ما زال دم كليب ساخنا..!!!!! تركى الحمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 01:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-08-2007, 00:23 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما زال دم كليب ساخنا..!!!!! تركى الحمد

    Quote:

    كانت رائحة الطائفية والحقد والتشفي والأخذ بالثأر واضحة في لقطات إعدام الرئيس الراحل صدام حسين. هذه اللقطات التي تلخص في لحظات قصيرة، تاريخاً طويلاً من طبيعة العلاقات بين البشر في هذه المنطقة المبتلاة من العالم، بدءاً من عصور ما قبل الإسلام، مروراً بتاريخ الإسلام، وصولاً إلى العصور الحديثة. كان واضحاً أن الذين ينفذون حكم الإعدام، لا يفعلون ذلك على أساس أن القانون حكم بذلك، فقد حكم عليه بالإعدام قبل أن يُحكم عليه بالإعدام، أو أن العقوبة هي نتيجة طبيعية لجرائم الرجل، بل كان الدافع الأساس هو الثأر والتشفي والموقف الطائفي أولاً وآخراً. نعم، لقد طالت جرائم صدام حسين ضد الإنسانية فئات وطوائف وأعراقاً وأقواماً كثيرة، ولكن ما أن سقط، حتى أعدم ثأراً وانتقاماً لجرائمه ضد طائفة واحدة، لا تحقيقاً للعدالة المجردة، وهنا يكمن الخلل، سواء في الطريقة التي أُعدم بها وتوقيتها، أو فيمن قام بالتنفيذ. والحقيقة أن موضوع إعدام صدام حسين ليس القضية هنا، بقدر ما أن تلك الصورة تعكس واقعاً وتاريخاً مليئاً بالعنف والدم، مبعثه مبدأ الثأر بين قبائل وعشائر وأحزاب العرب، منذ أن وجدوا وحتى هذه اللحظة، مما يدعو إلى القول إن ساعة الزمن واقفة عند لحظة لا تتجاوزها في التاريخ العربي: تتغير الأشكال والمضمون واحد.

    ففي المجال العراقي الحديث، كان الثأر والتشفي هو مضمون السياسة في بلاد الرافدين. ورغم أن السياسة هي ما يُفترض أن يكون المؤطر لما حدث ويحدث، إلا أن ما في الصدور يفوق كل الأمور. فما حدث في الرابع عشر من تموز عام 1958 مثلاً، حين قام الجيش بانقلابه الدموي، الذي صفى من خلاله الملك فيصل الصغير والأسرة الهاشمية المالكة، وسحل من سحل من رجال العهد الملكي، من دون أن تكون هناك حاجة لذلك، كان الدافع هو شهوة الدم، ولذة الثأر والتشفي. وفي العهد القاسمي، حين تحالف عبد الكريم قاسم مع الحزب الشيوعي للوقوف في وجه المد الناصري، كانت ميليشيات الحزب الشيوعي تقوم بتصفية كل من له علاقة بالفكر القومي أو الحركة القومية، من بعثيين وناصريين وقوميين عرب بدافع سياسي وايديولوجي، وبوحي من مقولات فكر أحادي، إلا أن لذة الدم المراق وجنون الثأر لأيام خوال وثمالة التشفي، دافع لا يمكن إخفاؤه رغم كل ذلك. وعندما قُتل عبدالكريم قاسم في انقلاب البعث الأول عام 1963، قامت ميليشيات البعث بالثأر لما حدث أيام الزعيم الأوحد، فلاحقت الشيوعيين في كل مكان، وهي تشعر بالنشوة في سحلهم وإراقة دمائهم. وعندما عاد البعث ثانية عام 1968، صفى كل من لم يكن بعثياً، وإن تحالف مع بعضهم ظاهرياً.

    ومع مجيء صدام حسين، لم يعد الأمر قاصراً على بعث وشيوعية، بقدر ما أصبح الأمر تفريغ مجتمع مدني كامل من كل محتوى وأي محتوى. وبأخذ البعد العربي في الاعتبار، نجد أن الظاهرة العراقية هي ظاهرة عربية عامة، قديماً وحديثاً، وإن وجدت تجسداً أوضح في الحالة العراقية الحديثة. فحين طعن جساس بن مرة كليبا طعنته القاتلة، تعهد الزير سالم أبو ليلى المهلهل، أخو كليب، ألا يشرب الخمر، ولا يقرب النساء والطيب حتى يأخذ بثأر أخيه، بل وبثأر شسع (ما يربط به النعل) نعل كليب، فقامت الحرب بين بكر وتغلب أربعين عاماً، كادت أن تقضي على القبيلتين، قبل أن تخمد جذوتها، وذلك مثل النار التي يخبو أوارها عندما لا تجد شيئاً تأكله. لقد كانت كل المشكلة أن جساساً حمى عجوزاً يُقال لها البسوس، وكانت لها ناقة جرباء رعت في حمى كليب، الذي عندما رآها في حماه، أطلق سهماً على ضرعها فصرعها، وهنا ثارت ثائرة جساس فقتل كليباً زوج أخته جليلة، لا لأن كليباً كان طاغية مستبداً، بل لأنه أهانه وقلل من شأنه، فكانت حرب البسوس. وبذات الدافع قتل عمرو بن كلثوم عمرو بن هند، لأنه أراد إذلال أمه، أو هكذا صور له الأمر، حين أوعز لأمه أن تأمر أم ابن كلثوم بأن تؤدي لها خدمة على مائدة الطعام، فصرخت أم عمرو بالذل الذي أصابها، فقام ابن كلثوم من ساعته وقتل ابن هند وخرج وهو يرتجز قصيدته الشهيرة، التي تشكل أفضل شرح لطبيعة السياسة في عالم العرب حتى هذه الساعة، والتي يقول في بعض أبياتها: «ألا لا يجهلن أحد علينا.. فنجهل فوق جهل الجاهلين»، وفي بعضها: «ونشرب إن وردنا الماء صفواً.. ويشرب غيرنا كدراً وطينا، أي «أنا»، ولا أهمية لغيري.

    وحرب داحس والغبراء كان سببها في النهاية تبادل عمليات القتل، كل يأخذ بثأر آخر، حتى كانت الحرب التي لم تبق ولم تذر.

    وفي الإسلام، وفي العهد الراشد، أو العصر الذهبي للسياسة في التاريخ الإسلامي، قامت المعارك بين علي، الخليفة الشرعي الرابع، وعائشة وطلحة والزبير، ومن بعدهم جاء معاوية بن أبي سفيان رافعاً ذات الشعار، مطالبين بالاقتصاص من قتلة عثمان، أو بعبارة أخرى، مطالبين بالثأر لعثمان، إذ أن القصاص ومعاقبة المجرمين هو من حق الخليفة الشرعي وحده. نعم لقد كانت السلطة في النهاية هي الدافع المحرك، ولكن شعار الثأر هو العنوان المرفوع، وإن غلف بأغلفة أخرى، ومما يدل على ذلك هو أن الدعوة للاقتصاص من قتلة عثمان اختفت ما أن تم الأمر لمعاوية، وسقطت ثمرة الملك بين يديه. وعندما أعلن الحسين بن علي ثورته على يزيد بن معاوية، وغادر مكة ملبياً دعوة شيعته في الكوفة بالقدوم إلى العراق لمبايعته والوقوف إلى جانبه، قُتل في كربلاء بعد تخلي شيعته عنه، وهنا كانت المأساة التي كانت البداية الحقيقية للتشيع، كحركة سياسية، ومذهب مستقل، أصبح شعاره الرئيس: «يا لثارات الحسين». وعندما سقطت ثمرة الملك في يد بني العباس، قاموا بتصفية كاملة لكل من فيه عرق أموي، بل أنهم نبشوا قبور الخلفاء من بني أمية، وصلب ما كان سليماً من جثثهم، في حركة تنم عن التشفي والأخذ بالثأر، حتى ممن هم في القبور.

    أجل، اللحظة الزمنية العربية متوقفة عند نقطة معينة، منذ قتل جساس كليباً، وحتى يوم إعدام صدام حسين: لحظة تدور حول نفسها في عمليات ثأر وتشف و«نشرب حين نرد الماء صفواً.. ويشرب غيرنا كدراً وطينا» (ولماذا لا يشرب الجميع الماء صفواً؟)، سواء في العلاقات بين أطياف المجتمع المختلفة، أو في العلاقات مع أطياف العالم المختلفة. قد تكون القبيلة ذات يوم هي الباعث على الثأر والتشفي، وقد تكون العائلة ذات يوم آخر، وقد تكون الطائفة اليوم والحزب بالأمس، وقد يكون الشعار قبلياً أو قومياً بالأمس، أو دينياً اليوم، ولكن تتغير الأشكال وشهوة الدم واحدة.

    ما يجري في العراق، بل وما يجري في لبنان والسودان والجزائر والصومال وغيرها مما يحمله الرحم العربي، هو نتيجة ثقافة متحجرة تأبي أن تتغير، أو يؤبى عليها أن تتغير، فهي ذاتية الإنتاج بشكل غريب، محمية بحراس أشداء، حتى أن ديناً مثل الإسلام لم يستطع أن يروضها إلا لفترة وجيزة، ثم استوعبته هي، وتحولنا إلى طوائف ومذاهب وعصبيات وقبائل وعشائر وعادات وتقاليد، وقتل الجميعُ الجميعَ دفاعاً عن الإسلام، بينما هي السلطة والثروة والعصبية والجهل من يقف وراء كل ذلك، البعض يفعل ذلك عن وعي وعلم، والبعض عن جهل وعقل لا يعرف إلا التعصب سبيلا. لم يمت المهلهل ولا برد دم كليب ولا انتهت مناوشات بكر وتغلب وغرور ابن كلثوم، فما زالوا يعيشون بين ظهرانينا، حتى نقرر متى نطردهم، ولكن متى؟ هنا يكمن السؤال
                  

01-08-2007, 00:37 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48856

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما زال دم كليب ساخنا..!!!!! تركى الحمد (Re: jini)

    سلامات يا جني، وكل سنة وإنت طيب.. شكرا..

    Quote: والحقيقة أن موضوع إعدام صدام حسين ليس القضية هنا، بقدر ما أن تلك الصورة تعكس واقعاً وتاريخاً مليئاً بالعنف والدم، مبعثه مبدأ الثأر بين قبائل وعشائر وأحزاب العرب، منذ أن وجدوا وحتى هذه اللحظة، مما يدعو إلى القول إن ساعة الزمن واقفة عند لحظة لا تتجاوزها في التاريخ العربي: تتغير الأشكال والمضمون واحد.


    الثأر عبر عنه الشاعر نزار قباني بعفوية عجيبة في قصيدة من قصائده حيث يقول:

    Quote: وأنا مهتمّ بالتاريخ ،
    وعصر يخرجني من هذا العصر
    وأنا بدويّ .. أخزن في رئتيّ الريح ،
    وأخزن في شفتيّ الشمس ،
    وأخزن في أعصابي الثأر ..
                  

01-08-2007, 05:44 AM

المسافر
<aالمسافر
تاريخ التسجيل: 06-10-2002
مجموع المشاركات: 5061

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما زال دم كليب ساخنا..!!!!! تركى الحمد (Re: Yasir Elsharif)

    واكليباه...


    أخاف أن تعود هذه الصيحة وتعم الديار حتى يعم الخراب
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de