بداية انقسام نقابة الصحفيين السودانيين ..

Quote: حسن احمد الحسن/واشنطن طالعت قبل أيام تصريح للأخ محمد المعتصم حاكم الأمين العام السابق لمكتب نقابة الصحافيين السودانيين في القاهرة والتى استمدت شرعيتها من مجلس نقابة الصحافيين في تلك الفترة من حقبة التسعينات. كان معظم أعضاء مجلس النقابة في تلك الفترة بين معتقل ومراقب مما دفع بعدد من الصحافيين الذين وفدوا إلي القاهرة ،التصدي لدورهم النقابي والمهني والوطني بتفويض من مجلس النقابة بقيادة الأخ حيدر طه عضو المجلس . والحقيقة أن مكتب نقابة الصحافيين السودانيين في القاهرة والذي تصدى للعمل من خلاله كوكبة من الصحافيين المميزين على المستويين المهني والوطني منهم على سبيل المثال لا الحصر الزملاء حيدر طه ، معاوية جمال الدين ، عوض أبوطالب ، محمد مصطفى الحسن ، الزين احمد محمد صديق بولاد ، محمد فضل على ، سكينة كمبال ، نجاة عبد السلام ، المرحوم وديع خوجلى ، فيصل محمد صالح ، جهاد الفكي ، شخصي الضعيف وغيرهم ممن لا يتسع المجال لذكرهم لعب دورا أساسيا جعل الكثيرين منهم يتساءلون عن الوضع الذي تعانيه الصحافة في السودان اليوم والمتاعب التي يتعرض لها الصحفيون رغم وجود اتحاد عام للصحافيين لا يحرك ساكنا . فالصحافة السودانية كمهنة، والصحافيون السودانيون كعاملين في حقلها يعانون اليوم من عدة مشاكل ومعوقات أقعدت بتطور المهنة رأسيا وأفقيا مقارنة بتاريخ الصحافة السودانية المعاصر وبالنهضة التي شهدها الإعلام بكل ضروبه من حولنا وفي العالم . ورغم التقدم الطفيف الذي حدث في بنيتها في السنوات الأخيرة من حيث إدخال بعض مظاهر التكنولوجيا وجلب مطابع وأدوات طباعيه،إلا أن دورها لا يزال محاصرا بالقوانين ومكبلا بالأوامر الاستثنائية والصلاحيات والإجراءات الأمنية المقيدة للحرية المهنية تحت شعار صيانة الأمن الوطني . فالعديد من الصحف جابهت ظروفا صعبة وتعرضت للحجر والإغلاق لأسباب لا تتجاوز أداء رسالتها التقليدية في متابعة الخبر أو كشف بؤرة فساد ما أو بسبب مقال أو عمود لم يستسيغه الرقيب . أما حال الصحافيين السودانيين في داخل الوطن مقارنة بأقرانهم في الدول الشقيقة والصديقة فيبدو خبرا متكامل الأطراف في حد ذاته هكذا يرون لنا ، لا يحتاج إلي تدليل من حيث المعاناة والإرهاق المهني وعدم الاستقرار المعيشي ناهيك عن القدرة على متابعة الأحداث بوسائل تقنية حديثة أو بالتدريب أو بحماية قانونية وحصانة لا يستهدفها متربص . وقد أثبت الصحافيون السودانيون ولا يزالون يثبتون قدرتهم وتفردهم في إدارة وتشغيل أكبر وأعرق المؤسسات الإعلامية والصحافية خارج حدود الوطن لا لشيء فقط لأن تلك المؤسسات وفرت لهم ما عجزوا عن الحصول عليه في وطنهم من حيث حقوقهم كطليعة مثقفة تلعب دورها التنويري أو من حيث حماية دورهم وواجبهم المهني في وقت الوطن أحوج ما يكون لدورهم . فرغم التفاؤل الحذر الذي صاحب إنشاء وتكوين اتحاد الصحافيين الحالي والعشم بأن يلعب دورا أساسيا في حماية الصحافيين وحماية حقوقهم وواجبهم المهني ، إلا أن هذا التفاؤل سرعان ما تبدد بسبب شبهة موالاته للحزب الحاكم عند البعض ، في ظل الصمت الذي درج عليه الاتحاد معضدا بصمت المجلس الأعلى للصحافة والمطبوعات، كلما تعرض الصحافيون للاعتقال غير القانوني أو تعرضت صحيفة للإيقاف أو الإغلاق دون مبرر منطقي أو سند قانوني . وفضلا عن ذلك يرى العديد من الصحافيين السودانيين أن الاتحاد الحالي لم يستطيع ضبط وتحديد هوية الصحفي حسب شروط الانتماء للمهنة التي حددتها ضوابط التسجيل استنادا على أدبيات آخر نقابة منتخبة للصحافيين السودانيين ،حيث بلغت عضوية الاتحاد الحالي أكثر من ألفي عضو، وهو كم يرى البعض فيه مرونة غير مبررة وفقا لأسس تنظيم مهنة الصحافة المتعارف عليها . بل يرى آخرون أنها افتعلت لاعتبارات سياسية تتعلق بالانتخابات والتنافس الحزبي وإمكانية السيطرة على الاتحاد في ظل الأجواء السياسية المعلومة والمشحونة بالتناقضات . وهو منظور خاطئ لا يخدم قضية بناء صحافة حرة وجيل مقتدر من الصحافيين قادر على أداء دوره في التنوير والبناء في عالم متغير ويتجه بكلياته نحو الديمقراطية وقضية البناء ويحقق طفرات مذهلة في مجال تقنية المعلومات . وإزاء مقترحات بعض الزملاء إزاء حالة الصمت المشار إليها ، اوجب واقع الاتحاد الحالي الذي عجز عن تلبية تطلعات الصحافيين السودانيين من المؤسسين ، ومن العضوية الأساسية لنقابة الصحافيين السودانيين السابقة، التي انتخبت حينذاك عبر انتخابات حرة ، والتطلع المشروع للجيل الجديد ، من الصحافيين ،أوجب ذلك الواقع ، تنادي بعض الزملاء لتكوين تجمع موحد للصحافيين السودانيين في الخارج كتجمع فاعل لحماية دور الصحافة والصحافيين في السودان ، ولممارسة الضغط على الاتحاد العام الحالي ليلعب دورا مهنيا ومستقلا موحدا للصحافيين ومدافعا عن حقوقهم المادية والمهنية والمعنوية والدستورية من أجل إعادة الاعتبار لمهنة الصحافة ودورها الحضاري في السودان . وذلك بعيدا عن الخضوع أو الارتهان لأي مؤثرات سياسية ، وبناء قدرات صحفية قادرة على أداء دورها الرسالي والتنويري في وطن يستحق جهد كل أبنائه لينعم بالحرية والديمقراطية والسلام . فالتحية للزملاء الذين ينهضون بهذا الواجب المهني ، ومنهم الأساتذة محمد المعتصم حاكم - أميركا، محمد فضل على ، وصديق بولاد- كندا ، جهاد الفكي- قطر وعصام الماحي- رومانيا والآخرون في كل مواقعهم الذين يعملون من أجل ترقية مهنة الصحافة وحماية الصحافيين السودانيين كطليعة متقدمة للتعبير عن وجه السودان المشرق الناهض بالسلام والديمقراطية .