فهلا لزم حده وعرف قدره وتأبط جهله واستبرأ لأمره وانزوى على وهمه

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 01:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-20-2007, 05:41 PM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فهلا لزم حده وعرف قدره وتأبط جهله واستبرأ لأمره وانزوى على وهمه

    باسمه تعالى
    ربي أنعمت فزد، و زدت فبارك، و باركت فاحفظ، و توفنى مسلما و احشرني مع الصالحين، و الصلاة على خاتم النبين محمد الأمين و على آله المنتجبين، و الصلاة موصولة على جميع النبين و المرسلين إذ أمرنا ألا نفرق بينهم حتى في الصلاة عليهم. اللهم اجعلني حربا لمن حاربك و سلما لمن هاودك، و كلل مسعاي فيك بالنصر، و احفظ لي فيك الأجر، و تب على توبة نصوحا تجملني بها جسدا و قلبا و روحا، و أعذني إلهي أن أُذَكِّرَ بك و أنساك، و اكلئني بذوق هداك، أما بعد:

    لقد راعني في هذا الزمن البئيس، كما راع كل مسلم قد مست قلبه بشاشة الإيمان، اجتراء جنود إبليس على شريعة الباري الديان سبحانه. و لقد ابتلينا في مصرنا الحبيبة بطائفة من العلمانيين دهرييي المِزاج و الجوهر، و مادييي التوجه و النشأة، و هم على بلاهتم و شذوذهم، و ضعف منطقهم و حججهم، لهم من التأثير ما لهم، حيث أنهم يعتلون كراسٍ، و يملكون مناصب، و ما نارهم إلا كنار الحُبَاحِب، و ما لون كيدهم إلا شاحب. و إني لأعجب كل العجب من صفاقة أهل الباطل و التخنث و جرأتهم في الدفاع عن باطلهم، و استخفاء أهل الحق و التَحَنُّس عن مناوئتهم و مجابهتهم إلا من رحم ربي منهم و هم قليل، فيالله و يا لِلْمسلمين.

    و مما يزري بنا و يهري قلوبنا أن جُلَّ من يتصدَوْن لدَحْضِ تُرَّهَات المُبطلين و أَرَاجِيْفِهم هم قليلو الشأو و الباع في علم الكلام و الجدل، ضعيفو البأو و الافتخار بدينهم و مورثهم، يختلهم الدَأْو و المراوغة، يعمدون إلى مُدَارَاة أهل الباطل و مُصَادَاتهم، و الأولى بالأمر أن ينعكس، فليس في الحق مُسَانَاةٌ و لا ملاينة إذ لا مجال بحال أن نشرع طريقا وسطا بين الحق و الباطل، فأنَّى للنقيضين أن يتلاقيا، و كيف للضد أن يجاور ضده. و أما العلماء الأثبات ذوو العقول و الأفكار، فرسان المباحث و التحقيقات، شجعان ميادين البحث و السابقون في حلائب التناظر، تجدهم مغيبين و مهمشين، كالشمس إذا قُدَّ لها حجاب من أقمشة السحاب. و الجمع الأكبر و الجمهور الأعظم من الأمة هم غثاء لا طائل من وراءه و لا محصول معه، مذبذبين بين هذا و ذلك، و هؤلاء و أولئك، تتقاذفهم الأمواج، و يغرقهم اللُّجَاج، و قتامة ليلهم لا تؤذن بانبلاج، و لا طَوْل و لا حول إلا بالله، و نسأله تعالى العفو و المعافاة. و لا يهدئ من روعي إلا قوله تعالى " و لا يحيق المكر السيء إلا بأهله"، فاللهم أرنا عن قريب حُيُوق مكرهم بهم.

    و خير دليل على قولي ما صرح به وزير الثقافة المصري، و هو لعمري عارٍ من الثقافة كما هي عارية رؤوس المتبرجات السافرات، من أن الحجاب علامة ردة، و أمارة انتكاسة، و دليل تقهقر، و منافاة للحداثة. فاستعر أوار الغضب في قلبي، أسأل الله أن يجعل غضبي فيه و يؤجرني عليه، فعمدت إلى تلك الرسالة رائما تصنيفها علها تبصر غير المبصر بموارد الحجج، و جهات الدلائل، و أصول البراهين التي تبرز دحوض دعاوي مدعى الفكر و الثقيف، و إن أحدهم و الله لا يحسن كيف يتحدث و لا يعرف أصول الاستنباط و الاستدلال، ثم يأتي كمسخ يرتدي جلود الأسود على جسوم الضباع ليُنَظِّرَ لنا و و يعرفنا من ديننا ما لا يعرفه إلا هو و أمثاله من الشذاذ و المشعبذين، و لعله لا يحسن كيف يغتسل من جنابته هذا إن كان يغتسل منها ابتداءا. فالحذر الحذر من هؤلاء و من فساد مذهبهم القائم على هرطقات و شعبذات يرومون بها هدم الدين و يؤتون علية كاتيان الجراد على الزرع فتبقي الأرض قفرا بلاقعَ سَبْسَبا لا خير فيها، و لكنهم لا يعلمون أن معاول أوهامهم منكسرة لا محالة على صخرة الدين التي لا تنثلم و ما مثلهم إلا:
    كناطح صخرة يوما ليوهنها * فما ضرها و أوهن قرنه الوعل

    و لو أنصف هذا الرجل لتواضع بفك ربقة الكبر، و لما تَحَلَّبَ فوه المفضوض بالزراية على أوامر الله و نواهيه، فللتحقيق أهله و فرسانه، و للتصنيف ذووه و ركبانه، و للتأليف أصحابه و رهبانه. فأنى لحاطب ليل أن يباري الأنوف المعلاة بسَعُوط الرَّاسَن ، و كيف لقاطف نهار أن يجاري الحروف المحلاة بحَنُوط المحاسن، و المعاني الموشاة بسُمُوط المفاتن، و كيف به إذا حل بساحة عالم جزل إلا أن يقول لا مساس فمثله كمثل السامري بل هو أدنى و ليته قد جاء بآية و لو مبهوته كما فعل السامري، و لكنه يشعبذ دون دليل. و مثله كذلك كطفيلي أَنْوَك على سِمَاط التنظير و التثقيف، يَحُطُّ على النتف كأنه ذباب، ينتقل بسماجة بين الحَب و الفتات، و يجول حائرا فلا يناله إلا الذَبُّ و اللعنات. فهلا لزم حده و عرف قدره و تأبط جهله و استبرأ لأمره و انزوى على وهمه، و ارعوى لسوء فهمه؛ فلا يخوض بحرا و ليس بعوَّام، و لا يلج مولجا يرديه الحُمَام، و الحكيم الذي لا يبتغي مُحَال المَرَام، و أنصحه فأقول: لا تكلف نفسك فوق وسعها، و لا تلبسها خلالا ليست لها، و عالجها لا أُمَّ لك من كبرها، و اخزم أنوف وهمها، و احزم ما تفرق من جمعها، فيا عجبا من غراب أسود يظن نفسه حمامة بيضاء، و من ليل حالك يدعي أنه صبح وضاء، و من غليظ صوت يروم الطرب و الغناء، فمن أين له هذه الوقاحة و اللجاجة و الإجتراء!

    و العجب أن يدعي الثقافة من ليس من أهلها و يماحل العلماء و هو أكثر الناس معرفة بتقاصره دونهم، و بانخذاله أمامهم، و لو دُعي للمناظرة لبانت قرون عواره، و علت أنفاس انبهاره و يصدق فيه قول الشاعر:
    وفي الأحباب مختص بوجد * وآخر يدعي معه اشتراكا
    إذا اشتبكت دموع في خدود * تبين من بكى ممن تباكى

    و كذلك حين التناظر يتبين العالم الثبت من الأفاك المدعي. و قلت في ذلك شعرا من بحر البسيط، و ليس الأمر و الله ببسيط:
    يا شعبَ مصرَ هل أتاك قولُ الذي * يَدْعُونَه باطلا وزيراً للثقافــهْ
    قد قال أن الحجابَ عادةٌ ممجوجةٌ * م و منكــرةٌ و تقليـدٌ و آفـةْ
    قد قالها ماجنا و لم يبالي بقرآنٍ * م و فـي ظنه أن الحديثَ خرافهْ
    فقلت قولةَ عارفٍ بفصل الكلام * م كـم تَعُوزُك أيها المِصْرُ نظافهْ

    لقد خلق الله الإنسان و كرمه فقال جل شأنه " و لقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيل "، و من مظاهر ذلك التفضيل الكثير من النعم و الفضائل التي ميز الله بها الإنسان، و من ذلك اللباس الذي فضل الله به الإنسان عن الحيوان، و قال جل شأنه " يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون ". فدعاة التحرر و الحداثة و التعري و النجاسة يريدوننا أن نتعرى شيئا فشيئا كي تشيع الفاحشة في المؤمنين، و يكيدون لنا بالليل و النهار و يضربون لنا الأمثال و مكرهم عند الله و إن كان مكرهم لتزول منه الجبال و لكن الله متم نوره و لو كره الكافرون و رغم أنوفهم.

