ذكرياتي مع بلبل الغرب الأستاذ الفنان عبد الرحمن عبد الله /بقلم السفير احمد التيجاني محمد الأمين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 05:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-08-2007, 08:41 AM

ghariba
<aghariba
تاريخ التسجيل: 03-09-2002
مجموع المشاركات: 13231

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ذكرياتي مع بلبل الغرب الأستاذ الفنان عبد الرحمن عبد الله /بقلم السفير احمد التيجاني محمد الأمين

    ذكرياتي مع بلبل الغرب الأستاذ الفنان عبد الرحمن عبد الله /بقلم السفير احمد التيجاني محمد الأمين /جدة

    هذا المقال عبارة عن الكلمة التي ألقاها سعادة السفير احمد التيجاني محمد الأمين في حفل في حفل تكريم الأستاذ / عبد الرحمن عبد الله -بغيمة فرح – جدة (سودانيزاونلاين)

    الإخوة والأخوات :
    كنا ثلاثة رهط أنا وأخي محمد يوسف الدقير وأخي مدني محمد مدني وثلاثتنا كنا ندرس بجامعة الخرطوم . كان ذلك في النصف الأول من سبعينان القرن الماضي . وكان الوقت خريفا وبالأحرى ربيعا . ربيعنا في كردفان هو الفصل الذي يسمى الخريف . كنا في المجلد الحبيبة المدينة القرية الوادعة والوديعة . انتهت الإجازة الصيفية وفي شهر سبعة تفتح الجامعات والمدارس أبوابها للعام الجديد.
    أقسى اللحظات وأمضاها ألما هي حين تحين ساعة فراق المجلد وفراق الآباء والأمهات والأهل والتحرك صوب المدارس والجامعات . كنا نبكي في الخفاء وبحرقة فراق مراتع الصبا والطفولة وبيوتنا البسيطة المبنية من القش وكل الأحبة..
    في ذلك العام تأكد لنا أن خط القطار مقطوع ودائماً بين الفولة وأبو زبد وقد لا ينصلح إلا بعد أسبوعين أو ثلاث أو قل إذا انقطع نزول المطر. والمطر لا ينقطع ينهمر بغزارة عجيبة يغطي كل كردفان من أعالي جبال النوبة وكثبان الكبابيش وفيافي الهواوير وكنانة وحتى سهول ديار حمر وخيرانها الجميلة وحتى غابات المسيرية والدينكا ماريق والدينكا مجير في أبيي والدمبلوية وبحر العرب.
    إذن تحتم علينا أن نسافر باللواري من المجلد ثم النهود فالأبيض ثم إلى الخرطوم سواء بالقطار من هناك أو باللواري : لكن اللواري أكثر محنة وقربى وألفة من القطار فكرة السفر باللواري خففت علينا الكثير من آلام الفراق ، لأننا لا نزال سنكون بين الأهل والأحباب وسنقابل الخالات والأعمام وابناءهم وبناتهم في كل القرى والمدن التي سنمر عليها وسنأخذ راحتنا هنا وهناك في بابنوسة وفي أم جاك وفي الأضية ثم في النهود والأبيض سنجد الترحاب والوجوه تطفح بالبشرى والقلوب متدفقة شوقاً ومحبة ومحنة لنا . وغير ذلك يمنحنا السفر باللواري متعة لا تضاهيها متعة في السياحة والتجوال بين منازل البقارة ومراعيهم الخضراء النضرة من المجلد وحتى النهود . الطريق كله عبارة عن لوحات ساحرة الجمال لا تملك إلا أن تواصل تسبيح الخالق الكريم أمامها " ما شاء الله لا قوة إلا بالله " واللوري يسير بنا متمايلاً من غابة إلى رهد ومن رهد إلى قوز ومن قوز إلى أرض طينية مشربة بماء الأمطار يوحل فيها أحياناً وأحايين يشقها بمهارة السائق وتشجيع المساعدين والركاب ، الطريق كله عمران وعمار ، عامر بالناس والبهائم والسوائم والأشجار والطيور بمختلف ألوانها وأشكالها والسحب والغيوم ونحن الركاب نتبادل التحايا والسلام والكلمات الطيبات مع كل من يقابلنا رجالا ونساء وشباباً وأطفالا وكهولا.
    فهذا هو الخريف موسم الربيع وموسم الاستجمام من عناء وشقاوة موسم الصيف ومن قبله الشتاء الذي يقضيه العرب في البحر .. بحر العرب والأنهار والرقبات المتفرعة منه همهم الأكبر هناك هو توفير الماء والكلاء لمواشيهم.
    في الخريف .. يرتاح الناس لأن الأرض هنا كلها ماء وكلها مرعى وكلها روض رياض غناء.
    ثم أن عدد غير قليل من الركاب يا أخوتي الكرام كانوا يحملون معهم مسجلات .. في الستينات والسبعينات كان من السهل لأهل كردفان ودارفور الحصول على المسجلات والأجهزة الكهربائية والملابس والعطور من ليبيا رحمة كبيرة بنا .. وفرت لنا الكثير من الأشياء التي كانت لا تتوفر إلا في الخرطوم وأمدرمان . والشرايط التي يحملها الركاب ، ونحن منهم ، كان معظمها لود بارا عبد الرحمن عبد الله ، هذا المبدع المدهش الذي يشرفنا هذه الليلة الطيبة المباركة . وقد حصلوا على تلك الشرايط من الحفلات الدرية الأسطورية الرائعة التي كان يقيمها في مدن وقرى كردفان ودارفور . عبد الرحمن عبد الله كان حريصاً على الالتقاء بجماهيره وأهله في كردفان ودارفور وحتى في تشاد ونيجريا وليبيا. استوعب هذا الفنان العبقري جمال كردفان في وجدانه وقدمه لنا أعمالاً فنية خالدة لا تزال نغماً حبيباً في فم الزمان. جاءت أغانيه وانشوداته سيمفونيات بديعة الصنعة تحكي سحر كردفان وجمالها بسهولها وتلالها ورهودها وسحبها وأهلها بسجاياهم وأرواحهم السمحة البسيطة الوادعة.
    يشق بنا اللوري في تلكم الرحلة الحالمة البهيجة الطريق من المجلد إلى النهود ثم إلى الأبيض سابحاً على أهازيج وأناشيد أستاذنا عبد الرحمن عبد الله وإذا نزلنا في قهوة في الطريق دائماً ما نسمع ذات الأغاني من ذات المسجلات .. وإذا كان الوقت ليلاً في قهاوي أم طجوك أو الخوي أو الدودية أو أبو قعود للاستجمام أو المبيت تغمرك متعة ورومانسية ما بعدها حينما تنسجم أغنيات ودبارا مع الكون الكردفاني الساكن الهادئ في دجى يشرب من ضوء النجيمات البعيدة. ومن بعيد تسمع غناء أو دوبيت رجل سائر على دابته عائداً إلى حلته الصغيرة القابعة خلف الكثبان وخلف الأنظار (زولاً سرب سربه .. ختا الجبال غربه) نفس الصورة وذات الأسطورة.
    قرية العيارة هي آخر المحطات في طريق الأبيض قبل الأبيض ، الديم الكبير الرحيب الآمن – نحن نسميه أبو قبة فحل الديوم – الأبيض حاضرة بكل المقاييس لغرب السودان وهي مدينة متكاملة من حيث المعالم الحضارية والحضرية وهي قرية آمنة وادعة بسكانها وأخلاقهم السمحة وكرمهم العجيب وترحابهم بكل غريب.
    تحركنا من العيارة تجاه الأبيض . وكان الوقت بعد الظهر قريب من العصر .. واليوم كان مثل أيام الخريف عابق بالدعاش . الشمس متدثرة بكم كبير من السحب والغيوم وجوانحنا ملأى بالدعاش الذي حملته إلينا النسائم من بين أيدينا ومن أيماننا ومن جبال النوبة ومن خلفنا من الخوي . والطريق الرملي مرتو بماء المطر فهو ثابت وأبيض ناصع البياض . غسلته مياه الأمطار وكلنا شوق للأبيض يا أخوتي الكرام : نحن عشنا في الخرطوم وندرس فيها لكننا نرى الأبيض أرقى من الخرطوم ونهابها مهابة القرويين للمدن الكبيرة وسكانها الراقيين وتخفق قلوبنا أكثر كلما قربنا وتأتينا البشائر وأولها ظهور جبل أبو سنون على شمالنا ذلك الجبل الاسطوري المهيب الذي استعصم بالبعد عنا . قالوا لنا أن فيه شجر الأكسير .. جبل أبو سنون يظهر للقادم إلى الأبيض كذلك من الشمال ومن الشرق .. ونحن قادمون من الغرب.
    وتأتينا البشائر أناس ظراف عائدين إلى الظهارى من المدينة رجالاً ونساء ركباناً وراجلين نتبادل معهم السلام والتحايا في ألفة ومودة ونفوس مطمئنة . إلى أن وصلنا إلى داخل المدينة والوقت لا يزال أصيلاً والشمس ترسل خيوطها الذهبية من خلف الغيوم ووصلنا إلى بيوت أهلنا. وقابلنا الأهل بكل ترحاب ومحنة دافقة . الضيف هناك لا يزال V.I.P شخصية مهمة للغاية. ودخلنا على بعض الأهل والمعارف نؤدي واجب التهنئة لمن يستحق منا ذلك . . زواجاً أو مولوداً جديداً ونقدم العزاء لأصحاب العزاء .. ونبكي ونذرف الدمع حسب الوجعة.
    ثم أنه لفت نظرنا حركة غير عادية في الحي وسرعان ما علمنا أن هناك حفلة زواج في الحي عند فلان الفلاني يا سلام وأن الفنان عبد الرحمن عبد الله سيحيي ذلك الحفل – يا سلام يا سلام – إذن فعلاً وصلنا الأبيض .. واكتملت الفرحة ورأينا البنات والصبايا يتزاورن من بيت إلى بيت للتحضير للحفل .. ليس هناك كوافيرات أو صوالين تجميل .. كل شيء كان يتم بالتعاون والتكامل .. وصدقوني يا أخوان .. بناتنا هناك لسن في حاجة إلى كوافيرات أو صوالين تجميل ... بالعكس .. بالعكس أدوات التجميل وآلياته تشوه الوجوه مثل وضع الزهور الصناعية المغبرة وسط زهور الخميلة المغسولة بماء الندى.
    المهم نحن مدعوون للحفل وجاء أهل العرس وقدموا لنا الدعوة بكل أدب وإحترام وتقدير ووصلنا إلى بيت الحفل بعد أن وصل عبد الرحمن عبد الله ووجدناه في صدر المكان وحوله العازفون الأوفياء الاخوة الصادقة .. وكالعادة كان الكل يوزن آلته الموسيقية .. بينما كان الفنان عبد الرحمن منشغلا بالسلام على الأصدقاء والمعارف كان حريصا على أن يقوم لكل من يأتي إليه محيياً ويسأله عن الحال والأحوال . وبقدر ما كان الحضور يعيش في نشوة وانتظار لبداية الفاصل الأول كان الجميع يتخوفون من هطول الأمطار .. لأن السحب كانت تتبختر في السماء وكان القمر في دوره الثاني بهيا جميلا يغطي وجهه أحيانا بسحب رقيقة وأحيانا كثيفة واحيانا ينزل علينا رذاذا يداعب الوجوه. وتنطلق الدعوات للمطر أن يقدر الموقف ، وتنطلق التعليقات الضاحكة " العريس بياكل في حلة " ثم بدأ ود بارا الفاصل بالرميات المعهودة ودخل على " الزمام أبو رشمة " يا سلام وماج الجميع وحلت المتعة والاستمتاع والاستماع للفن الأصيل .. وطبيعي أن تكون هناك معلمات وسط البنات .. فأنشد ود بارا أغنية " المعلمة " وقامت المعلمات ورقصن وقام المعلمون وهزوا وبشروا . ثم دلف ود بار إلى " المعلم " هذا الفنان هو الوحيد الذي غنى للفضائل وغنى للقيم وغنى للمعلم والمعلمة. واستمر الحفل عطاء فنيا نقيا وتلق واع من الجميع في أدب ورزانة .. لا يجرؤ أحد على انتهاك حرمة المكان فالجميع هناك أخوة وأخوات وأولاد عم وبنات خالات . تمسك أدبك وتحفظ لسانك . استجاب ود بارا للطلبات وغنى " جدى الريل " القطعة الرائعة وغنى " البلوم " وعاد بنا نحن مرة أخرى إلى النهود إلى بابنوسة إلى المجلد إلى الماضي القريب والماضي البعيد. وحانت مني انتباهة ونحن في غمرة النشوة والانفعال فأنا المفتون دائماً بالقمر نظرت إلى السماء فوجدت القمر فارضا سلطانه على كل السحب .. إلا من غيمات صغيرات تداعب وجهة الوضئ وعلى يمين القمر ويساره نجيمات بعيدات .. كأنهن يسترقن السمع إلى تلكم الأهازيج الساحرة .. والنجيمات البعيدات يا سادتي معروفات لنا .. تلك نجمة الدلنج وتلك النجمة فوق الضعين وتلك فوق أم بادر والبعيدة تلك في دار صباح كوستي ومن بعدها الخرطوم.
    ويستمر الحفل والطرب البرئ ويمتلك الفنان عبد الرحمن عبد الله زمام الأمور ويمسك بأزمة القلوب في يده يسير بنا كالربان الماهر لمركبة فضائية تسيح بين النجوم ويطلق أدباً راقياً عفيفاً وغناءً صافياً نقياً.
    أخوتي الكرام:
    ونحن بعد أن أكرمنا الله بمجالسة الصالحين بعد عشرات السنين عدنا لنستمتع لذات الأغاني .. ولم نجد فيها ما ننكره أو نستغربه لأنها كانت أغان وأناشيد تسمو بأرواحنا إلى الأعالي وتغمر الوجدان بكل طيب محمود وكانت دعوة إلى الفضائل والأخلاق المرضية .. وهي التي نستمع لها الآن . إنها الفطرة السليمة والنفس السوية.
    جزاك الله عنا كل خير أستاذنا عبد الرحمن وحمداً لله على سلامتكم من الابتلاء الكبير وحمداً لله على سلامتكم من الابتلاء الكبير وحمداً لله على صبركم على المرض إلى أن جاءكم الفرج من الله الرحمن الرحيم الشافي الكافي.
    أسأل الله تعالى لكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة .
    والشكر كل الشكر للاخوة الذين نظموا هذا الحفل الرائع وعلى رأسهم الأستاذ الهواري والسادة الأفاضل. واذكركم بالشروع مباشرة في تكريم المبدع الأستاذ/ الطيب عبد الله ، الذي يعيش بيننا في جدة وهو من الذين يدين لهم الشعب السوداني بالاحترام والتقدير لعطائه الفني المتميز .
    وفي الختام أذكركم بانتهاز هذه الموسم الرباني في الليالي البيض " والفجر وليال عشر " بالأمس استقبلنا حجاج الجنوب وأول من أمس استقبلنا حجاج دارفور. وعمروا أعماركم بالعمل الطيب وادعوا الله أن يثبتنا نحن أهل السودان على الحق بالحق وأن ينصرنا على الشيطان وأعوانه .. وأؤكد لكم نحن ثابتون وسائرون في المسيرة القاصدة إلى الله سبحانه وتعالى .
    أستاذنا عبد الرحمن عبد الله مرة أخرى أرحب بكم في جدة وأسأل الله أن يتقبل العمرة التي أديتم وزيارتكم لسيد الأولين والآخرين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
    ونحن أبناء السودان في انتظارك لتواصل بنا ومعنا المسيرة القاصدة رائداً وفناناً ومادحاً لصاحب الحوض والشفاعة واللواء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
    سبحانك الله وبحمدك نستغفرك لا إله إلا أنت.
    أكرر الشكر والتقدير لكم جميعاً أخواني الأفاضل وأخواتي الفضليات على اجتماعكم هذا المساء المبارك لنقول كلمة وفاء وتقدير للأستاذ الإنسان المربي الفنان / عبد الرحمن عبد الله .
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    احمد التيجاني محمد الأمين – جدة
                  

01-08-2007, 11:26 AM

AbuAla
<aAbuAla
تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 444

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرياتي مع بلبل الغرب الأستاذ الفنان عبد الرحمن عبد الله /بقلم السفير احمد التيجاني محمد ال (Re: ghariba)

    Quote: الأخ العزيز صلاح
    تحية طيبة وبعد
    سعدت كثيرا بلقائك في قنصلية السودان بجدة عقب ذلك الاحتفال الذي أقامته القنصلية لاستقبال السيد رئيس الجمهورية، كان لقاء خاطفا، لكن روحك المرحة المنفتحة على الناس، وتلك الحميمية التي تعامل بها الآخرين رسمت صورتك في اذهاننا جميعا، وها أنت ذا تنشر تلك الكلمة الضافية التي ألقاها سعادة السفير أحمد التجاني في أمسية التكريم التي أقيمت على شرف الفنان عبد الرحمن عبد الله، وقد كانت أمسية رائعة لكنها لم توثق بالشكل المطلوب
    وكما يبدو من كلمة السفير أحمد التجاني، فانها لم تكن مجرد خطاب روتيني ينتهي بانتها مناسبته، بل كانت الكلمة عبارة عن نص أدبي جميل تختلط فيها الذكريات الدفينة بالوصف الآسر للمكان والزمان، وفي هذه الكلمة تتجلى بصمة السفير أحمد التجاني، فهو عادة ما يترك لسجيته العنان فتتداعى الصور والمعاني وبعض العبارات ذات الدلالات العميقة بشكل تلقائي، في هذا النص نجده قد تناول جانبا من خواطره الذاتية المضمخة بأغنيات الفنان عبد الرحمن عبد الله، وكانه قراءة ذاتية لمسيرة هذا المبدع الفنية، تأمل معي عزيزي القاريء هذه الفقرة من كلمة السفير (وسرعان ما علمنا أن هناك حفلة زواج في الحي عند فلان الفلاني يا سلام وأن الفنان عبد الرحمن عبد الله سيحيي ذلك الحفل – يا سلام يا سلام – إذن فعلاً وصلنا الأبيض .. واكتملت الفرحة ورأينا البنات والصبايا يتزاورن من بيت إلى بيت للتحضير للحفل .. ليس هناك كوافيرات أو صوالين تجميل .. كل شيء كان يتم بالتعاون والتكامل .. وصدقوني يا أخوان .. بناتنا هناك لسن في حاجة إلى كوافيرات أو صوالين تجميل ... بالعكس .. بالعكس أدوات التجميل وآلياته تشوه الوجوه مثل وضع الزهور الصناعية المغبرة وسط زهور الخميلة المغسولة بماء الندى ) ( بدأ ود بارا الفاصل بالرميات المعهودة ودخل على " الزمام أبو رشمة " يا سلام وماج الجميع وحلت المتعة والاستمتاع والاستماع للفن الأصيل .. وطبيعي أن تكون هناك معلمات وسط البنات .. فأنشد ود بارا أغنية " المعلمة " وقامت المعلمات ورقصن وقام المعلمون وهزوا وبشروا)، لقد عودنا السفير أحمد التجاني في كل لقاءاتنا الثقافية أن يعد كلمته بكل عناية، أذكر أننا حين أقمنا ندوة عن الأغنية السودانية مع الموسيقار طارق عبد الحكيم كانت كلمة الاستاذ أحمد التجاني سياحة أكاديمية في أغنية الحقيبة،
    شكرا أخي صلاح على هذا البوست وتعميما للفائدة اقدم هذا النص الذي كنت قد افتتحت به حفل تكريم المبدع عبد الرحمن عبد الله ليلة تكريمه، وقد شاركني كل من الاستاذ ابراهيم المك، والسر محمد أحمد، والاستاذة شادية عبد الله في تقديم الأمسية:

    (أصغى جيدا لصوت الجريد اليابس في هبوب الريح، ورأي البرق بأم عينيه في الأفق البعيد، والمطر يصالح الرياح، وعروس النيم تصيخ بأذنيها لنداء الحياة فيفتر ثغرها الأخضر، وتبتسم حتى يتناثر منها الكاويك على بشارات الأمواج الصغيرة وهي تتلاتع وتتلاشى في الأزيز الذي يصدر من الرهود مع تباشير الصباح الأولى، أصغى جيدا لسمفونية رياح أمشير وهي تلتحف الزمهرير في ردهات الحوش الكبير حيث ابريق النحاس المزخرف ومسبحة الصندل وعصا السلم وفروة الصلاة، كان يشعر في قرارة نفسه بأنه يجب أن يغني للمعشوقة، أغنية تستوعب كل هذه المفردات، أوحى اليه الدعاش أن يجرب، أصغى اليه الناس جيدا، ثم أحبوه جدا، طلبوا منه أن يغني للحبيبة، فغني للمعشوقة ذات العينين الخضراوين والحاجبين المقوسين ببراعة عند المقرن حيث انكسار الضوء في انعطافة المساء، قال أحب أن يسمع الناس غنائي، للخلاسية المجدولة الساقين أطفالا خلاسيين لأنها كل الرحيق، لعروس الرمال الأبيض وللفاتنة الخرطوم، ثم ترك عقيرته للغناء (حمامة السلام طيري، نادي لى منقو زنبيري)حتى اذا أدركه الصباح رأى فتاة بحجم التاريخ والجغرافية ناداها بأعلى صوته (جدى الريل يا بو قزيمة، تعال نتمشى في الغيمة) قالت لست ذلك، أوضح مراده (غيمة ريد ترش في رهيد، شواطيه الخضر ديمة) أعاد النداء للقمرية التي (تفر جنحيها ذي توبها) " يا بلومي شيل السلام، السلام لكل الرواكيب الصغيرة في أعالي جبال النوبة وكثبان الكبابيش وفيافي الهواوير وكنانة وحتى سهول ديار حمر وخيرانها الجميلة وحتى غابات المسيرية والدينكا ماريق والدينكا مجير في أبيي والدمبلوية وبحر العرب في قهاوي أم طجوك أو الخوي أو الدودية أو أبو قعود ،التي أصبحت في سمفونياته أكبر من مدن )

    ولنا عودة ان شاء الله ، مع أطيب تحياتي

    سيف الدين عيسى مختار/جدة
                  

01-08-2007, 12:27 PM

Ridhaa
<aRidhaa
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ذكرياتي مع بلبل الغرب الأستاذ الفنان عبد الرحمن عبد الله /بقلم السفير احمد التيجاني محمد ال (Re: ghariba)


    الأخ المهندس صلاح غريبة لك التحية والأخ الصديق الدبلوماسي احمد التجاني
    وأهديكم أغنية الذكريات

    وسوف أقوم بتنزيل أغنية لبلبل الغرب الأستاذ عبدالرحمن عبدالله

    خالص تحياتي


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de