نيفاشا ومستقبل السودان !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 01:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-10-2007, 09:32 AM

Faisal Al Zubeir
<aFaisal Al Zubeir
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 9313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نيفاشا ومستقبل السودان !

    نيفاشا ومستقبل السودان
    عادل الباز
    elbaaz 40 @ gmail.com
    نيفاشا لم ولن تك حدثاً عابراً فى تاريخ السودان. نيفاشا تكاد تكتب فصلاً نهائياً فى تاريخ السودان على مستوى هويته الثقافية وواقعه السياسى والاجتماعى والاقتصادى. لم تك نيفاشا اتفاقاً كاتفاق أديس أبابا، كما هى ليست صفقة سلام بين طرفين متحاربين انهكتهما الحرب، فوقّعا على ورق !!!. نيفاشا نهاية تاريخ، وبداية أخرى لتاريخ جديد فى السودان. لا يمكن أن يُنظر إلى نيفاشا كاتفاقية سلام بين الشمال والجنوب، ولا هى نظرية لوغرثمية لتوزيع السلطة والثروة. وليست مؤامرة حاكها المجتمع الدولى لتقسيم السودان كما يهرف بذلك الموتورون.
    نحاول قراءة مستقبل السودان فى ضوء نيفاشا. أنهت نيفاشا وإلى الأبد ما عُرف بالدورة الخبيثة فى السياسة السودانية. ديمقراطية يعقبها انقلاب، وانقلاب تعقبه ثورة سلمية، وثورة يخط نهايتها انقلابيون. وهكذا ظللنا فى هذه الدائرة الخبيثة منذ الاستقلال وحتى العام 1989م. المأساة أن بعض المعارضين لازالت تتلبسهم أوهام الانتفاضة. المؤكد أن نيفاشا قد خطت نهاية تاريخ الانقلابات وتاريخ الثورات فى السودان. ولذا ينفتح طريق التطور السياسي فى البلاد بعيداً عن هذين الطريقين اللذين عرفتهما السياسة السودانية لأكثر من نصف قرن. يعنى ذلك أن على السياسيين والعسكريين على السواء أن يعتادوا على اللعب فى ملعب مخطط وواضح الحدود وهو ملعب نيفاشا. لن تستطيع أية قوة الآن مهما بلغت أن تتخذ من الانقلاب وسيلة للتغيير. كما لن تستطيع أية قوة جماهيرية مما بلغت قوتها فى الشارع ان تفرض انتفاضة. أية مغامرة من هذا النوع ستفضى إلى نتائج تقسيم الملعب وهدمه كلياً على رؤوس الجميع!!.
    نيفاشا لأول مرة أكدت حضور الجنوب فى قلب السياسة السودانية لا فى هوامشها البعيدة كما بقى لنصف قرن. النسبة المقدرة التى منحتها نيفاشا للجنوب ولفترة محدودة تنتهى بنهاية الانتخابات القادمة، أكدت أحقية الجنوب فى الإسهام بشكل أساسى فى صياغة سياسات المركز. وهذا الوضع سيتواصل بالأهمية ذاتها فى مرحلة ما بعد الانتخابات، ولن يكون ممكناً أن يرجع الجنوب لشأنه الداخلى، إلا إذا حدث انفصال مبكر دون استفتاء. أية حكومة ستأتى فى أعقاب الانتخابات ستكون محددة بإطار نيفاشا، ولذا فهى ليست مخيرة فى التحالف مع الجنوب. أو قل الأحزاب الجنوبية بهدف تنفيذ الاتفاقية أو حتى لأغراض تشكيل حكومة فعالة. اذ ان كتلة الجنوب ستكون حاسمة فى أي تحالفات مستقبلية فى لعبة الحكم. ولى زمن تحالفات الأحزاب السياسية الشمالية منفردة، وأصبحت الآن جزءاً من الماضى وليس لها أى أفق مستقبلى.
    خارطة توزيع الثروة التى رسمتها نيفاشا أدّت إلى تغيّرات هيكلية فى توزيع ايرادات الدولة، وأرست حقوقاً للاقاليم لا يمكن التراجع عنها. الجنوب تحددت ملامح استحقاقاته من الثروة القومية بشكل قاطع، إذ لن تجرؤ حكومة قادمة مهما بلغت درجة غبائها أن تتعرض لأنصبة الجنوب التى نالها بحسب نيفاشا. لن يحدث ذلك إلا ان يقرر الجنوب الانفصال بعد السنوات الست، التى ينتابنى شك عظيم ان الاستفتاء سيكون فى نهايتها، تلك قصة لها وقتها.
    خارطة توزيع الثروة التى رسمتها نيفاشا ألهمت أقاليم عدة وستلهم آخرين للبحث عن حقوقهم الضائعة. ما جاء عن الثروة فى اتفاقيتي أبوجا والشرق، وما جاء فى مشروع حركة تجمع كردفان للتنمية (كاد)، ما هو إلا احد استلهامات نيفاشا. رسالة نيفاشا الأساسية هى إرساء قيم جديدة عادلة فى توزيع الثروة بين اقاليم البلاد المختلفة لتحسم جدلا متطاولا لخمسين عاماً حول مقولات التهميش التى ظلت تحاصر المركز، وقادت إلى حروب كانت سبباً فى إفقارالمركز وتهميش الهامش مرة أخرى.
    أخيرا وضعت نيفاشا نهايةً لأحلام النخب جنوبية كانت أم شمالية فى الانفراد بالقرار السياسى فى كل شؤون البلاد .إذ لأول مرة ستتمتع الاقاليم بحقها كاملاً فى انتخاب ابنائها لإدارة شؤونهم من الوالى وحتى أصغر وزير. وهذه نهاية تاريخ سيطرة النخب فى المركز على السياسة والادارة فى الاقاليم .انفتحت كل الدوائر المغلقة، ولن يكون بإمكان زعيم أن يوفد محسوبيه ليتمتع بالفوز فى دائرة كانت مغلقة. بالطبع هذا من شأنه ان يحوّل العملية السياسية كلها من فكرة الفانوس الذى يحرق القطية إلى الفانوس الذى يضيئ القرية. أى من الصراع إلى البناء. النخب الجديدة المنتخبة من مناطقها المرتبطة بأرضها وأهلها المدركة لمعاناتهم سيكون همها الأول البناء وليس الصراع على كراسي المركز. هكذا تصنع نيفاشا مستقبل السودان على ضوء قيم وأسس جديدة، وإن كره الانفصاليون.
    بعد عامين على نيفاشا دعونى أرفع التحايا لرجلين سيضع التاريخ اسميهما فى مكان يليق بعظمة ما أنجزاه بصبر وحكمة لبلدهما، وهما الأستاذ على عثمان والراحل دكتور جون قرنق دى مبيور، وتلك الثلة الماجدة من الطرفين التى أنجزت معهما الاتفاق التاريخى.

    جريدة الصحافة 10 يناير 2007
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de