محمد المكى فى ذكرى على المك. أعاد نشرها عمرو كمال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 02:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-27-2006, 02:09 PM

AmroKamal
<aAmroKamal
تاريخ التسجيل: 11-21-2006
مجموع المشاركات: 795

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمد المكى فى ذكرى على المك. أعاد نشرها عمرو كمال

    مقدمة لإعادة النشر:-
    عفواً أستاذنا الأديب ود المكى فقد تعديت على فكرك الثاقب بإعادة نشر هذا الشجن المنثور بين الأحرف والذى قد يعيد إلينا بعضاً مما فقدناه من أثر الأديب الأريب الحبيب على المك فى هذا الزمان القح المرير.
    ملحوظة :- أعدت نشر المقال بذلت الكيفية واللغة والمفردات دون تعديل ولا مجال للتعرض لذلك رغم الخطأ المطبعى فى بعض المفردات وآثرت عدم التصرف إحتراماً وأظنها لا تمر عن عين القارئ الكريم وشكرى للكاتب أولاً وأخراً.
    وإلى المقال الذى نشر بصحيفة السودانى الجمعة22ديسمبر2006 العدد404 :-
    *******
    فى ذكرى رحيل على المك ... محمد المكى إبراهيم يكتب :-
    إن علياً مكُ .. وليس فيها شكُ
    فوجئت تماماً بالشباب الذين كتبوا عن على المك..فقد تحدثوا عنه بثقة وحب وعن معرفة شخصية ما بين دارس تلقى العلم على يديه، وقارئ طالع آثاره المبثوثة، ومستمع لم ينس صوته العميق وبلاغته التى تليق بأمير من أمراء البيان. والواقع أننى سعدت يذلك فقد علمنا من وراء القبر درساً آخر فى أن يكون الأنسان محباً محبوباً، وأن ينتشر فى كل الأعمار والطبقات ولا يقتصر على أبناء جيله دون غيرهم.
    كان البروف يتقدمنا فى الجامعة بثلاث سنوات.. دخلناها وهو يتأهب للخروج منها فلم ننعم بمعرفته إلا فيما بعد. ولكنه كان ملء العين فى الجامعة وأشهر من أن تخطئه العيون. فقد كانت له مغامرة سياسية فى الجامعة كانت أخر ما أقدم عليه فى شأن السياسة من مغامرات. وبعدها ظل بعيداً عن ( ساس يسوس ) بشكل ملتزماً وبطريقة تأثرت بها شخصياً فى إبتعادى عن كل الحزبيات والعصبيات..وكانت له ( جوغة ) تقدم أغانى الحقيبة قبل أن يلتفت الناس إلى الحقيبة ويهيموا بها كل هذا الهيام.والواقع أن الثقافة السودلنية تدين لعلى المك بأمرين : تعظيمه من شأن مدينة أمدرمان ونشره تذوق الحقيبة بين الناس.
    أول تخرجه من الجامعة تنافست عليه عدة وزارات وكان قصب السبق من نصيب وزارة الخارجية التى إلتحق بها لبضعة أيام ثم حدث ما بغضه فيها فهجرها إلى وزارة المالية وتملص منها إلى ديوان شئون الخدمة الذى إبتعثه إلى الولايات المتحدة فى أطول فراق بينه وبين معشوقته أمدرمان ولعله فراق عامين أو أكثر وبعدها رفض مغادرة السودان فى أيما إتجاه.
    يقال أن الدكتور منصور خالد عرض عليه السفارة فشكره رافضاً لها. وظل الدكتور خالد يزوره من حين لآخر فى مكتبه بدار النشر الذى صار محجاً لكل مثقفى السودان ومبدعيه ويسأله ماذا لقى من السودان ليتمسك به كل هذا التمسك ويداعبه طالباً منه أن يكشف له عن السر. والواقع أن مكتبه كان محجاً لكل المثقفين والفنانين والساسة. فما يعود أحدهم من سفر أو بعثة إلا هرع إلى ذلك المكان لينعم برؤيا صاحبه ويتفق معه على برنامج إذاعى أو تلفزيونى أو نشر مقالة أو كتاب. وكان رحمه الله سخياً كريماً قصدته مرة وفى معرض الحديث أطلعته على تبرمى بصديق لنا مقيم إسمه الإفلاس فقال لى ليس صاحباً لك فإن لك عند دار النشر مئات الجنيهات فقد أعدنا طباعة ديوانك (بعض الرحيق) وأصبح لك فى عنق الدار حق مستحق. ثم نادى أهل الحسابات عنده وفى فى ساعات كانت جيوبى مثقلة بالذهب.
    لا يتبرم بضيوفه على كثرتهم ويعجب المرء كثيراً أين يجد الوقت لينجز أعباء وظيفته ويؤدى وظائفه كرجل مجتمع ثم من فوق ذلك يطالع ويطلع...و... ينتج أدبه الرفيع.. وكان زواره من مدمنى الزيارة ففى كل يوم تقريباً يأتى عبدالعزيز داؤد وعثمان حسن أحمد والفنان حسين شريف وأناس آخرون لا تعرف أسماؤهم وفى أيامه الأخيرة كان الشاعر عتيق من زواره الدائمين. ويوم عقدنا زواج شقيقتنا الصغرى جاءنى فى أول الناس وإستاذن منصرفاً قبل كتابة الكتاب وقال لى ( جاء عزيز (أبوداؤد) من نيالا بملاريا فظيعة ويجب أن أذهب إليه.. والله ما كنت أستطيع أن أغادره ولكن قلت أحضر وأجاملك ) . وفى اليوم التالى خيم الحزن على سماوات الوطن فقد هوى نجمه العظيم عزيز داؤد وتركنا فى الحداد.