    و و الله إني لا أدري ما سبب كل هذا الضغن الذي انطوت عليه سرائرهم نحو الحجاب و ماذا يضرهم لو ارتدته النساء كما أمر الله، فحاولت أن أجد سببا يفسر ذلك فلم يتهيأ لي إلا أنهم قوم مصدورون يتحرقون غيظا و كمدا من استقامة عباد الله على شرعته و منهاجه، فإن ذلك يخالف ما انطبعت عليه أهوائهم المريضة، و ما جُبِلَت عليه نفوسهم الخبيثة، و ما حوته ضمائرهم العفنة من اعوجاج و دناءة. و لهم حجج واهيات في التزيين لمذهبهم الخبيث، و داهية الدواهي أنه إحداهن لا تستنكف أن تأتي و تحاور فتاة ترتدي الحجاب تراودها عن نزعه و تحتج عليها بأنه من الأعراف القديمة و العادات الباليات الرثة التي ورثناها من قديم و يجب علينا في عصر الحرية و ما بعد الحداثة و التنوير أن نطرح تلك العادات و نستن بغيرها، و الناس مساكين لا يعرفون كيف يدافعون عن دينهم و كيف يواجهون خصمائهم فيه. فقلت: و ما العيب في أن تكون هذه العادة قديمة، فليس كل قديم سيء و مذموم، كما أنه ليس كل جديد طيب و محبب، فالأمر ليس بالقدم و الحداثة بل الأمر بالصلاح و الاعتدال. هذا ما قلته للفتاة فلم تسطع جوابا، و أخذت أحاورها مجبورا مضطرا لنصرة دين الله، و كنا في جمع من العلمانيين اللادينين، و تحول الحوار إلى مناظرة علنية فاستعنت بحول الله و قلت لها: أما تعلمين أيتها المسكينة أنك مخلوقة لله و عبدة له؟
    فقالت: لست بعبدة ؟
    فقلت لها ألست تؤمنين بالله؟
    قالت: نعم
    فقلت: فأنت إذن كافرة
    فقالت: قلت لك نعم مؤمنة بالله
    فقلت لها: قد كان عليك أن تقولي في الجواب بلى، فالجواب بالإثبات على السؤال المنفي يلزمه لفظة بلى و ليس نعم. فسكتت واجمة.
    فقلت: كيف لفتاة مثلك تجهل ما هو معلوم من اللغة و الدين بالضروة و لا تأنف أن تتجرأ على الخوض في ذلك بالمناظرة، فللتناظر أهله. فضحك بعض الحاضرين بالقاعة ساخرين منها.
    و لكن قام أحد مناصريها فقال و اللفظ لي لأنه كان يتحدث بالعامية: أنه في مثل هذا المقام لا يهتم المرء بتحسين اللفظ و اتباع النحو بل يهتم بتوصيل أفكاره للآخرين.
    فقلت له: فها أنا أهتم باللفظ و باتباع النحو و لا أراني عاجزا عن إيصال فكرتي للآخرين. فسكت و جلس.
    فقالت الفتاة: أخبرني إذن ما هي فائدة ارتداء الحجاب؟
    قلت ذاك أمر جوابه من وجوه، فإن كنت مؤمنة بالله كما تدعين فالوجه الأول هو وجه شرعي، و ذلك أن الباري جل شأنه تعبد نساء المسلمين كما نساء النصارى و اليهود بارتداء الخمار فقال سبحانه " و ليضربن بخمرهن على جيوبهن " و الخمار عند العرب كما قال الفيروزأبادي هو غطاء الرأس، و هو ما يسمى الآن بالحجاب، فمن يؤمن بالله و كتابه عليه أن يقول سمعت و أطعت لا سمعت و عصيت، و المؤمنون بالكتاب لا يحتاجون إلى استدلال في الأمور التعبدية. أما إذا كنت لا تؤمني بالله و لا بكتابه فالحوار معك عقلى و ليس شرعي، فدعيني أستدل لك ببراهين عقلية من خارج الشريعة على أفضلية ارتداء الحجاب، فهل تسمحين؟ قالت: نعم
    فقلت: لعل هذا إقرار ضمني منك بأنك لا تؤمنين بكتاب الله؟
    فقالت: أكمل و لا شأن لك بذلك.
    فقلت: على كل حال في خفي الإشارة ما يغني اللبيب عن صريح العبارة.
    ثم قلت: أنا لن أرد عليك السؤال فأقول فما هي الفائدة من نزع الحجاب؟ و لكن سأجيبك و أقول: أن المرأة إذا نزعت حجابها و أظهرت زينتها و مفاتنها فإن ذلك يثير مكامن الشهوة عند الرجال، و لقد جبلنا الباري جل شانه على الشهوة و ركبها فينا لحكمة عظيمة و هي استمرار الذرء و النسل، و جعل شهوة الجماع عند الإنسان أهم الملاذ على الإطلاق، و لولا ذلك لعاف الرجل المرأة - كما يعاف مستقيمو النفوس من الرجال أمثالهم من الرجال - و لانقرض الجنس البشري.

    و في أساس الخلقة و الفطرة المستقيمة تجدين أن كل رجل يغار على ابنته و أمه و زوجه و خطيبته و لا يحب أن يخدشها أحد بنظرة خبيثة بله ما فوقها، فالمرأة المحجبة بالحجاب الشرعي لا تتعرض لذلك إلا فيما ندر، و الندرة تأخذ حكم العدم و نحن نحكم على الأغلب. و ظهور مفاتن المرأة كما علمت يثير الرجل، و كل رجل يدعي أنه لا يثار فهو إما مريض جنسيا و إما مخنث، و إما كاذب. و تبدأ إثارة الرجل بمراحل فبعد النظرة يحدث الإدراك ثم الاستثارة ثم الوجدان ثم الإرادة ثم الهم و ليس بعده إلا الزنا أو الإغتصاب أو إنفاذ الشهوة بوسائل مكروهة و العياذ بالله. و الحكيم هو الذي يسد الباب على مقدمات الزنا، و ذلك مذكور في قوله تعالى " و لا تقربوا الزنا " فنحن منهيون عن مجرد القرب، فمن حام حول الحمي وقع فيه، كالفراش يحوم حول النار لا يلبث إلا أن يقع فيه، و إيمان الفرد يمنعه من الزنا، كما تمنعه بعض القيود الاجتماعية منها التجمل و الخوف من السمعة السيئة أو التهمة في أخلاقة و غير ذلك، و هناك صنف لا يردعهم وازع من إيمان و لا رادع من قوانين أو تجمل، فيلجأون إلى الاغتصاب و مساورة النساء و التحرش بهن و ذلك لا يخفى على أي أحد و الأخبار بذلك تملأ الآفاق، و أقسام الشرطة ملئى بتلك الجرائم. و لقد جاءت الشريعة لتحمى المجتمع من تلك الأضطرابات الأخلاقية. و المرأة التي تظهر مفاتنها و زينتها لا تخرج عن كونها إما أنها بغي تريد الزنا و تلهث خلفه، فهذا صنف، أو أنها تحب أن تتلقى نظرات الإعجاب و كلمات الاستحسان فهي تشعر بنقص في داخلها تريد ان تسده باطراء الآخرين لها، و ذلك من أمراض النفوس، و بذلك تكون محتاجة إلى علاج نفسي، و هي و إن لم تكن تريد الزنا فهي تُجَرِّئ بعض ضعاف النفوس عليه أو على الاغتصاب إن أمكن. أما هذا المسكين الذي لا يريد الزنا و لم يخطر بباله الاغتصاب يتعرض للكبت الجنسي و المعاناة النفسية، فكل هذه أمراض تتفشى في المجتمع و علاجها الصيانة بالحجاب و غض البصر.
    فقالت الفتاة: فالمرأة كذلك تستثار من الرجل فلماذا لا يرتدي الرجل الحجاب؟ فضحك بعض من ذويها العلمانيين.
    قلت رادا عليها بحول الله: يمكن للرجل أن يرتدي الحجاب حينما تطلق المرأة لحيتها. فكبتوا و احمرت أنوفهم. فسخرنا منهم كما سخروا منا، و كبتناهم بفضل الله.
    ثم قلت: إن الرجل في العموم لا يحاول أن يظهر مفاتنه، و شعره في الشريعة ليس بعورة و لا يثير فتنة، و لا يظهر منه إلا وجهه و رأسه، و لو حاول الرجل ابداء عوراته و مفاتنه لوجد الشرع يحول دون ذلك، فالرجل بحق لا يبدي مفاتنه و لا يظهر منها شيء، أما المخنثون فلهم حكم آخر و لا يدرجوا في عداد الرجال. ثم قلت لها و اعلمي أن غطاء الرأس في الحضارة الغربية، هذا إن كنت تقرئين في التاريخ، و أنا أعلم انك لا تقرئي في شيء بل تتبعي ما تسمعيه من بعض الملوثين فكريا ثم تقومي بترديده كالببغاوات، كان هذا الغطاء علامة النبل، فالنبيلات في أوروبا القديمة كن يرتدين غطاء الرأس علامة على نبلهن و علو رتبتهن و مقامهن عن غيرهن، و كانت العاهرات لا ترتدين هذا الغطاء، فلماذا تتبعين الغرب في هذا و تتبعينه في ذاك، فإن كشف رأس المرأة كان من سمات العاهرات و الجواري في التاريخ. و اعلمي أن كثرة رؤية الرجل لهذه المفاتن و انهماكه فيها يصيبه بالبرود الجنسي و كثير من الغربيين يعانون من البرود الجنسي و الإحصاءات خير دليل على ذلك. كما أنه نفسيا كثرة الرؤية و الجوار و المداومة تؤدي إلى التعود، و التعود أول طرائق الملل و الفتور، و هذا واضح، فبالتعود يفقد الشيء الجميل جماله في الأعين تدريجيا حتى يصبح موجودا حولك و لكنك لا تراه. و كذلك المتبصر صاحب العقل يعلم ان المرأة الجميلة التي تظهر مفاتنها قد تكون سببا في كراهية الرجل لامرأته التي تزوجها فيحدث الشقاق نتيجة للمقارنة التي يقيمها الرجل في ذهنه فهي إما له و إما عليه، فإن كانت علية يصاب الحسرة، فعلى الأقل يظل هذا الرجل متحسرا في ذاته لأنه لم يرزق بزوج مثلها، و قد يحدث أن يعشق الرجل امراة أخرى غير امراته و أن يقيم معها علاقة محرمة و هذا نراه كثيرا، و سبب ذلك أن النساء لسن كلهن على ذات الرتبة من الفتنة، و الرجال ليسوا كلهم على ذات الرتبة من الإيمان و القدرة على التحكم في شهواتهم، فمع كثرة النساء اللائي تبالغن في إظهار جمالهن و مفاتنهن التي نهى الشرع عنها و كثرة مخالطة الرجال لهن يحصل فتور تدريجي عند الرجل و مع الاستدامة و المطاولة تصبح العلاقة بينه و بين زوجه خالية من اللذة، و هذا يؤثر على كليهما تأثيرا بالغا. و لو أخذت أعدد لك المثالب لاحتجت إلى وقت كثير و لا يسعني الإطالة و الإسهاب، و فيما قلت كفاية لمن أردا أن يكتفي، أما المكابر فلن يكتفي و لو سقيته ماء البحر، و الحمد لله ناصر المِلَّة، و شافي الغُلَّة، و آسي العِلَّة، وأدعو الله لك و لأمثالك بالهداية.

