واذا جاءكم فاسق بنبأ !!!

Quote: التقرير اتهم أصحاب القبعات الزرقاء والجيش القُصّر في الجنوب بين الاغتصاب وغياب التنمية !! تقرير : سلمى فتح الباب تقريران نشرتهما صحيفة «الديلي تلغراف » اللندنية الاسبوع الماضي.. الاول اعده مراسل الصحيفة بشرق إفريقيا مايك فلانز بعنوان «الأمم المتحدة تجرى تحقيقاً فى اغتصاب فتيات فى السودان».. اما الثاني فقد اعده كيت هولت بعنوان «إغتصاب الفتيات فى السودان» ويتحدث التقريران عن أن أصحاب البوريهات الزرقاء قاموا بدفع نقود لفتيات فى سن ال «12 »عاما مقابل ممارسة الجنس معهن وهؤلاء يتبعون للبعثة الموجودة فى جنوب السودان والتى تسمى بعثة الأمم المتحدة. هذه النقطة -اي ممارسات جنود البعثة وتحرشهم بالفتيات القصر- كانت النقطة الاساسية في التقريرين اللذين انتشرا في وسائل الاعلام داخل وخارج السودان .. وقد ركز كل تقرير علي تناول الموضوع من زاوية ولكن ثمة نقاط متفق عليها هنا وهناك جديرة بالوقوف عندها للتثبت من مدي صحتها او مطابقتها للواقع ....فالصحافي كيت هولت تحدث عن زيارته لجوبا في اواخر العام 2005م وبداية العام 2006م وكيف انه عمل في زيارته الاخيرة مع النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب خلال الحرب الاهلية في السودان ، حيث قال في تقريره «عدت إلى جوبا فى يناير 2006 للعمل مع النساء اللائى اغتصبن أثناء الحرب الأهلية وشرعت اسأل عن الدعم المتاح، فكثير من تلك النسوة أصبحن أرامل أثناء الحرب وهن الآن الداعمات الوحيدات لأسر عريضة. وبعضهن هجرن من قبل أزواجهن الذين مضوا لحالهم مع نساء أخر، وليس للنساء المتزوجات حقوق مع عدم وجود نظام نافذ للإصلاح القانونى أو الدعم القانونى. وقد عانى الكثير منهن الفقر المدقع حيث عرضن أنفسهن خلال الحرب الأهلية لممارسة البغاء مع جنود الحكومة السودانية لدعم أسرهنّ » ... ويضعنا كيت امام حديث ربط به بين الواقع الذي تعيشه النسوة الان في جنوب السودان بوضع سابق في ايام الحرب التي كانت دائرة في جنوب السودان ، وفي حديثه هذا اتهام صريح ايضا لجنود الحكومة السودانية « علي حد تعبيره » في ذلك الوقت ..وهو اتهام وجهته عبر الهاتف للمقدم الصوارمي خالد سعد من مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة في اتصال هاتفي « للصحافة » فقال « هذه مسألة قانونية والقوات المسلحة اذا فعلت ذلك يجب ان تحاسب وهي مستعدة لذلك والعسكري عادة ما يحاسب بالقانونيين « المدني والعسكري» ، و اضاف« لكن نحن لسنا مع اطلاق الاتهامات دون ادلة والمسألة ليست مسألة ادعاءات ، واعتقد ان هذا اتهام في غير محله ومن دون ادلة » ، وتابع الصوارمي «حتي لو حدث هذا الامر من عسكري يتبع للقوات المسلحة فهو يختلف من حدوثه من جندي اجنبي لان السوداني يمكن محاكمته داخل بلاده اما الاجنبي فتحاكمه دولته » ، وفي راي الصوارمي ان القضية قضية سياسية وان الاتهام غير مقبول .. * يقول كيت في تقريره انه حقق في الامر لاشهر مع مئات الفتيات ويصف حال مدينة جوبا الان بعد اتفاق السلام بقوله « الطرق المتآكلة مكتظة بسيارات الأمم المتحدة البيضاء اللون والسيارات التى تحمل العاملين التابعين للمنظمات غير الحكومية فضلاً عن سيارات أولئك الذين اتوا للإستفادة من الإحتياطات النفطية الضخمة وغير المستغلة » ..كما تحدث كيت عن واقع الفقر الذي يعيشه الاطفال الان والاعمال الهامشية التي يمارسونها في الاسواق وغيره ، ورسم صورة قاتمة خالية من الالوان لمدينة جوبا حين يقول«افتتحت الأسواق تدريجياً وهناك حانات فى كل مكان ، وهى حانات يديرها أناس من كينيا ومن يوغندا ومن الكونغو ، حيث تعزف الحانات الموسيقى فى الساعات القليلة ، وتعطى مستخدمى الأمم المتحدة وعمال المنظمات غير الحكومية فرصة للإستجمام فى نهاية أيامهم الطويلة. ولكن عندما تبدأ الموسيقى فى الهدوء وتخف حالة الشرب، تكون هناك تجارة أكثر غموضاً وسرية خارج تلك الحانات حيث تبيع الفتيات اليائسات أجسادهنّ لأى أحد لديه نقود» ... الصورة الاخيرة تسترعي الانتباه وتثير العديد من التساؤلات مثل هل لا زالت الاوضاع في الجنوب بهذا السوء بعد ان مضي عامان بالتمام والكمال علي اتفاقية السلام واين تذهب الاموال التي تستلمها حكومة الجنوب وهل ما يحدث ثقافة سائدة بالمنطقة ام وضع شاذ فرضته الظروف الاقتصادية ..الاستاذ ملوك مجوك ، السكرتير الاداري للقطاع الشمالي للحركة الشعبية ، وعضو المجلس الوطني، قال لي في اتصال هاتفي معه امس عندما طرحت عليه هذه الاسئلة « لا اعتقد ان ما حدث هو الحالة الاولي من اغتصاب لقاصرات ولا يرجع السبب في ذلك للعامل الاقتصادي وحده ، فالولايات المتحدة الاقوي اقتصاديا تحدث بها حالات اغتصاب ، فهنالك قس اغتصب قاصرات . ولكن عموما هذا عمل مشين خصوصا وانه جاء من افراد من البعثة ، فهم بذلك لم يحترموا مهنتهم ولم يحترموا منظمتهم ، وستقوم حكومة الجنوب بالتحقيق في الامر لانها المسؤول الاول عن الشعب السوداني الموجود بالجنوب ».. ويمضي في حديثه عن الوضع الاقتصادي بقوله « الاوضاع السائدة في الجنوب الان ناتجة عن الحرب التي كانت سائدة فيه والتي خرج منها الجنوب مؤخرا ..واموال الجنوب تذهب للتنمية وتوزع حسب الاولويات ولا توزع للافراد في ايديهم . وتظهر هذه الاموال في المرتبات . فالاجور في الجنوب اعلي من الاجور في الشمال وهذا الشيء يساعد في رفع مستوي المعيشة ، كما ان المواد التموينية في الجنوب مدعومة » .. ونفي الاستاذ ملوك ان يكون ما يحدث نتيجة لثقافة سائدة في الجنوب ، وقال ان ما حدث حدث في مواجهة اطفال «قصر » وهذه جريمة ، واضاف ان المرأة الزانية في جنوب السودان تجد مقاطعة اجتماعية « رهيبة» ، علي حد تعبير الصحافي المراسل مايك فلانزر، الذي قال في تقريره « إن عملية الإنتهاك بدأت قبل عامين عندما دخلت البعثة فى الجنوب لتساعد فى عملية إعادة بناء المنطقة بعد 23 عاماً من الحرب الأهلية، فالأمم المتحدة لديها حوالي 10000عسكرى فى المنطقة ومن كل القوميات ، حيث تشمل الدعاوى قوات حفظ السلام والشرطة العسكرية والموظفين المدنيين. وقالت صحيفة الديلى تلغراف «ان التقارير تحدثت عن اكثر من 20 ضحية يزعمون أن بعض موظفى قوات حفظ السلام والموظفين المدنيين الموجودين فى جوبا يأخذون بانتظام الفتيات الصغيرات فى سيارات الأمم المتحدة ويجبروهن على ممارسة الجنس ». وتبقي تساؤلات عديدة حول الامر برمته ، وحول الظروف الاقتصادية بالجنوب .. هل الابعاد من البعثة والحديث عن محاكمات للجنود المبعدين ببلدانهم هو كل المتاح للامم المتحدة ، وهل للامر بعده الاقتصادي؟.

(عدل بواسطة Emad Abdulla on 01-07-2007, 04:48 AM)