إستقالة وغضبة عوض جادين مدير الفضائية السودانية

Quote: في الأنباء ان البروفيسور ابراهيم أحمد عمر نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني ورئيس قطاع الاعلام في الحزب يتداول هذه الايام مع اعضاء قطاعه حول عدة خيارات مطروحة من كوادر الحزب الاعلامية لخلافة الاستاذ عوض جادين مدير قطاع التلفزيون المستقيل ،ومن بين هذه الخيارات رشحت أسماء حسن فضل المولى (الجنرال) مدير ادارة البرامج الاسبق بالتلفزيون والملحق الاعلامي السابق بسفارتنا بالقاهرة والمدير الحالي لقناة النيل الازرق، والعبيد احمد مروح الامين العام السابق لمجلس الصحافة والملحق الاعلامي السابق بسفارتنا بدولة الامارات، وغض النظر عن صحة هذه التسريبات او كذبها، وما اذا كان السيد جادين سيمضي الى حال سبيله بقبول استقالته او سيعود الى موقعه بأوامر تنظيمية دون النظر في حيثيات استقالته المسببة، فان العبرة في كل الاحوال تبقى في النظرة الحزبية الاحتكارية لأجهزة الاعلام الرسمية ـ سونا، الفضائية السودانية، الاذاعة القومية، الاعلام الخارجي، والتلفزيونات والاذاعات الولائية كافة، بما يضع امرها كليةً في يد الحزب يصوغ سياساتها ويحدد توجهاتها واتجاهاتها ويتحكم في قياداتها تعييناً ورفتاً، وعلى ذات الدرب سار آخرون من رفقة الحزب لازالوا يتحدثون عما يسمى بـ (إعلام الإنقاذ)، ومع اعترافنا بسيرورة مصطلح (الإنقاذ) وديمومته التي لا سبيل للفكاك منها حتى الآن الا انه يبدو غريباً عند اضافته للاعلام كمهنة وصناعة وحرفة لا تقبل العطف على الآخرين، وما شادها احد في ذلك الا وصرعته وذلك مبحث يطول فيه الجدل... والغريب في مصطلح اعلام الانقاذ المعيب، ليس في الخلط بين الدولة والحزب عند مستخدميه الذين لم يفرقوا بين الإثنين على ما بينهما من بون شاسع، بل في الشكوى الدائمة من اعلام الانقاذ نفسه، اذ لا يمر يوم او يومان دون أن تصدر شكوى من هنا وهناك من دوائر (الانقاذ) ضد اعلام (الانقاذ) الذي لم يصنعه او يعين كوادره احد غير اهل (الانقاذ) نفسهم، ورغم المفارقة في صراع (آل البيت) التي تنم عن صراع مصالح وتكتلات ولوبيات وعراك على الوظائف الكبيرة بينها الا انه لا يعنينا كثيراً بقدرما تعنينا هذه الانانية الحزبية التي لم تكتفِ بتهميش الآخرين اعلامياً واحتكار هذه الاجهزة حصرياً بل ان البعض منهم يستشيط غضباً اذا ما غفلت هذه الاجهزة سهواً عن أي حدث يخصهم ولو كان تافهاً وهامشياً والاعجب من الغاضبين اولئك الذين كادوا ان يصفوا اعلامهم ـ اعلام الانقاذ ـ بالغباء ـ وهذا تجنٍ لا يجوز في حق صحبة الحزب والاخوة في الله ـ اذ لو جاز فيهم هذا الوصف لجاز في قائليه ايضا، بل لجاز في (الانقاذ) كلها، فهم على الاقل لم يقفزوا الى سدة مواقعهم الاعلامية من على ظهر الدبابات بل تسنموها باختيار الحزب وطوعه باعتبارهم الاقدر من بين كوادر الحزب وليس كوادر الوطن بالطبع. تقديرنا ان الفشل سيظل يلاحق هذه الاجهزة ما ظلت عقلية ما يسمى بـ (اعلام الانقاذ) نافذة ومسيطرة، فالمشكلة برأينا ليست في زيد او عبيد، ولن يحلها فلان او علان، المشكلة في المنهج والسياسات الخاطئة التي تلوي عنق الاعلام الرسمي، لتجعله لسانا لحال الحزب والحكومة التي يدين لها الحزب، والغباء ايضا ليس في هذا او ذاك من كوادر (الانقاذ) الاعلامية بل في الرؤية التي لا تنظر ابعد من اقدام الحزب تسير معه حذو النعل بالنعل، وفي الاستراتيجية الاعلامية القاصرة اكرر القاصرة وليس القاصدة، التي يعلو نفسها ويهبط مع علو وهبوط نفس الحزب.. واخيراً المشكلة ليست في ان يبقى عوض جادين او يذهب والحل ليس في قدوم الجنرال أو العبيد او ابراهيم الصديق.. المشكلة في بقاء مثل هذه الرؤى والسياسات والحل في ذهابها ليبقى الوطن وحده مدار اهتمام أجهزة الإعلام...

Quote: ** غضبت الدولة ، فغضب على غضبتها عوض جادين ، فتقدم باستقالته لرئيس مجلس ادارة الهيئة السودانية للاذاعة والتلفزيون ، فاسحا المجال للجان التحقيق والتحري ثم المحاسبة .. القضية برمتها لاتؤثر - لامن قريب أو من بعيد - في لقمة عيش المواطن المغلوب على أمره ، وما كان علينا أن نهدر المساحة والوقت ومال القارئ في قضية يعتبرها السواد الأعظم من الشعب غارقة في لب الانصرافية و اللا مفيد - سواء ذهب جادين أو رجع - بالنسبة لهم ، ولكن دعنا نجاري اليوم التيار الانصرافي ، ومع قليل من تفاصيل الحدث نتعمق في الخارطة البرامجية للفضائية ومدى قربها من حياة الناس الذين يدفعون رواتب العاملين عليها ..!! ** دائما ما تجتهد الفضائيات القومية - حتى في الدول ذات الانظمة الديكتاتورية المجاورة - أن تحفظ شعرة معاوية بينها وبين عامة الناس وآلامهم وآمالهم ، ومهما تكالبت أجندة السلطة الحاكمة على خارطتها البرامجية الا أنها بذكائها وحسن خيالها تستطيع ان تفسح مساحة - ولو بحجم سم الخياط - لأجندة الشعب بمختلف قطاعاته ومنظماته ، وبهذه المساحة ذات الثقب الضيق تعطي للشعب احساسا بان فضائيته قومية وتستحق ما يُصرف عليها من اموال الضرائب والرسوم والاتاوات ، لانه يجد في زخم الاجندة الحكومية بارقة اجندته .. وجعا خبريا كان أو حلما برنامجيا ..!! ** تلك هي فضائيات الاخرين وطرائق تفكيرها ، هل فضائيتنا تشبهت بهن في أية مرحلة من مراحل الدولة الراهنة .. هل في مساحات برامجها - الممتدة زمانا من آناء الليل الى اطرف النهار- يجد المواطن السوداني بعض همه المعاش أو بعض غمه الراهن .. واذا طوينا من تلك المساحة الشاسعة مساحات المدائح والغناء ثم طرحنا منها الاعلانات التجارية والبرامج السياسية ذات الاتجاه الواحد ثم النشرات الحكومية الشبيهة للاعلانات ، هل تبقى مساحة أخرى تتكئ عليها قضايا الناس واحتياجاتهم الضرورية و حقوقهم التي تكفل لهم حياة كريمة .. هل نجحت الفضائية ان تختبر مصداقية مرحلة التحول الديمقراطي و دستورها وتفاجئ المرحلة والدستور بجرأة في العرض ومصداقية في الطرح ..؟؟ ** كل الاجابات قد تجتمع على ضمير يقظ وتخرج للناس بصيغة ( لا ) .. للأسف لم تنجح الفضائية في نزع ( الوسواس القهري ) من جملة برامجها ، ولم تنجح في انزال كاميراتها الى قاع المدن والاحياء لتعكس لمن يهمهم الامر بعض أوجه القبح في الخدمات أو بعض مكامن الخلل في الخدمة المدنية أو بعض أوكار التسيب والاهمال في المؤسسات والمحليات التي تتولى أمور الناس .. لم تفعل فضائيتنا ذلك ، ولم تخطط لفعل ذلك .. ولو فعلت أو خططت فغضبت الدولة فاستقال عوض جادين بسبب تلك الغضبة لأشدنا به و بغضبته ولطالبنا بارجاعه طالما الرجل غضب لقضايا الناس و ليس لعجز فريقه عن تغطية موكب الرئيس الصيني لمصفاة الجيلي ..!! ** العجز عن تغطية موكب الرئيس الصيني ليس خطأ أفدح من العجز عن تغطية المواكب البشرية التي خرجت رافضة زيادات اسعار السكر والوقود .. والعجز عن تغطية موكب الرئيس الصيني ليس خطأ افدح من العجز عن تغطية الممارسات غير المشروعة - بنص اللوائح المالية - التي ترتكبها المحليات في حق أصحاب المحلات التجارية حتى ضاقت عليهم الارض فمنهم من اغلق متجره غضبا ومنهم من دخل السجن بخاطر كسير .. والعجز عن تغطية مواكب أفراح الرئيس الصيني ليس خطأ افدح من العجز عن تغطية مواكب مآسي الناس في معسكرات النازحين باطراف البلاد و مواجعهم و فواجعهم بدور اليتامى والمشردين في قلب العاصمة والمدن ، وهنا نترحم على روح الفقيد محجوب عبد الحفيظ وصلاته الطيبة التي كانت تسرق عقول الناس و قلوبهم في زمان كانت فيه اجهزة الاعلام القومية ضمير العامة .. وليست لسان حال جماعة .. عفوا فئة ..!! ** تلك مواقف عجز كانت تستدعي من عوض جادين الغضب ثم الاستقالة .. لانها مواقف ذات صلة بالذين يحترقون لتضئ ردهات الفضائية و استديوهاتها .. و لكنه لم يغضب لتلك الموقف ، فغضب للرئيس الصيني .. وهذا لا شأن لنا به .. فلنصمت ..!!

Quote: ** كل الاجابات قد تجتمع على ضمير يقظ وتخرج للناس بصيغة ( لا ) .. للأسف لم تنجح الفضائية في نزع ( الوسواس القهري ) من جملة برامجها ، ولم تنجح في انزال كاميراتها الى قاع المدن والاحياء لتعكس لمن يهمهم الامر بعض أوجه القبح في الخدمات أو بعض مكامن الخلل في الخدمة المدنية أو بعض أوكار التسيب والاهمال في المؤسسات والمحليات التي تتولى أمور الناس .. لم تفعل فضائيتنا ذلك ، ولم تخطط لفعل ذلك .. ولو فعلت أو خططت فغضبت الدولة فاستقال عوض جادين بسبب تلك الغضبة لأشدنا به و بغضبته ولطالبنا بارجاعه طالما الرجل غضب لقضايا الناس و ليس لعجز فريقه عن تغطية موكب الرئيس الصيني لمصفاة الجيلي ..!!

Quote: تفيد مصادرنا ان استقالة الاستاذ عوض جادين رئيس قطاع التلفزيون لم ترفع لمجلس الوزراء بعد . وقالت المصادر ان الاستقالة قد استلمها المدير العام للهيئة السودانية للاذاعة والتلفزيون عقب عودته من الخارج ، واكدت المصادر ان المدير العام يتجه الى عدم رفعها وأن رئيس القطاع سيظل في منصبه ويواصل مهامه .

Quote: التلفزيون وجادين..ثم ماذا؟ التناول الاعلامي الذي وجده موضوع استقالة الاستاذ عوض جادين من ادارة التلفزيون هو أكبر مؤشر على أن هذا الجهاز دخل اخيراً دائرة الاهتمام والمتابعة. من قبل قطاعات كبيرة فى المجتمع كانت لوقت طويل خارج هذه الدائرة،الى الدرجة التى لا يعدو ان يكون خبر احالة أو تعيين مدير حدث لا يهم سوى العاملين بالجهاز فقط - ولوقت قصير لا يتجاوز خروج الاول وجلوس الثاني على مقعده- وذلك لان التعامل مع التلفزيون السوداني لدى كثيرين تجاوز مرحلة النقد والاستهجان من ما يقدم فيه، الى التجاهل التام واللا مبالاة.. «التجاهل» الذى لا يهتم بالاخطاء كبرت أم صغرت ولا يحتفى بالايجابيات مهما كانت عظمتها،عوض جادين وبمجهود مقدر بدأه بالاذاعة وسعى لاستكماله بالتلفزيون وبتواضع نادر- لا تجده عند أصغر موظف بالهيئة القومية - استطاع الرجل ان يدخل التلفزيون مرحلة ان يصبح جهازاً اعلامياً حكومياً قابلاً للمشاهدة ومن ثم يمكن ملاحظة اخطائه وهفواته ،وان اكتفى الرجل بذلك - وهولم يفعل- لاستحق التمسك به..!