|
مشروع سندس !!!!!!!
|
اقتصادنا:مشروع سندس الزراعي
اتصل بي عدد من الأخوة المغتربين يطلبون مني الكتابة عن مشروع سندس الزراعي. وتذكرت انني واثناء البحث في اوراق شقيقي عليه رحمة الله عثرت على ايصالات سداد بمبلغ عشرة الاف دولار لشراء مزرعتين من المشروع. ثم تذكرت ان شقيقي كان يذهب الى مكاتب سندس يومياً في اجازته الاخيرة قبل وفاته لاستلام الارض الموعودة دون ان تلوح له بارقة من امل. وكان ذلك في العام 1998م فحملت اوراقي وقابلت الشيخ الجليل الصافي وشرحت له الأمر الذي اصبح ملكاً لليتامى ولم اقل له انذاك (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا) صدق الله العظيم. وتمكنت من استلام الخريطة (الكروكي) في فترة وجيزة. ولكنني ظللت الهث بعد ذلك لاستلام المزرعتين ولم اتمكن من ذلك الا في نهاية العام 2005م وبشق الانفس ولا تسألوني كيف تمكنت من ذلك (لا تسألو عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم) صدق الله العظيم. ثم تذكرت انني واثناء دراستي للماجستير في جامعة الخرطوم كنت اسمع المحاضر يردد اسم المشروع كثيراً حيث كان يقوم بتدريس مادى تسمى (ادارة المشروعات) (Management Project). ولكن المفارقة انه كان يذكر اسم المشروع للتدليل على نوعية المشاريع الفاشلة، ثم عدت بذاكرتي الى الوراء والى بعض المراجع في الادارة فوجدت تعريفاً مختصراً ومفيدا للمشروع يقول ان المشروع هو استثمار لراس المال خلال فترة محددة لتحقيق هدف او اهداف محددة. ووقفت مليا عند (الفترة المحددة) المذكورة في التعريف. وحاولت تطبيق هذا التعريف على مشروع سندس الزراعي اكثر من خمسة عشر عاماً مضت ونحن نفكر في (زمن محدد) فهل يعقل هذا.
ما الذي يحدث؟ كم مرة شاهدنا الطلمبات والمواسير على شاشة التلفزيون وكم هي رحلات المسؤولين الى الصين لجلب المعدات وكم من الأعوام يتمتع المسؤولون خلالها بمرتباتهم وعرباتهم وامتيازاتهم على حساب المساهمين المغلوبين على امرهم. وهل ننتظر حتى يصبح كل المساهمين من اليتامى بطول عمر ذويهم ان لم يكن بعارض آخر؟. والله ان الذي حدث ويحدث في هذا المشروع لهو وصمة عار في جبين الانقاذ بل وفي جبين الحركة الاسلامية. انه ليس فشلا لمشروع زراعي ولكنه في الحقيقية فشل المشروع الحضاري الذي بشرنا به العالم من حولنا. وكيف نتحدث عن المشروع الحضاري وقد فشلنا في مشروع زراعي يجسد في الاصل مهنة ابائنا واجدادنا؟. أنني من هذا الموقع اناشد كل المسؤولين عن هذا المشروع ان يتقوا الله في انفسهم اولاً وفي اخواننا المغتربين الذين غُرر بهم وتدافعوا للمساهمة في هذا المشروع الفاشل بمدخراتهم عبر سنوات من العمر طويلة وعصيبة ثم لم يقبضوا حتى الريح. ولمصلحة الجميع فانني اتقدم بهذا المقترح لادارة المشروع.
لماذا لا نعمل بمبدأ (وان تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون) فتقوم باعادة رؤوس الأموال لاصحابها حتى ولو كانت في شكل سندات خزانة؟
بارك الله في شيخنا الصافي جعفر فقد ابكانا مرتين، مرة خطيباً في المسجد ومرة مديراً في سندس. وشتان بين البكاء هنا والبكاء هناك.
د. عبد القادر محمد احمد
[email protected]
عن السودانى
السنجك
|
|
|
|
|
|