|
|
 يوم الختان - تعالوا يوم الخميس احضروا الدم
|
قرا ابى الفاتحة جهرا ووضع السرج على ظهر الحمار وافرد على السرج فروته البيضاء وثبت اخى الطيب وكانت تلك عادته فى الركوب - حاولت الوثوب مثله ولكننى فشلت حملنى ابى واركبنى خلفه -قال وهو يربت على عنق الحمار -اول حاجة تسووها تمشو بيت محمد سنبو-
انطلقنا عر وهش وحاو وعرت -وصلنا بيت محمد سنبو الطهار قرع اخى باب السنط بعصاه وصاح -هوى يا ناس البيت تعالوا يوم الخميس تعالوا احضروا الدم - رد صوت نسائى من ردهة البيت -خير ان شاء الله خير-قلت لاخى ساغمس يدى فى دم العجل الذى يذبحونه لطهورى وارسمها على الحائط جدار بيتنا كما فعل ابى تماما يوم عودة امه من الحج --اطلق اخى ضحكة مدوية جفل على اثرها الحمار ونهق الحمار بصورة اقرب للقهقهة الساخرة منها للنهيق - هززت راسى مستغربا ومستعجبا من ضحكة اخى وقهقهة حمارنا - اشرقت شمس الخميس وبدت فى الافق كجرح نازف- توافد الناس لدارنا منذ الصباح الباكر وغنت حبوبة الصبر قاسى كما لم تغن من قبل حتى بح صوتها - سيرو سيرو سيرو بنات امو جو-شرب البعض الشربوت وشرب البعض الاخر المريسة حتى فقدوا توازنهم -قال ابى كنان وهو يمسح شاربه الكث -والله شبعنا شبعة كلب بوش- تجمعت كلاب القرية امام دارنا وكانها مدعوة بدورها لحضور ختانى - فاحت رائحة الشواء والبصل المحمر تداخلت ضربات الفندك مع اصوات النساء -حلق سرب من الطيور فى سماء الدار -خطف صقر مصرانا من الارض وطار به فى الفضاء نبح كلب وطارد ظل الصقر السارق - جاء الفكى يتبعه سنبو الطهار مسح الفكى على راسى وهو يتمتم ببعض الكلمات والبسنى قفطانا اخضر وطاقية حمراء سد اشبه بجرح نازف -
اجلسونى فوق قدح منكفى باعدوا بين رجلى زحف الطهار نحوى وهو يحمل قصبة وخيطا وسكينا حادة اقشعر بدنى حاولت النهوض اعادونى بقوة لمكانى فى القدح لامس الطهار جسدى انتفضت -عقد الخيط ولفه حول القصبة -شعرت برغبة فى التبول عضضت لسانى وكبحت رغبتى - لف الصمت المكان سكنت الوجوه المحملقة -عبر ظل صقر اسود من الشرق الى الغرب فقد ماتت بقرة جدى البشير ود المحرب وتعاون اهل القرية لجرها لطرف القرية وطرف الغابة وكانت الغابة يومئذ تحيط بالقرية احاطة السوار بالمعصم - صاح احدهم فجاة النار بقت فى السماء رفعت راسى لارى السماء المشتعلة فاحسست لحظتها بالم حاد صرخت وسقط راسى الى اسفل وكان الطهار يمسك القصبة فى يده وهى تهتز وتنزف دما كحية مبتورة الراس تعالى صراخى دار المكان حولى سمعت ضحكة اخى ونهيق حمارنا رايت قرص الشمس النازف يتساقط شهبا ويحرق الفضاء تداخلت الوجوه المحملقة واصبحت وجها واحدا وكان ذلك الوجه ينادى -هوى يا اخوانا تعالوا يوم الخميس احضروا الدم --وعمى الرضى ود مالك ود حران وهو ممتشقا سيفه يلعب الصقرية - انا الشافو ابو -انا تمساح اب كبلو الضارب اللية -انا الحنضل انا المر الضاقو بصقو -انا تور ام بزام فى الخلا كاتال وفى الحلة قدال - انا اب كناتل كان ربطو بناتل وكان فكو بكاتل -انا اللدر حباس المشارع -انا التور الضالع-
وكانت ايام مضت مع الايام كالخيال احلام
|
|
 
|
|
|
|
احمد حماد ادريس
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست