|
نهدان في شتاء ...( نص )
|
عند كل إستواء
تعامد خطه
على ليلها ونهارها
سماءها
دون مدن الله
مدن الدنيا جميعها
أرضُ
وأرضها حناء
عرقنا و(عرقيها)
كليهما مسكران
وكلمات أهلها أيضاً
سماعها يوجب الحد
جلداً ومعانقة
هي كل إرتعاشات صبابة
ضمها كون
هي كل حماقةٍ
باسلة
راودت قلباً
شجاعاً
كبرت
صغرت
يبست
إخضرت سنابل ثغرها
سيان
كل همٍ على صدرها إنفرج
كل بؤسٍ تحت قدميها
ضرب حجليها
زمرد
وذهب
متبرجةُ
عابسة
متلهفةُ
يائسة
ونهرهاحين فاض
ماكراً غادراً
غنينا عشقه
وحفظه صغارنا
وما صدقوا
أنه هو تسامعت
أربعات
عوالم بعيدة
حداءها
تمايلت
ثم أنكرت
وأرجفت
حين بدلت ثيابها
أدعت أنه الكمال
عريها
ونهدا تلاعبت به
ريح أشهر الشتاء
حين صادروا آزار
وهدموا أسوارها
وهاجرت طيورها
وزهرها
ضن بالعطور
أخبرتهم عنا
عن المساء
أخبرتهم عنا
عن حنينا الخرافى
أنفاسنا هي
وبضع أغنيات
حبيسة الحلوق
حين دار ليلها
وأختزل العطاء
أخبرني زوارها
في موسم الربيع
أنها مدينةُ نجيع
أخت كربلاء
نهران
من عبير,من دموع
يجريان عند كل شارع
كل ركن زكريات
أقحوانةُ لم تعد هناك
(آلهةُ) للشعرٍ
للحب وللجمال
قيدوهاورموا بها
في أعمق نقطة
من مالح البحار
مدينتي
عزراءهاتنجب الأطفال
كل ساعة
وترمي بهم في قارعة
الطريق
ونهرها
لم يعد زلال
أمدرمان _ أغسطس 2006
|
|
|
|
|
|