نعم.. عامان مضيا كأنهما رفة جبين أمام شمس واجدة !..
أمام الدموع "السواجم".. و استعصاء التعبير.. لم أجد من الحديث عن "كمال" ما هو أبلغ من ما سطره الإخوة في إدارة موقع "سودان فور أول" الإلكتروني في هذه اللفتة التاريخية البارعة حين أهدوا العزيز الراحل مناسبة إفتتاحهم لموقعهم العملاق في مايو 2005 ..
أرجو أن يسمحوا لي بتخصيص مناسبة الذكرى الثانية لفقيدنا العظيم بحيث نتدثر بكلمات صديقات و أصدقاء كمال بمنبرهم العامر هذه المرة !..
Quote: ارسل: الاربعاء مايو 11, 2005 6:49 pm موضوع الرسالة: إهداء، إلى ذكرى الصديق كمال دُقدُق، إلى قدوم طفله مهيار
-------------------------------------------------------------------------------- صديقنا العزيز كمال دُقدُق إلى ذكراك الباقية بيننا، إلى قدوم مهيار، نهدي افتتاح هذا الموقع ومنبره
وهكذا رحلت يا كمال كأشد ما تكونُ الفُجَاءة والمباغتة. رحلتَ ونحن أعجز ما نكون عن تصور إمكان رحيلك أصلاً!! فقد كنت في عُرفِنا وتصورنا، مثل ما كنت في تصور كل أصدقائك وصديقاتك ومعارفك ومحبيك الكثيرين والكثيرات، تجسيداً للحياة والحيوية والامتناع على "الموت" في صوره المتعددة. وكنتَ حضوراً محضاً لا يجرؤ الغياب على الاقتراب من مشهدك. لم تتجسد معاني الإنسان الخلاق القادر على بث الحياة في الأحياء والأشياء كما تجسدت فيك. ولذا كان لفقدك في أفئدتنا جمعياً حرقةً لا مثيل لمذاقها. ومعذرةً أيها الصديق إن عجزت العبارة، وتراجع المجاز أمام فجيعتنا فيك. فالقلم الذي يستطيع أن يكتب الزلزلة التي أنزلها بنفوسنا رحيلك المبكر الجارح لم يُصنع بعد. وهيهات. كم كنا أيها الصديق نتشوق إلى اليوم الذي كانت سعادتك ستكتمل فيه بافتتاح هذا الموقع، الذي كنتَ تتابع خطوات بنائه بشوقٍ وحرصٍ عظيمين. ولم يكن بمستطاعنا أن نتخيل أنك لن تكون في هذه اللحظة بيننا. وهل أنتَ حقاً لستَ بيننا في هذه اللحظة؟ وهل من لحظةٍ لا تكون فيها بيننا أصلاً؟ كنا ننتظر يا كمال حضورك اللطيف، وقوفك إلى جانب الحق والعدل، وُدك الفياض الذي تغمر به صَحبَكَ ومحبيك في كل أنحاء العالم، مبادراتك العذبة بالسؤال عن الحال والأحوال، وقدرتك التي لا تُبارى في استباق المعلومة المُثرية والخبر الخلاق. وكنا ننتظر بلسمك وأمصالك الشافية من فجور الخصومة وموهبتك السخية في توقير المخالف وضبط النفس عن الهوى. وقد كانت شبكة علاقتك أسطورةً حقيقيةً في سعتها وتنوعها وسطوعها. وهكذا سيظل رحيلك جرحاً غائراً في أعماق نفوسنا لا أمل في شفائه، كما هو في نفوس كل الذين واللاتي سعدن وسعدوا بمعرفتك الشيقة الشافية.
فليمنحنا قدوم مهيار أملاً في القدرة على التماسك، ويزيد قلوبنا يقيناً على يقينها الراسخ بأنك دائماً معنا، وبأن المستقبل الذي كرست كل حياتك وطاقاتك لإعداده في أجمل صورةٍ ممكنة، لمهيار وأطفال السودان الذي حملته دائماً بين حناياك العامرة.
إلى ذكراك العطرة الباقية بيننا، إلى قدوم مهيار، نهدي افتتاح هذا الموقع ومنبره، وهذا أقل ما يمكننا أن نعبر به من عرفانٍ لشخصك السامق الشامخ النبيل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة