تطور المرأة السودانية خلال خمسة آلاف عام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 10:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-17-2007, 12:05 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تطور المرأة السودانية خلال خمسة آلاف عام


    الجزء الأول

    تطور المرأة السودانية خلال خمسة آلاف عام

    من أقدم العصور حتى العصر الحديث

    بقلم الدكتورة: فاطمة عبدالمحمود

    توطئة

    أقدم للقاريء عامة والمرأة السودانية خاصة كتاب تطور المرأة السودانية في خمسة آلاف سنة وهو عبارة عن عصارة تجربة سنين طويلة قضيتها في العمل الاجتماعي عامة وفي مجال المرأة خاصة. وأنا إذ أقدم هذا العمل. أقر وأؤكد على العديد من الحقائق، فأنا لست مؤرخة ولا أول من اهتم بالعمل من أجل تطوير وتنمية المرأة السودانية، وإنما أنا واحدة من كثيرات وضعن أنفسهن في خدمة قضية المرأة والأسرة. تصديت فيها للعمل التنفيذي بشقيه الاجتماعي والصحي اضافة للعمل البرلماني. وأثرت تجربتي في العمل الميداني الذي قمت به في سائر أرجاء الريف والحضر السوداني.

    وبادرت بالكتابة في مجال تنمية المرأة منذ السبعينات بحصيلة تفوق المائة بحث وورقة في المجال الاجتماعي والصحي وللطفولة والمرأة وكان أول إنتاجي في بداية السبعينات عبارة:

    1/ كتاب المرأة السودانية وأرض البطولات.

    2/ كتاب المرأة السودانية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

    3/ كتاب المرأة من خلال خطب الرئيس نميري.

    بالاضافة الى الأوراق العديدة العلمية والأكاديمية التي تعبر عن مساهماتي واجتهادي في سبيل رفعة المرأة السودانية.

    وبعد نضوج حصيلتي في التجربة والمعرفة خارجياً وداخلياً المرتبطة بالتراث السوداني في مجال المرأة وقضايا المرأة والتنمية وبعد تقديم كتابي منظمات المجتمع المدني وتنمية المرأة. أقدم الآن كتابي تطور المرأة السودانية خلال خمسة آلاف سنة آملة ان يكون اضافة علمية ووسيلة مقنعة للحركة النسائية والنهوض بها في العالم.

    وهاكم كتابي خمسة آلاف عام من تطور المرأة السودانية.

    الفصل الأول

    تاريخ وتطور المرأة السودانية

    تقديم:

    عاشت المرأة السودانية عبر تاريخها الطويل الممتد عبر القرون منذ ان عاش الانسان على هذه الأرض حياة مليئة بالعمل والكفاح من أجل الحياة ومن اجل مستوى من الطموح الى وضع متميز من خلال الكيانات الثقافية العديدة التي كونت الشخصية السودانية، فلم تكن المرأة كياناً منفصلاً عن مجتمعها بل كانت عنصراً فعالاً في هذا المجتمع.

    فالتكوين الثقافي والاجتماعي والديني للسودان القديم والحديث لم يعرف الحدود «الطبقات»، بل عاش المجتمع محافظاً على أعرافه الاجتماعية. فالمرأة رغم تفاوت الأوضاع الاجتماعية إلا أنها ظلت في مشاركة نابعة من الواقع الاجتماعي السوداني. فقد كانت مشاركة المرأة بمختلف مستوياتها الاجتماعية والثقافية تعبيراً صادقاً عن تلك المستويات ونابعة من صميم الظروف الاجتماعية والثقافية والاقتصادية فإننا نجد المرأة الملكة والمرأة المربية الفقيهة والمرأة الفارسة المقاتلة، والمرأة الشاعرة والمرأة الكادحة والمرأة التاجرة وبهذه المستويات المتعددة المختلفة في اختصاصاتها المتباينة في متطلباتها العلمية والتطبيقية والفلسفية قامت المرأة بدورها في بناء الوطن كانت رقماً ولم تكن هامشاً.

    ظلت المرأة عبر التاريخ الطويل تحافظ على الأداء المتميز والمشاركة الفعالة رغم تباين المشاركات واختلاف طبيعة الأداء. فإذا كان المؤرخون غفلوا عن ذكر دور المرأة في الحقب المختلفة إلا أنهم لم ينكروا هذا الدور وإذا غابت الإشادة بعض الأحيان فذلك لا يعني انعدامه وإنما يعني عدم تحري الدقة في كتابة التاريخ ولذلك لا يمكننا تحميل المرأة وزراً ليس لها فيه دور وإنما ننسبه الى تحري الدقة والأمانة وتوثيق المعارف لإنتاج المعلومات الصحيحة. فعندما يذكر التاريخ ان هنالك امرأة كوشية مدفونة بأساليب ملوكية حفظت لها مكانتها الاجتماعية والدينية والاقتصادية والسياسية. فحري بالمؤرخ الأمين ان يبحث عن الدور الذي لعبته تلك المرأة في الحضارة الفرعونية وخاصية ان تدفن في المدافن الملوكية وهي مدافن تحمل نوعاً من القداسة الدينية والرعاية الإلهية ولذلك لابد للذي كُرّم بالدين من دور اجتماعي وسياسي واقتصادي يترك تقليداً وفرضاً مقدساً والأمور القدسية لها أبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتنال رضاء قطاعات كبيرة من المؤيدين الذين شكلون أداة ضغط عنيفة تحارب لهذه المبادىء والعادات والتقاليد ولذلك نرى أن هذه المكانة لم تنالها هذه المرأة كمنحة وإنما انتزعتها كاستحقاق لعمل دؤوب أرست فيه مبادىء نالت رضاء قطاعات واسعة من الموجودين لذلك تم دفنها بتلك الطريقة الملوكية. كما أننا نحب ان نشير الى أن المجتمعات التقليدية القديمة تمجد المباديء والطقوس الإلهية ولا تتهاون في ردع أي مخالف ونستبعد ان تكون تلك المرأة قد نالت هذه المكانة نسبة لدور هامشي.

    والأمر الآخر في الملكة الكنداكة كيف وصلت الى الملك لا أحد يذكر وكيف كان تنظيم ملكها لا أحد يذكر وكيف حددت توقيت غزو مصر في غياب الرومان كل هذه الأسئلة تحتاج الى إجابة في مجلد ضخم وليس في سطور اكتفى يها المؤرخ بأنه كانت تحب القتال. فليس من الممكن ان تصل الى الملك امرأة ولا أذكر لغيرها من النساء وكيف تحب الحروب ولا توجد معسكرات لتدريب الفتيات على القتال وأهم من ذلك بدون تشريع أو عرف ديني أو ضرورة اجتماعية وحضارية.

    وآخر الأمور تغيير عادات الدفن المصرية القديمة بتأثير نساء كوشيات فالمدفون قائد مصري مع زوجاته السودانيات فإذا كان هنالك سبب لتغيير طريقة دفن الفراعنة جاءت من أجل إيفاء هؤلاء النسوة حقوق قانونية ودينية مقدسة. وقد نالت هؤلاء النسوة هذه الحقوق بكفاح وعمل دؤوب ادى الى تغييرات في القوانين والاعراف المتبعة في ذلك الزمن. وكل دارس للتاريخ القديم يعرف كم هي باهظة تكاليف التغييرات في القوانين والاعراف الدينية فلا شك ان هؤلاء النسوة قد أنجزن مهاماً لم تحدد طبيعتها من خلال وثائق موجودة وإنما عرف مستوى التأثر الاجتماعي والقانوني الذي مهد لتغير الطقوس والعادات الدينية المقدسة وهكذا تتمتع المرأة بوضع متميز.

    من خلال الثقافة والمعتقدات والموروث السوداني المتعدد والمتنوع بتركيبته المتميزة وخصائصه المتفردة وانسيابه التلقائى فمجتمع الرجال والنساء سواء كان في الريف والحضر يسلك منهج الانسياب المتشارك والمتعاون في إطار القيم الشعبية الرسمية وغير الرسمية التي شكلت ثقافة الأفراد في إطار حرية المحافظة على حقوق الآخرين يعترف بها كل عرف حيث أسهمت المرأة في الحصاد والزراعة والرعي وجلب الماء وهذه المشاركة لا يحدها قانون أو سلطة عليا.

    مدخل

    النوع: الخصائص - تنمية الموارد

    التنوع سمة الخلق وأحد أركان الحقيقة الكونية. ذكر/أنثى، ليل/ نهار، حرارة/ برودة. هذا التعدد لا يعني بالضرورة التناقض إنما التمايز والتكامل والاستقرار. والبديهة العلمية القانونية توضح ان المشكلة موضوع يتعلق بالمادة والموضوع، والنوع يتعلق بالخصائص والأهمية النسبية لتلك الخصائص، والاستقرار يعني التعادل الذي يقود الى استغلال الموارد بالطريقة الأمثل.

    دعونا نتذكر دروس التاريخ في المرحلة الأولية ونناقش قضايا الخصائص والنوع وفقاً لنشاط الإنسان بداية.

    فالتاريخ يحكي ان الانسان واجهته صعوبات جمة في طريق حياته الحافل بالنضال من أجل حياة أفضل ومن أجل ان ينعم بالاستقرار والراحة النفسية والبدنية. ولا نعني بالراحة الخلود وإنما دائماً نعني بها تسجيل النجاح في مواجهة قوى الطبيعة دعماً للحضارة الإنسانية.

    فالإنسان ظل منذ فجر الخليقة يتعامل مع الطبيعة التي حوله بالطريقة التي تستجيب لاحتياجاته وتشجع غرائزه وقد انتهج في ذلك توزيع المهام وفقاً لخصائص النوع ونقصد به النوع البشري الذكورة والانوثة. فالرجل تصدى لمهامه، الصيد وإزالة الصخور من مدخل الكهف والمرأة أنيط بها تربية الأطفال ورعايتهم وجمع الثمار من المناطق القريبة، فإذا كانت مهام الذكورة ارتبطت بالقوة العضلية فلا شك أن مهام الأنثى ارتبطت بالقوة العقلية حيث أتاحت لها طبيعة عملها المرتبطة بقلة الحركة التأمل والتفكير. وهذه مسلمة بديهية لا تحتاج الى مطالعة ولا شك في أن الرسوم الجدارية البدائية تحكي عن فعاليات ملء الفراغ، إذ لا يمكننا أن نتخيل المرأة في ذلك العصر تقضي وقتها في الانزواء وانتظار عودة الرجل من رحلة الصيد الشاقة التي بذل فيها جهداً يحتاج بعده الى الخلود والراحة. وهنا يأتي التماثل في المهام وفقاً لخصائص النوع.

    وإذا أمعنا النظر في الجانب الآخر البيولوجي لمناقشة خصائص الذكورة والانوثة يمكننا ان نمثل الذكورة بالطاقة الزائدة، إذ أن العملية الفسيولوجية في الجنس الذكوري تعني أن الطاقة الزائدة تصبح مهدرة إذا لم نجد مستودعاً يستوعب تلك الطاقة ويعمل على تحويلها الى عناصر بديلة تحمل خصائص النوع في صورتها النهائية التي تحول ما لا فائدة منه الى شيء مفيد يحافظ على خصائص النوع ويدعم مسيرته المستقبلية ويحول دون الانقراض.

    ولا شك ان المستودع الذي يحول الطاقة الزائدة الى عناصر بديلة يتطلب التمتع بخصائص نوعية شديدة الأهمية جديرة بالاهتمام والتقدير.

    فإذا كانت القرائن الدالة على مساهمة المرأة في الحياة البدائية لا تقبل الجدال ولا شك ارتباط ذلك بخصائص الانوثة ومهامها في تلك الحقبة من الزمن حيث تشير الدلائل المنطقية الى أن الأنثى أنيط بها القيام بمهام التربية والتعليم لأنه لا يوجد لأى مؤرخ دليل بأن الكتابة الصورية البدائية من صنع الرجل فإن القرائن تشير الى أن للأنثى السبق في ذلك بما لا يتعارض مع خصائصها ومهامها ووظائفها النوعية، ونحن نوجز هذه البديهة منطلقين من بساطة الحياة البدائية وعفوية المساهمة الحضارية في ذلك الزمن. ونقول الحياة البدائية لأن تلك الفترة سبقت تكوين الجماعة ويحق لنا ان نقول: تلك الفترة هي مرحلة الأسرة التي سبقت تكوين الجماعة وهي فترة اتسمت بالمشاركة الفعالة في مواجهة تحديات الطبيعة من جهة وإقامة نظام حياة جديرة بالإنسان ونظام سماته التعاون الخلاق والعمل الجاد وفقاً للخصائص النوعية دون تمايز ولا تعالٍ.

    من خلال الخلفية التاريخية يمكن إدراك الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي عايشها الإنسان في المراحل المختلفة من التاريخ البشري، كما يمكن التعرف على مدى تأثر الحالة الاجتماعية بالعوامل الطبيعية والبيئية وما تتركه من رواسب تتغلغل في شخصية الإنسان ومدى تأثيرها في الخلفية الثقافية والمساهمة الحضارية لفترات التطور الحاسمة في البشرية. ويمكننا تسمية هذه الفترات:-

    1/ فترة التعرف على العناصر الغذائية المعتبرة.

    2/ فترة الاستقرار في المأوى «الكهف».

    3/ اكتشاف النار.

    4/ صناعة الآلات المساعدة من الحجارة.

    5/ الملابس.

    6/ الرسوم الصورية.

    7/ اكتشاف اللغة «التخاطب».

    8/ الزراعة.

    9/ الاستقرار في المدن.

    10/ التكوين القبلي.

    11/ الاقطاعيات.

    12/ تكوين الممالك.

    13/ وضع القوانين والدساتير.

    14/ التطور السياسي والحكم النيابي.

    فالحالة الثقافية تعبر عن نفسها بالإسهام الحضاري الذي تمثل في مقاومة الظروف الطبيعية القاسية في سبيل استقرار التجارب العملية في الحياة.

    لا شك ان المساهمة الحضارية تهيىء الظروف الطبيعية والاجتماعية التي تساعد على ارتباط الإنسان عاطفياً بمحيطه. كما ان العلاقات الاجتماعية بين الافراد في الحياة البدائية تعبر عن مدى ارتباط الافراد بالأنشطة الجماعية والتكافلية متجاوزين الفوارق في النوع مركزين على خصائص النوع: فالإنسان البدائى قدم مساهماته في الحياة وفقاً لقدراته المرتبطة بخصائص النوع.

    فالعلاقات الايجابية بين الأفراد أظهرت مدى التقدم في سبيل ترسيخ القيم والمبادىء والحقائق والتقدم العلمي في ظل الانسجام والتعاون.

    من الطبيعي ان يتبلور التراث الحضاري من خلال البيئة متأثراً بالعوامل الطبيعية والثقافية. وتنقسم البيئة الحضارية الى قسمين:

    1/ البيئة الثقافية وهي متغيرة على مدى الأزمان والعصور.

    2/ والبيئة الطبيعية وهي ثابتة نسبياً.

    هكذا بدأ تطور الإنسان بين مؤثرين أساسيين أحدهما متغير والآخر ثابت.

    ومن خلال القراءة المتأنية لتاريخ التطور البشري نجد ان العلاقات الاجتماعية بين الأفراد ذكر - أنثى، مجموعات أسرية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالحالة الثقافية كمتغير.

    استمر تطور الإنسان وتمتع بفترة من السلام نسبة لوفرة الموارد وهذا التطور حافظ على حياة الإنسان الأمر الذي أدى الى تكاثر النوع البشري وتطور المجتمع الاسري الى مجتمع العائلة ثم القبيلة ونسبة لتغيير الظروف الطبيعية والجفاف، والفيضان أصبحت العائلات تتنافس على الموارد بالطريقة التي أدت الى الاحتراب وخضوع الضعيف الى سيطرة القوي.

    بعد هذا التاريخ بدأت فترة مظلمة في تاريخ البشرية وهي فترة الاستعباد حيث حاول القوي الاستفادة من قدرات الضعيف وسخره لخدمته. احدث تسخير الانسان لقدرات الآخرين لخدمة أغراضه وإشباع ميوله تغييرات ثقافية جديدة وظهرت مفاهيم جديدة غير إنسانية وبالتالي يمكن ان نطلق عليها مفاهيم غير ديمقراطية حيث أصبح هاجس القوي ورغباته هو القانون وعلى الضعفاء الاستجابة الى رغباته وتنفيذ أوامره وتعليماته.

    أخذ هذا التغيير الثقافي في إحداث تغييرات أخلاقية اتخذت أبعاداً اقتصادية وقانونية اقتضت بروز علاقات اجتماعية جديدة أثرت سلباً على نمو قدرات الأفراد. ولما كان الإبداع شأناً يتعلق بالحرية والتأمل والطموح الشخصي. نجد ان مساهمة الأنثى الحضارية مرت بفترات عصيبة، فترات الظلام والاستبداد المرتبطة بالعهد الذكوري حيث أصبح الاستبداد يشمل النوع الانثوي سواء كانت مجموعة المغلوب سخرت في الخدمة المنزلية أو مجموعة الغالب التي نالها التسلط حتى تنبذ العمل وتخلد للهدوء حتى تصبح جزءاً من سقط متاع الرجل.

    إلا ان التاريخ يثبت الدور المتنامي للمرأة في الحياة العامة من خلال مشاركتها في القيام بأعمال الزراعة والرعي والخياطة وفي فترات الازدهار كانت مشاركة المرأة في التربية والمشاركة في الحياة السياسية وهذه المشاركة ترتبط دائماً بالنظرة الايجابية لدور المرأة في الحياة العامة، أما في فترة القهر والتسلط فإن دور المرأة يتراجع بصورة عامة ويصبح دوراً هامشياً.

    أما في فترة العصر الحديث فقد أخذ دور المرأة يتعاظم من خلال نضالها وانتزاعها لحقوقها واحتلالها لمكانتها التي تليق بأدائها وقد نالت المرأة حقوقها من خلال التشريع الدستوري وأصبحت في منزلة واحدة مع الرجل بل تفوقت عليه.
                  

02-17-2007, 12:11 PM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تطور المرأة السودانية خلال خمسة آلاف عام (Re: waleed500)



    تطور المرأة السودانية خلال خمسة آلاف عام «2»

    من أقدم العصور حتى العصر الحديث

    تأليف :د. فاطمة عبد المحمود

    المرأة السودانية في مملكة كوش

    نبذة تاريخية:

    امتدت حدود المملكة القديمة اثيوبيا من الشلال الأول عند اسوان شمالا إلى أقاصي الحبشة جنوبا ومن بورتسودان ومصوع على البحر الاحمر شرقا الى صحراء ليبيا غربا وهي تشمل بلاد الحبشة (اثيوبيا، اريتريا وجيبوتي الآن) ومعظم بلاد السودان الآن.

    وقد عرفت اثيوبيا في الآثار المصرية كما عرفت في التوراة باسم كوش، أما اثيوبيا فهو الاسم الذي أطلقه اليونان على جميع بلاد السود والشديدي السمرة ومعناه الوجه الأسود أو المحرق فهو في إطلاقه يشمل بلاد السودان والحبشة، وأول من سكن هذه البلاد السود وقد اختلف العلماء في أصلهم فمن قال انهم نشأوا في القارة وتشعبوا فيها قبائل ومن قال إنهم هاجروا إليها.

    ظهرت أول أخبار لكوش في الآثار المصرية سنة 3703 ق. م - 2500 ق. م في الدولة المصرية السادسة. ولا يعلم شيء يذكر بين الدولة المصرية واثيوبيا الا أيام الدولة الثانية عشر 3064 - 2851 ق. م وفي جزيرة أرقو تماثيل من أيام الدولة المصرية الثانية عشر (2851 - 2398 ق.م).

    ومنذ الدولة الرابعة عشر 2398 - 2124 ق.م وحتى الدولة السابعة عشر 2214 - 1600 ق.م فلا يوجد ذكر لاثيوبيا في الآثار المصرية لأن مصر كانت محتلة من قبل الهكسوس وفي الدولة الثامنة عشر 1600 نهاية الدولة العشرين 664 ق.م

    وفي عام 1600 ق.م كانت للسود دولة منظمة وكانت لها علاقات مع دولة مصر وكان ملك أثيوبيا قد ساعد المصريين في طرد الهكسوس وإعادة الاستقلال إلى مصر وتظهر أخبار هذا الملك الذي انتظم مع اثيوبيا وكانت عاصمته منذ نشأته مدينة نبتة عند جبل البركل بمروي والذي يعرف في الهيروغليفية بالجبل المقدّس وكانت حدود مملكة نبتة عند الحدود الجنوبية للاقليم المصري عند أسوان وتمتد شمالاً وشرقا وغرباً.

    وتوافقت نهاية المملكة المصرية الخامسة والعشرين بنهاية مملكة نبتة 664 حتى قامت في مكانها مملكة مروي فنالت شهرة لم تصلها مملكة نبتة وامتدت من الشلال الأول إلى أعالي النيل الازرق وكانت عاصمتها مدينة مروي على النيل الكبير في مكان يُعرف الآن بالبجراوية على بُعد (23) ميلا شمال شندي. وأول من ذكر مروي في التاريخ هيرودس المؤرخ اليوناني الشهير في القرن الخامس الميلادي.

    تأثرت دولة مروي كسابقتها دولة نبتة بالأوضاع الاجتماعية والامنية في الاقليم المصري الواقع الى الشمال منها وأهم حدث فرار أعداد كبيرة من العساكر المصرية إلى مروي في الفترة من 664 - 525 ق. م وكان لهم الأثر الكبير في نقل الحضارة المصرية وشيء من حضارة اليونان لأن معظم هؤلاء العساكر كانوا يحاربون في اليونان.

    وعندما احتل الفرس مصر عام 525 ق. م حاول قمبيز ملك الفرس احتلال المناطق الى الجنوب من مصر وجرد حملة كبيرة من العساكر الفرس لاحتلال مملكة مروي وقد أرسل لهم العديد من الجواسيس في شكل رسل وطلب منهم أن يتحققوا من مائدة الشمس التي ذاع خبرها في ذلك الزمان. وكان من عادة المرويين أن يولوا الحكم للأقوياء جسديا «العمالقة»، إلا أن ملك المرويين العملاق كان يمتلك من الفطانة ما يوازي عظمة جسده فعرف عرض الفرس وأخبرهم أن ينصحوا ملكهم بعدم التفكير في الاستيلاء على بلاده وأن يحمد الله الذي لم يجعل المرويين يطمعون في بلاد غيرهم وأخرج لهم قوساً ثم أوترها وقال لهم عندما يوتر الجندي الفارسي هذه القوس عند ذلك يفكر الملك في احتلال بلاده وعليه أن يأتي بجيش كبير يفوق عدد المرويين، وكان المرويون في ذلك الزمن لا يستعملون الذهب في الحلي بل كانوا يصنعون منه أغلالاً يُقيدون بها السجناء المجرمين لان النحاس عندهم أغلى من الذهب وكان أندر المعادن وأثمنها.

    وكانت قبور المرويين مصنوعة من البلور على الطريقة الآتية:

    يقومون بتجفيف جسم الميت أولاً على طريقة المصريين أو على طريقة أخرى ثم يضعونه في اسطوانة مجوفة من البلور وبذلك يرى الميت ولا تنبعث منه رائحة كريهة، فيحفظ أدنى أقارب الميت هذه الأسطوانة في بيوتهم لمدة سنة ويقدمون لها الذبائح وباكورة كل شيء وفي نهاية السنة يضعونها خارجا في مكان قريب.

    ولما قص الجواسيس ما رأوه في بلاد المرويين على قمبيز غضب غضبا شديدا ولم يعمل بنصحهم وأمر جيشه بالتحرك وحاول غزو اثيوبيا، إلا أن جيشه تشتت بالعديد من العوامل منها التنظيمية والطبيعية والفنية والاجتماعية والثقافية فكانت حملة خاسرة من البداية ولكن حماقة قمبيز دفعته إلى نهاية محزنة كان من الممكن ان يتفاداها بقليل من الحكمة لأن جيشه تشتت وهلك على مراحل كل مرحلة كانت كافية للعدول عن المسير وكانت هذه الحملة تمثل البداية الحقيقية في تاريخ استقلال مصر عن الفرس.

    لم يدم استقلال مصر طويلاً بعد أن تم للاسكندر وصول فتوحاته الى الهند التفت إلى مصر ومد حدوده حتى (80) ميلاً جنوب الشلال الأول. وكان للاثيوبيين المرويين في ذلك العهد ملك يسيطر عليه الكهنة، فقد كانت السلطة الدينية نافذة على الشعب والملك، وكان من عادة الكهنة في مروي اذا غضبوا على ملك يأمرونه بقتل نفسه بحجة أن ذلك يسر الآلهة وكان الأمر يسحره ويخضع له صاغراً واستمر الحال حتى قام ملك أرخمينس وكان ملكاً قويا ومتثقفا بثقافة اليونان وعلومهم وكان يكره الكهنة ولا يطيق غطرستهم فأرسلوا إليه أمرا بأن يقتل نفسه فهاجه الأمر وحمل عليهم في الهيكل الذهبي الذي كانوا يقيمون فيه وقتلهم عن آخرهم وسن قوانين جديدة لمملكته وحور كثيرا في ديانة الاثيوبيين ومن آثاره الباقية هيكل في دكا المعروفة قديما بسلفيس واستمرت مملكة مروي إلى قيام مملكة النوبة.

    ومن ممالك اثيوبيا التي اشتهرت في ذلك العهد مملكة أكسوم في شمال الحبشة وعلى بضعة أميال من علوة مملكة بسوبا على النيل الازرق على بعد (15) ميلا من الخرطوم، وقد ذكر المؤرخون أن بطليموس سار إلى مملكة مروي وفتحها ثم زحف على مملكة أكسوم دون فتوحاته باللغة اليونانية على حجر الرخام بميناء زولا على بُعد عشرين ميلاً من الجنوب من مصوع وهي ميناء أكسوم. ويذكر أن بين مملكة أكسوم وبين الرومان علاقات تجارية ثم كانت النصرانية فاعتنقها اهل أكسوم، في القرن الرابع عرفت البلاد بعد ذلك باسم الحبشة.

    أما مملكة سوبا لم يحفظ التاريخ لنا شيئاً من أخبارها إلا أن آثارها باقية الآن تدل على انها كانت على درجة سامية من الحضارة والعمران وبقيت سوبا على الوثنية حتى امتدت لها المسيحية من مصر فأصبحت مملكة نصرانية عُرفت عند مؤرخي الاسلام بمملكة علوة.

    قامت مملكة النوبة وكان بينهم وبين البجة وقائع معدودة. وعقد النوبة معاهدات مع الرومان 284 - 323م. وقد كلف الرومان النوبة بحماية الحدود الجنوبية (وكان النوبة وثنيين) ولكن بعد موت الامبراطور الروماني هاجم النوبة مصر واستردوا حقوقهم. ومنذ عام 545 أخذت النصرانية تمتد جنوبا في النوبة عن طريق مصر.

    لغة اثيوبيا: أما لغة الآثار فهي اللغة الهيروغليفية وبعض الآثار باللغة الرومانية من زمن البطالسة واللغة القبطية في عهد النصرانية. أما لغات البلاد الأصلية فقد كانت عديدة ولكن الباقي منها الآن اللغة النوبية.

    أما الديانة فقد كانت ديانة المصريين. أما حكومات اثيوبيا وشرائعها فقد كانت من النوع المطلق وكانت البلاد مقسمة إلى (45) مملكة أقواها مروي ولكن لم يورد المؤرخون إذا كانت هذه الممالك مستقلة أم تحت حكم واحد ويفهم مما كتبه الصقلي أن ممالك اثيوبيا كانت اتحادية وملوكها ينتخبون من الكهنة ويؤلهون بعد ذلك لذلك كان حكمهم من النوع المطلق.

    اما عادات الاثيوبيين القدماء فقد ذكر المؤرخون أنها متأصلة في أخلاق السودانيين الآن على بعد العهد وتغيّر الأحوال، فقد وصفوا بحب الحرب والشجاعة واشتهر بعضهم بالكرم والوداعة والصفح عن الزلات وكان أعظم العيوب الهروب من القصاص



                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de