    كنت موجوداً بالسودان حين جاء نعى على المك فانقلبت الدنيا وأنكسفت الشمس وخيم الحزن والذهول. ولم أر فى حياتى مأتماً صامتاً متفكراً كمأتمه ففى عادة السودانيين الترفيه عن أهل المأتم بالأنس والضحك وإزالة أجواء الحزن. ولكن مأتم على المك كان حزناً كله وألماً صادقاً من أحبابه الكثيرين.
    هرعوا جميعاً إلى المطار لإستقبال حبيبهم وبهجة أيامهم عائداً إليهم فى صندوق مغلق وزوجته تطل على الجمع من سلم الطائرة منتحبة صائحة.. وكانوا ينتظرون عودته من البوكيرك بنوادر رحلته وأقاصيصه التى لا تنتهى عن الكاوبوى والهندى الأحمر، وهما مما أحب فى زمن الصبا وبقى على فضوله نحوهما حين غدا باحثاً دارساً فى أساطير الهنود.
    كان ذلك فى ساعة مبكرة من ساعات الصباح فغص شارع النيل بسيارات المشيعين وألتقت بهم سيول أخرى فى أمدرمان حيث أوصى بأن يودع جثمانه فى ثراها فى مقابر البكرى. ومن عجائب الصدف أن مرقده كان تحت هجليجة ظليلة سامقة وكان أحبابه يتناوبون النحيب مجهشين بالبكاء.
    حفلة كبرى من حفلات البؤس.. مدينة كاملة تتنهد وتطلق الزفرات.. مراثى بلا عدد وكلمات جللت الصحف السودانية بالحزن والسواد. وتنادى أصدقاؤه إلى إجتماع بقاعة الشارقة ليتدبروا أمر تأبيه وفى دقائق إنهالت التبرعات ولم يعودوا بحاجة إلى مليم أحمر من الدولة القبيحة التى نصبت نفسها لمعاداة الفكر والثقافة والتى كسرت لعلى المك قلبه الرقيق بجلافتها وغلظتها فى التعامل مع زملائه فى الجامعة ورفاقه حملة الأقلام من كل إتجاه.
    أقيمت له ثلاث حفلات تأبين ما بين الخرطوم وأمدرمان وظنى أن الأقاليم الأخرى أخذت من ذلك بنصيبها. ثم تقدمت لجنة التأبين إلى سلطات المعتمدية طالبة إطلاق أسمه الكريم على أحد شوارع المدينة . وكان من رأيي أن الأنسب لذلك هو شارع أبروف الممتد من المحطة الوسطى بأمدرمان إلى شاطى النيل. فعلى مبعدة أمتار قليلة كان منزله ومرتع شبابه فى زقاق العصاصير.. ولكن الدولة غمغمت بكلام غير مفهوم عن سياستها فى تسمية الشوارع وخلاصة القول انها رفضت إقتراحنا بالصمت والسكوت.
    غاظنى ذلك كثيراً ولكن فش غلى وشفى نفسى ما قام به مواطنو إمتداد ناصر .. ففى أحد الأيام وأنا أجوس شوارع ذلك الحى متلمساً الخروج منه إلى مكان ما، وجدتنى فى شارع واسع أنيق يحمل لافتات زرقاء عميقة الزرقة محاطة ببرواز أبيض رفيع، وقد بدا عليها الجدة وحداثة الصنع وكانت تحمل عبارة : شارع على المك.
    هكذا فى لا معقول السودان إنتقل شارع على المك من أبروف ليشق حارات إمتداد ناصر. ولا أدرى هل بقى الأسم أم انتاشته أيدى الأخشيديين ورفعته من مستقره.. ولكننا نرجع ونقول أن ذلك كله مسألة وقت وأن اسم الراحل الكريم سيعود قريباً فى الموضعين_ الإثنين معاَ.
    فى رثاء على المك تحسرت على عادة قديمة عند شعراء العصور الغابرة هى مدح بعضهم البعض فى مجال السمر الاخوانى وقلت إننى من أسف لم أكتب فيه الشعر. ثم ذكرت مداعبة قصيرة كتبت بيتها الأول وكنت أردده عليه كلما إلتقينا قائلاً له :
    إن علياً مكُ
    وليس فيها شكً
    ولم أذهب أبعد من ذلك فتلك القافية الصعبة النادرة لا تصلح إلا للمهاجاة وذلك ليس من ديدنى. وقد أخذت من ذلك درساً إذ إمتدحت صلاح أحمد إبراهيم ببضعة أبيات من الشعر المنثور أخجلت بها تواضعه قبيل رحيله السريع بعد صفيه الحبيب. وحين كتبت ( آخر العنابسة ) إمتلأت بعظمة المك نمر فى تاريخ الرجال وأوجدت صلة بين لقبه الرفيع ( المك ) وذلك العلم الكبير على المك، كما إتخذت لقبه الآخر _ الأرباب_ علماً على الطيب صالح.
    إن علياً مكً وليس فيها شكُ ( بالتشديد والضمة على الكاف).
                  

12-27-2006, 11:09 PM

د.عبد المطلب صديق
<aد.عبد المطلب صديق
تاريخ التسجيل: 12-23-2006
مجموع المشاركات: 827

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد المكى فى ذكرى على المك. أعاد نشرها عمرو كمال (Re: AmroKamal)

    علي مك ، ما في شك . ومحمد المك ،مك ما في ذلك شك ..عندما يكتب علي المك تاتيه الكلمات طائعة مختارة في اصعب ضروب الكتابة وهي الترجمة الادبية وترجمة الشعر ، وذلك ما برع فيه بشعبة الترجمة بجامعة الخرطوم ،لم يدانيه في ذلك الا البروفيسور عبد الله الطيب ،وان تقرا لمحمد المكي وهو يكتب عن علي المك ،فتلك هي كتابة الملوك للملوك ،هذا كل ما استطيع قوله في هذا المقام .. كان لي صديق سوري مغرم باللغة العربية يموت في هواها وبلغ به الهوى ان القى فصيدة عصماء وهو يرثي ابنته وهي مسجية امامه لحظة الفراق الابدي بالمقبرة وهذه لا يقدر عليها الا من يعطي الادب حقه من التقدير والاحترام ،كنت اداعبه قائلا انني ابدو كمن يزدرد الحجارة عندما اقرا العربية واكون كمن يرتشف النبع الزلال عندما اقرا الانجليزية ،واليوم وانا اقرا ما خطه محمد المكي عن علي المك ،اكون كمن احتسى خمرة باخوس النقية كما قال الشاعر الفذ صلاح احمد ابراهيم ..لهما شابيب الرحمة وسقى الطل قبريهما، ييرحمهما الله .واطال الله عمر اديبنا محمد المكي ابراهيم فهو شيخنا وولي طريفتنا في غرس المحبة بين الناس والدعاء بالخير لهم .
                  

12-28-2006, 01:15 PM

Yassir7anna
<aYassir7anna
تاريخ التسجيل: 09-08-2002
مجموع المشاركات: 2634

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد المكى فى ذكرى على المك. أعاد نشرها عمرو كمال (Re: AmroKamal)


    Quote: إن علياً مكً وليس فيها شكُ


    ليس في ذلك شك، شكرا ليك عمرو على هذا المقال الشيق، الا رحم الله الاديب الفنان على المك بقدر ما قدم لهذا الوطن الجميل وجعل الجنة مثواه

    شكرا ليك مرة تانية عمرو
                  

12-29-2006, 04:17 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد المكى فى ذكرى على المك. أعاد نشرها عمرو كمال (Re: Yassir7anna)

    الأخ الكريم عمرو
    شكراُ لإعادة نشر هذا الأدب الرفيع.
    إنه نثر أدبى رائع للأستاذ محمد المكى
    وخواطر أديب أريب عن أديب أريب الراحل الأستاذ على المك يرحمه الله

    Quote: وان تقرا لمحمد المكي وهو يكتب عن علي المك ،فتلك هي كتابة الملوك للملوك

    Quote: والواقع أن الثقافة السودانية تدين لعلى المك بأمرين :
    تعظيمه من شأن مدينة أمدرمان ونشره تذوق الحقيبة بين الناس.

    على المك أيضاً ساهم فى نشر وتوثيق أعمال لكثير من الأدباء السودانيين
    بحكم إدارته لمكتب النشر بجامعة الخرطوم.
    Quote: عندما يكتب علي المك تاتيه الكلمات طائعة مختارة
    في اصعب ضروب الكتابة وهي الترجمة الادبية وترجمة الشعر ،
    وذلك ما برع فيه بشعبة الترجمة بجامعة الخرطوم ،
    لم يدانيه في ذلك الا البروفيسور عبد الله الطيب

    Quote: ديوان شئون الخدمة الذى إبتعثه إلى الولايات المتحدة
    فى أطول فراق بينه وبين معشوقته أمدرمان
    ولعله فراق عامين أو أكثر وبعدها رفض مغادرة السودان فى أيما إتجاه.

    كان رمزاً وملمحاً من ملامح المجتمع السودانى الأمدرمانى،
    وفياً عاشقاً لأم درمان،
    وما أروع وفائه وحزنه ورثائه لصديق عمره الفنان عبد العزيز أبو داؤود.
    وما أروع سلاسة كلماته وتعابيره وكتاباته،
    بل ما أجمل اللغة العربية حين تسمعها بصوته الفخم وممن إمتلك ناصيتها.
    تحياتى
    نادر الفضلى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de