|
|
 صلاح عووضة يكتب : اعتذار واجب لل (مرجفين فى المدينة )
|
* خلال اجتماع لهيئة تحرير الصحيفة قبل أيام ابديت ملاحظة حول المينشيتات التي تشير إلى أن الحكومة (سوف تفعل!!!) وذلك على لسان أي من مسؤوليها الكبار.. الملاحظة تمثلت في أن الناس سئموا الوعود التي تقترن بحرفي الـ(سين) والـ(حاء) من تلقاء الحكومة لما عرفوا عنها من ميل إلى القول دون الفعل؛ سواء أكان على صعيد البشارات المتعلقة بهم.. أم على صعيد العهود والمواثيق المتعلقة بأطراف سياسية أو عسكرية..
*ومن قبل قال وزير الخارجية الأمريكي السابق إن حكومة الخرطوم (تقول) ولا (تفعل) وذلك في اطار الجهود التي كانت تبذلها معها أمريكا والمجتمع الدولي لانهاء الأزمة الإنسانية في دارفور.. ثم سبق لمساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية جينداي فريزر أن قالت الشيء نفسه عقب زيارة لها إلى السودان..
*العالم لم يعد يثق في حكومة الخرطوم التي يمثلها المؤتمر الوطني.. ولا الشعب السوداني.. ولا قيادات المعارضة التي وقع عدد منها في شراك – أو شباك - الاتفاقيات المبرمة معها.. هي حكومة غير موثوق فيها داخلياً، واقليمياً، وعالمياً.. *وبالأمس قال معتمد أبوجبيهة في حضور نائب الرئيس ان على الحكومة أن تقدم وعودها (كاش) بدلاً من تكرار الـ(حديث) دون (فعل).. فكان من الطبيعي إذاً – والحال هكذا - أن تشترط أمريكا والأمم المتحدة موافقة (كتابية!!) – وليست (شفاهية!!) - من جانب الحكومة على ما تم الاتفاق حوله مع الموفد الأممي أحمد ولد عبدالله يوم الأول من أمس...
*فالعالم لم ينس بعدُ كيف أن حكومة الخرطوم (لحست) ما تواثقت عليه مع الآخرين في اجتماعات مجلس السلم والأمن الافريقي بأديس أبابا حول الموافقة على نشر قوات أممية وقالت إن ما نسب إليها في هذا الخصوص (يطرشها!!!)... *لقد كاد كوفي عنان (يُجن!!) في الأيام تلك وهو يرى (مقاوحة!!) توشك أن تصل حد الـ(دخول في العين) من جانب الحكومة انكاراً لمصادقات مازال صداها يتردد في جنبات قاعة المفاوضات بالعاصمة الأثيوبية شهدت عليها أطراف التفاوض كافة (إلا!!) الطرف الحكومي...
*نريد موافقة مكتوبة.. أو رفضاً مكتوباً.. هذه المرة.. هكذا قالت أمريكا.. وهكذا قالت الأمم المتحدة.. (نعم) أو (لا) ولا شيء غير ذلك.. (يا ابيض.. يا اسود).. *ولعل ما سيجعل هذا الاشتراط شيئاً ملحاً تلك الـ(جقلبة).. أو الـ(خرخرة) التي جاءت بعد ساعات فقط مما تم الاتفاق عليه بين الحكومة والمبعوث الأممي حين نفت وزارة الخارجية أن يكون السودان قد وافق على نشر قوات مختلطة.. فلم تكد تمضي سوى ساعات قليلة على حديث الموفد الأممي لأجهزة الإعلام الذي أشار فيه إلى موافقة الحكومة على مقترح الحزم الثلاث حتى أصدرت الخارجية تصريحات مناقضة كادت أن تقول فيها (ولا عمرنا شفنا الموفد الموريتاني هذا بأعيننا)...
*على كلٍ.. كلها ساعات.. أو أيام.. ونرى من خلال الرد الحكومي الـ(مكتوب!!) ما إذا كانت الحكومة قد وافقت على نشر قوات مختلطة أم لا.. فإذا كان الرد بـ(نعم) فإن كثيراً من قياديي المؤتمر الوطني يلزمهم البحث عن (مخارجات) فقهية على ما كانوا أدلوا به في لحظات (حماس) و(هيجان) و(هاشمية) من تصريحات أخفها وطأة كلمة (حرّم!!!)...
*ثم إن القياديين هؤلاء يلزمهم كذلك اعتذار –حتى ولو لم يكن (مكتوباً)- للذين سبق أن سموهم (المرجفين في المدينة!!!)...
*فإن (تتمنى) شيء.. وأن (تبصم) وتقول (نعم) شيء آخر.
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست