خليل حاوي الأسطورة التي قتلها خيار الانتحار بطلقة

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 11:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-28-2007, 11:59 AM

Nasruddin Al Basheer
<aNasruddin Al Basheer
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 4083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خليل حاوي الأسطورة التي قتلها خيار الانتحار بطلقة

    ثقافة اليوم - خليل قنديل:
    بعض المفاصل التاريخية لحدوث ولادة شاعر قد تكون خطرة احياناً.
    ذلك ان مثل هذه المفاصل، تجيء على الاغلب في وقت تعاني فيه الامة
    من ارهاصات سياسية واقتصادية وربما فكرية، تحتاج فيه هذه الامة،
    الى ما يشبه الناطق الرسمي للشجن العام في رغبة التشكل والحدوث
    العارم المجلجل.
    واذا عدنا لحقب تاريخية عربية من خمسينيات وستينيات القرن الفائت،
    على ما حملته تلك الحقب من ارهاصات قاهرة عاشتها الامة العربية، أدركنا
    ان الدم السابح في عروق الناس وقتها، كان يستطيب حدوث ولادة الشاعر، كان
    يحدث هذا برغبة صماء غامضة، قادرة على استدراج حدوث الشاعر المبالغ
    والمميز، والقادر على الاختلاف. بأسلوب ذلك الاختلاف العميق الذي يؤدي
    بالشاعر الى السعي الحثيث نحو الايمان العميق بالثمر والقطاف.
    وحقبة الخمسينيات وما تبعها من ستينيات، كانت تلقي بثقلها الحقيقي
    والمفصلي على الشاعر الحداثي في ان يجترح موهبته ونطقه الشعري، في
    منطقة تتسم بالعافية، عافية قادرة على ان يتمثل حدوث الانقلاب في بنية
    الشعر العربي والزلزال الذي احدثته قصيدة التفعيلة في هذا الشعر،
    وامكانية هذه القصيدة في ان تتسلح بالمعطى الحضاري الغربي ومنجزاته.
    مجمل هذا المسكوت عنه في الحاحية الامة لحدوث الشاعر ناطق الشجن،
    ربما هو الذي ايقظ اوار نار الشعر في رأس الفتى خليل حاوي الذي كان
    ما زال في قرية "الشوير" اللبنانية. يعيش دهشته من المعطى الجغرافي
    الخصيب للضيعة اللبنانية، وللجبل اللبناني الوعر، ومن هذا الفقر المدقع
    الذي يجعل البيوت الطينية تتجاور بنوع من الحنو ورغبة الدفاع عن الكائن
    الذي يقطنها.
    وخليل حاوي انكب على الدراسة والمعرفة مبكراً، محاولاً ان يآخي بين الفقر
    المدقع الذي جعله يعمل بناء، وبين جلجلة الشعر التي بدأت تستدرجه لاعادة
    النطق الشعري بأسلوب جديد، له قدرته المميزة في الحفر عميقاً في التاريخ
    الحضاري للارض العربية التي يعيش فوقها، والعمل على شعرنة هذا المعطى
    الحضاري، بلغة تملك خاصية الاستقلال والحدوث العربي الخاص.
    ولهذا توازنت تجربة خليل حاوي الشعرية مع هذا الحفر العميق في مكنون
    أمة من خلال اصدارات شعرية، أكدت على هذا النهج، مثل: نهر الرماد 1957،
    الناي والريح 1961، بيادر الجوع 1965، من جحيم الكوميديا 1978، والرعد
    الجريح 1979.
    وظلت قصائد الحاوي تحمل وشمها المختلف والخاص، من حيث انها لم تذهب نحو
    الطفح الحداثي الغربي الذي انتشر كالفطر في جسد القصيدة العربية، بل ذهبت
    نحو موروثها الخاص واسطرتها الخاصة ايضاً، تلك الاسطرة التي كان يعيد خليل
    حاوي نحتها وانتاجه من تربته العربية، وبما يتوازى مع المنجز الكارثي
    العربي، الذي يحمل كل هذه الخسارات وقتها.
    وقد ظل الانبعاث من الرماد لأمة خاسرة بامتياز، هو الديدن الذي ظل يحرك
    تجربة خليل حاوي الشعرية، وظل الامل بالنهوض من الكبوة، هو النار المشتعلة
    التي ظلت تضيء له الطريق، الى الدرجة التي قال فيها:
    يعبرون كهوف الشرق في الصبح خفافا
    أضلعي امتدت لهم جسراً وطيد
    في كهوف الشرق من مستنقع الشرق
    إلى الشرق الجديد
    أضلعي امتدت لهم جسراً وطيد
    وكان يمكن لهذا الرأس ان يتصدع اثر هزيمة حزيران عام 1967، ولكن الثقة
    الايمانية المناضلة في روح حاوي لمعاودة انبعاث آلامة، ظلت قادرة على منحه
    أوكسجين تنفسه الشعري، وظلت قادرة على ان تؤثث لحضوره الاكاديمي في الجامعة
    الأمريكية في بيروت، بما في هذه الجامعة من اثارة لشهية الحوارات والاحتكاك
    الفكري الذي جعله يبدو بصمة فاعلة في تاريخ هذه الجامعة. بحثية في كتب مثلاً:
    "العقل والايمان بين الغزالي وابن رشد"، و"جبران خليل جبران اطاره الحضاري
    وشخصيته وآثاره".
    لا بل ذهب حاوي في تجربته الشعرية الى أبعد من ذلك حين أسطر نطقه الشعري وحل
    في الاسطورة ذاتها.
    لكن هذه الهمة، وهذه الروح المتأججة بالامل، وباعادة تشكل طائر الفينيق..
    كل هذا تصد وتزلزل لحظة اجتياح بيروت بالغزو الشاروني عام 1982ذلك انه تأخر
    زمنياً مع وقت الهزيمة السابقة حزيران 67لحظتها اختار حاوي وبالتحديد يوم
    الخامس من حزيران 1984ان يقوض اسطورة حضوره بأن اطلق الرصاصة على جسده
    ومات بينما روحه الجبلية تهجس.
    "عمق الحفرة يا حفار
    عمقها لقاع لا قرار"

    إشارة: المقال منشور بجريدة الرياض
                  

01-28-2007, 12:11 PM

Nasruddin Al Basheer
<aNasruddin Al Basheer
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 4083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل حاوي الأسطورة التي قتلها خيار الانتحار بطلقة (Re: Nasruddin Al Basheer)

    وسوف أستعين ببحث نشر في صفحة (كتاب في جريدة)
    لإلقاء نبذة عن الشاعر خليل حاوي وأهم دواوينه
    وقصائده.
                  

01-28-2007, 12:24 PM

Nasruddin Al Basheer
<aNasruddin Al Basheer
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 4083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل حاوي الأسطورة التي قتلها خيار الانتحار بطلقة (Re: Nasruddin Al Basheer)

    مختارات: (إيليا حاوي)
    ولد الشاعر اللبناني خليل حاوي (1919 - 1982) في (الشوير)،
    ودرس في المدارس المحلية حتى سن الثانية عشرة حين مرض والده;
    فاضطر إلى احتراف مهنة البناء ورصف الطرق. وخلال فترة عمله عاملاً
    للبناء والرصف، كان كثير القراءة والكتابة, ونَظَم الشعر الموزون
    والحرّ، بالفصحى والعامية.
    علَّم حاوي نفسه اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية, حتى تمكن
    من دخول المدرسة، ثم الجامعة الأمريكية التي تخرج منها بتفوق مكَّنه
    من الحصول على منحة للالتحاق بجامعة كامبردج البريطانية; فنال منها
    شهادة الدكتوراه. وعاد إلى لبنان ليعمل أستاذًا في الجامعة التي
    تخرج فيها، واستمر في هذا العمل حتى وفاته.
    ومنذ بداياته, بدا شعر خليل حاوي وكأنه قد (أدخل رعشة جديدة على
    الشعر) [العربي], كما قال (فكتور هيغو) عن شعر (بودلير).
    فقد ابتعد حاوي عن ارتياد الموضوعات الوصفية والمعاني والصور
    المستهلكة، واستضاء دربه الشعري بثقافته الفلسفية والأدبية والنقدية،
    وجعل النفس والكون والطبيعة والحياة موضوعَ شعره.
    وشعره الأخير تعبير عن المجالدة للوصول إلى يقين نهائي، أو إلى مطلق
    دائم. وكان الصراع بين المادة والروح واضحًا في ذلك الشعر: صراع من
    أجل التحرر من المادة ومن الكثافة، وحنين إلى الشفافية النافذة التي
    طالما حلم بها شعراء سبقوه أمثال (ماللّري) و (فاليري) و (رامبو).
    كانت الرموز قوام شعر خليل حاوي: رموز حسّية، ونفسية وأسطورية وثقافية.
    وقرب النهاية، عرف شعره الرموز المشهدية، التي ضمت في قلبها رموزًا
    متعددة ومتوالدة.
    من دواوينه المنشورة: (نهر الرماد) (1957)، (الناي والريح) (1691)،
    (بيادر الجوع) (1965)، (ديوان خليل حاوي) (1972)، (الرعد الجريح) (1979)،
    و(من جحيم الكوميديا) (1979).
    وبعد وفاة الشاعر، نُشرت سيرته الذاتية بعنوان (رسائل الحب والحياة) (1987).
                  

02-01-2007, 07:35 AM

Nasruddin Al Basheer
<aNasruddin Al Basheer
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 4083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل حاوي الأسطورة التي قتلها خيار الانتحار بطلقة (Re: Nasruddin Al Basheer)

    ديوان الناي والريح

    بعد الجليد

    ( 1 ) في الصومعهْ
    بيني وبينَ البابِ أقلامٌٌ وَمِحْبرةٌ،
    صَدًى متأفِّفٌٌ،
    كُوَمٌ من الوَرَقِ العتيقْ.
    هَمُّ العبورِ،
    وخطوةٌ أو خطْوتانِ
    إلى يقين البابِ، ثمَّ إلى الطريقْ


    ( 2 ) كذبٌ
    دَمي ينحَرُّ، يشتمني، يَئنُّ:
    إِلى متى أزني، وأبصِقُ
    جَبهتي، رِئَتي
    على لقبٍ وكرسيٍّ
    أُضاجعُ مومياءْ?
    أنا لستُ منكمْ طغمةَ النسَّاكِ
    واللحمَ المقدَّدَ في خلايا الصومعَهْ
    لن يستحيلَ دمي إلى مصْلٍ
    كذبتُ، كذبتُ،
    جرُّوني إلى الساحاتِ، عرُّوني
    اسلخوا عنِّي شِعَارَ الجامعَهْ
                  

02-01-2007, 07:41 AM

Nasruddin Al Basheer
<aNasruddin Al Basheer
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 4083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل حاوي الأسطورة التي قتلها خيار الانتحار بطلقة (Re: Nasruddin Al Basheer)

    ( 3 ) اَلنَّاي
    "اِبني، وقاهُ اللهُ، كنزُ أبيهِ،"
    "جسرُ البيتِ، يحملُ همَّنا همًّا ثقيلْ"
    "... اَلعامُ خلفَ البابِ يا بِنْتي، يعودُ"
    "غدًا، يعودُ إِليكِ، بَعْضَ الصَّبرِ"
    "سوفَ يعُودُ، واللهُ الكفيلْ."

    ***

    ولربَّما ماتَتْ غدًا
    تلكَ التي يبسَتْ على اِسمي
    ومصَّ دماءَها شَبحِي
    وما احتفلتْ بلذَّاتِ الدماءْ،
    ماتَتْ مع النايِ الذي تهواهُ
    يسْحَبُ حزنَهُ عَبْرَ المساءْ
    ومع الورودِ متى التوَتْ
    بيضاءَ، ينسجُ عُرسهَا ثلجُ الشتاءْ
    طولَ النهارِ
    مدى النهارْ
    تنحلُّ في عَصَبي جِنازَتُها
    يحزُّ النَّايُ فيهِ
    وما يزيحُ عنِ القرارْ:
    ماتَتْ وما احتفلتْ وما عَرَفَتْ
    رَفَاهَ يدٍ تُظلّلُها ودارْ
                  

02-01-2007, 07:49 AM

Nasruddin Al Basheer
<aNasruddin Al Basheer
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 4083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل حاوي الأسطورة التي قتلها خيار الانتحار بطلقة (Re: Nasruddin Al Basheer)

    ( 4 ) الرِّيح

    طولَ النهارِ
    مدى النهارْ
    رَبّي متى أَنشقُّ عن أُمِّي ، أَبي
    كُتُبي، وصومَعَتي، وعَن تلكَ التي
    تحيا، تموتُ على انتظارْ
    أطأُ القلوبَ، وبينها قلبي،
    وَأَشرَبُ من مراراتِ الدروبِ بلا مرارَهْ،
    ولعلَّ تخصِبُ مرة أُخرى
    وتعْصِفُ في مدى شَفَتِي العِبارَهْ.
    دربي إلى البدويَّةِ السمراءِ
    واحاتِ العَجينِ البكرِ،
    والفجواتِ أَوديةِ الهجيرْ،
    وزوابعِ الرملِ المريرْ.
    تعصَى وليْسَ يَرُوضُها
    غيرُ الذي يتقمَّصُ الجَمَلَ الصَّبُورْ
    وبقلبهِ طفلٌ يكوِّر جنَّةً،
    غيرُ الذي يقتاتُ من ثَمَرٍ عجيبْ:
    نِصْفٌ من الجنَّاتِ يسقطُ في السلاَلْ
    يأْتي بلا تَعَبٍ حلالْ
    نصْفٌ من العَرَقِ الصَّبيبْ.
    اَلشوكُ ينبتُ في شقوقِ أظافِري
    اَلشوكُ في شفتيَّ يمرجُ باللهيبْ
    ... في وجهها عَبَقُ الغريزةِ
    حين تصْمتُ عن سؤَالْ
    ... نهضَتْ تلمُّ غرورَ نهدَيْها
    وتنفضُ عن جدائلها حكاياتِ الرمالْ،
    تحدو، تدورُ كما أُشيرُ بإصبعِي
    ولربَّما اصطَادَتْ بُروقًا
    في دهاليزي تمرُّ وما أَعي
    وبدونِ أَن أُملي الحروف وأَدَّعي
    تحدو، تدورُ، تزوغُ زوبعَةً طروبْ
    وأَرى الرياحَ تسيحُ; تنبعُ
    من يدَيْها:
    منبعَ الريحِ المعطَّرةِ الجنوبْ
    ومنابعَ الريحِ الطَّريَّةِ والغضوبْ
    للريحِ موسمُها الغضوبْ.

    ***

    وحدي مع البدويةِ السمراءِ
    كنتُ مع العِبارَهْ
    في الرملِ كنتُ أَخوضُ
    عَتْمَتهُ ونارَهْ
    شربُ المراراتِ الثقالِ
    بلا مرارَهْ.

    ***

    ريحٌ تهبُّ كما تشيرُ عبارتي
    للريحِ موسمُها الغضوبْ،
    للريحِ جوعُ مَبارِدِ الفولاذِ
    تمسحُ ما تحجَّرَ
    من سياجات عتيقَهْ
    ويعُود ما كانت عليهِ
    التربةُ السمراءُ في بدء الخليقَهْ
    بكرًا لأوَّلِ مرَّةٍ تشهَى
    بحضنِ الشمسِ، ليلُ الرعدِ
    يوجعُها وتَسْتَمْري بروقَهْ
    ماذا سوى أَرضٍ تَعُبُّ
    الحلْمَ، تُنبِتُهُ كرومًا والكرومُ
    لها شروشُ السنديانِ،
    لها عروق السنديان
    وَرَفَاهُ فيءِ البيلسانْ،
    ماذَا سوى عَقْدِ القبابِ البيضِ
    بيتًا واحدًا يزهو بأَعمدةِ الجباهْ
    يزهو بغاباتٍ من المُدُنِ الصَّبايا
    لِين أَرصفةٍ وَجَاهْ
    أَيصحُّ عَبْرَ البحرِ تفسيخُ المياهْ?

    ***

    وأرى، أَرى الطَاووسَ يُبْحِرُ
    في مراوحِ ريشهِ،
    نشوانَ يبحر وهو في ظلِّ السياجْ
    ويظُنُّ أَنَّ الوردَ والشِّعْرَ المنمَّقَ
    يسترانِ العَارَ في تكوينهِ والمهزلَهْ
    في صدره ثديانِ
    ما نبتَا لمرضعَةٍ
    ولا للعَانسِ المُسْترجلَهْ
    ثديانِ يأْكلُ منهما عسلاً
    ويحصدُ منْهما ذهبًا وعاجْ
    لو يستحقُّ صلبتُهُ
    ما شأنهُ بصَلِيبِ إيمانٍ
    يسوقُ لجُلْجُلَهْ
    وكَّلْتُ ريحَ الرملِ
    تعْجنُهُ بوحلةِ شارعٍ أَو مزبلَهْ
    هو والسياجْ
    وطيوبُ ثديَيْهِ وما حصَداهُ
    من عَسلٍ وعاجْ
    في موسم الريحِ الغضوب
    مَسْحُ السياجات العتيقة في العقولِ
    وفي الدروبْ
                  

02-01-2007, 07:55 AM

Nasruddin Al Basheer
<aNasruddin Al Basheer
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 4083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل حاوي الأسطورة التي قتلها خيار الانتحار بطلقة (Re: Nasruddin Al Basheer)

    ( 5 ) الناسك
    ألنَّاسكُ المخذولُ في رأْسي
    يُطِلُّ عليَّ، يَسألني، يَحَارْ
    "أَهملتَ فرضَكَ"،
    "هَلْ جُنِنْتَ فرحتَ تحلُمُ في النهارْ"
    "حلم النَّهَارْ"
    "مدى النَّهَارْ?"
    "هلْ كنْتَ تتبعُ ذلكَ الجنِّيَّ"
    "هل أغواكَ شيطَانُ المغارَهْ?"
    - وحدي مع البدويةِ السمراءِ
    كنْتُ مع العبارَهْ
    في الرملِ كنْتُ أَخوضُ
    عَتْمتَهُ ونارَهْ،
    شربُ المراراتِ الثِقالِ
    بلا مرارَهْ.
    - "أَلغازُ مجنونٍ" وعاد
    لغرفةِ الآثارِ في رأْسي،
    وللسلعِ العَتيقةِ،
    عاد منخَلعَ الوقارْ.
                  

02-01-2007, 07:58 AM

Nasruddin Al Basheer
<aNasruddin Al Basheer
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 4083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل حاوي الأسطورة التي قتلها خيار الانتحار بطلقة (Re: Nasruddin Al Basheer)

    ( 6 ) طولَ النَّهارِ
    مدى النهارْ
    اَلحينُ بعْدَ الحينِ تعْبرُ جَبْهَتي
    صُوَرٌ وتنْبتُ في الطَّريقْ
    صورٌ يشوِّهُها الدوارْ
    أُمِي، أَبي، تلك التي
    تحيا تموتُ على انتظارْ.
    اَلنَّاسك المخْذولُ في رَأسي
    يشدُّ قُواهُ ينهرني، أُفيقْ:
    بيني وبين البابِ
    صحراءٌ منَ الورقِ العَتيقِ وخلفَها
    وادٍ منَ الورقِ العَتيقِ وخلفَها
    عمرٌ من الورقِ العَتيقْ
                  

02-01-2007, 09:43 AM

Nasruddin Al Basheer
<aNasruddin Al Basheer
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 4083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خليل حاوي الأسطورة التي قتلها خيار الانتحار بطلقة (Re: Nasruddin Al Basheer)

    من ديوانه نهر الرماد

    ليالي بيروت

    في ليالي الضِّيقِ والحرمانِ
    والريحِ المدوِّي في متاهاتِ الدروبْ
    مَن يُقَوِّينا على حَمْلِ الصليبْ
    مَن يَقينا سَأمَ الصَّحْراء،
    مَن يَطْرُدُ عنَّا ذلك الوحشَ الرَّهيبْ
    عندما يزحَفُ من كَهفِ المغيبْ
    واجِمًا محتَقِنًا عبرَ الأزقَّه،
    أَنَّةٌ تُجْهِشُ في الريحِ، وَحُرْقَه،
    أعينٌ مشبوهَةُ الوَمضِ
    وأشباحٌ دَميمَهْ.
    ويثورُ الجنُّ فينا
    وتُغاوينا الذنُوبْ
    والجَريمهْ:
    "إنَّ في بيروتَ دنيا غيرَ دنيا"
    "الكَدحِ والمَوتِ الرتيبْ"
    "إنَّ فيها حانةً مسحورة"،
    "خمرًا، سريرًا مِن طيوبْ"
    "للحيارى"
    في متاهات الصحارَى،
    في الدهاليزِ اللعينَهْ
    ومواخيرِ المدينَهْ
    (...)
    مَن يقوِّينا على حملِ الصليبْ
    كيف نَنجُو مِن غِواياتِ الذنوبْ
    والجَريمَهْ?
    مَن يقينا وهلةَ النَّوْمِ
    وما تَحملُ مِن حُمَّى النَّهارْ.
    أين ظلُّ الوردِ والرَّيْحانِ
    يا مِروحَةَ النوْمِ الرَّحيمَهْ?
    آهِ مِن نومي وكابوسي الذي
    ينفُضُ الرُّعْبَ بوَجْهي وَجَحيمَهْ
    مُخدعي ظلُّ جدارٍ يتداعى
    ثُمَّ ينهارُ على صَدْري الجِدارْ
    وغريقًا ميِّتًا أطفو على دَوَّامةٍ
    حرَّى ويُعميني الدُّوارْ
    آهِ والحقْدُ بقلبي مِصهرٌ
    أمتَصُّ، أجترُّ سمومَهْ
    ويدي تُمسِكُ في خِذْلانها
    خَنجَرَ الغَدرِ، وسُمَّ الانتِحارْ،
    رُدَّ لي يا صُبحُ وجهي المستعارْ
    رُدَّ لي، لا، أي وجهٍ
    وجحيمي في دمي، كيف الفِرارْ
    وأنا في الصبحِ عبدٌ للطواغيتِ الكبارْ
    وأنا في الصبحِ شيءٌ تافهٌ، آهِ من الصبحِ
    وجَبْروتِ النَّهارْ!
    أَنَجُرُّ العمرَ مشلولاً مدمًّى
    في دروبٍ هدَّها عبءُ الصليبْ
    دون جدوى، دون إِيمانٍ
    بفردوسٍ قريبْ?
    عمرُنا الميِّتُ ما عادتْ تدمِّيه الذنوبْ
    والنيوب
    ما علَيْنا لَوْ رَهنَّاهُ لدى الوحشِ،
    أو لدى الثعلَبِ في السوقِ المُريبْ
    ومَلأنَا جَوفَنا المَنْهومَ
    مِنْ وهجِ النُّضار
    ثُمَّ نادَمنا الطواغِيتَ الكبارْ
    فاعتَصَرْنا الخمرَ من جوعِ العَذارى
    والتَهمْنا لحمَ أطفالٍ صغارْ،
    وَغَفوْنا غَفْوَ دُبٍّ قُطُبيٍّ
    كهْفُه منطمِسٌ، أعمى الجِدارْ
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de