الشرطة تلقى القبض على6متهمين فى قضية مقتل طالب النيلين

Quote: النيلين... خسارة فرد وربح معركة! الخميس كان يوماً طويلاً على المؤتمر الوطني... لا لأن أحد منسوبيه من طلاب جامعة النيلين قد لقي حتفه برصاصة ـ لم يحسم بعد أمر ما اذا كانت طائشة او متعمدة ـ ولا لأن طلابه بذات الجامعة ما يزالون يتحملون مسؤولية أحداث تلك الجامعة مع الآخرين حتى تنجلي نتائج التحقيقات... ولكن طول خميس المؤتمر الوطني سببه أنه كان مطلوبا من قياداته في ذلك اليوم قدرا عاليا من الهمة ومن الحكمة ومن تحمل المسؤولية. والآن لن ينكر إلا مكابر أن قيادات المؤتمر الوطني نجحت في تطويق رد الفعل الذي بيَّته طلابهم جراء مقتل زميلهم... وكان مشهد السيارات وهي تطرق ابواب الجامعات ثم يترجل ركابها عند تجمعات الطلاب ليلاً يؤكد ان جهدا خرافيا قد بذل في سبيل أن لا تنشب حرب في الخرطوم لا يعرف لها لسم... ولأن الصراع الذي بدأ طلابيا بين الطلاب الإسلاميين من جهة، وقوى سياسية عديدة من جهة أخرى قد تطور حتى كاد يأخذ مظهر الصراع بين الشريكين؛ المؤتمر والحركة الشعبية، فقد آثر المؤتمر الوطني ان يوضع الملف بكامله على منضدة مسؤول أمني بارز يمثل الحركة الشعبية لقطع الطريق على أي شكوك حول الموضوع... وهو موقف يعكس مظهرا آخر من مظاهر الحكمة... بل واتفق الطرفان اتفاقا اخلاقيا غير مكتوب أن تمضي سلطات الشرطة والنيابة العامة في تحرياتها القانونية دون أي تدخل سياسي أو تأثير لضمان حيدتها ونزاهتها ولإجلاء كافة الحقائق حول الأزمة منذ نشوبها وحتى نهايتها المأساوية. اذن... رغم خسارة عضو فاعل من طلابه، إلا أن المؤتمر الوطني قد ربح الجولة الأولى من معركة ادارة الأزمة... وهو ربح يستحق عليه الثناء. تحليل سياسي: محمد لطيف