أبوي علي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 00:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-23-2006, 09:26 AM

الطيب الشيخ
<aالطيب الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أبوي علي

    أبوي علي

    أجزم بأن هذا الرجل ظل يلح علي بشدة لأكتب لكم عنه وأعتقد أنه من واجبي لا بل من واجب كل المتعلمين أن يسجلوا حياة أهلهم البسطاء، فلكل فرد منهم قصة ونضال في سبيل الحياة وأحلام لم تجد طريقها للتسجيل رغم أنها ظلت تطرق الآذان وتجمل تفاصيل الحياة اليومية فكثير من الحكايات والطرائف التي أغفلتها كتب التاريخ التي سودت صفحاتها بقصص الملوك والرؤساء الذين انشغلوا بالصراع على السلطة وتناثرت أشلاء ضحاياهم في غمار معارك تخريبهم للحياة وأغفلت الأفراد العاديين الذين عمروا الحياة و تجاهلتهم تماماً ونسيت أن أو تناست أن الدور الإنساني هو الذي يعطي للحياة معنى.
    أبوي علي إنسان بسيط وعادي جداً طيب القلب ، صافي السريرة،عزيز النفس، وذو شهامة ومروءة عاليتين، ويمتاز بروح الفكاهة والفِراسة و البصيرة النافذة، كان يجيد الكثير من المهارات الضرورية واللازمة في ذلك الزمان.
    كان الجار الذي تؤتمن بوائقه لما يزيد عن ربع قرن هذا على الأقل المدة التي عايشته فيها أنا شخصياً عن قرب و طوال هذه المدة لم أسمع صوته علياً أبداً، لم يكن مشغولاً بأحد كعادة الكثيرين من أهل القرى.
    نعم كان يعاقر الخمر منذ عرفته حتى قبيل سنوات قليلة من رحيله للدار الآخرة وقد كانت هذه عادة سائدة وغير منبوذة ولا مستهجنه بل في كثير من مناطق السودان كان تعتبر (المريسه أو الدقة) غذاء لا بل والغذاء الوحيد، لم يدخل في أي مشكلة مع أي أحد كان على الرغم من قوته وبنيته الجسدية الصلبة وكان يقلع عنها في رمضان وأيام الجمعة و لا يقرب الصلاة حتى يعي ما يقول ولم يكن يغيب عن الوعي بسبب الخمر.وأحسب وأدعو الله أن يكون ممن ينطبق عليهم هذا الحديث:عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كان اسمه عبد الله، وكان يلقب حمارا وكان يُضْحِك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب، فأتي به يوما فأمر به فجلد فقال: رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به؟، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا تلعنوه فو الله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله" رواه البخاري. والمرء مع من أحب وأنعم بها من معية، هذا ما عرفناه عنه.
    لم يكن يتحدث عن نفسه كثيراً ولكنني سمعته ذات مرة يحكي عن قوته وفتوة أيام الشباب وكيف أنه تم استدعائه لتطويع بقرة بِكر نافرة (شوش) كما وصفها، وقد أعيت الرعاة وفيما ذكر أنه كان يحمل (بسطونه) وهى عصا ليست غليظة قال أنه ضربها ضربةً واحدة في (مكتل) كما قال أي ليست القوة وحدها فحسب بل كان يعرف ضرب المقتل فسقطت على إثرها أرضاً وقام بجرها من أذنها وكأنه يجر (عنزاً) كما قال، يذكرني حديثه هذا قول الشاعر الجاهلي ( أمُعفِر الليث الهزبر بسوطه ... لمن ادخرت الصارم المصقولا) وظل واقفاً أمامها حتى نهضت من جديد والجميع يراقب المشهد ولم تتحرك أو تجفل بل ظلت ساكنه إلى أن قام بربط (المحويب) وهو حبل تربط به البقرة من أسفل فخذيها معا أعلى من منطقة الركبتين بقليل حتى لا تتحرك أثناء الحلاب وقام بحلبها ولم تعاود التمرد ثانية أسوق لكم هذا الحديث لأنه يدل على قوة ومهارة كانت لازمة وضرورية في ذلك الوقت.
    وعن فروسيته روى أنه فاز في سباق الهجن الذي أقيم زمن الاستعمار وكان عدد المتنافسين كبير جداً وذلك بمنطقة (تباخة القوز) وهي منطقة رملية وقدم له المفتش الانجليزي جائزة مالية قيمة.
    وكان فوق ذلك بصيراً ماهراً يعالج جميع أنواع الإصابات وخاصة المتعلقة بالعظام كما يعالج بالكي والفصد، لا بل كان بيطرياً أيضاً يساعد في تعسر ولادات الأغنام والأبقار وغيرها ويعالج أدوائها مثل ( الصُفير) وهو مرض يصيب الحمير.
    كان متخصصاً في الصناعات الجلدية:
    مثل خُـرْج المُويَـة ،خُرْج الجِّـلِـد :وهو مكوَّن من عينين ، يُوضع على السَّرْج ، ويُحمل وهو من الجلد الكامل المَسْـلُوخْ دون أن يحصل فيه قطع ، وبعد أن يُدبَغ ويُنْزَع شَعْرَه ، تُربط الأرجل والأيادي والفتحة الخلفية ، وتترك رَقبته لِصَب الماء ، وتُربط بخيط ، وتُعلق على الأشجار وعلى عِيدان الرَّواكيب.
    والفَـرْوَة ْ : هي الجلد الكامل ، بِصُوفِه ، ومَقْطُوع من جهة الصدر والبطن ، وأيضا من جهة الأرجل الأربعة حتى الركبة . فَرْوَة جِلْد الضَّانْ تستعمل للصلاة والجلوس ، والرُّكوب عليها . وفَرْوَة جلد البقر أكبر حجما وهي أيضا للصلاة .
    عَنقَريبْ القِــدْ /وبنبر القِد: يُقطع جلد البقر وهو لَـيِّن ، إلى شرائح طويلة كالحبال ، ويُوَسَّـرْ به العَناقريب ، وعند جفاف هذه السيور ، تكون مشدودة وقوية . وقَطْع السِّيور يبتدئ بِمُحَازَاة الحَافَّة الخارجية للجلد ، ثم تَصْغَر دوائر المُحَازَاةْ ، حتى يَصِل منتصف الجلد . وتُوصَـلْ السِّـيُورْ مع بعضها ، بعمل فتحة صغيرة مع نهاية كل سِـيرْ ، ويدخلون فيه السيرْ الآخر معقودا من نهايته .
    ضَـبَّة ْ العُكَّـازْ : وهي جِلْدَة سَاقْ الضَّانْ ، يُلَـبِّسونها فوق عَصا القَنَـا ، وهي لَيْنَـةْ، وتَجِفْ فوقه ، فيصير العُكَّاز قويا جدا لا يتعرض للكسر عند الضرب به . ويقولون عنه أنه ( عُكَازْ مَضَبَّبْ).
    ومن الصناعات التي يجيدها فتل الحبال من السعف و القطن وبعض الصناعات الأخرى المنبثقة عنها مثل:
    اللِّبـدَةْ : مستطيلة ، وقماشها قطني واسع المسأم ، وداخلها ممتلئ بالصوف الذي يمتص عرق الحمار والحرارة . والمسافة بين الـُغرَزْ ، قريبة . وتوضع تحت السَّرْج وفوق الظهر مباشرة .
    والبَـرْدَعَةْ : زواياها الأربعة مقوسة ، وقماشها أجمل من اللبدة ، وقد يَكْسون حوافها بالجلد . وكان كذلك يصنع السروج وينجرها من الخشب.
    كان والدي عليه رحمة الله يحب هذا الرجل كثيراً و يسعد بمؤانسته على قلتها وكان دائماً ما يقول له يا حاج علي ما تبطل الشراب يا أخي، لم يكن أحد يجرؤ على قول ذلك له فيرد عليه يا الشيخ أخوي (حتى يريد الله) كان نقياً طاهر النفس لا يحمل ضغينة على أحد ولم يكن يعيبه شربه للخمر وكأنه يتمثل قول الشاعر( فإذا شربت فإنني مستهلكاً مالي وعرضي وافراً لم يذمم) كان رجل يحب الجميع ويحبه الجميع لا تكاد تراه إلا مبتسماً.
    كأن حكيماً وذا بصيرة نافذة جداً تسأله السؤال الطويل العسير فيرد عليك رداً قصيراً جداً يشفي قليل تساؤلك وكثيراً ما جرت كلماته مجرى الأمثال بالقرية لما فيها من حكم كان هو مبتدعها وتأتيك ببديهة حاضرة من الأمثلة على ذلك(ربنا يفكها بي مطره) وحكايتها إن المفتش كان يلاحقه بسبب تأخره في عملية (الحش) وهي عملية إزالة الحشائش من الحواشات بالجزيرة وهدده بأنه سيحضر لها (طُلبة) والطلبة هي مجموعة من العمال يتم استئجارهم من قبل المفتش مباشرة للقيام بأي من العمليات الفلاحيه التي يعتقد المفتش أن المزارع قد قصر فيها ويحاسبهم من (المكتب) وهو المكتب الزراعي، ويعطيهم أجرة أعلى من المعتاد فقال للمفتش عندما أعياه بالملاحقة قولته المشهورة أعلاه وقد تصادف في نفس المساء هطول أمطار غزيرة جداً تساوى فيها من قام بالحش مع غيره وهي تعتبر مهلة إجبارية. ومن أشهر أقواله (قابلني بالشوش) والشوش هذا كان سائق جرار زراعي من شمال السودان يعمل مع شرف الدين وعندما ألح عليه صاحب الجرار في طلب قيمة الحرث أجابه أبوي علي قائلاً: قابلني بالشوش وهو يعلم إنه لن يعود وإذا عاد فسيكون ذلك بعد سنة من تاريخه وهذه بعض حكاياته وهي كثيرة.
    هو من قبيلة المسلمية ولم يكن من سكان القرية الأصليين ومعظمهم من قبيلة الحلاوين وهم أهل القرية الأصليين، جاءها بسبب الزواج وطاب له فيها المقام وعلى الرغم من ذلك كان الجميع لا يناديه إلا بقولهم (أبوي علي) ولم يكن هذا الأمر معتاداً في القرية بل اخذوا ذلك من أهله الذين يأتون لزيارته كثيراً فهم ناس يتميزون بمحنة زائدة ولا ينادون كبيرهم إلا بقولهم (أبوي فلان) ولا كبيرتهم إلا بقولهم(أمي فلانه).
    وبعد فقال كان أبوي علي مثالاً للمسلم الذي سلم الناس من لسانه ويده، لم يكن يعاقب بالجلد أو الضرب كما كانت العادة السائدة آنذاك .
    ولا أزال أذكر مجلسه في أحد العصاري أمام منزله ويهو يحتسي كوباً كبيراً من الشاي كعادته و صادف ذلك يوم أُعلنت فيه زيادة في أسعار السكر ناداه أبي يا حاج علي السكر زاد سعره وأنت كبايتك ما نقصت فقال له يا الشيخ أخوي خلهن يزيدوه ما بنبطلهم شاهينا.
    وكانت حالته المادية عادية جداً وقد تصادف أن أحد أقاربه حضر لهم في زيارة وحضر معهم وجبة غداء عبارة عن ملاح قرع وسلطة وفجل وكسرة كعادة أغلب الناس فعندما رجع لأهله قال ليهم والله ناس أبوي على غداءهم خضروات وفواكه.
    هؤلاء هم أهلي على بساطتهم ونقائهم ولم يكن أبوي علي يأبه لأمر شيء من هذه الدنيا ولا يزال الناس يذكرونه بالخير ويدعون له بالرحمة والمغفرة.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de