|
صلاح الدين عووضه يكتب بالمنطق
|
صلاح الدين عووضه يكتب:بالمنطق مداعبات (دبلوماسية).. في حضرة القامة الـ(شوشية)..!! ثلاثة من زملائنا كتاب الأعمدة في الصحافة السودانية تم اختيارهم ملحقين إعلاميين في عدد من سفاراتنا بالخارج وهم – عيني باردة - ؛ الدكتور محمد إبراهيم الشوش.. والدكتور خالد المبارك.. والأستاذ محمد محمد خير... والثلاثة هؤلاء هم إخوة أعزاء.. وإعلاميون أكْفَاء.. وإلى جانب مزاياهم العديدة هم أدباء.. ثم إنهم أخلصوا جميعاً لصحيفتهم التي جمعتهم – أي (الرأي العام) – وكانوا عما سواها أكِفّاء.. وبما أن كاتب السطور هذه كان مثلهم في الصحيفة نفسها حيناً من الزمان إلا أن مغادرته لها – عند صدور (السوداني) – لا يندرج في خانة عدم الإخلاص إلا إذا كان الإخلاص الصحفي هو محض تجسيد لمقولة (أدروب ولوف!!) دون النظر إلى (اعتبارات!!!) أخرى تتفاوت من صحافي إلى آخر... الاعتبارات هذه هي التي يمكن النظر من زاويتها إلى المداعبة – وليست المخاشنة – التي نحن بصددها اليوم تجاه واحد من المحظوظين الثلاثة الذين وقع عليهم الاختيار للعمل كملحقين إعلاميين بالخارج وهو الصديق العزيز الدكتور الشوش... فقد كان الشوش – متعه الله بالصحة والعافية – دائم الشكوى مما قال إنها عودة له إلى البلاد – بعد طول اغتراب – في الزمن المحسوب بدلٍ من الضائع بدليل عدم وجود (فرقة) لـ(كدّة!!!) مع الـ(كادّين!!)... ثم حين لاحت الـ(فرقة) – أو الفرصة – وراجت شائعة قوية باحتمال اختياره سفيراً للسودان بمصر صدم أخونا الشوش صدمة قوية عندما صرح أحد المسؤولين بالخارجية بأن لا صحة لهذا الذي تتناقله المجالس.. وتهمس به الصحافة.. ويتعجّل حدوثه الشخص المعني.. صدم أخونا الشوش.. وكاد يفقد الأمل في أي (كدّة).. أو حتى (كديدة).. وما درى أن ثمة (كديدة) في طريقها إليه إذا ما توشح بالحزن النبيل وتعزّى برائعة العبادي: برضي ليك المولى الموالي... فيك لازم الصبر الجميل... لو تحول دون قصدي العوالي... ديمة أغوص في بحوري وأوالي... وغاص أخونا الشوش بالفعل في بحور أدبه.. وشعره.. وثقافته.. لينتقي منها درراً ولآلئ يزين بها متن كتاباته في أخيرة (الرأي العام) حتى (حيَّر!!!) أهل الإنقاذ أنفسهم.. ومنسوبيهم من الصحافيين وكتاب الأعمدة... وإذ (احتاروا).. أهل الإنقاذ هؤلاء؛ فقد اتفقوا على أن يضعوا حداً لـ(حيرة) أخينا الشوش إزاء فرص الـ(كدّ!!).. واختاروه ملحقاً إعلامياً في السفارة نفسها التي كان يجب أن يذهب إليها سفيراً... الطريف في الموضوع أن الدكتور الشوس – وعقب صرف النظر عن حكاية تعيينه سفيراً هذه – طلب من كاتب هذه السطور – مداعباً – أن يدعم موقفه بكتابات مزكيّة حتى إذا ما ضمن أن يكون سفيراً زكاه بدوره – أي كاتب السطور – لكي يكون ملحقاً إعلامياً معه... أو يتوسط له لكي يلعب دور كومبارس في الجزء الثاني من فيلم (السفارة في العمارة)... والآن.. وإذ شغل منصب الملحق الإعلامي هذا الدكتور الشوش بنفسه.. ففي أي منصب يا ترى كان سيعيّن كاتب هذه السطور في السفارة التي هو ذاهب إليها؟!!... اللهم إلا أن يكون بواب العمارة التي فيها السفارة...
|
|
|
|
|
|