جنازة صدام الحارة في القاهرة! عبد المنعم سيد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 08:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-10-2007, 08:44 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جنازة صدام الحارة في القاهرة! عبد المنعم سيد

    Quote:

    حينما يكتب المؤرخون في الأزمنة القادمة تاريخ هذه المرحلة من أيام الأمة العربية، سوف يعجبون عجبا شديدا من الموقف الذي اتخذه المثقفون والمعنيون بالشأن العام من حدث تنفيذ حكم الإعدام في الرئيس العراقي السابق صدام حسين. فخلال العقدين السابقين على الحدث على الأقل كان حديث النخبة العربية في العموم قد غلبت عليه موضوعات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، بل أن جماعة منهم تنادت من أجل إنشاء الجمعية العربية لحقوق الإنسان، فراحت تنشئ لها فروعا وجماعات في العديد من الدول والأوطان. وحينما جاء العصر بالفضائيات التلفزيونية وشبكات الإنترنت والصحافة المهاجرة، ذاع الكلام عن الأنظمة الديكتاتورية العربية وممارساتها القمعية، حتى وصل الحديث إلى الصحف المقيمة والنشرات السرية والعلنية. وكان كل ذلك كافيا لكي تنشأ حوله شبكة واسعة من الجمعيات والاتحادات والنقابات التي خصصت مهرجاناتها ومؤتمراتها وتجمعاتها لتمجيد الحرية والدفاع عن حقوق التعبير والمشاركة السياسية، والوقوف ضد الطغاة على تعدد ألوانهم وأشكالهم. وخلال الأعوام الأخيرة أصبحت القاهرة مركزا مهما لكل هذا الفكر الإنساني بحيث لا يمر يوم إلا ويصدر بيان أو إعلان يخص الدفاع عن مسجون بغير حق، أو رثاء لرجل قتل دفاعا عن قضية دون عدالة؛ وكانت نقابة الصحفيين المصريين، ونقابة المحامين المصرية في مقدمة المدافعين عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

    كل هذا التراث سقط فجأة مع إعدام الرئيس صدام حسين، فقد أصدرت نقابة الصحفيين المصريين بيانا ينعى الرجل ويمجده لم يُستشر فيه أحد من الصحفيين؛ أما نقابة المحامين فقد عقدت مؤتمرا كاملا لتأبين فقيد الأمة والإشادة بمناقبه. وكان مفهوما في كل الأحوال الاستنكار الخاص بتوقيت إعدام الرجل، بل والملابسات التي ألمت بعملية إعدامه وفقدانها المعايير الإنسانية، أما أن يتم غسل الرجل من أدرانه وتاريخه الملوث بدماء الضحايا والشعوب، بل والمسئولية عن كل ما ألمَّ بالعراق من نوائب، والمنطقة العربية كلها من كوارث؛ فذلك سيشكل أعجوبة كاملة للمؤرخين، حتى يوضع هؤلاء المثقفين جميعا موضع المساءلة، ويضع مصداقيتهم الديمقراطية موضع الامتحان.

    وللحق، فإن القاهرة لم تكن وحدها التي وقعت في هذا النفاق التاريخي، بل وقعت فيه عواصم عربية شتى. وكانت دهشتي بالغة عندما تابعت رسائل الإنترنت تعليقا على خبر الإعدام المنشور في مواقع قنوات «الجزيرة» و«العربية» وصحيفة «الشرق الأوسط» وغيرها من الصحف، فإذا بالأغلبية الساحقة منها تأتي من المملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية الخليجية الأخرى، وأكثرها لا يستنكر فقط توقيت الإعدام وملابساته، أو حتى طالب ولو بأثر رجعي بضرورة محاكمة صدام وصحبه أمام محكمة دولية عادلة، وإنما أضفت على الرجل من هالات البطولة والفداء والشهادة، ما يضعه بين الأبطال والشهداء والصديقين. أما الشعب الفلسطيني فقد خرجت مظاهراته كثيفة ـ رغم الاحتلال والاحتقان بين فتح وحماس ـ لا تندد فقط بمن قاموا بالإعدام فجر عيد التضحية بل تضيف لها صورا لبطولة الرجل وقيادته الخالدة للأمة العربية.

    لاحظ هنا أننا أمام الرئيس صدام حسين الذى بدد ثروات العراق في مغامرات خاسرة، والذي قام بغزو الكويت وأنهى دولتها واغتصب أموالها ونساءها. وطوال حكمه قام بما لم يقم به قائد في التاريخ العربي من الإذلال لشعب كريم. وكأن أحدا من المثقفين العرب لم يشهد الوثيقة الفيلمية التي سجل فيها صدام شخصيا عملية إعدام رفاقه من قيادات حزب البعث في العراق، ولم يعلم بقوانين «الترشيق» التي فرضت على الموظفين العراقيين أحجاما وأوزانا بعينها، أو بعمليات قطع الألسنة وجدع الأنوف وسلخ الآذان ودفن الأحياء، والقتل بالأسلحة الكيماوية، وتهجير العراقيين ودفنهم في الصحراء الواسعة. ولم يخل مؤتمر عربي واحد خلال العقود الأربعة الماضية من حكايات ونوادر الطغيان التي كان أبطالها صدام وابنيه عدي وقصي وبقية عائلته، وما جرى في لقاءات ـ أو نفاقات ـ في لقاءات صدام المهينة بالإذلال مع الشعراء والأدباء العرب. وكم من المرات ساد الضحك بين المثقفين العرب عند قراءة روايات صدام، ونصائحه الغالية إلى الأمة، وانتشر التندر بتماثيله وقصوره. وفي الحقيقة، فإن أحدا من المثقفين ـ بمن فيهم البعثيون والقوميون العرب ـ كان غافلا عن تراث الرجل وجرائمه، بل أن بعضهم وقد اشتدت به الصرعة الديمقراطية كان مستنكرا لحصول الرجل على نسبة 100% في آخر الانتخابات العامة التي أجراها في العراق.

    كل ذلك كان معلوما ومذاعا، ولم يكن معلومات مدسوسة دست من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بل أن بعضا من هذه المعلومات كان علنيا وتم بثه أحيانا عن عمد من المصادر العراقية ذاتها حتى تقوم أركان «جمهورية الخوف» وتثبت أركانها. ولكن أيا من ذلك لم يفت في نسبة غير قليلة من الجماعة السياسية العربية لكي تعلن حالة من الحداد ولطم الخدود لم يحصل عليها عربي واحد ممن قتلهم أو عذبهم صدام وزبانيتُهُ. وعلى الأرجح أن المسألة لم تكن أبدا الاحتلال الأمريكي والرغبة في لعنته أو الخلاص منه، أو حتى تأييدا للمقاومة العراقية، وإنما كان ذلك خيانة لمفهوم الحرية والديمقراطية وحق الشعوب العربية في العيش في حياة حرة وكريمة. وربما لو كان هناك اعتقاد أصيل في مثل هذه المبادئ لجرى تقييمٌ حق لتاريخ الرجل وأدائه وتم الانتصاف للشعب العراقي قبل النظام الصدامي، وللإنسان العراقي قبل شخص الرئيس الذي أعطى لنفسه أسماء مقدسة بلغت تسعة وتسعين اسما مضاهيا في ذلك نفسه بالله سبحانه وتعالى.

    ولكن السؤال يبقى لماذا جرى ما جرى؟ ولماذا كان ما كان؟ ولماذا سقط المنادون بالحرية والديمقراطية في الامتحان؟ ولماذا تنعى نقابة الصحفيين المصريين شخصا لم يصنع أبدا صحافة حرة بل أنه طارد الصحفيين العراقيين حتى نهاية الأرض، وعذبهم حتى آخر النفس؟ ولماذا تعقد نقابة المحامين المصريين مؤتمرا لتمجيد رجل لم يُقِمْ أبدا معيارا للعدالة أو مقياسا للحق، بل أن تاريخه كله كان احتقارا وامتهانا لمهنة المحاماة والقضاء؟. ولماذا ينبري مواطنون عرب يشكون صباح كل يوم من قلة الحرية وغياب الديمقراطية وامتهان حقوق الإنسان، للدفاع عن رجل لم يترك فرصة إلا وانتهزها لانتهاك ذلك كله، بل والتعبير بشكل كامل عن احتقاره لهذه القيم؟

    الحقيقة أنه لا يمكن حسبان ذلك كله استنكارا أو رفضا للاحتلال، أو حتى استنكارا ورفضا للطائفية، وإنما كان ذلك تمجيدا وتأليها للطغيان والاستبداد فس أنقى صورهما.

    وتفسير ذلك ربما لن يكون صعبا كثيرا، فالاستبداد والطغيان الطويل يولد أمة تعتقد أن كلاهما علامة من علامات النضال والكفاح والبطولة والقدرة ـ كما يقال ـ على قول «لا». ولما كان ذلك كله يقوم على آيديولوجية قومية تعطي الشخص القائد «رسالة خالدة»، فإنها تنتهي به حيا وميتا إلى حيث تجلس الآلهة، ويصبح الدفاع عنه بعد خذلانه للأمة نوعا من الدفاع عن الذات التي هتفت كثيرا ونافقت طويلا. وعندما وجد هؤلاء جميعا أن فكرهم صار دوما إلى هزيمة وأفول، أصبحت الديمقراطية والحرية صيحة للعصر ما لبثت أن سقطت عند الامتحان فيصير كل ديكتاتور أو مهرج في العالم زعيما، وكل من يقود الأمة بالمغامرة أو المقامرة إلى حتفها بطلا.

    ارسل هذا المقال بالبريد الالكترونى اطبع هذا المقال علــق على هذا الموضوع
    التعليــقــــات
    احمد عاطف، «مصر»، 10/01/2007
    أن يحسدوني على موتي فواأسفاه حتى على الموت لا أخلو من الحسد
    رحم الله أبا عدي احتدم الخلاف عليه وحوله ثائرا وحاكما واسيرا، حيا وميتا وهذا حال كل عظيم.
    محمد الباوي، «هولندا»، 10/01/2007
    كم هو جميل ونبيل ذكر الحقائق والتاريخ بصورة صادقة وقد كنت كذلك يا أستاذ عبد المنعم سعيد صادقا وشجاعا في كل كلمة حق كتبتها بحق العراقيين الذي ذاقوا الويلات على يد الطاغية الدكتاتور ولكن وللأسف الأقلام الشريفة هذه الأيام نادرة وجميعها تبكي هبات الطاغية والسيارات والقصور الفخمة التي كان يهبها للأقلام المأجورة التي طعنت العراق والعراقيين نتمنى أن يراعي الإعلام العربي ضميره حين يكتب عن الظلم الذي ذاقه الشعب العراقي.
    عمار عبدالله-المملكة العربية السعودية، «كندا»، 10/01/2007
    صح لسانك يا أستاذ عبد المنعم والله كلماتك كلها صحيحة وتحكي الواقع الذي يعيشه هؤلاء المنافقون والذين يمجدون في الطاغية صدام وتناسوا اهالي الضحايا الذين ذبحهم وعذبهم. كنت اتمنى من الذين يمجدون في الطاغية قبل ان يكتبوا كلمة واحدة ان يتوجهوا الى اسر الضحايا ويقابلوهم وينظروا ماذا فعل هذا المجرم فيهم وفي الأخير شكرا لك يا استاذ عبد المنعم وإلى الامام.
    محمد باسم، «الولايات المتحدة الامريكية»، 10/01/2007
    نال إعدام الرئيس العراقي السابق استهجان وفي بعض الأحيان استنكار الكثيرين في الغرب ممثلا في اميركا وأوروبا وكذلك في بعض الدول كالهند وروسيا وغيرهما. السؤال المطروح هنا للكاتب الموقر هو: هل يجب على الشعوب العربية الانضمام الى صوت بوش وبلير وأولمرت وأحمدي نجاد وأن نهنئ انفسنا بشنق أول رئيس عربي؟!
    عادل علي، «كندا»، 10/01/2007
    أوافق الدكتور سعيد، ولكني أضيف بأن البيانات والتأبينات الطائفية والقومية الشوفينية تلك، سوف تدفع الشيعة والأكراد للإستقلال آخذين معهم نفطهم. عندها لن ينفع البكاء على اللبن المسكوب.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de