مصير..مجهول..ينتظر... 1243..من :عمال..نسيج الحصاحيصا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 09:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-18-2007, 10:13 AM

الفاتح أحمد يوسف الحلاوي

تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 37

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مصير..مجهول..ينتظر... 1243..من :عمال..نسيج الحصاحيصا

    * الموضوع المأساوي ..نقلاً عن جريدة الصحافه(15-1-2007) بعنوان: مصير مجهول ينتظر 1243
    * الموضوع منقول من :www.elhalaween.net : منديات منطقة الحلاوين

    لكل مؤسسة اقتصادية أو انتاجية أو مشروع في السودان حكاية تحمل بين طياتها الحلو والمر في آن واحد ، غير ان القاسم المشترك بين كل حكايات المشاريع ظل ثابتاً، فخلف كل قصة مأساة تسببت فيها عناصر بعضها مصنوع ومقصود وبعضها قدري يمثل على الدوام النهاية المحزنة لتاريخ مؤسسة أو مشروع بدأ بسنوات سمان وقبل ان يكمل سن الرشد غشيته السنوات العجاف. وظل هذا الواقع سائداً على المشاريع الزراعية الحكومية وانتقل كالعدوى للمشاريع الصناعية الحكومية واصابت العدوى قطاع النسيج في القطاعين العام والخاص ، ويبدو ان مقاومة هذا القطاع (للأمراض) كانت ضعيفة ولم يجد خلال طفولته وشبابه الجرعات التحصينية الكافية التي تقيه شرور (الأمراض) وعاديات الزمن.
    ومن بين عشرات مصانع الغزل والنسيج التي لم تنجُ من الامراض كانت مأساة مصنع الصداقة للغزل والنسيج بالحصاحيصا اكثر ايلاماً ليس لأنه الرئة التي تتنفس بها مدينة الحصاحيصا وضواحيها فحسب بل لأن توقع اعلان نبأ الموت الاكلينيكي للمصنع وتوابع النبأ الزلزالية يعرفها اهل الجزيرة بلا استثناء واهل الحصاحيصا على وجه التحديد وربما تعنى في مرحلة ما موت مدينة...!
    وبعيداً عن الاسباب والعوامل التي قادت في النهاية الى توقف المصنع عن العمل بكل تداخلاتها وتعقيداتها المنطقية وغير المنطقية فالواقع يؤكد ان المصنع توقف عن العمل، صمتت الماكينات وتحول المصنع بين ليلة وضحاها - الى خراب ووضعت اكثر من ألف أسرة يدها على قلبها كي تطمئن انه لم يتوقف مع توقف المصنع وحبس 1243 عامل انفاسهم في محاولة يائسة للحفاظ على جذوة التفاؤل داخل الصدور فالكل يعلم ان ضجيج وهدير الماكينات يبقى على كوة الامل مفتوحة بقرب ميقات صرف متأخرات الاجور التي تراكمت لأكثر من عام عانى خلاله العاملون صنوف وألوان من العذاب والذل عبرت عنها مواقف واحداث درامية يومية كانت اكثر دلالة وصدقاً واعمق تعبيراً لواقع مرير عنوانه المعاناة وفصوله متشابهة كنتيجة طبيعية لتوقف المصنع لأسباب متداخلة قد يكون العاملون اصحاب الوجعة انفسهم مشاركين فيها.


    مشهد أول/
    خطر الموت مرتين
    مواطن سوداني في العقد الخامس من عمره تقريباً يهرول قاطعاً طريق المرور السريع الرابط بين مدني والخرطوم دون ان ينظر يميناً أو يساراً وحدها العناية الإلهية انقذته من موت محقق في شارع الموت، قطع الطريق فاقد التركيز والحيلة بانفاس متسارعة وعيون يميزها الخوف، بصعوبة استوقفه مواطن آخر كانت تربطه به علاقة عمل استفسره عن حاله وبصعوبة بالغة أخبره بأن هنالك طفلاً ملقى على ارضية المستشفى تسحقه حمى الملاريا والمطلوب توفير مبلغ (8500) جنيه فقط لا غير كرسوم لادخاله المستشفى للعلاج واصر المواطن الآخر على حل المشكلة بعد الحاح وقفل المواطن عائداً الى المستشفى لكنه لم ينس هذه المرة ان يلتفت يميناً ويساراً للتأكد من خلو طريق المرور السريع من السيارات. المواطن المفجوع اعلاه احد عمال مصنع الصداقة للغزل والنسيج والطفل المريض ابنه لكن الغريب في الامر ان المواطن المذكور مدين لادارة المصنع بمتأخرات مرتبات تصل إلى عدة اشهر ومدين لحكومة السودان بحقوق سنوات خدمة تتجاوز العشرين عاماً بالاضافة الى متأخرات مختلفة قد تصل جملتها الى مرتبات عدة اشهر.
    مشهد ثاني
    من مدير إلى خفير
    كغيره من العاملين بمصنع الصداقة للغزل والنسيج اظلمت امام ناظريه الحياة فهو لم يستلم متأخرات راتبه والمستحقات الاخرى لاكثر من عام وعاش صراعاً مريراً مع الحياة عندما حاول ايجاد حل نهائي لمعادلة المطالب اليومية الملحة والمطالب الطارئة في عدم وجود مصدر دخل يفي بجزء من المطلوب وعندما اغلقت كل المخارج امامه ووقف عاجزاً عن ايجاد اي حل لجأ عبد الرحمن عبد الله عبد الوهاب رئيس قسم جودة الغزل بالمصنع خريج المعهد الفني بعد ما يقارب الـ 25 عاماً من الخدمة في المصنع الى اختيار وظيفة خفير هي الوحيدة التي اتيحت امامه وتحول عبد الرحمن من مدير الى خفير والغريب ايضاً ان عبد الرحمن مدين كما الآخرين لادارة المصنع ووزارة المالية بمبالغ قد تفوق مرتبات وظيفته الجديدة لمدة تصل الى 25 عاماً.
    مشهد ثالث
    الحمار النجم
    المشهد هذه المرة اكثر غرابة بطله حمار (اكرم الله القارئين) اكتسب شهرة لم تكتسبها اسود السيرك والحمار المذكور يخص عامل من عمال مصنع الصداقة للغزل والنسيج قدمته ادارة المصنع للعامل كوسيلة للترحال والتنقل وعندما توقف المصنع وفشل العامل في استلام متأخرات راتبه استخدم (الحمار) لمساعدته في مقابلة احتياجات الاسرة بطرق ووسائل مختلفة تصيب احياناً وتخيب في اغلب الاحيان واصرت ادارة المصنع على محاربة العامل واستعادة الوسيلة الاخيرة التي تعينه على توفير لقمة العيش لأسرته فأصدرت مجموعة من المكاتبات المشتركة كانت نتيجتها النهائية انتزاع الحمار من العامل والعامل المنتزع (الحمار) من عهدته مدين للمصنع بمبالغ تمكنه من شراء اكثر من عشرة حمير، لكن الايادي البيضاء الممدودة انقذت العامل واسرته من الضياع فقد تبرع مواطن (بحمار) للعامل.
    مشهد رابع
    إيقاف مسيرة مع سبق الإصرار
    تقول ملهمة مصطفى الطالبة الجامعية ابنة موظف يعمل بالمصنع في افادتها، انها واخوين طلاب بالجامعات السودانية في مراحلها المتقدمة وبسبب عدم حصول والدهم على متأخرات راتبه لأكثر من عام يضطرون الى التناوب في مواصلة الدراسة حتى لا تنقطع مسيرتهم التعليمية وتسرد بمرارة معاناتهم في الحصول على المصاريف اللازمة لمواصلة تعليمهم.
    وتؤكد ملهمة ان هنالك عشرات الحالات المشابهة لحالتهم وتتساءل عن الهدف من وضع العقبات والمتاريس امام ابناء عاملين افنوا زهرة شبابهم في خدمة مؤسسات خطط لها ان تكون منارات في الريف السوداني تساهم في تنمية وتطوير اقتصاد البلاد مالياً واجتماعياً.
    مشهد عام
    اجتماع الحزن
    في اجتماع نادر الحاجة جمعت بين كل العاملين في مصنع الصداقة للغزل والنسيج فالظروف متشابهة والحال واحد وليس هنالك ما يميز مهندس الغزل عن عامل النظافة أو بين ضابط الجودة والساعي فمهندس النسيج الطاهر الماحي على سبيل المثال يصف نفسه بأنه صار عاطلاً بكفاءة فليس هنالك مجال يبدع فيه أو وظيفة يجيدها والصورة تنطبق على فني جودة الغزل ابراهيم محمد عبد الله الفكي فقد وجد نفسه متسكعاً بعد خدمة استمرت 25 عاماً لكن ما يميزه عن الآخرين انه يعول اسرة تضم 11 شخصاً اغلبهم طلاب في المدارس موزعين بين مدارس الاساس وحتى الجامعات.



    ولا يختلف حال المهندس جعفر رحمة رئيس قسم التصحيح عن حال زملائه طبقاً لافادته ويعتبر ان تأخير صرف متأخرات المرتبات وعدم حسم قضية مصنع الصداقة للغزل جريمة ارتكبت في حق العاملين واسرهم ويشاطره في الرأي مهندس النسيج علي احمد قسم الله وخضر محمد الحسن رئيس قسم المبيعات ويتساءل الاخيران عن مصير اسر العاملين وهم يواجهون ظروفاً حياتية قاسية اعياهم خلالها التفكير في استنباط وسائل معيشية بديلة تؤمن لصغارهم لقمة العيش أو جزء يسير من مصروفات التعليم والعلاج في زمن صارت فيه المال قلت أم كثرت الوسيلة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة.
    أما فني التجهيز اسماعيل عبد الرحمن الشريف فيلخص حاله وحال زملائه في سؤالين يوجههما لوزير الصناعة، الاول عن مصير ومستقبل مصنع الصداقة للغزل والنسيج في ظل ثورة اعلنتها وزارته اختارت لها عنواناً انقاذ قطاع النسيج؟ اما الثاني فيتعلق بمتأخرات رواتب العاملين في المصنع وهل هناك أمل مجرد أمل في تحديث الهيكل الراتبي للعاملين؟
    كان هذا بعض من حال 1243 عاملا بمصنع الصداقة للغزل اهم ما يميزه افئدة اصابها الرهق وجفون براها الدمع وخوف دائم من تساقط الاحلام لكن ادارة المصنع لها وجهة نظر اخرى أو آثرت واختارت ان تضاعف الهموم وتزيد الخوف فادخلت على المدينة السكنية قبل غيرها نظام عدادات الدفع المقدم وهو امر لا يرفضه العاملون ويعتبرونه جزءاً من واقع مبدأ قبوله اكثر الحاحاً من رفضه وما يسري على بقية مواطني السودان يجب ان يسري عليهم لكن المشكلة من اين يتم دفع قيمة الاستهلاك مقدماً والعامل لم يستلم اصلاً راتبه لمدة تقارب العام وكيف يستطيع عامل لم يستلم راتبه لعدة اشهر المفاضلة بين وجبة الاسرة او شراء كهرباء يحتاجها حتى لا تتوقف الثلاجة (ملجأ المساكين) عن العمل أو يتوقف الطلاب عن الاستذكار ومراجعة الدروس بسبب عجز رب الاسرة عن توفير بضعة امتار من كهرباء الدفع المقدم.
    الغريب في الامر ان العمال واسرهم طبقاً لما لمسناه في مدينتهم السكنية لا يتوقفون عن حمد الله على كل هذه الاختبارات ويخيل لمن لا يلح في سؤالهم عن احوالهم انهم اغنياء من كثرة تعففهم وكرمهم الفياض.
    عقاب الوزير وجزاء سمنار
    يجمع اغلب العاملين الذين التقيناهم بأن هنالك سوء نية مبطن من جهة ما تجاه عمال مصنع الصداقة للغزل والنسيج بالحصاحيصا ويشيرون بطريقة غير مباشرة الى ان هذا الواقع المتردي لحال العمال يأتي كعقاب من وزير الصناعة للعاملين بسبب توقفهم عن العمل مرتين الاولى يوم 23/9/2004م والثانية يوم 30/9/2004م بسبب عدم صرف متأخرات الاجور وبعد ان ضاق الحال بالعمال واسرهم ولم تترك لهم ادارة المصنع خياراً آخر، ثم ان الاضراب جاء في توقيت كثفت فيه وزارة الصناعة اعلامها في اتجاه دعاوى انقاذ قطاع النسيج وهي حملة وهمية تسقط عناصرها الارقام الفعلية والحقيقية لما تم من صرف مقارنة بالمخرجات ومصنع الصداقة للغزل والتسيج كشف عملياً زيف هذه الادعاءات ويقف مصنع نسيج الحاج عبد الله شاهداً آخر على الوهم فمن بين حوالي 2000 عامل يعمل الآن 250 منهم فقط ومع ذلك تصر وزارة الصناعة على انها انقذت قطاع النسيج وما يقال عن الحاج عبد الله والصداقة يمكن ان ينطبق على مصانع النسيج الاخرى. وعلى الرغم من صدور قرار من المجلس الوطني يلزم المالية بدفع متأخرات الاجور إلا ان العاملين لم يستلموا إلا متأخرات 9 اشهر من جملة 36 شهراً للفترة من 14/8/2001م إلى 23/8/2004م.
    والواضح ان وزارة الصناعة وادارة المصنع تعاملت مع العاملين بنظرية (جزاء سمنار) فبدلاً من تحفيز العاملين ومنحهم مرتب شهرين على الاقل اسوة بزملائهم في مصنع الحاج عبد الله آثرت الوزارة استثناء مصنع الصداقة من كل ما هو طيب وحرمتهم من متأخرات رواتبهم والحوافز الاخرى على الرغم من ان مصنع الصداقة كان المصنع الذي يعمل في الوقت الذي توقفت فيه كل المصانع الاخرى عن العمل فبدت القضية وكأنها سلوك شخصي مزاجي ضد المصنع وعماله وعاقبت الوزارة والوزير العاملين بجرم لم يرتكبوه.
    36 يوماً تساوي نصف مليار
    في ظل هذه الظروف وهذا الوضع الغريب اعلنت وزارة الصناعة خطوات دون أي دراسات لانقاذ مصنع الصداقة وكونت لجنة برئاسة وزير الدولة للصناعة لاعادة تشغيل المصنع بعد اعلان توقفه في يوم 24/9/2004م واجتهدت اللجنة وصرفت ما صرفت من مبالغ دارت بعدها ماكينات المصنع لمدة 36 يوماً لكنه حقق خسائر بلغت 582 مليون جنيه سوداني بالتمام والكمال ثم صمتت الماكينات من جديد ولم يتغير حال العاملين ولم تتبدل ظروفهم بل زاد الحال سوءا لكن النتيجة الاهم كانت اكتشاف عوامل جديدة ادت الى توقف المصنع وبروز رؤى جديدة تفاضل بين برامج اعادة التأهيل والاحلال من خلال نظرة علمية واستقراء شامل للاسباب التي ادت وقادت الى هذا الواقع المرير.
    أسباب بالجملة والقطاعي
    ينظر اصحاب الوجعة من العاملين بمصنع الصداقة لاسباب توقف المصنع من زوايا مختلفة ويحملون انفسهم في شجاعة لا تخلو من جرأة جزءاً يسيراً من هذه الاسباب إلا ان اداري سابق بالمصنع يعزو اسباب التوقف الى ان العمر الافتراضي للمصنع تجاوز ما هو محدد ببضعة سنوات فالمصنع بدأ العمل عام 1976م وعمره الافتراضي 25 عاماً أي انه تجاوز عمره بأربع سنوات وعلى الرغم من ان مثل هذه العقبات يمكن تجاوزها من خلال عمليات تحديث مستمرة كان يمكن ان تجري في الاعوام التالية لتشغيل المصنع إلا ان عدم وجود سياسات واضحة تجاه قطاع النسيج وتقلبات السياسة السائدة قادت وبسرعة شديدة الى توقف المصنع وكانت اسوأ نتائج التوقف واقع العاملين وأسرهم الحالي.
    لكن رئيس قسم ضبط جودة الغزل عبد الرحمن عبد الله يعزو اسباب توقف المصنع الى اسباب بعضها عام واغلبها تفصيلي ويشير الى ان التدهور قادته الادارات المتعاقبة على المصنع باصرارها على استعمال خامات اقطان رديئة الجودة وذات درجات متدنية كالاقطان المنقذة من فصل الخريف في المحالج واقطان (كناسة) المحالج والاقطان المرتدة من خرد الصادر ببورتسودان والاقطان المطرية المجلوبة من النيل الابيض والدمازين باسعار تقارب اسعار اقطان الصادر وهذا اتجاه تصر عليه لجنة شراء الاقطان التي تبرر موقفها بأن هذه الاقطان هي الوحيدة المتوفرة في السودان.
    ويضيف عبد الله عاملاً آخر اعتمدته الادارات المتعاقبة على المصنع من خلال اعتماد سياسات احتكار منتجات لفئة معينة من التجار الامر الذي قاد في نهاية الامر الى فقدان المصنع لعملائه وهو ما قاد ايضاً الى تغير في نمو المستهلك باتجاه الى خامات نسيج اخرى متاحة في الاسواق دون احتكار وبأسعار اقل من سعر مصنع الصداقة وهو ما ادى الى تراكم منتجات المصنع بالمخازن بسبب امنيات احتكارية من التجار.
    ويؤكد عبد الله ان ارتفاع اسعار مدخلات الانتاج عالمياً ومحلياً كانت عاملاً آخر ادى الى توقف المصنع باعتبار ان ارتفاع اسعار مدخلات الانتاج يؤدي الى ارتفاع في اسعار المنتج من الغزول وغيرها الامر الذي تسبب في كساد جزئي كانت محصلته النهائية عجز المصنع عن توفير مرتبات العاملين خاصة في عام 2003م وجزء من عام 2002م وهذا ادى بدوره الى هبوط في معنويات العاملين اضافة الى عدم تعامل الادارات مع مطالب العاملين بعقلانية خاصة فيما يتعلق بالرواتب التي تجتهد النقابة في توفيرها ومع ذلك تتحول بقدرة قادر الى بنود اخرى لا تمت بصلة للعاملين وليست ذات علاقة بحل مشكلات العاملين حجر الزواية في العملية الانتاجية.
    وترى مجموعة اخرى من العاملين بالمصنع ان اسباب توقف المصنع متداخلة ومتشعبة ومعقدة وان هنالك صراعاً خفياً تدور احداثه داخل المصنع مما ادى الى تدهور كبير في سير العملية الانتاجية اما طبيعة هذا الصراع واهدافه وطريقة تحريكه فهذا امر يمكن معرفته بسهولة.
    بين الاحلال واعادة التأهيل
    استناداً الى معطيات آنية وسابقة واقوال المستطلعين من العاملين تأكد ان هنالك حلين لمشكلة مصنع الصداقة للغزل والنسيج ولكل حل منهما متاريس وعقبات حتى يمكن وصف الاثنين بأن احلاهما مر فهنالك شريحة مقدرة من العمال ترى ان الامر يجب ان ينحصر اما في اعادة تأهيل المصنع كلياً وبطريقة تناسب الحداثة أو احلال مصنع بديل محل الموجود الآن يعتمد على آخر ما توصلت إليه تكنولوجيا الغزل والنسيج في العالم لكن الطرفين يتفقان على ضرورة استمرار المصنع في الحالتين على الاقل للمحافظة على نسيج اجتماعي امتد لأكثر من ثلاثين عاماً وتبدو نتائج انخراطه اسوأ بكثير من التضحية ببضعة ملايين من الجنيهات.
    وتنحاز مجموعة من العاملين بالمصنع بينهم اداريون في وظائف عليا لاتجاه الاحلال وقيام مصنع بديل حديث مستندة في دفوعاتها على نظريتها بأن العمر الافتراضي للمصنع الحالي انتهى تماماً والتكنولوجيا المستخدمة فيه تعود الى الخمسينات من القرن الماضي ومحاولة اعادة احيائها من جديد اشبه بعملية اعادة الحياة لميت (موتاً سريرياً) اضافة الى كلفة اعادة التأهيل طبقاً لتقديراتهم قد تتجاوز مبلغ 15 مليون دولار والنتائج المتوقعة لا تدعو للتفاؤل سيما في ظل عدم وجود معالجات لمشاكل ارتفاع اسعار المدخلات خاصة (الفيرنس) والكهرباء والزيادات الكبيرة في اجور العاملين بالقطاع العام بعد تطبيق الهيكل الراتبي الجديد ويستدلون في هذا الاتجاه بالزيادة المتوقعة في مرتبات العاملين الحاليين بعد تطبيق الهيكل الراتبي من 282 مليون الى اكثر من 480 مليون جنيه شهرياً.
    أما المجموعة الاخرى فترى في برامج اعادة التأهيل حلاً سريعاً لمشكلات متفاقمة يتوقع ان تزداد حدة تفاقمها خلال الاشهر المقبلة بالنسبة للعاملين واسرهم وتؤكد المجموعة ان برامج اعادة التأهيل يمكن ان تتم في سرعة وبكلفة اقل على ان تتبع ذلك مجموعة اجراءات خاصة في ضريبة القيمة والرسوم الادارية التي تصل نسبتها الى 15% من كلفة الانتاج على ان يتوفر كل ذلك بالتزامن مع توفير حماية نسبية لمنتجات المصنع سواء عبر مؤسسات الدولة التي يمكن ان تستفيد من مخرجات المصنع او باعتماد سياسة تسويقية حرة قائمة على مبدأ المنافسة دون احتكارية لفئة تجارية بعينها مع الالغاء الكامل لحافز العاملين من منتجات المصنع عبر التصاديق وتحويله الى حافز نقدي مرتبط على الدوام بتحقيق حد معين من الانتاج.
    وتعود المجموعتان لتجتمع من جديد على وجهة نظر ضرورة تنفيذ المشروعات الاستثمارية التسعة المقترحة كمقترحات والتي يمكن ان تساهم بنسب مقدرة في زيادة نسبة عائدات المصنع وابرزها مصنع الثلج الذي يتوقع ان يحقق ارباحاً تصل الى 42 مليون جنيه شهرياً اضافة الى مزرعة الدواجن والجمعيات الاستثمارية التعاونية التي يتوقع ان تدر دخلاً لا يقل عن مصنع الثلج وتوفر في نفس الوقت السلع الاساسية للعاملين ووفقاً للمقترحات المرفوعة يمثل منتزه مدينة الحصاحيصا الاستثماري مشروعاً مضمون العائد ويمكن ان يقلل الاعباء على المصنع ويقلل من تكاليف الانتاج بتحويل جزء من فائض العمالة (ان كان موجوداً) للعمل في المشاريع المقترحة.
    خيار من لا خيار له
    في كل الحالات لم يعد الامر برمته يعنى الكثير بالنسبة لبعض العاملين فلا فرق عندهم بين قيام مصنع جديد او اعادة تأهيل الموجود وفي لحظة يأس طالب هؤلاء بقرار سلبي او ايجابي فالظروف التي يعيشون فوق وطأتها فوق الاحتمال والطاقة الانسانية المتوفرة اعياها التفكير وهدتها الظنون في ايجاد حلول لمشاكل المصاريف اليومية ومصاريف الدراسة والعلاج وكهرباء الدفع المقدم الى آخر القائمة وطبقاً لاستطلاع عشوائي لمجموعة من العاملين في درجات وظيفية مختلفة اجمعوا وبلا استثناء على ضرورة ايجاد حل لقضية متأخرات الاجور أولاً حتى يتمكنوا من حل مشاكلهم المتراكمة المستعصية ثم سؤالهم لاحقاً عن المفاضلة والاختيار بين الاحلال واعادة التأهيل لأنهم يعتبرون انفسهم في الوقت الراهن مشلولي التفكير فاقدي الارادة حتى صاروا هم انفسهم بلا خيار بل ان اصوات بعضهم ارتفعت تنادي بتصفية المصنع وتسليمهم مستحقات سنوات خدمتهم حتى يضعوا حداً للمعاناة وحياة الذل بعد ان انطفأت آخر شمعة أمل في امكانية حدوث تغيير في المستقبل القريب ومع ذلك يبدون في جدية وهمة استعدادهم التام لمواصلة العمل تحت أي ظروف انقاذاً لابنائهم وبناتهم من الضياع.
    علامات استفهام كبرى
    تلك باختصار دون ترتيب حكاية مصنع واحد من جملة اكثر من 70 مصنعاً للنسيج موزعة في بقاع السودان المختلفة ربما تتشابه ظروفها واحوال العاملين فيها وربما يكون بعضها اسوأ حالاً من حال مصنع الصداقة للغزل والنسيج القريب جداً من أكبر مشروع زراعي في العالم وأكبر مشروع لانتاج القطن في السودان ومع ذلك تبقى مجموعة من الاسئلة المشروعة ترتبط اجاباتها بنوعية الفهم السائد في الوزارة المعنية وصدى الشفافية هل تستطيع وزارة الصناعة تقديم كشف حساب بالارقام لواقع مصانع النسيج في السودان مقارنة بما تم صرفه تحت عنوان انقاذ قطاع النسيج؟ وهل صحيح ان قرارات رئيس الجمهورية الستة اجهضت بعد 28 يوماً فقط من اعلانها؟ أم ان آلية انقاذ القطاع فشلت في فهم القرارات وبالتالي فشلت في تحويلها الى واقع على الارض خاصة داخل المؤسسات المعنية بما في ذلك ديوان الضرائب بصورة اكثر خصوصية ووزارة الطاقة بصورة اكثر الحاحاً؟
    وهل صحيح طبقاً لرأي خبراء في مجال الغزل والنسيج ان لا مستقبل لهذا القطاع في السودان وان كل الذي يدور الآن فقاعة صابون جميلة المظهر فارغة المحتوي.
    لوزارة الصناعة رأي
    الاجابة على هذه التساؤلات تحتمل كل انواع الاجتهادات سيما إذا جاءت من الجهة التي يقع المصنع تحت مسؤوليتها المباشرة ولوزارة الصناعة وجهة نظر خاصة في قضية مصنع الصداقة للغزل والنسيج يعبر عنها صراحة الامين العام لامانة الشركات بوزارة الصناعة مقدر إليه انقاذ قطاع النسيج شاذلي عبد المجيد والذي يشير بدوره الى ان تدهور الحال في مصنع الصداقة مرتبط بأسباب تدهور قطاع صناعة النسيج ككل ومن بينها عدم توفر التمويل لتغطية احتياجات مدخلات الانتاج وعلى رأسها الاقطان خاصة وان الفترة الماضية شهدت تحرير اسعار القطن وصار يباع وفقاً للاسعار العالمية بالاضافة الى ارتفاع اسعار الكهرباء وزيادة الرسوم التي ظلت تشكل عبأً ثقيلاً على الانتاج الوطني كما شهدت الفترات الماضية منافسة حادة في الاسواق المحلية نتيجة استيراد الاقمشة مما ادى الى عجز المنتجات الوطنية على الصمود والمنافسة.
    ويضيف عبد المجيد سبباً آخر يرى انه قاد الى تدهور قطاع النسيج وهو ان تكنولوجيا النسيج شهدت طفرات هائلة حالت دون توفر التمويل لاستجلاب هذه التكنولوجيا الى السودان وينظر عبد المجيد لمشاكل مصنع الصداقة من هذه الزاوية ويعتقد ان مشكلاته لا تختلف عن المشاكل التي تواجه صناعة النسيج بصفة عامة ويضيف بأنه يعاني اكثر من غيره من مشكلة تضخم العمالة وتدني الانتاج مما دفع وزارة الصناعة لاجراء العديد من الدراسات الاقتصادية والمالية في اتجاه اعادة تأهيله للعمل بكفاءة اقتصادية عالية وعلى أسس تجارية من خلال البحث عن مصادر للتمويل وبالفعل تقدمت شركة صينية للقيام بهذه المهمة ومازالت الاتصالات جارية بين الوزارة والشركة للتوصل لاتفاق.
    خلل إداري
    يواصل عبد المجيد ويدلف مباشرة الى الاسباب التي ادت الى توقف مصنع الصداقة للغزل والنسيج فيؤكد ان هنالك خلل اداري محسوس استلزم تغيير الادارات ويشير الى ان رؤية وزارة الصناعة صارت محددة تجاه أي مصنع أو مؤسسة اقتصادية هدفها الربحية بمعنى ان أي مصنع لابد ان يتوقف عن الانتاج عندما يعجز عن تغطية التكاليف المتغيرة الى ان يصل نقطة التعادل وهي النقطة التي لا يحقق منها أية ارباح ولا يتحمل خسائر وهي الحالة التي لم يصل إليها على الاطلاق مصنع الصداقة للغزل والنسيج ولم يصدرقرار عن الوزارة او الوزير بقفل المصنع أو ايقافه ولم تكن الوزارة طرفاً فقد توقف العاملون بمحض ارادتهم من العمل وفي محاولة اخرى لايجاد حلول لمشاكل العاملين بالمصنع برغم هذا الواقع التزمت وزارة المالية مشكورة بسداد كافة المتأخرات للعاملين بمصانع الشركة العامة للغزل والنسيج وشركة الصداقة للمنسوجات لفترة تزيد عن 15 شهراً ودفعت وزارة المالية المستحقات حتى 31/12/2003م. مع ذلك ايضاً لم تتوقف وزارة الصناعة والجهات الاخرى عن محاولة ايجاد حل لمشكلة المصنع وهنالك جهود مشتركة تسير الآن بين وزارة الصناعة والمالية والعمل واتحاد العمال للبحث في كيفية ايجاد حلول لقضايا العاملين بالمصنع كما ان الوزارة بصدد تغيير التركيبة الانتاجية للمصنع لمقابلة احتياجات السوق.
    دفوعات بالجملة
    وينفي عبد المجيد جملة وتفصيلاً ان تكون وزارة الصناعة قد قامت باعادة تشغيل المصنع بعد ان توقف عن العمل ويؤكد ان المصنع لم يشغل وبالتالي لم يخسر. ويرى عبد المجيد ان قرارات رئيس الجمهورية الخاصة بانقاذ قطاع النسيج نافذة وهي واجبة التنفيذ وتم وضعها من خلال آلية انقاذ قطاع النسيج برئاسة المهندس علي احمد عثمان وزير الدولة بالصناعة والدكتور حسن احمد طه وزير الدولة بالمالية.
    ويشير عبد المجيد الى ان الآلية تعقد اجتماعاتها بصورة منتظمة لمتابعة قرارات الرئيس حيث تم توفير التمويل المحلي والاجنبي لقطاع النسيج من خلال محفظة النسيج حيث اعتمدت مجموعة بنك النيلين للتنمية الصناعية لتوفير العملة المحلية وبنك التضامن الاسلامي لتوفير الاحتياجات من العملة الأجنبية وبذلت الآلية جهوداً مقدرةً في اتجاه حماية المنتجات الوطنية من الغزل والنسيج من خلال التعاقد لتوفير احتياجات القوات المسلحة والشرطة والقوات النظامية الاخرى ومؤسسات الدولة المختلفة وبالفعل تم التعاقد مع قوات الشرطة لتوفير احتياجاتها من الملبوسات وشرعت المصانع في تسليم الطلبات حسب العقد الموقع بين الطرفين وتسعى الآلية للتعاقد مع القوات المسلحة لتوفير احتياجاتها من الملبوسات كما قامت الآلية بالتعامل مع الجهات المعنية بدفع الرسوم الادارية المفروضة خاصة على الفيرنس في قطاع النسيج.


    ما رأيكم في المشهد أعلاه؟؟؟؟؟

    انتقل الى الاعلى


    الصديق ابراهيم النور



    اشترك في: 25 ديسمبر 2006
    المهنة: رجل اعمال
    القرية: التكلة قرشى
    مشاركات: 25
    المكان: التكلة قرشى - الصين
    ارسل: الثلاثاء يناير 16, 2007 4:31 am موضوع الرسالة: لمن تقرع الاجراس ؟

    --------------------------------------------------------------------------------

    باسم الله ابدء

    الاخ الكريم / الفاتح عبدالله

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    مشهد مؤلم وتتقطع له نياط القلب الما وفى تقديرى سوف يحصل اخطر من هذا بكثير مالم ينتبه عقلاء المنطقه ويتركوا هذا الخنوع ويخضوا ويتحركوا ويتكلموا فان الله فى كتابه الكريم وعدنا بالتغيير اذا تغيرنا ولجأنا للعمل الجاد فى اى صوره من صوره الوحده والوعى العالى بمشاكلنا وطريقة طرحها والايمان بها والعمل على انجاحها مهما تكلف هو سبيل الخلاص.

    ودادى لكم

    الصديق ابراهيم النور
    _________________
    من يهب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر

    انتقل الى الاعلى


    محمد زقل



    اشترك في: 12 يناير 2007
    المهنة:
    القرية:
    مشاركات: 3

    ارسل: الثلاثاء يناير 16, 2007 3:33 pm موضوع الرسالة:

    --------------------------------------------------------------------------------

    حقآ تحرسو ومايجيك
    حقك تقاوى وتقلعوا
    لو مواطن واحد شكى لحقوق الانسان انا متاكد كل واحد ياخذ حقوا فى محلوا لكن اهلنا طيبين والطيبه مع التماسيح ما بتنفع,والحكومة بتخاف من حقوق الانسان والفيها مكفيها ووسوسه مثل هذه بترجع للناس حقها
    كنت متمنى لو عندى حق عند كوز عشان اخذوا من عينوا.
    انا كنت بعمل فى السودان فى مشروع خلوى تاخر الراتب اربع ايام وكنت المسئول الاول فى المشروع،وقفت المشروع نصف يوم والله الراتب استلمناه اليوم الثانى.
    ولك الف شكر وانت غارق فى هموم غيرك حبيبى الفاتح
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de