شايلوخ ... المشلخ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 06:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-17-2007, 03:09 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22499

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شايلوخ ... المشلخ


    عندما فاجأ سعد أخته البندرية ذات السبعة عشر ربيعاً بأنه سيزوجها من حمدان ، لم تستوعب الخبر تماما ، و لكنها ، و كعادتها التي تأبى عليها مناقشة شقيقها الذي قام بتربيتها بعد وفاة والدهما ، طأطأتْ رأسها في دلالة على الطاعة العمياء، و لكنها لم تهُن على سعد ، فقال لها:
    البندرية أختي ، أنا بصارحك بي حاجة خليها سر في بطنك. حمدان أنا مديون ليهو بي قروش كتيرة و في حاجات بيني و بينو ممكن توديني السجن. طلب مني عشان يسكت إنو أوافق على زواجك منو. قلت شنو ؟
    و نظر إليها نظرة مليئة بالإستعطاف ، فترقرقت الدموع في عينيها ، و إرتمت بين أحضان شقيقها تشهق ببكاء مكتوم ، ففهم شقيقها أنها موافقة إكراماً له و حفاظاً على سمعة الأسرة و كيانها. فربت أخوها على ظهرها النحيل و هو يتمتم :
    عفيت منك يا بت أمي و أبوى ، عفيت منك.
    ليلة الدخلة ، كانت تجلس حائرة ،
    فهي لا تعرف هذا الحمدان ، غير أنه متخم بالمال ، تزين خديه شلخات غائرة ..
    و لم يتزوج بالرغم من بلوغه الأربعين ، فتهامس الناس عن سبب عزوفه عن الزواج مع أنه مقتدر ، ضخم الجثة ، له كرش تهتز أمامه كلما تحرك.
    عندما دلف إلى غرفة نومها ، إنخلع قلبها الصغير ،
    و كأنها تسمع وجيب قلبها.
    و من خوفها ، لم تسمع وقع أقدامه و هي تقترب منها.
    ضاعت وسط خضم الخوف رائحة عطر ( الخمرة ) النفاذة ، و رائحة الصندل التي تعبق في الجو .
    تركز كل خوفها في الوصف الذي كانت تتناقله الفتيات عن هذه الليلة التي لابد منها و لكنها مقرونة بخوف أشبه بخلع الضرس ببنج موضعي لأول مرة :
    كان شفتي يا البندرية ، هو كدي غايتو ....
    و ترتفع وتيرة صخب البنات المتزوجات و ضحكاتهن ، فتلتقط إحداهن دفة الحديث :
    هوى ، ما تخوفوها ، و الله يا البندرية كل البيقولنو دة مبالغات.
    إقترب منها ..
    و وضع يده الغليظة على أسفل ذقنها الرقيقة و رفع رأسها و هي تنظر إلى لا شيء ،
    و أنفاسها تحرق أصابع يده.
    نظر إليها مليا و قال : سبحان الخالق. إنت سمحة بالحيل يا بنية.
    و إزدردت ريقها الجاف بصوت مسموع. تكاد تسمع ما تفكر به داخل عقلها : يا ربي الغول دة حيسوي شنو بعد دة ؟
    و لدهشتها الشديدة ، خلع ثوبه ثم عمامته ..
    و ظل يرشف من زجاجة مشروباً روحياً فاحت رائحته.
    و تمدد على السرير و راح في سبات عميق.
    و بالرغم من أنها أصابها نوع من الإرتياح ، إلا أنها كانت مرتابة ، و تقول في نفسها أن بالأمر شيئا لم تفهمه ،
    ربما هكذا يفعل العرسان في أول ليلة ،
    و يمكن ، و يمكن ،
    و جلست البندرية في ركن قصي ترْقبه من طرف خفي ، فقد كان الإرتياب يملأ جوانبها ، فكأنه سينهض فجأة و ينقض عليها.
    و عند التباشير الأولى للصباح ، قام حمدان موفور العافية و الصحة ،
    و دون أن ينبس بكلمة ، أخرج من ( جزلانه ) إبرة ، و طعن بها أصبعه الإبهام عدة طعنات ،
    و غمس منديلاً أبيضا في دم أصبعه و خرج للملأ من ( عواجيز الفرح ) الذين ينتظرون الدم المسفوح قرباناً للشرف و العفة ،
    خرج إليهم بدم كذِب ينظرون إليه بفرح ( سادي ) و يتناقلون المنديل بتشفي غريب و هم يزغردن و البقية تدخل على البندرية المذهولة من كل الذي يحدث أمامها ، و عجوز تقول لها : ما تتحركي يا بتي ، الفطور جاهز ، بنجيبو ليكي فوق السرير.
    تحتار البندرية ، و لكنها ، شيئا فشيئا تفهم الأمر ، و لكن عقلها البريء ، لا يستوعب الأمور بسرعة.
    يا للهول. حمدان الذي يملأ القرية ضجيجا ، و يعمل له الناس ألف حساب ، غير مكتمل الرجولة. و لكنه هاهو ينتقم منها و من شقيقها و من أنوثتها.
    لا تستطيع أن تبوح بشيء ، و إلا عملها حمدان ( علي و على أعدائي ).
    يأتي كل ليلة ، تفوح منه رائحة المنكر النتنة ، و يداعبها قليلا مداعبة المغبون، ثم يستقبل الجدار و هو يشتم و يسب و يلعن في تمتمة من تحت أسنانه كانت تخيف البندرية.
    ما قربتو تبقو تلاتة ؟
    سؤال كان ( ينتح ) في رأس البندرية كألم الصداع النصفي. فلا هي زوجة ( بينها و بين زوجها ) و لا هي ( عذراء ) في مفهوم الناس.
    لو فاح الخبر و إنتشر ، سيكون حمدان كالثور الهائج في مستودع الخزف ، سيصيب الكل بغضب عارم.
    إزدادت البندرية نحافة ، و هو ( يتورم ) طولاً و عرضاً.
    يأكل بنهم ، و ينام قرير العين هانيها ، و هي تتململ من هذا الوضع الغريب الذي تعيشه.
    آه من الدنيا. كانت تحب صلاح إبن عمها الموظف البسيط. الذي مرض مرضا شديدا بعد أن علم بزواجها.
    هل تصارحه و تهرب معه ؟
    لا و ألف لا ... فسيدخل أخوها السجن.
    أصرتْ والدة حمدان أن يأخذوا البندرية للطبيب في المدينة للكشف عليها و معرفة سبب عدم الحمل. ضحكت البندرية يومها في هستيرية ، و شر البلية ما يضحك.
    و عندما ذهبت مع حمدان للمدينة ، قالت له : حنمشي ياتو دكتور ؟
    قال لها و هو يحدجها بنظرة نارية : بلاش إستهبال. و إياك تاني تستهبلي جنس الإستهبال دة و فتحي عينك زى الناس.
    و أخذها لحديقة الحيوانات ، و عند قفص القرود كانت البندرية تقف تتفرج ، سحبها بشدة من طرف ثوبها و هو يقول : أمشاكي من هنا ، القرود ديل ما عندهم أدب.
    فأبتسمت إبتسامة ( غتيتة ) فلكزها على رأسها.
    و في المساء ، سألته أمه : أها ، المشكلة من شنو ؟
    قال و هو يخط بعصاه على الأرض : عندها ضعف شديد ، الدكتور قال لازم تتغذى كويس.
    نظرت إليه البندرية و كأن لسان حالها يقول : التربة بكرية ، الكلام على التيراب و المزارع.
    مر الزمان يدور على البندرية ، و الحال كما هو ، نفس الذي تصبح عليه ، تمسي عليه.
    فاجأتهم أمه : حمدان ، لازم تتزوج واحدة تانية. بدور أشوف ذريتك قبال أموت.
    دغدغت أحشاء البندرية ضحكة و قالت في سرها : يعني داير يمرق ليك ذرية الصالحين و الأولياء ؟
    و في الليل ، قال لها حمدان : البندرية ، أنا حسع كدي في ورطة.
    لم تجب.
    قال منتهراً : أنا عاوز شورتك. ما تقيفي لي كدي زى الصنم.
    قالت : شورتي حسع بتدورا ؟
    فجثا على ركبتيه ، و قال لها و هو يمسك بيديها النحيلتين : سألتك بالله و العيش و الملح ، تديني شورك.
    قالت أيضا في نفسها : هو غير العيش و الملح في شيتن تاني ؟
    قالت له : بتسوي البقولو ليك ؟
    قال : لو بينقذني من الورطة دي، طوالي بسويهو.
    قالت له : أول شي تقطع الورق البينك و بين سعد أخوى. تاني شي تطلقني. و ثالث شيء ، تديني قدر الإتسلفو منك أخوى.
    هنا أراد أن يثور و يضربها ، إلا أنها بإشارة من يدها أوقفته و قالت بثقة المتمكن من زمام الأمور :
    شوف ، أنا بعمل زعلانة من حكاية زواجك من واحدة تانية ، تقوم تطلقني بعد ما تشاور والدتك. أها بعد داك تحرد العرس بحجة إنو أنا عاملة ليك عمل. و حتى لو إتزوجت ، أطلق إشاعة إنو معمول ليك عمل عشان ما تقرب من مرتك.
    نظر إليها و قال : يا بت الجنية. لو كنت بطلب من ربنا يديني أولاد ، كنت حأطلب يديني أولاد منك يا البندرية.
    و قبَّل رأسها. و طبَّق الإتفاق بحذافيره ، و إنطلقتْ البندرية كمهرة حرة منعتقة من إسارها.
                  

02-17-2007, 04:11 PM

احمد العمار

تاريخ التسجيل: 11-05-2006
مجموع المشاركات: 2035

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شايلوخ ... المشلخ (Re: ابو جهينة)


    يا ريس ابوجهينة

    ماكان تستر الراجل المسيكين دا !!!!!!!!!

    تحياتى

    أحمد العمار
                  

02-17-2007, 08:30 PM

هاشم أحمد خلف الله
<aهاشم أحمد خلف الله
تاريخ التسجيل: 01-16-2007
مجموع المشاركات: 6449

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شايلوخ ... المشلخ (Re: احمد العمار)

    المبدع ابو جهينة , قصة جميلة جدا جدا , وقربت اقول ليك اها وبعدين

    إتزوجت حبيبها الموظف ؟؟ واخوها عمل معاها شنو ؟؟ وراجلها إتزوج تاني ؟؟؟

    وناس الحلة شمارتهم شنو بعد الطلاق ؟؟

    إظن من حقي كل هذه التسأؤلات , وبصراحة كده انا لما احكي لبنتي الصغيرة اي قصة

    ما بقدر اخلصها ليها في يوم واحد عارف ليه ؟؟؟ التشوق في السرد يجعل المستمع

    يطالب بالمزيد ومن هنا تاني بنتي الصغيرة ما حا احرمها من القصص الممتدة .

    دوما رائع ومتجلي وزي ماقال المثل ( من طول الغيبات جاب الغنائم ) 0
                  

02-18-2007, 07:31 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22499

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شايلوخ ... المشلخ (Re: احمد العمار)

    الأخ العزيز أحمد العمار

    سلام يا رجل يا زين

    Quote: ماكان تستر الراجل المسيكين دا !!!!!!!!!


    كدة معاهو منتهى السترة ... لا شافوهو لا سمعوهو ..

    دمت
                  

02-18-2007, 08:16 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22499

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شايلوخ ... المشلخ (Re: ابو جهينة)

    عزيزي هاشم

    سلام كبير

    Quote: إتزوجت حبيبها الموظف ؟؟ واخوها عمل معاها شنو ؟؟ وراجلها إتزوج تاني ؟؟؟

    وناس الحلة شمارتهم شنو بعد الطلاق ؟؟

    إظن من حقي كل هذه التسأؤلات


    من حقك و نص.
    بس إتخيل براك أي نهاية تحبها و ضع النهاية حسب تجاوبك مع أبطال القصة أو بطلتها أو بطلها أو ضع تصورا لشمارات أهل القرية.

    في أفلام يا هاشم بتخلي القصة شبه مبتورة .. و هنا تكمن الإثارة و يكمن إطلاق العنان للخيال.

    دمت
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de