|
|
 الضحية ** محاولة مسرحية
|
الضحية
تأليف: أمبدي يحيى كباشي
الشخوص:
العمدة عماط: مسن تجاوز السنة الخامسة والستين من عمره، متزوج من ثلاث نساء ولديه ثلاث بنات متزوجات واربعة أولاد أصغرهم عازب .
أحمد سيف الرجال: رجل في الأربعين من عمره متزوج وأب لولدين أحدهم طالب بالجامعة وفتاة واحدة تلميذة بالمرحلة الثانوية .
ام فاطمة : زوجة أحمد سيف الرجال.
فاطمة: إبنة أحمد سيف الرجال .
شيخ الدين : إبن أحمد سبف الرجال ، طالب بكلية القانون .
حنان ،حواء،خديجة: زميلات فاطمة بالمدرسة .
المشهد الأول
أم فاطمة في جالسة في عقر دارها تنجز أعمالها المنزلية العادية، يدخل أحمد سيف الرجال (أبو فاطمة):
أحمد: السلام عليكم
أم فاطمة: وعليكم السلام ،جيتا جيت
أحمد: أم فاطمة ، والله انا اليوم مبسوط خلاص
أم فاطمة: إنشاء الله خير ؟ جاك جواب من شيخ الدين ؟
أحمد: لا ،لا ، السبب تاني خالص
أم فاطمة : بشرني ، شنو الخلاك فرحان كده؟!
أحمد: اليوم فطين جاها عريس
أم فاطمة: عريس ؟! دا ياتو دا؟
أحمد: يا ولية أصبري ، أنا لسه ما عرفته، لكن قبيل في السوق العمدة عماط لمح لي وقال داير يجي يزورنا وبجينا بكرة العصر.
أم فاطمة: الله يجيبه، ما ولده العازب إلا عبد الرحمن ، وعبد الرحمن ولد مبسوط ومالي مكان الرجال
المشهد الثاني
أحمد وأم فاطمة جلوس في الدار ، يطرق الباب ، يقوم أحمد بإستقبال الطارق فإذا به العمدة، يدخل العمدة وبعد السلام والترحاب تخرج أم فاطمة.
أحمد: أهلا وحبابك يا أخوي ، البيت بيتك ،نورت فريقنا .
العمدة عماط: الله ينور قبرك، يتنحنح ..إحم..إحم.. والله..والله يا أحمد أخوي أنا جيتك زي ما قلت ليك أمس في السوق أنا جاييك
أحمد: مرحب بيك ، وحبابك عشرة.
العمدة: أنا يا أحمد أخوي جاي داير فطين على كتاب الله وسنة رسوله.
أحمد: ابشر بالخير ، إنشاء الله ما يبقى إلا الخير.
العمدة: دي الحاريها فيك،ما أنت راجل ونص.
أحمد: كويس يا أخوي ، دايرها لياتوا في عيالك؟
العمدة: (يضحك) والله ..والله يا أحمد أخوي ضحكتني، عيال شنو يا أحمد أخوي !! هسع عيال الزمن ديل في راجل بعرس مرتين ؟!
أحمد: هاي ، عرفت ، يعني دايرها عبد الرحمن الصغير ما خلاص هو بقي راجل وفي ميزها زمتعلم.
العمدة: مرتبكا، شوف يا أخوي عشان ما تمشي جاي ولا جاي، أنا جيت داير فطين لرقبتي دي ، ولا ماني عاجبك؟!
أحمد: لا لا ، قلت شنو؟! داي..ر..ها لرقبتك؟!
العمدة: أيوه، أنا ما لسع شاب والخير موجود وأنت شايفه قدامك ..هسع عيال الزمن ديل في زول بيأمنهم على بنته؟!
أحمد: متنحنحا .. أبشر بالخير يا زول، أنا بلقى الزيك وين ؟ وربنا يفتح ليها النصيب الزين .. إنشاء الله تكون عروسك .
العمدة: ها دي الحاريها فيك .. أنا مستعجل راجي تحدد لي العقد والعرس طوالي.
يخرج العمدة
المشهد الثالث
أم فاطمة تدخل على أحمد وهو جالس مسرور
أحمد: أبشري يا أم فاطمة، فاطمة نصيبها جاها
أم فاطمة: ها كلمك ؟ دايرها لمنو في أولاده؟ إنشاء الله الصغير الما عنده مرة داك ؟
أحمد: هوي يا ولية ، بتك أحسن من كدة ، ولد شنو؟! بتك دايرها العمدة ذاتو ، شوفي بتك رزقها كيف سمح .