    و انتهت المناظرة بتصفيق مدوي لكثير مما كان حاضر و تسرب العلمانيون من بينا واحدا تلو الآخر، و الحمد لله رب العالمين.

    (كاتبها: جهاد الدين الأمين).

                  

01-21-2007, 12:48 PM

Frankly
<aFrankly
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 35211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فهلا لزم حده وعرف قدره وتأبط جهله واستبرأ لأمره وانزوى على وهمه (Re: Frankly)

    لقد راعني في هذا الزمن البئيس، كما راع كل مسلم قد مست قلبه بشاشة الإيمان، اجتراء جنود إبليس على شريعة الباري الديان سبحانه. و لقد ابتلينا في مصرنا الحبيبة بطائفة من العلمانيين دهرييي المِزاج و الجوهر، و مادييي التوجه و النشأة، و هم على بلاهتم و شذوذهم، و ضعف منطقهم و حججهم، لهم من التأثير ما لهم، حيث أنهم يعتلون كراسٍ، و يملكون مناصب، و ما نارهم إلا كنار الحُبَاحِب، و ما لون كيدهم إلا شاحب. و إني لأعجب كل العجب من صفاقة أهل الباطل و التخنث و جرأتهم في الدفاع عن باطلهم، و استخفاء أهل الحق و التَحَنُّس عن مناوئتهم و مجابهتهم إلا من رحم ربي منهم و هم قليل، فيالله و يا لِلْمسلمين.
                  

01-21-2007, 02:02 PM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فهلا لزم حده وعرف قدره وتأبط جهله واستبرأ لأمره وانزوى على وهمه (Re: Frankly)

    الأخ كمال
    سلاماً من الله عليك

    أود أن أنزل هذا المقال لما به من حكمة كبيرة تدل على مراجعة التراث الإسلامي وذلك حين إستقرائه مع دلائل الواقع مع علمنا التام بصلاح رسالة الإسلام لكل الأزمان...
    Quote: كلمات الحق القوية.
    بقلم الكاتب الصحفي الليبي " الصادق النيهوم".

    "....كلوديا ديفارج صحفية ألمانية شقراء..كانت تذرع بلاد الشرق الأوسط لكي تكتب عن النساء والإسلام... وعندما عادت إلي ألمانيا بعد عامين حافلين ..., أعلنت كلوديا الجميلة فجأة أنها مشمئزة من بلادنا وأنها تكرهنا لأننا تعساء... ثم ارتكبت كلوديا خطا لا يغتفـــــــــــــــــــر...
    فقد افترضت أنها وضعت يدها علي"ســـــــــــر تعاسة المرأة المسلمة"... وافترضت أنها تستطيع أن تقدم حلاً جذرياً للمشكلة.. ثم أغمضت عينيها وشرعت تكتب مجموعة من المقالات المحيرة عن المرأة في بلادنا... وكان الخطأ الفظيع الذي ارتكبته في غمرة حماسها النزق أنها اعتبرت "الإسلام" رأس المشكلة..ولم تكن كلوديا تعرف شيئاً حقيقياً واحداً عن الإسلام...ولم تكن مؤهلة لذلك بأي وجه..
    وكانت تحمل في رأسها فكرة مضحكة_ هي في الواقع كل ما تعرفه أوروبا عامة عن الإسلام والشرق...
    ولكن الصحف الكبيرة أتاحت لها فرصة لكي تنقل أفكارها إلي كل بيت في ألمانيا..وخلقت منها أسطورة خارقة.. وتعلمت كلوديا كيف تنتهز الفرصة الجيدة وتغذي جوع الناس إلي الأوهام ..فكتبت عشرات القصص الفظيعة عن قتل النساء في "بلدان المسلمين"....وقالت كلوديا أن الإسلام "يأمر" بالزواج بأربع..وانه يعتبر المرأة حيواناً دنساً ويأمر بالاغتسال من دناستها, وخلقت كل ما تريد خلقه من الحكايات...
    ثـــــــــــــم حدث شيء غريب, فقد أعلن البروفسور "كونتيز" فجأة أنه يريد أن يتحدث مع الآنسة ديفارج في مناظرة عامة, وأنه يشك في أن الآنسة المذكورة تعرف شيئاً واحداً عن الموضوع الذي تكتبه....وحملت الصحف دعوة المستشرق العجوز واضطرت كلوديا أن تواجه اللحظة الفظيعة وحدها, وعندما نهض كونتيز ليفتح الحديث , بدا متأثراً مرتجف الصوت وقد قال:لقد تفضلت الآنسة ديفارج مشكورة بتلبية دعوتي للاستفهام منها عن نقطة رئيسية فيما كانت تكتبه عن المرأة المسلمة,والذي فهمته من مجموعات تلك المقالات أن الآنسة ديفارج تعتبر الإسلام "كدين" مسؤولاً عن تلك المهزلة, وهي النقطة التي سوف أركز أسئلتي عليها وأما باقي ما كتبته الآنسة ديفارج فأنا لا أريد أن أتعرض له لأن تلك المشكلة لا تخصني بطريقة مباشرة فهي مشكلة كريهة معروفة, وليس ثمة جدال في أن مركز المرأة في البلاد العربية خاصة, مركز سيئ وممقوت... ولكن هل ذلك نتيجة ظروف تاريخية معيشية, أم هو نتيجة مباشرة لاعتناق الإسلام وهذا أول أسئلتي..
    وقالت كلوديا : هما معاً يا سيدي الأستاذ.. إن الدين جزء من التاريخ... وأستأذنها كونتيز: معذرة.. دعيني أضع سؤالي بطريقة مباشرة هـــــل تعتبرين "الإسلام" سبباً في سوء مركز المرأة المسلمة ؟
    - نعم...
    - وهل تحددين "الإسلام" باعتبار أنه ضد المرأة أو في جانبها؟
    - إذا اعتبرنا مركز المرأة الأوربية الحاضر فإن الإسلام ضد ذلك...
    - وأومأ المستشرق بيده ثم قال ببطء: معذرة يا آنسة ديفارج فنحن لا نعرف بعد إذا ما كان ما فعلته المرأة الأوربية الآن هو الشيء الصحيح الجيد .. ولكني لا أريد أن أناقش ذلك علي أي حال.. فدعيني أضع السؤال هكذا: هل أساء " الإسلام" إلي المرأة المسلمة كما قلتِ؟
    - أجل.. بالتأكيد..
    - هل تفسرين ذلك؟
    - قالت: لقد حبسها.. سلب حريتها وحبسها في البيت.
    - هل فعل الإسلام ذلك؟
    - أجل..
    - هل أنت متأكدة يا آنسة؟ فأنا لا بد أن أطلب إبراز النص...
    - سأقول النص إذ أردت ولكن هذا شيء معروف ..لقد طلب " القرآن" من كل امرأة مسلمة أن تلزم بيتها.. ثم قرأت النص القرآني ( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن)...
    - وسألها كونتيز :وهل يثبت ذلك شيئاً؟
    - فقالت بدهشة أجل.. لماذا؟ لا يعني ذلك أن النظر إلي وجوه النساء محرم؟.. ثم عن باقي الآية يعدد الأقارب الذين لا يحرم عليهم ذلك.. هل أقرأ باقي النص؟..
    - وابتسم كونتيز وأومأ لها بيده: شكراً أنا أعرف ذلك.. ولكن هذا النص بالذات نزل في شان نساء النبي "صلي الله عليه وسلم" ..وليس في شأن كل النساء. والقرآن يقول قبل ذلك( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن أتقين فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفا) فليس هذا النص الذي أطلبه منك...
    - ونهضت كلوديا واقفة وقالت في غيظ: ماذا يعني ذلك سيدي.. هل تريد أن تنكر أن القرآن أمر بحبس المرأة...
    - وهز كونتيز رأسه في هدوء... فيما صاحت: ولكن هذا هو ما حدث.. وقد أمرت المرأة بأن تلزم بيتها, ثم اعتبرت نصف إنسان..
    - وقال كونتيز: نصف إنسان! متي؟
    فقرأت كلوديا ترجمة النص القرآني: (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين).
    - وماذا يثبت ذلك!
    - إن الرجل يساوي امرأتين..
    - وضحك المستشرق العجوز ثم قال في ود: هذه آيات في الميراث وقوانين اقتصادية, أنا لست مؤهلاً لنقاشها معك..
    - وقالت كلوديا : وما رأيك بالنص القرآني: ( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك ادني ألا تعولوا).
    - وسألها كونتيز: ألهذا قلت عن القرآن يأمر بالزواج بأربع؟
    - اجل..
    - ولكنك أخطأت فهم النص يا آنسة, فالترجمة غير سليمة والقرآن يضع شرط العدالة للزواج بأكثر من واحدة.. وهو شرط يكاد يكون مستحيلاً طبقاً للقواعد البشرية العادية. ولو أصدرت إحدى الحكومات الإسلامية قانوناً يلزم من يتزوج بأكثر من واحدة بأن يثبت قدرته علي العدل بينهن لما استطاع أن يثبت ذلك أحد.. ولكن الحكومات الإسلامية لا تستطيع تحريم الزواج بأكثر من واحدة؟..وقال المستشرق إن مثل ذلك القانون يعتبر غير ضروري.. فالقرآن يضع شرطاً واحداً.. وكل ما تحتاجه السلطات المختصة هو أن تطلب إثبات القدرة علي القيام بذلك الشرط.. وهـــــــــذا إعجاز القرآن يا آنسة ديفارج.. أنه يثبت للإنسان_بطريقة عادلة_ أن قدراته البشرية التي تحدها غرائزه أكثر ضعفاً من أن ترقي إلي مستوى قدراته الإنسانية علي العدل..فالزواج بأربع_وهو حاجة دنيوية من كل الوجوه_ مسموح به إذا استطاع أن يرقي إلي مستوي فكرة العدل الإلهية... ولكن السؤال العظيم هو: من يستطيع أن يثبت أنه قادر علي ذلك...
    - وقالت كلوديا بنفاد صبر: ولكن العرب يتزوجون بأربع!
    - فنظر إليها المستشرق ثم قال بهدوء: تلك مشكلتهم وحدهم وليست مشكلة الإسلام... إن هذا ما أردت أن أقوله لك... فما يفعله العرب الآن لا يعني بالضرورة أن يكون أمراً في الإسلام, بل إنه في الواقع نتيجة ظروف حضارية بحتة... وبالنسبة لما قلته عن أن الإسلام "يأمر بحبس المرأة" فأنا لا أعرف أن ذلك ورد في القرآن إلا في موضع واحد هو قوله تعالي ( واللائي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً).. وهو أمر _كما ترون أيها السادة_ محدود بشرط ارتكاب الفاحشة.. وذلك الشرط محدود بشهادة أربعة.. وهذا يعني أن المرأة المسلمة غير ملزمة بالخضوع للرقابة إلا إذا ارتكبت إثم الزني... وهذا يعني من ناحية أخري أن حبس المرأة في البيت دون أن ترتكب ذلك الإثم, إنما هو حكم سابق غير عادل.. وهذا ما كنت أعنيه عندما قلت لكم أن ما يفعله العرب الآن ليس بالضرورة هو الإسلام..وإذا كان التاريخ يحمل لنا مشكلة فقهية أخري فيما يخص " الآيات المنسوخة".. فإن تلك مشكلة والأجدر بنا أن نركز انتباهنا علي الدقة الخارقة التي يتطلبها فهم النص نفسه..
    وبالنسبة لفرض الحجاب علي المرأة المسلمة, فالنص القرآني يبدأ"بالرجل": (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون).... ثم يخاطب المرأة بعد ذلك ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن علي جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الين لم يظهروا علي عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن)..
    وأول شيء يثبته النص أن المرأة المسلمة غير ملزمة بالبقاء في البيت.. وإلا لما كان ثمة حاجة لأمرها بأن تغض بصرها ألا تخفي زينتها فالمرأة حرة من هذه الناحية.. ولكن المطلوب منها أن تلزم جانب العفة.. والنص القرآني يشير إلي غطاء للوجه_لا جدال في ذلك_وجوب الستر بالخمار, وهذا ما أساءت الآنسة ديفارج فهمه هنا, والقرآن يطلب أن يصل الخمار حتى يغطي الصدر ولكن القرآن يقول بعد ذلك مباشرة إن المرآة يجب ألا تبدي زينتها إلا لزوجها وأقاربها.. ولم يقل يجب ألا تبدي وجهها ... والذين يفترضون أن ذلك ما يقصده القرآن يتعدون حداً مهماً وهو أن القرآن لم يكن "يقصد" بل كان "يأمر" في وضوح لا حد له.. وذلك يقودنا جميعاً إلي فهم النص كما هو .. فقد جاء الأمر أولا مشتركاً بين الرجال و النساء علي السواء وتركز في صفة مهمة واحدة "العفة" ثم واصل القرآن الحديث إلي النساء_دون الرجال_ وتركز الحديث مرة أخري في صفة واحدة مهمة "عدم الأغراء" ... فعندما يراجع المرء ذكر الذين سُمح للمرأة أن تبدي زينتها أمامهم نراهم جميعاً لا يخضعون لاحتمال "الإغواء الغريزي" فهم إما أزواج أو أخوة أو محرمون أو شيوخ أو أطفال... فالمشكلة ليست تغطية الوجه بل هي مشكلة "عدم تعمد الإغراء".........
    والجدير بالملاحظة أن "إبداء الزينة" قد ورد مرتين متتابعتين فالمرة الأولي كانت أمراً بعدم إبداء الزينة إلا ما ظهر منها .. ثم سمح بإبدائها في المرة الثانية للأزواج والمحرمين دون إلزام أو تعمد بالطبع .. وإذاً فإبداء ما ظهر من الزينة لغير المحرمين ليس حراماً .. هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى فإن الزينة يمكن فهمها باعتبار أنها موضع للإغراء ... وهذا كله يقود إلي فكرة واحدة هي أن المرأة ترتكب إثم المعصية عندما تتعمد إبداء مفاتنها للإغراء. وحده... لذا أيها السادة_ فقد قال القرآن في موضع أخر: ( والقواعد من النساء اللائي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميعٌ عليم) ...
    فالستر بالثياب مطلوب لتفادي مشكلة الجنس التي تتبدي بصورة طبيعية عند تعامل الجنسين... ومن الواضح أن الفكرة تتركز علي وجوب تفادي الإغراء أو محاولته بأي وجه .. وعندما تتخفي تلك المشكلة بحكم السن_كما في حالة النساء القواعد_فإن القرآن يبيح للمرأة أن تلبس ما تشاء في حدود عدم التبرج.

    فالمشكلة ليست مشكلة الخمار أو اللباس...

    بل هي مشكلة "العفة الجنسية" التي لا يمكن تحقيقها إلا بإغلاق الطريق مرة واحدة أمام كل النوايا السيئة بالإغراء بالإثم, وذلك أمر موجه إلي الرجل والمرأة معاً...ومخالفته توجب عقاباً واحداً لكليهما معاً...
    وهذه _أيها السادة_ حلول القرآن لتلك المشكلة المعقدة فهو لا يفرض السجن ولا الحجاب علي المرأة, ولكنه يطالبها بأن تفهم عواقب التهور الجنسي الذي يقود إلي خسارتها أولاً ثم خسارة المجتمع ثانياً.. يطالبها " بإلزام العفة" لكي يتمكن المجتمع من مواصلة بقائه علي الطرق المحددة.. بغض النظر عن أشكال اللباس, فالإسلام دين " النية الأصلية وليس دين المظهر".. والمطلوب هو تفادي فكرة المعصية ذاتها..
    فما علاقة هذا بما كتبته الآنسة ديفارج .. ولماذا تصر الآنسة الفاضلة علي أن تحشر أفكار البشر داخل الأفكار الدينية .. وأرجو أن تعرف معي الآنسة ديفارج _ أن الرجال الذين يحبسون عجائزهم داخل بيوتهم ويفرضون عليهن مختلف أنواع الأقنعة لا يفعلون ذلك بوحي من أي شيء أكثر من عقدهم النفسية وسذاجتهم وجهلهم الذي فرضته ظروف متباينة.. فأرجو من الآنسة ديفارج أن تراجع نفسها.. فقد نسيت في غمرة حماسها أن الله لا يمكن أن يظلم المرأة وغيرها.. ولكن الرجال يفعلون ذلك .. الرجال البسطاء الذين قهرتهم ظروف شنيعة وأجبرتهم علي الجهالة .. والظلم ...

    ولتصدقني عندما أقول أنه ليس ثمة دين ولا قانون_مهما كان _ لم يتم تحويره في عصور الجهالة.. أو لم يسأ فهمه ...

    ولكن الحق يبقي في النهاية أكبر .. أكبر من الرجال .. ومن الجهل .. ومن المظالم التي ترتكب في حق النساء ...." .

    _________________

    منقول من كتاب (كلمات الحق القوية)للكاتب المفكر الصادق النيهوم...
    خالص الود...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de