والخرطوم تزدان وتشتعل فرحةً ً وبهجة ً تمد أياديها تحتضن أبنائها تزف إليهم تهانى العام الجديد وتمتلئ أزقتها وحاراتها العريقة ومدنها الصغيرة الحديثة وما بين هذا وذاك وإختلاطه تشاركهم قوات الشرطة ... ولكن وهى ترمى بنيرانها وسط الأطفال والشباب والأسر فى منطقة الخرطوم 1 والخرطوم 2 وحى العمارات وتتصاعد النيران واللهب ويعصف الدخان بالمحتفلين. وذلك لأنهم يتجمعون فى وسط الخرطوم الجديدة( قديماً كان الإحتفال بالعام الجديد بوسط الخرطوم القديمة حيث الملاهى والفنادق والبارات والكازينوهات والمراقص وهى المنطفة الممتدة من السكة حديد بإتجاه الشمال إلى النهر وغرباً حتى النيل الأبيض ملتقى النيلين). ومعلوم أن المدن تحتفل بابنائها حيث يسهل عليهم التجمع كما فى الساحات ولكن حكومتنا الرشيدة لم تترك لنا موضع قدم لنحتفل في ، كم أن العقلية البوليسسة لا تستوعب ذلك. وها هى تعلم أن وسط الخرطوم الجديد موضع إهتمام ونظر بين سكان العاصمة واعتادوا التجمع فيه ليلاً وخاصة فى راس السنة والعام الجديد وعيد الميلاد،،، وأتت مدججة بالسلاح والعتاد لتقاتل عدو الله وعدوها الشعب الأعزل والأطفال الأبرياء الذين يؤدون خلق ذكرياتهم مع المكان قبل أن يفقدوهالرتابة الحياة. وهاهى تقهر الأباء وهم يفرحون مع أبنائهم وتذيد من حسرتهم حيث يصعب عليهم مقابلة الخطر الأتى من الشرق (تدافعت قوات الشرطة من شارع المطار بإتجاه الغرب وحاصرت الجموع فى شارع 1 بالعمارات وجوانبه ورمتهم بالقنابل الصوتية والبمبان أو كم يقولول الغاز المسيل). هل يتصور شخص عاقل أن قسم شرطة العمارات وحده محاط بعدد 15 عربة شرطة من فئة النجدة والعمليات وكلكم يعلم مزايا هذه الجماعة. مع العلم أنهذه الخمسة عشر عربة فقط تحيط بالقسم وبعد الساعة الثالثة صباحا وغيرها ما لا يعد تحيط بالمحلات التجارية وتراقب الشوارع المتفرعة. هل يمكن تصور أن ثلاثين عربة شرطة تهاجم وترهب وترعب الجمهور الأعزل ولا يفيدها الدفع بالحماية لأن المدن المحترةم وسلطاتها لا تنزل قواتها للشارع بالسلاح إلا فى حالات محددة وبأمر من سلطات قضائية أو شبه قضائية . *********** رغم الوجع والحسرة والألم لا تقف الحياة ، وإنسانية الإنسان تدفعه للفرح كما تعتصره عند الألم .... ولذا أليس من حقنا أن نسعد ببعض الوقت ونخلق لأجيال قادمة ذاكرة .. وقيمة فالإحتفال قيمة وتقديس للزمان والمكان بين الذاكرة والنفس.بين الروح والجسد.بين الإنسان وأخيه الإنسان. ****** هل يستحق مواطن أو مجرد طفل يافع أن يدان أمام القضاء لمجرد تجمعه إحتفالاً بالعام الجديد فيجد أنه بداخل مخفر الشرطة ( وما أدراك ما مخفر الشرطة) ويقتاد صباحاً ليوضع أمام منصة القضاء ويدان لمجرد الإحتفال بالعيد والعام الجديد. انها إنسانية الإنسان التى تنتهك والتى تجعلنا نتسآءل ماذا فعل ذاك الطفل وما أجرم فيه ذاك الشاب ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولكن فى السودان كل شئ مباح حتى السلاح ليل صباح .
عفواً لكل منا فالذاكرة قد تعود بنا للحظات أليمة يصعب تقدير أهمية هذا الحدث الذى قد نستضره عند المقارنة ، ولكن ما يبدو صغيراً هو كبير أمام غيره.
عمرو كمال محام الخرطوم يناير2007
01-05-2007, 10:51 PM
تراث
تراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588
ماذا أقول ..... هل يعقل أن تتحول الخرطوم إلى قرية كبيرة ، تلك المدينة التى تضاهى فى الزمن الجميل عواصم أوروبا. نعم أوروبا وللزين يقولون بغير هذا ( أنظر تاريخ الخرطوم، وغيره). نعم لقد أضاعوا المدينة ، والمدينة ترمز الى المكان والزمان ، فلا عاد هو المكان ولم يبقوا على الزمان. لقد غيروا الزمن ،ولقد غيروا الأنسان ففقد كثيرا من معالمه.... أفلا يغيرون المدينة. بالعربى كده والله لمن قريت تعليقك حسيت إنى بقرأ مقالى بعين اخرى، لقد تجولت بخاطرى وانت تعقب على كلماتى البسيطة واضفت لها ما يدور بدواخلى.. ونحن حين نتحدث عن المدينة نرمز لغيرها، الى الانسان وحاله ومآلات الحياة والوضع فى السودان، وحين تتغير المدينة ندرك كم هو ساءت الحياة واضمحلت روحها ومعالمها. حليل النوادى وحى الخرطوم 1 والخرطوم 2 ،،، لقد احاطتها جيوش الامن بنواديها ومنازلها وإداراتها.لقد تحولت الأندية لمراكز الدولة وقواعدها.لقد انتهى عهد السينما فصرنا فى عهد لا يذهب الى دور السينما سوى المتسولين والباحثين عن الشهوة وسط الهنداوات ( جمع هندية )الحسان الفاتنات. لقد توقفت الرياضة الى ساحات المحاكم بعد التمكين منها. لقد باتت الكازينوهات غلى صوانى بيرقر وللمارة فلا يحتمل عاقل الجلوس وسط الخرطوم لتناول طعامه من فرط ما يرى ويسمع. لقد اغلقت الفنادق والبنسيونات وهجرها اهلها ولقد أغلقت لذوى العيون المستطيلة ومن على شاكلتهم.... فندق قصر الصداقة احتله الكوريون وفندق السودان ملئه الصينيون الخ.... اما السكة حديد فقد صارت موقفا للبصات والحافلات هذه هى الخرطوم التى يحكمها ابناء الجوار والبصاصين والحديث يطول ***** دعوة
اجد هناك كثير من الموضوعات التى تناولها هذا المقال و تستحق المداولة والنقاش فلنقم منبرا وانا بانتظار تعقيبك واراء الاخوة الزوار عمرو
ورد فيما بعد ان الحكومة عبر لسان بوليسها الرسمى نكرت اعتدائها على الكنيسة بشارع 15 بالعمارات ولم تصطدم مع اهلها او غيره. والشارع فى ذلك يحكى عن نفسه والحال يعبر بذاته ولعل القراء تابعوا ذلك عبر وسائط الاعلام ولا حاجة لنا بتكراره. اما اللطيف والمؤسف ان الشرطة بررت مطاردتها للمواطنين واستعمال القوة وادوادته ان الجمهور حصبهابالحجارة ورشقها بالمياه، فكان ان اضطرت للقوة كمبرر لحماية طاقمها. الؤال الهام :- هل تقابل السلطة اطفالا يحتفلون العيد والعام الجديد باستعمال القوة لمجرود الرشق بالمياه. سادتى فى دول العالم لا يلجا البوليس الى استعمال القوة فى حال التظاهر ضد السلطة فما بالاكم بالتجمهر احتفالا بالعام الجديد . ولمن لا يعلمون..يمنع ااستعمال السلاح ضد الجمهور الا فى حال المواجهة وانفلات الامن وبامر من سلطات النيابة او القاضى المختص.. او دفاعا عن النفس(وعادة لا يكون فى مثل هذه الحال لاعتبار الحشد من الجانبيبن تظاهرها فيعود بنا للحال الاول وهو انفلات الامن ويخرج بذلك من وصف الدفاع عن النفس) واذا استطعت حقيقة توصيل الفكرة فلا حاجة بى للقول بان القانون افترض للدفاع الشرعى والدفاع عن النفس شروط يصعب تحققها فى ذلك الوضع، وكذلك لا يعف البوليس القول والدفع بالضرورة لان الضرورة تقدر بقدرها والمعنى واضح. اذا ما الذى دعى البوليس لمثل تلك الفعلة ليلة العيد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أنهم مجرد اطفال سادتى( أقصد الجمهور)
01-16-2007, 08:12 PM
AmroKamal
AmroKamal
تاريخ التسجيل: 11-21-2006
مجموع المشاركات: 795
ورد فيما بعد ان الحكومة عبر لسان بوليسها الرسمى نكرت اعتدائها على الكنيسة بشارع 15 بالعمارات ولم تصطدم مع اهلها او غيره. والشارع فى ذلك يحكى عن نفسه والحال يعبر بذاته ولعل القراء تابعوا ذلك عبر وسائط الاعلام ولا حاجة لنا بتكراره. اما اللطيف والمؤسف ان الشرطة بررت مطاردتها للمواطنين واستعمال القوة وادوادته ان الجمهور حصبهابالحجارة ورشقها بالمياه، فكان ان اضطرت للقوة كمبرر لحماية طاقمها. الؤال الهام :- هل تقابل السلطة اطفالا يحتفلون العيد والعام الجديد باستعمال القوة لمجرود الرشق بالمياه. سادتى فى دول العالم لا يلجا البوليس الى استعمال القوة فى حال التظاهر ضد السلطة فما بالاكم بالتجمهر احتفالا بالعام الجديد . ولمن لا يعلمون..يمنع ااستعمال السلاح ضد الجمهور الا فى حال المواجهة وانفلات الامن وبامر من سلطات النيابة او القاضى المختص.. او دفاعا عن النفس(وعادة لا يكون فى مثل هذه الحال لاعتبار الحشد من الجانبيبن تظاهرها فيعود بنا للحال الاول وهو انفلات الامن ويخرج بذلك من وصف الدفاع عن النفس) واذا استطعت حقيقة توصيل الفكرة فلا حاجة بى للقول بان القانون افترض للدفاع الشرعى والدفاع عن النفس شروط يصعب تحققها فى ذلك الوضع، وكذلك لا يعف البوليس القول والدفع بالضرورة لان الضرورة تقدر بقدرها والمعنى واضح. اذا ما الذى دعى البوليس لمثل تلك الفعلة ليلة العيد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة