|
|
 علي أي كتاب أقسمتم ؟؟
|
علي أي كتاب أقسمتم ؟؟
د. سيد عبد القادر قنات
[email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم
ربما نتفق ونختلف معك في كثير من ما يخطه يراعك في مواضيع كثيرة بعدد الحصي ، وأن كان أختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ، طالما كان الهدف هو قول الحق من أجل وطن تكالبت عليه الذئاب من كل صوب ، وأثخنت السهام الجراح بسبب من يدعون الوطنية والثورية ، ولكن لا يستطيع القاريء فهم ما يخطه يراعك بين يوم وآخر، فخطك والذي تسلكه عبر كتاباتك يتأرجح بين الفينة والأخري، وأن كانت تغلب عليه المصلحة الشخصية ..
الطب هو رسالة أنسانية قبل أن يكون مهنة للتكسب والعيش ، وقد عرف الطبيب السوداني منذ أن عرف الطب والتطبيب في السودان ، بأنه أنسان ذو همة و أخلاق وخلق وعلم ومقدرة وكفاءة ، وليس ببعيد عمليات القلب المفتوح في سبعينات القرن الماضي بمستشفي الشعب بالخرطوم ،وزراعة الكلي بذات المستشفي علي يد المرحوم بروف عمر بليل وبقية الكادر الطبي السوداني الخالص ،وغني عن التعريف بروف أحمد محمد الحسن وعالميته ، والمرحوم بروف التجاني الماحي ، وتطول القائمة من فطاحلة الطب السوداني ورواده والذين طالت سمعتهم ، العالمين العربي والأفريقي ، بل وحتي العالم الغربي ، بروفسير داوود ، عبد الحليم محمد ، بروف محمد يوسف سكر ، د.عبد الرحيم محمد أحمد ، بروف عبد العال ، بروف الشيخ جحا ، بروف عوض عمر ، بروف نصر الدين ،بروف الطاهر فضل، د. عبد ألله الحاج موسي . دكتور الشيخ كنيش ، وغيرهم كثر وكثر ولا يمكن ذكر الجميع ، فهؤلاء مثال للطبيب السوداني الأنسان . والطبيب السوداني هو اليوم العمود الفقري للخدمات الطبية في المهجر ، وذلك بسبب كفاءته ومقدرته وخبرته وعلمه وفوق ذلك أخلاقه الضاربة في الجذور وهو يحمل شرف وقداسة الرسالة الأنسانية مخلوطة بأخلاق المواطن السوداني، وعلي العكس ففي حدود الوطن ، فأن الطبيب والطب والمهنة وحتي التعليم الطبي ، بل وحتي الأنسان السوداني ، ليس له أولويات في سلم الأنقاذ أطلاقا ..
أخي وأنت تتحدث عن مسئولية الأطباء فرادي ونقابتهم عن برامج التوطين ، بل وتقوم بتحميلهم التدني المريع في أوجه الخدمات الطبية ، ولكن نود أن نهمس في أذنك وأنت سيد العارفين ، ومنذ أن جثمت الأنقاذ علي صدر الشعب السوداني مغتصبة للسلطة ، هل توجد نقابة منتخبة ديمقراطيا ؟؟ ألا يكفي ما يحدث الآن لنقابة أساتذة جامعة الخرطوم ؟؟فالأطباء الآن لا يملكون جسما شرعيا يمثلهم ويتحدث بأسمهم ، بل هو أتحاد تم تعيينه بليل مثل أغتصاب السلطة ، وأما المجلس الطبي السوداني فهو أيضا قد تم تعيينه ، ونعرج علي مجلس التخصصات الطبية ، فهو أيضا قد تم تعيينه ، وأن تدحرجنا الي الخلف ،فمدراء الجامعات معينون ،و جميع كليات الطب عمدائها معينون بقرارات سياسية وأسفل السلم مدراء المستشفيات كذلك هم من أهل الحظوة والجاه والأنتماء، ولهذا ففي مجال أدارات الخدمات الطبية من حيث أدارة تقديم الخدمة أو من حيث أدارة التعليم الطبي ، فكل المسئولين قد تم تعيينهم سياسيا، أما أعلي سلم وزارة الصحة ، وكيل أول الوزارة، فهل لك أن تسأل أنت أولي الأمر كيف وصل هو لهذا المنصب ؟؟ وأنت وصفته بالأمس بأنه سوبرمان ،
أما بخصوص القسم وكيف يؤديه الطبيب وهل يلتزم بما يقسم عليه؟؟
ولكن نقول لك هل الأطباء هم وحدهم الذين يقسمون قبل العمل من بين كل المهن ؟؟؟ فالطبيب لا يمارس مهنة، بل يقوم بأداء رسالة أنسانية لخدمة الأنسانية جمعاء أينما كانت ، فرسالته لا تحدها حدود أو موانع جغرافية ، بل حتي في وسط ميدان المعركة يقدم رسالته للأسير بغض النظر عن لونه وجنسه وديانته ، وهو محكوم بقسم عظيم يفرض عليه تلك الرسالة ومسئوليتها .
ولكن هل يحق لنا أن نسأل ، هل قسم القوات النظامية بصيانة وحراسة الدستور غير ملزم لها ؟؟ وهل كل من تقلد مهنة أو وظيفة يفترض عليه أن يقسم علي كتاب ألله ؟؟ أليست هنالك قيم ومثل وأعراف وشرف لكل المهن مهما كانت ؟؟هل من قاموا بالأنقلاب لم يحنثوا بالقسم ؟؟
هل من أختلسوا وسرقو وزوروا وأستوردوا الفاسد من جميع الأصناف لم يحنثوا بالقسم ؟؟
هل تعتقد أن الضمير الحي والوطنية الصادقة تحتاج لأداء قسم أي كانت صيغته وشكله وعلي أي كتاب تم القسم ؟؟
عندما سئل المصطفي صلوات ألله وسلامه عليه (هل يسرق المسلم ؟؟وهل يزني المسلم ؟؟ فقد كانت أجابته قد يسرق وقد يزني ، ولكن أجاب بأن المسلم لا يكذب) ، ولهذا ألا تعتقد أن الحنث بالقسم هو كذبة كبيرة وخيانة للأمانة ؟؟
الفساد لا يحتاج لقسم ليمنعه، بل يحتاج لضمير ووطنية وتجرد.
ثم نأتي لنواب المجلس الوطني وعدم مناقشتهم لبرامج وزارة الصحة، أي كانت ما بين تقديم الخدمات وتأهيل المستشفيات ، مباني ومعدات وكوادر ومناخ وبيئة صالحة لجميع الكوادر الطبية لممارسة واجبها ، ونقول لك ونذكر فأن الذكري تنفع المؤمنين ، ألم تقل قبل وقت ليس بالبعيد في جريدة الراي العام ما معناه ( هل هؤلاء نواب الشعب أم نواب المجلس ، ولا يناقشون ما يحدث في السودان كأنه يحدث في بلاد الواق واق ) وثم هل كلهم أتوا عن طريق الديمقراطية ؟؟ أم عن طريق الأجماع السكوتي والأيجابي والتعيين ؟؟
ونأتي لقولك( هذا المشروع يشرف عليه أطباء وزراء أو وكلاء أو مديرون أو في أي مستوي...) ،ولكن أستميحكم عذرا ، كم عدد الأطباء والذين يتقلدون مناصب سيادية رفيعة جدا ما بين مستشار رئيس ووزير أتحادي ووالي ووكيل أول ، ألي آخر القائمة ، فهل صلح الحال في تلك المرافق والتي يقودون العمل فيها ؟؟وألي أي أتجاه أو حزب ينتمون ؟ أنهم يأتمرون بأمر الحزب ومصلحته ، ولكن مصلحة الوطن.....، والضمير في سبات عميق ، وألا لكان الحق أبلج، أليس كذلك ؟؟؟
أنها المأساة والملهاة والتي جعلت تلك المناصب حكرا علي أهل الولاء ، ولهذا تدنت الخدمات في جميع مرافق الدولة ، ولهذا لا يمكن أن تكون الخدمات الطبية جزيرة فاضلة وحولها مستنقع آسن ، هل يعقل ذلك ؟؟
الأطباء مؤتمنون علي مهنتهم داخل وخارج الوطن ، ليس المهنة وحدها بل الوطن كله في حدقات عيونهم ، وليس ببعيد أغتيال الدكتور علي فضل ، والحكم بأعدام دكتور مامون وتأبيد دكتور سيد أحمد ، وهل نسيتم أضراب الأطباء في بداية الأنقاذ وصلفها ، وحتي الأنتفاضة ألم يكن للأطباء القدح المعلي في شرارتها ؟
ومع ذلك هل نسيتم مسلسل ذبح الأطباء وأحالة معظم الخبرات والكوادر والكفاءات للصالح العام، حتي تم تفريغ الوزارة منهم جميعا ، بل خلقت المناصب لأهل الولاء وهم لم يكن ليحلموا بتلك المناصب ألا بعد أن يشتعل الرأس شيبا .
نعم ، الآن وصلت مشاريع التوطين للرقم 3، ولهذا هل لم تسمع بها قبل اليوم؟؟
الفساد نعم أستشري في كل السودان، ما بين فلل رئياسية ويخوت وعمارات تنهار وأستيراد الفاسد حتي من الأدوية والمعدات الطبية ، ولكن نقول لك أن الأطباء أهل الوجعة يعلمون كل كبيرة وصغيرة ، وقد قالوها بالصوت العالي لا وألف لا ،فماذا كانت النتيجة ؟؟
آلاف الأطباء الخريجين عاطلين عن العمل، بل حتي بعض الأختصاصيين ليس لديهم وظائف ، علما بأن الوطن يحتاج لخبراتهم وكفاءتهم ، ولكن ، أن ظلم ذوي القربي أشد مضاضة من الحسام المهند ، أليس كذلك ؟؟
نعم واجبكم التنقيب والبحث عن الفساد أينما كان ، أليس أنتم السلطة الرابعة وضمير الشعب ولسانه الناطق ؟؟ أم أن الأفواه قد تم تكميمها، ولهذا حتي الحديث لا يتم ألا بأذن وتصديق وسنسرة؟؟
نعم أنت جزء من السلطة الرابعة ولك الخبرة والمعرفة والمقدرة وأنت ليس ببعيد عن مواقع أتخاذ القرار، فهلا تكرمتم بالرجوع لما كتب في الصحافة عن الخلل والتدهور الذي أصاب الخدمات الطبية في حدود المليون ميل، فهو عنوان صارخ لعدم الأهتمام بالمواطن السوداني ، وهل تعلمون أن العقل السليم في الجسم السليم ؟؟ وأن الأنسان الكامل الصحة والعافية هو عمود التنمية ؟؟ ولكن تبديد أموال حمد أحمد علي مرأي من الصحافة الحرة النزيهة بحجة توطين العلاج وتطوير الخدمات الطبية، ما زال هذا المسلسل يسير بالطريقة المرسومة له، بل هو ذر للرماد علي العيون ، وغش واضح وصريح وأهدار لكل أمكانيات الشعب ، ومع ذلك فالمواطن ما زال بقرة حلوب وظل يدفع حتي وهو حالة طارئة ، أو محمول علي الأسعاف .
ومسلسل تخريج آلاف الأطباء من كليات طب خاصة وعامة بدون مستشفيات تعليمية، بل وأضافتهم لكشف العطالة ، وهجرة العقول والكفاءات ألي دول الخليج والغرب ، حيث يكرم الأنسان ويجد الطبيب البيئة والمناخ للأبداع .
أن الحملة الصحفية ليست لسبر أغوار كارثة توطين العلاج فقط ، بل للمطالبة ب
1/ نقابة أطباء منتخبة ديموقراطيا 2/مجلس طبي منتخب ديموقراطيا3/ مجلس تخصصات منتخب ديمقراطيا4/مدراء جامعات وعمداء كليات طب حسب الخبرة والكفاءة
5/مدراء مستشفيات حسب الخبرة والكفاءة6/ كوادر رئياسة وزارة الصحة تكون هي لها من المقدرة والخبرة والكفاءة مما يؤهلها لقيادة سفينة الخدمات الطبية وفق خارطة معدة ومعروفة سلفا، وهنا نتحدي السيد وكيل أول وزارة الصحة لو يمتلك خارطة لتقديم الخدمات الطبية للسودان وقاية وعلاجا ، ولو لعام واحد ؟؟
وقبل أن نختم نقول أن السودان به88مستشفي تعليمي ، ولكن أين هي ؟؟وثانيا لدينا أكثر من 30 كلية طب فهل فعلا هي كليات طب بحق وحقيقة ؟؟وثالثا ما هي الأسباب والتي بموجبها تم نخصيص مستشفيات حكومية دفع عليها حمد أحمد من دم قلبه المليارات ، لكليات طب خاصة تربح المليارات من الطلبة ؟؟
ختاما نحن نحتاج لتوطين الضمير قبل توطين العلاج ، وهذا لن يتحقق ألا بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، مع وجود تسونامي لهز أركان وزارة الصحة الأتحادية والولائية ، والكفاءة هي المعيار فقط ، مع أقتلاع كل من تحوم حوله شبهه مهما كانت درجة قربه من النظام وتقديمه لمحاكمة عادلة وعندها سيعرف الشعب السوداني أين ذهبت أمواله ،
وفي تلك اللحظة أستاذنا عثمان ميرغني ستعرف مدي عظمة الطبيب السوداني ،وستعرف ماذا تعني ستر العورة الوطنية ؟؟؟
|
|
 
|
|
|
|
Mustafa Mahmoud
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست