كنت قد وعدتكم في نهاية موضوع سابق (معرض الثياب داخل الدولاب) أن أحدثكم عن كيفية تكدس هذه الملابس اللانهائية والآن أسترجع بعض هذه الذكريات، في الغالب نحن قوم لا نعمل وفق خطة مبرمجة سوى كانت شتوية أو سنوية أو نصف قرنية ولذلك كل ما أشاهد أو أستمع لتلفزيون السودان يحدثنا عن المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي أضحك!!! ربما لأني أكاد أجزم بأن ذلك محض استهلاك سياسي وحقائق الواقع لا تكذب ولا تخيب ظني الذي ربما يكون إثم. المهم نرجع لي موضوعنا عندما نذهب إلى التسوق أو السوق لشراء غرض معين ومحدد لا تنسى حرمنا المصون المرور على محلات الثياب السودانية بحجة الإطلاع فقط على آخر موضة وتُأكد لي بأنها لا تريد أن تشتري وكما يقول المثلالما يشتري وفي رواية يشتهي يتفرج). وكما ترون أنه لا بأس في ذلك و هي لا تنسى أن تسأل صاحب المحل عن الأسعار وهذه كما أسلفنا جولة عابرة ولكن هذا السؤال ليس المقصود به معرفة السعر وإياك أعني وأسمعي ياجارة. وكما أسلفنا في الموضوع السابق أنه ليس بالضرورة أن يبدأ الطقم من الثوب فرب طقم بدأ بإكسسوار. إذا وجدت أي امرأة سودانية شنطة يد مثلاً أو جزمة أعجبتها فهي تبادر بشرائها هذا أولاً. وإلى هنا والأمر طبيعي وعادي جداً، فما هي إلا مجرد شنطة لن تؤثر على الميزانية بشيء، ومخطئي من يظن إن الأمر قد انتهى عند هذا الحد، لن يمر وقت طويل قبل أنت تبادرك بالقول والله لكن جزمة لونها حلو شديد مش كدا، و أنت طبعاً لا زم تقول أيوه والله جميلة جداً، وبتفضلك بتقديم هذه الإجابة تكون قد وقعت في فخ هذا السؤال الماكر. ففي الواقع لم يكن المقصود أو المطلوب رأيك عن لون الجزمة أو الشنطة لأن هذه أصبحت عصفورة في الكف، وهكذا تكون المدام قد حصلت على موافقة ضمنية، والخطوة التالية تبدأ غالباً بمثل هذه الجملة (لكن بس يا خسارة ما عندي ثوب نفس اللون) يعني الخطوة الأولى التي لم تكلف سوى (50) ريال فقط لا غير وربما أقل أو أكثر قليلا تقود لخطوة أخرى لازمة لا بل متعدية اعتداءاً سافراً وينتج عنها صرف مبلغً يتراوح بين (500-1000) ريال، يعني الجزمة دايره ليها ثوب والثوب داير ليه فستان والفستان داير ليه طرحه وهكذا دواليك (الفيلة دايره ليها رفيقة) وفي أقرب فرصة تقوم بشراء الثوب ثم بعد ذلك تصبح عملية إكمال الطقم مسألة حتمية ولا تحتمل التأجيل، والطقم أيها السادة يتكون من الآتيثوب – جزمة أو شبط أو شبشب – فستان أو إسكرت وبلوزة – شنطة يد وإكسسوار وفي بعض الحالات الخاصة جداً ألوان روج وربما عدسات لاصقة) ولابد أن يكون اللون واحد أو من تدرجاته المتفاوته أو لون آخر يشكل مع اللون الأصلي انعكاساً لافتاًيخلب الألباب. ومن خلال ملاحظتي تبدو أسئلة السيدات للوهلة الأولى برئية جداً وربما ساذجة أحياناً كما أوردنا في المثال أعلاه، ولكن على جميع جماهير الرجال أخذ الحيطة والحذر عندما تسأل أحدكم زوجته عن رأيه في لون مقطع فستان مصفوف في رف دكان لان إجابته ربما تترتب عليها نتيجة فتاكة لذا لزم التنويه. ولكن ما العمل إذا لم تثني على ذوقها وتوافقها إعجابها باللون التركوازي مثلاً الذي فتنت به ووقعت في غرامه من النظرة الأولى فهذه حكاية أخرى. أنت أصلك كدا أي حاجة تعجبني لازم يكون عندك فيها رأي وأنت بس قول ما داير تشتريه لي بس، وأنا ذاتي ما طلبت منك تشتريه أنا عارفاك ما عندك ذوق. المهم في الأمر إن الموضوع سيتشعب وربما يمرق من فرق أيديكم. وتحضرني في هذا المقام طرفة مفادها أن فتاة سألت عمها قائلةً: رأيك شنو في لون البلوزة دي مش ماشه مع الإسكرت دا. فرد عليها بقوله: هو الإسكرت ذاته ما شي وين. هذا مختصر للعرب والعجم والبربر عمّا كان من أمر وكيفية تكون الأطقم المختلفة أما عن كثرتها فهذا موضوع آخر، وهو إنه هناك شبه إجماع سكوتي بين جماهير النساء مفاده أن لا تذهبن إحداهن بالثوب نفسه لمكان واحد لمرتين، والغريبة أنه مهما تطاول الزمن أو قصر فهن لا ينسين ذلك أبداً وطبعاً النساء لهن ذاكرة خاصة جداً خاصة في مثل هذه الأمور. وهنا يمكن أن تصادفكم مطبات قليلة، والسؤال في هذا المقام للإستئناس برأيكم في الثوب الذي يجب أن تلبسه لهذه المناسبة، ولا تخف فالسؤل هذه المرة لا يتطلب جهداً تشد إليه الرحال ولا يستدعي ذهاباً إلى السوق. وبالطبع لا يمكنك أن تتذكر لون الطقم الذي ذهبت به لهذا المكان في المرة السابقة فهذا يتطلب قدراً عالياً من الرومانسية وهذه خاصية تمتاز بها فئة قليلة جداً وهي مجموعة آيلة للانقراض ويعد أفرادها على أصابع الكف الواحد من بين كل (100) ألف سوداني أو أكثر. وإذا طلبت منها أن تلبس لون معين وصادف أن كان هذا اللون قد شاهدته زميلاتها المتوقع أن تلتقي بهن في هذه المناسبة وأنت بالطبع لا تعرفهن، فتوقع الإجابة التالية يعني دايرين يقولن علي إيه ما عندها ثياب ولا يعني رأيك شنو. ما صحي والله أنا ما عندي ثياب هو أنت بتشتري لي حاجة إلا بطلوع الروح......اللهم طولك يا روح.
Quote: إذا وجدت أي امرأة سودانية شنطة يد مثلاً أو جزمة أعجبتها فهي تبادر بشرائها هذا أولاً. وإلى هنا والأمر طبيعي وعادي جداً، فما هي إلا مجرد شنطة لن تؤثر على الميزانية بشيء، ومخطئي من يظن إن الأمر قد انتهى عند هذا الحد، لن يمر وقت طويل قبل أنت تبادرك بالقول والله لكن جزمة لونها حلو شديد مش كدا، و أنت طبعاً لا زم تقول أيوه والله جميلة جداً، وبتفضلك بتقديم هذه الإجابة تكون قد وقعت في فخ هذا السؤال الماكر.
ممتاز.. أرجو أن يكون هذا البوست (دليل الأزواج لحياة زوجية بدون عكننة و بمزاج) وأول نصيحة منجزة:
Quote: و أنت طبعاً لا زم تقول أيوه والله جميلة جداً، وبتفضلك بتقديم هذه الإجابة تكون قد وقعت في فخ هذا السؤال الماكر
وبعد دا كلوا يا خال نحن برضوا الطيش في عالم الموضه وتناسق الألوان ودنيا الجمال ودا برجع لي حاجات كتيره ... عشان كدا أحسن ليك تدبل بي واحده سوريه حسب الحديث .... ونصيح للاخوه العذاب السورية او المصرية من الناحية دي مريحه ... وان كان السودانية في بداية الامر توعدك بأنها ليست كمثيلاتها من النساء في حكاية التياب والدهب هذا في بادي الأمر لكن بعد ما تتعدي سنه أولي زواج عينك ما تشوف إلا النور ... واللهم طولك يا روح ...
02-06-2007, 02:43 PM
محمد البشرى الخضر
محمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869
و الله و انا بقرأ الوصف دا إتخيلتك بتتكلم عني و حالي مع أم حتوت (المدام و كدا) مبالغة .... بالله كلهن كدا , نفس الفرمة يا خي ما كان تكتب من زمان ما مشكلة المهم نصيحتك لينا التصرف كيف في حالة التعرض لكمين سؤال رأيك في اللون؟ مع العلم إنو ما دايرين نزعلهن.
زولتك دي كان زازتك تاني مزازاة زي دي قول ليها بَشْتَكيك علي حاجة آمنة بِتْ أصيلة* (رحمة الله عليها) تكحِّل ليك عينيك بالشطّة تَبْقي ما بتفرزي الشطة الحمراء من الخضراء...ألوان التِياب والشباشب والشِنَط ديلاك خلّيهن.
تحيّاتي لك وللمدام ولاهلي بود الماحي ممن نزلنا ضيوفاً عليهم ذات نهار مايوي قائظ من نهارات ثمانينات القرن الماضي.
* أكيد بِتَعْرِف حاجة آمنة بِتْ أصيلة، دا كان ما بِقَت هي الاتلقّفتك بإيديها وأنت ماك فارز صراخك فرحاً/خوفاً من صراخ من هم حولك فرحاً بمقدمك. أرجاني...بذكرياتك وحكاويك في البوست: "حاجّة آمنة بِتْ أصيلة: نخلةٌ ترنو لها كلُّ فسيلة" الذي أفترعه قريباً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة