل قرنق حول السودان الجديد ورؤيته المستقبلية له، منذ اندلاع كفاحه المسلح "بقلب مفتوح ووجدان سليم" فبات حلم السودان الجديد يرواد كل المقهورين والمهمشين في أطراف السودان ودواخله، فحركات دارفور المسلحة لها أشواقها وحنينها إلي سودان جديد، والبجا في الشرق السودان يحلمون بشرقهم الجديد.
    جلبت هذه الحركات الثورية مع أفكارها ورؤاها سلاحاً يعزز مطالباتها ويحمي مكتسباتها كبوليصة ضمان في حالة ردة النظام عن وعوده، الذي تيقن بأن حركة التاريخ تفرز رابحين جدد وخاسرين جدد، ففي هذه الدورة لم يكن من الفئة الأولي، فعليه أن يكابد حتى يخرج بأقل الخسائر الممكنة، وإن أصحاب السودان الجديد هم الرابحين الجدد، وأن المستقبل مفتوح أمامهم من كل الجهات إن أحسنوا التدبير وعرفوا إن للبندقية حدود يجب إن لا تتعداها، فالبندقية التي بها انتصرت فيها يكمن مقتلها أيضاً، فمعظم الثور لم يتقنوا لغة غيرها، كما إن مطالبات البندقية فورية الإجابة، ولا أظن إن الثوار سوف يتخلون بسهولة عن تلك الميزات، لذا سيبقي السلاح لفترات طويلة في يدها مثيراً السخط والغضب عليها. كما لا يستطيع أحد أن ينزع السلاح والسوط من يد الحكومة الواقعية "القائمة حالياً" فهي الجهة الوحيدة المشروع لها استخدام العنف والقوة لحفظ الأمن ولا أحد يستطيع أن يمنعها من تسخير ثروات البلاد لتعزيز قوتها وإنفاقها في كل ما يضمن بقائها لأطول الفترات ما لم تقيد سلطاتها بالدساتير والقوانين العادلة، وهذا مشروع الدولة المدنية ورؤيا السودان الجديد الذي من أجله رُفعت البندقية ورهنت إمكانياتها لوضع لبناته الأولي.
    اقتحم مصطلح السودان الجديد بقوة قاموس السياسية السودانية المعاصرة، وأخذ حيزاً كبيراً في مفرداتها وأدبياتها، مع أنه في تقديري لم يُعّرف ويستقر حتى الآن، فهو تعريف بالإنكار "السودان الجديد" يعني أنه ليس "السودان القديم" فالمطلوب تسليط الضوء علي المصطلح وتداعياته، وتعريفة بدقة أكبر، هذا بالطبع يتطلب تعريف السودان القديم أولاً ومعرفة ما الفاسد والصالح فيه، فليس كل قديم سيء وليس كل جديد بجيد، فالأمر يتطلب تضافر جهود علماء الاجتماع والسياسية والاقتصاد وكل المثقفين، للخروج برؤيا للسودان الذي نريد، والتي تستوعب كل المواطنين، بإطلاق أوسع المبادرات للمشاركة الشعبية في اقتراح وبناء الدساتير، بالوصول إلي المواطنين ومناقشتهم حول الدساتير وبناء الدولة، خاصة المحرومين سابقاً من المشاركة بحكم التهميش في الأطراف والنساء والأطفال، نعم الأطفال لأنهم أصحاب المصلحة الحقيقية في بناء السودان الجديد. فعندما تبني الدولة العادلة القوية، سيختفي السلاح من أيدي الثوار وغيرهم، لأن الدولة ستبرز ككائن مستقل عن العناصر والفئات المكونة لها، فهي ليس خصماً لأحد ولا سنداً بل حكماً عادلاً بين فرقاء مناط به تطبيق قوانين وضعوها جميعاً.
    يصح القول بأن قوي السودان الجديد، أصيبت في مقتل برحيل الدكتور جون قرنق، رحل صاحب المشروع وأباه الروحي، فكل الناس يرحلون، لكن الرجل قد ترك رؤية منهجية واضحة الأبعاد، ومعالم علي الطريق لو سلكها الناس لبلغوا مبتغاهم، غادرنا الزعيم وفي نفسه شي من سودان جديد لم يشهد ليلة ميلاده، لكن رؤاه مازالت تحمل وهج البشارة وألق الاستمرار، تدخل بالأحلام إلي عالم الحقيقة وتبشر بغدِ آتي.

    [
                  

02-20-2007, 05:30 AM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: /..التفكير السياسي السوداني وبوادر السودان الجديد./..وليد فضل (Re: EL fahal Abdelatif)

    الأخ ... الفحل عبد اللطيف

    تحياتي الطيبات ... وشكري العميق على عرضك للمقال أعلاه ,

    والذي يشي أن تتمته فى الطريق , ربما, لهذا فهنا أنا لا أتعجل

    النقاش قبل إستكمال العرض , لكنني { أعلم ... or flag out }

    بعضا من رءوس مواضيعى المستوحاه من المقال

    Quote: فعندما تبني الدولة العادلة القوية، سيختفي السلاح من أيدي الثوار وغيرهم، OTE]

    إذن ... فسوف تبنى الدولة العادلة القوية بقوة السلاح ... وبأيدي الثوار ... وأقبل

    التصويب إن أخطأت ... مع مودتي .
                      

02-22-2007, 06:04 AM

EL fahal Abdelatif

تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 1082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: /..التفكير السياسي السوداني وبوادر السودان الجديد./..وليد فضل (Re: HAYDER GASIM)

    الا خ حيدر قاسم شكرا للمداخلة والاسهام ..

    اعتذر للتاخر فى الرد ...(العمل)
    فى اعتقادى ان توخى مقاصد النصوص لا يخضع بشكل قطعى لاحكام الخطا والصواب ..
    والحال هنا ايضا..لايختلف...الا من حيث اضاءة النص باخر يحاول التقارب مع قصد الكاتب
    ففى اعتقادى كقارىء..ان الفقرة التى اشرت اليها تستكمل بباقى الجملة كسياق واحد..
    وهى كما وردت كالاتى :
    (فعندما تبني الدولة العادلة القوية، سيختفي السلاح من أيدي الثوار وغيرهم، لأن الدولة ستبرز ككائن مستقل عن العناصر والفئات المكونة لها، فهي ليست خصماً لأحد ولا سنداً بل حكماً عادلاً بين فرقاء مناط بها تطبيق قوانين وضعوها جميعاً)...

    لم يشر الكاتب الى ان الثوار هم من يبنى الدولة او يجب ان يبنو الدولة...
    فالدولة كما اشار تبرز ككائن مستقل ليست خصما لاحد ولاسندا بل حكما عدلا...
    واضيف من عندى ..حكما عدلا بين الجميع وليس مجرد الفرقاء ..او مكونى الدولة...

    وسوف اعود لاحقا لابداء رأيى فى مسألة ان عدل الدولة لا يحتاج لقوة السلاح كعنصر اساسى بقدر ما تحتاج لقوة القيم والمؤسسات التى تصلح للجميع وليسس للاغلبية فقط.

    اشكرك مرة اخرى للمداخلة وارجو الاستمرار والحضور لمزيد من التفاكر والاثراء..

    (عدل بواسطة EL fahal Abdelatif on 02-22-2007, 06:09 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de