أم فاطمة : خرابي!!! قلت شنو ؟ العمدة ذاتو؟! العمدة الأكبر من ابوي؟! أنت يا راجل جنيت؟!!
أحمد: (منتهرا) جن البفهقك ، أنت شوطنتي ؟ دا كلام نسوان ؟ أنا خلاص أديت كلمتي وما داير كلام فارغ
أم فاطمة: لكن..
أحمد: أسكتي . سدي خشمك دا . والله زمن !! كمان متين بقيت بقالبيني * في الكلام ؟!
أم فاطمة : تنسحب وهي تمسح الدموع من عينيها وتتمتم بكلام غير مسموع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بتقالبيني : تعارضيني وتناقشيني
المشهد الرابع
فاطمة مع زميلارتها بالمدرسة يراجعن دروسهن
فاطمة: والله أنا مستعدة وعاوزة متين الإمتحانات دي تجي عشا الواحدة تمشي تشوف الجامعة دي .
حنان: أصبري ، هو الباقي كله ثلاثة شهور ونحن لسه ما كملنا القراءة
حواء: هوي فاطمة دي كملت أي حاجة وكمان متوقع تدخل كلية الإقتصاد الأولى.
فاطمة: هوي يا غبيانة، أنا لو دايرة الإقتصاد بدرس علمي ؟! أنا إنشاء الله غير كلية الطب ما أدخل اي كلية . و أنت تشوفي .
خديجة: والله كلامك صح، إنت ماسكة الأولى من دخلت المدرسة لحدي هسع ، ربنا يوفقك .
حنان: والله صحي، هي لا بتنوم الليل ولا النهار ولا معانا في الهيصة ، كل وقتها للقراءة ، إنت عاوزة تبقي شنو؟!
فاطمة: يا جماعة أنا أخوي شيخ الدين هسع في كلية القانون جامعة الخرطوم وبشجعني ، أنا عاوزة أكون دكتورة و أخدم أهلي ووطني ، إنتو ما شفتوا حال ناسنا كيف؟؟
سعاد: والله يا فاطمة بتمنى ليك من كل قلبي تبقي دكتورة وتجي تحليها علينا ، شيفي مستشفانا هي ذاتها بتسوي المرض ، لو كان في من ناس البلد زيك كان حالنا إنصلح، وبقت عندنا مستشفى ذي الناس مش كوشة ذي دي !!
المشهد الخامس
أم فاطمة مهمومة جالسة في بنبرها * تدخل فاطمة من المدرسة .
فاطمة: السلام عليكم يا ست الحبايب ، مالك مهمومة كدة؟!
أم فاطمة: كو ما في شئ تعبانة شوية
فاطمة: بلهفة ، تعبانة؟! سلامتك نوديك الدكتور؟
أم فاطمة: لا ،لا ما في شئ ،بس رأسي بوجعني.
(يدخل أحمد ن تخرج أم فاطمة)
أحمد: تعالي يا فاطمة ،
فاطمة: نعم يا أبوي
ــــــــ
البنبر: عنقريب خشبي صغير يستخدم ككرسي جلوس حول النار
أحمد: شوفي يا بتي إنت بنت عاقلة و أنا راضي عليك ،لأنك من تبيتي *يوم ما عملت عمل زعلني ، وربنا يكملك بعقلك . أنا داير أوريك *أنا أبوك وبعرف مصلحتك وين.
فاطمة: أنت أبوي وأنا بنتك وما قصرت معاي ، دخلتني المدرسة وعمي معاك أبى يدخل بناته المدرسة وكان رافض تدخلني المدرسة ، وأنت أصريت والحمد لله أنا إنشاء الله ما أخيب ظنك وما أشمت الناس عليك ، إنشاء الله السنة أدخل كلية الطب.
أحمد: (متنحنحا) ربنا يكملك بعقلك ..لكن يا بتي البنت كن سوت شنو مكانها بيتها ، وكليتها ومدرستها الراجل البسترها ، وإنت خلاص جاك الراجل البسترك.
فاطمة: (متفاجأة تتمتم ) قلت .. قلت شنو يا أبوي؟!!
أحمد: أمس جاني عمك العمدة وطلب إيدك مني وأنا أديته كلمة وقلت أشاورك ، وإنت طبعا رأيك يا هو رأيي وما بتمرقي من كلامي .
فاطمة: تسكت مطأطأة الرأس .
أحمد: خلاص يا بتي دا الكلام الحاري * فيك ، أمشي على أمك.
المشهد السادس
أم فاطمة جالسة تغالب همومها تدخل فاطمة وهي تبكي أم فاطمة: تنهض وتحتضنها.. تعالي يا بنيتي ما تبكي ، وتشاركها البكاء.
فاطمة: أمي أبوي قال لي العمدة جاء وطلبني منه وأبوي أداه كلمة ، وأنا ما قدرت أسأل أبوي العمدة دايرني لمنو في أولاده ؟ وبعدين أنا ما دايرة أي زوتج ، أنا باقي لي ثلاثة شهور وادخل الجامعة ، (تنتحب).
أم فاطمة: تبكي بصوت عالي ومشروخ.. خلاص يا بتي ، نحن ما عندنا رأي مع أبوك .
فاطمة: لكن ياأمي إنت لازم تقولي لأبوي يخليني أمتحن أقلاها تكون عندي شهادة ، والظروف ما معروفة والشهادة أمان.
أم فاطمة: يا بتي أنا ما بقدر بقول لأبوك ،وإنت عارفة ، وبعدين يا بتي العمدة دايرك لنفسه ما لولده .
فاطمة ( تصرخ بصوت عالي)
يدخل أحمد : بلاش كلام فارغ ، سدي خشمك ، أسد نيتك ، اليسمعك يقول أبوك ولا أمك ماتت .. نسوان ما عندكن حياء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تبيتي: نشأتي
أوريك: أخبرك
حاري: متوقع
، تاني خلوني أسمع بغم * ،أنا حددت مع العمدة العرس. الشهر الجاي ومن اليوم تاني ما في لا مدرسة لا شيطان.
فاطمة: يا أبوي ..أبوي..
يخرج أحمد ويتركها تبكي ووالدتها
المشهد السابع
في ساحة المدرسة زميلاتها يتداولن خبر منعها من المدرسة وزواجه من العمدة ، مدير المدرسة يرسل رسالة لأحمد يحثه على العدول عن قراره وتركها تؤدي إمتحانها .
أحمد جالس في راكوبته ، يدخل إبنه شيخ الدين يسلم والده رسالة المدير
شيخ الدين: أبوي قبل شوية حنان زميلة فاطمة سلمتني هذه الرسالة لأسلمها لك
أحمد: رسالة؟ فيها شنو ؟ أفتحها وأقراها لي.
شيخ الدين : يقرأ رسالة المدير .. السيد ولي أمر التلميذة :فاطمة أحمد ، السلام عليكم ورحمة الله ، وبعد:
بلغني أنكم قررتم منع إبنتكم من المدرسة ولأنني أعلم مدي ذكاء فاطمة وما يمكن أن يكون لها من مستقبل في قادم الأيام فأتمنى عليك أن لا تحرمها وتحرم وطنها من خدماتها ، آملا أن تراجع قرارك وتتركها تؤدي رسالتها في مجتمعها ووطنها . والسلام .زمدير المدرسة
أحمد: كلام فارغ، والله دا آخر الزمن ، كمان شن دخل المدير في بتي ؟!
شيخ الدين: يا أبوي كلام المدير دا صحيح ، وبعدين يا أبوي فاطمة أصغر من أصغر أولاد العمدة ، كيف تزوجها له وهو أكبر منك أنت نفسك في العمر ؟! أنا ما موافق على هذا الزواج.
أحمد: آهـ !! قلت شنو؟! شوف الكلب دا ، متين بقيت بتقول كلامك مع كلامي وتعارضني؟! غرتك مدرستك دي؟ دي بتي وأنا جوزتها* أنت لو عندك كلام قوله في بناتك.
شيخ الدين: يا أبوي أنا عاوز أفهمك ، الدين ذاته..
أحمد: الدين؟!! شن علمك أنت بالدين ، دينكو هنا المدارس والشيوعية دا ؟! أنا سألت الفقير *وهو العقد ليها، قال أنا الأوافق وأنا الأرفض والبنت ما عندها رأي ولا شورة.
ـــــــــــــــ
بغم: همس
جوزتها: زوجتها
الفقير: الفكي
شيخ الدين: يا أبوي الله سبحانه وتعالى قال يشاوروا البنت ويأخذوا موافقتها .
أحمد: شوف يا ولد ، دي بتي وأنا جوزتها ، شن علمك أنت بقول الله ؟ أنت بتعرف أكتر من الفقير ؟ وتاني ما تتكلم معاي في الموضوع دا.
تزف فاطمة للعمدة عماط
المشهد الثامن
فاطمة جالسة في منزلها كسيرة النفس ، والعمدة مستلقي على العنقريب
العمدة: هوي يا بنيه تعالي جيبي لي الإبريق، أعجلي إنت مكسرة ، حيلك الميت دا ، أنا الطلقة* دي ما بتنفع معاي.
فاطمة تجلب الإبريق وتضعه وتعود
العمدة: تعالي هنا، أنا قبال أقول ليك أمشي تختي الإبريق وتمشي ؟! يضربها بالعصا ، شوفي الكلبة المطلوقة دي ، أنا النسوان القدامكي ما كسرن كلامي تكسري إنت ؟!
فاطمة تزعل وتذهب إلى بيت أبوها
المشهد الثامن
أبو فاطمة جالس في بيته تدخل فاطمة وهي تبكي .
أحمد: الجابك شنو؟!
فاطمة: أبوي العمدة ..
أحمد: العمدة مالو ؟! إنت بنت مطلوقة ؟! ما داير أي كلام وأرجعي مكان جيتي ، أنا ما عندي بنت تخلي بيتها وتجي زعلانة.
فاطمة: أبوي ..
أحمد: اللبة *أمرقي مرق جلدك .
أم فاطمة: يا أبو فاطمة بتك جات..
اللبة: اللبوة ومقصود بها اللبوة التهاجمك
أحمد: أسكتي يا مرة ، دا ما كلامك ، والله كن بتن* فتحتي خشمك أكسر رأسك .
تخرج فاطمة مكسورة تجر أقدامها
ــــــــــــ
الطلقة: قلت الأدب
اللبة: اللبوة ، وهي دعاء بأن تفترسك لبوة
بتن: مرة أخرى
المشهد التاسع
في المنزل العمدة راقد مستلقي وهو يراقب عودتها ، تدخل فاطمة حزينة مكسورة
العمدة: ها يا أم خشيم مشيتي وجيتي ؟ أنا ما عارف سيف الرجال كلامه واحد ما بتنيه *.
فاطمة مطأطأة رأسها تبكي
العمدة: أدخلي .. والله كن بتن مرقتي أمرق روحك .
فاطمة تكتب رسالة لأخيها شيخ الدين تشرح فيها ظروفها شيخ الدين يكتب لوالدة والعمدة يطلب منهما معاملة فاطمة بالإحسان ويطلب من والده سماع شكوى إبنته .
أحمد: والله زمن ، شيف دجال ديل !! شيخ الدين يكتب يقول يسمعوا كلام فاطمة !! صحي إنت ما ول مرة ، لكن دي تلقاها فيني وين ؟! والله أنا كن مت النسوان يسونه مداس ، يا خسارة تربيتي فيك !! غلطان أنا وديته المدرسة . (يمزق الرسالة)
العمدة: فاطمة تعالي ، سمعت أخوك الخايب ده، قال نسمع كلامك ونعاملك بالإحسان ، هو أنا مقصر معاك في شنو ؟! البيت مفروش وأديتك عشر بقر معاهن تور وخمسة غنماية بحلبن لبن ، والله أنا الأديتك له لمرتي أم العيال ما أديته.
فاطمة: لا ترد ، متحسرة تنتحب ، وهي تفكر ، أمشي لعمي ؟ لكن هو عمي ذاته رأيه مثل رأي أبوي ، شوف بته سوى فوقها شنو، لا لا أحسن أمشي المحكمة ،، لا..لا.. بعدين الناس يقولوا بت أحمد وقفت أبوها في المحكمة وأبوي يحقروه الرجال ،لا..لا.ز ما بدور أبوي يحقروه الرجال ..أطفش أشيل الديار ؟؟ لا لا .. أمي بتموت وأبوي يودي وجهه وين لما يقولوا بته شالت الديار تبعت ليها راجل ؟؟ أعمل شنو يا ربي ؟ أحسن حاجة أنا أموت ويعرفوني مت وأبوي وأمي ما يخجلوا ويعرفوني أنا ما تبعت راجل ولا دخلت بيوت الذل والعار .(تنصب مشنقة وتنتحر).
( أحمد جالس ينتحب):
أنا الكتلتك يا بتي أنا السبب
أديتك لعجوز كملان ومكركب
شايب فات الستين
شوفو مودر وطرش أضنين
أصريت على رأي الناس الشين
ــــــــــــ
يتنيه: يثنيه
ما شاورتك خالفت رأي الدين
فقدتك يا ست البنوت وفقدت أخوك شيخ الدين
وبقيت وحيد وراكم ما أمك لحقتك بعد يومين
يا ناس هوي يا مجتمعين
لازم نرجع لحكم الدين
لازم نرجع لحكم الدين
ـــــــــ النهايــــــــــــــة ــــــــ
|
|
 
|
|
|
|
kabashi
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست