شيطان على الصليب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 08:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-22-2006, 11:26 AM

ابراهيم برسي
<aابراهيم برسي
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شيطان على الصليب


    شيطان على الصليب
    Devil On The Cross

    الكاتب الأفريقي:
    نجوجــــي واثيــــونغو
    Ngugi Wa Thiongo



    قال لي بعض الناس في مدينتنا"إيلموروج": إن هذه القصة شائنة ومخجلة جداً، وإنها يجب أن تدفن في دياجير الظلمة الأبدية.
    وقال آخرون: إنها مصدر للدموع والأحزان، وإنها يجب أن تظل طي الكتمان لكي لا نذرف الدموع مرة ثانية.
    سألتهم: كيف لنا أن نغطي الحفر في فناء منزلنا بأوراق العشب، معللين لأنفسنا أنه بسبب عدم قدرة عيوننا على رؤية الحفر الآن؛ فإن أطفالنا يستطيعون أن يتبختروا في فناء المنزل كما يشاؤون.
    سعيد هو الإنسان الذي يستطيع تمييز المطبات في طريقه، لأنه يستطيع بذلك تجنبها.
    سعيد هو المسافر الذي يستطيع رؤية جذوع الأشجار في طريقه، لأن بمقدوره أن يقلعها أو يمشي حولها بحيث لا تجعله يتعثر في مسيره.
    إن الشيطان الذي يؤْثر أن يقودنا إلى داخل عمى القلب وصمم العقل، يجب أن يُصلب، كما يجب أن نعنى بأن لا ينزله أتباعه وأعوانه عن الصليب لكي يتابع عمله في بناء جهنم لأبناء الكرة الأرضية.
                  

12-22-2006, 11:36 AM

ابراهيم برسي
<aابراهيم برسي
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيطان على الصليب (Re: ابراهيم برسي)






    وأنا، حتى أنا، رسول العدالة، شعرت بهذا العبء يرهق كاهلي بادئ الأمر، فقلت: إن غابة القلب لا تنظف تنظيفاً كاملاً من كافة الأشجار. إن أسرار بيت الإنسان يجب أن لا تبلغ أسماع الآخرين وإن"إيلموروج" هي بيتنا.

    (عدل بواسطة ابراهيم برسي on 12-22-2006, 11:44 AM)

                  

12-22-2006, 11:39 AM

ابراهيم برسي
<aابراهيم برسي
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيطان على الصليب (Re: ابراهيم برسي)


    جاءتني والدة"وارينجا" عند بزوغ الفجر، وتوسلت لي والدموع تنهمر من عينيها قائلة: يا"جيكاندي"، إروِ حكاية الطفلة التي أحببتها حباً جماً. ألق الضوء على كل ما حدث، بحيث لا يستطيع أحد إطلاق حكمه إلا بعد معرفة الحقيقة بكاملها. يا"جيكاندي"، اكشف النقاب وعرِّ كل شيء خفي.
    ترددت بادئ الأمر، وأنا أسأل نفسي: من أنا- الفم الذي أكل نفسه؟ ألا يحكى أن الوعل لا يكره الإنسان الذي يراه بقدر ما يكره الإنسان الذي يصيح لكي ينبه الناس إلى مكان وجوده؟
    عند ذلك فقط سمعت صرخات الرجاء الصادرة عن أصوات عديدة، يا"جيكاندي"، يا رسول العدالة، اكشف النقاب عن كل ما يقبع مخفياً في الظلام.
    بقيت بعد ذلك سبعة أيام صائماً، دون طعام أو شراب، لأن فؤادي تقرح كثيراً من تلك الأصوات المتوسلة. ومع ذلك سألت نفسي هل يمكن أن يكون ما أراه أضغاث أحلام دون أساس مادي، أو أن يكون ما أسمعه مجرد أصداء للصمت والسكينة؟ من أنا، الفم الذي أكل نفسه؟ ألا يحكى أن الوعل يحمل كراهية أكبر لمن يكشف مكان وجوده بالصراخ؟
    وبعد أن مرت الأيام السبعة، اهتزت الأرض ووشم البرق السماء بضيائه وبهائه، ورُفعت أنا إلى أعلى، وحُملت إلى سطح المنزل، وعرضت علي أشياء كثيرة، وسمعت صوتاً كأنه قصف رعد هائل يلومني ويذكرني: من قال لك إن تلك النبوءة لك وحدك، تستأثر بها بمفردك. لماذا تسلح نفسك باعتذارات واهية فارغة؟ إن تفعل ذلك، لن تتخلص أبد الدهر من الدموع وصيحات الاستغاثة.
    وفي اللحظة التي سكت فيها الصوت، أُلقي القبض علي، رُفعت إلى أعلى ثم طرحت داخل رماد الموقد. تناولت الرماد، ولطخت وجهي وساقي به ثم صرخت:
    إنني أقبل
    إنني أقبل
    أسكتوا صرخات القلب
    كفكفوا دموع الفؤاد....
    الحكاية هي ما رأيته أنا، رسول العدالة، بأم عيني، وما سمعته بأذني حين حُملت على قمة سطح المنزل...،

                  

12-22-2006, 11:43 AM

ابراهيم برسي
<aابراهيم برسي
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيطان على الصليب (Re: ابراهيم برسي)


    لقد قبلت. لقد قبلت.
    إن صوت الشعب هو صوت الله.
    ذلك هو ما دعاني للقبول. ذلك هو ما دعاني للقبول
    ولكن لماذا أتسكع على مهل على ضفة النهر؟
    لكي أستحم ينبغي أن أخلع كل ثيابي
    ولكي أسبح ينبغي أن أغطس في النهر
    الأمر جيد بهذا الشكل
    فتعال، تعال يا صديقي،
    تعال ولنحاكم الأمور معاً
    تعال ولنحاكم الأمور معاً الآن
    تعال ولنحاكم الأمور معاً فيما يتعلق،
    بـ"جاكينتا وارينجا" قبل أن يصدر الحكم على أبنائنا.


                  

12-22-2006, 03:30 PM

ابراهيم برسي
<aابراهيم برسي
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيطان على الصليب (Re: ابراهيم برسي)

    ظهر الشيطان "لجاكينتا وارينجا" في يوم أحد في مضمار"الجولف" ببلدة"إيلموروج" بمقاطعة"ايسيسيري" وقال لها - تريثي! إنني اشتق؟.. الحكاية. إن مشاكل وارينجا لم تبدأ في"إيلموروج". دعنا نقتفي آثار خطونا من جديد....
    لقد جرَّ النحس وجرت المشاكل أذيالها وراء وارينجا قبل مغادرة"نيروبي" بزمن طويل، حيث كانت تعمل سكرتيرة(في الضرب على الآلة الكاتبة والاختزال) في مكاتب شركة البناء والإنشاء في شارع"توم مبويا" قرب بناء الأرشيف الوطني.
    النحس والبلاء أسرع من أسرع الأرواح، والمشكلة تفرِّخ مشكلة أخرى. في صباح يوم الجمعة، فُصلت وارينجا عن عملها بسبب رفضها عرض رئيسها"بوس كيهارا"، المدير الإداري للشركة. وفي ذلك المساء هجرها حبيبها"جون كيموانا" بعد أن اتهمها بأنها خليلة"بوس كيهارا".
    وفي صباح السبت زارها صاحب البيت الذي تسكن فيه، في حي"أوفافاجريشو" في"نيروبي" حيث كانت تستأجر غرفة(أهو منزل أم عش للطيور؟ فأرض الغرفة محفرة، والجدران متشققة والسقف تدلف ماء) قال صاحب البيت: إنه سيزيد الأجرة، رفضت وارينجا أن تدفع له أكثر. طلب منها أن تترك البيت فوراً. وفي تلك اللحظة، اعترضت على ذلك وقالت: إنهم يجب أن يرجعوا بالموضوع إلى محكمة الأجور. استقل صاحب المنزل سيارته من طراز"مرسيدس بنز" وساقها وانطلق.
    وقبل أن ترمش وارينجا بعينيها، كان قد عاد مع ثلاثة سفاحين يرتدون النظارات الشمسية. وقف صاحب المنزل على مسافة قريبة من"وارينجا"، وذراعاه على خاصرتيه وهو يؤنبها ويوبخها: ها أحضرت لك محكمتك. أُلقيت أشياؤها خارج الغرفة، وأقفلت الغرفة بقفل جديد. ثم ألقى أحد زبانيته؟.. ورقة كتب عليها:
    نحن ملائكة الشيطان: رجال أعمال خصوصيون
    قومي بأوهى حركة لنقل هذه القضية للسلطات
    ونحن سنصدر تذكرة فردية ننقلك بها إلى
    ملكوت الله أو ملكوت الشيطان- تذكرة ذهاب فقط إلى الجنة أو إلى جهنم.
    ثم استقل الجميع سيارة"المرسيدس بنز" وتواروا عن الأنظار.
    حملقت وارينجا في الورقة لحظة، ثم دستها في حقيبة يدها.
    جلست على صندوق وأمسكت رأسها بيديها متسائلة: لماذا دائماً أنا من بين عباد الله جميعاً؟ أي ربٍ شتمت تناولت مرآة صغيرة من حقيبتها وراحت تفحص وجهها بحيرة وذهول، وهي تقلِّب في ذهنها مشاكلها جميعاً. وجدت أنها مكمن الخطأ، فأخذت تلعن النهار الذي ولدت فيه؛ وسألت نفسها: ياوارينجا المسكينة، بمن ستلوذين الآن؟
    عند هذا فقط قررت أن ترجع إلى ذويها. وقفت وجمعت أشياءها معاً، ثم كدستها في غرفة المدخل المجاورة التي تخص"مكامبا" وشرعت تضع الترتيبات من أجل الرحلة، ومرجل من المتاعب يغلي في ذهنها.
    كانت"وارينجا" مقتنعة بأن مظهرها هو السبب الأساسي لكل مشاكلها. كانت في كل مرة تنظر إلى نفسها بالمرآة تعتقد أنها قبيحة جداً. أما ما كانت تمقته كثيراً فهو سوادها، ولذلك كانت تشوه جسدها بمبيضات البشرة من نوع"آمبي" و"سنو فابر" متناسية المقولة: إن من يولد أسود لن يصير أبيض بصورة من الصور. كان جسدها الآن مغطى ببقع فاتحة وداكنة مثل الدجاج الحبشي. كان شعرها مقصوفاً وقد تحول إلى لون فرو الجلد، لأنه سُرح بالأمشاط الحديدية الساخنة. وكانت من ناحية أخرى تكره أسنانها، فقد كانت ملطخة قليلاً؛ إذ لم تكن بيضاء كما كانت تتمنى. كانت في أكثر الأحيان تحاول إخفاءها، ونادراً ما كانت تضحك ملء شدقيها. وإذا ما ضحكت عن طريق الخطأ وتذكرت أسنانها فيما بعد، فإنها تلوذ بالصمت فجأة أو تغطي شفتيها بيدها.
    كان الرجال يضايقونها عندما ينادونها"وارينجا"، أيتها المرأة الغاضبة، بسبب شفتيها اللتين كانتا دائماً مطبقتين.
                  

12-22-2006, 03:38 PM

ابراهيم برسي
<aابراهيم برسي
تاريخ التسجيل: 07-19-2006
مجموع المشاركات: 813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيطان على الصليب (Re: ابراهيم برسي)

    أما عندما تكون"وارينجا" سعيدة وتنسى قلقها بالنسبة لتلاشي بياض أسنانها أو قلقها بالنسبة لسواد بشرتها، وتضحك من أعماق قلبها فقد كان ضحكها يستميل الناس تماماً. كان صوتها ناعماً كزيت العطر. وكانت عيناها تسطعان مثل النجوم في الليل. كان جسدها وليمة لأعين الناظرين. وفي أغلب الأحيان، عندما كانت تمشي في الطريق من دون وعي ذاتي، كان نهداها يتأرجحان طرباً مثل ثمرتين ناضجتين تتأرجحان مع الريح. فتوقف الرجال في مسيرهم.
    لم تكن تستطيع تقييم روعة جسدها الحقة. كانت تتوق إلى تغيير ذاتها في سعي دائب وراء جمال الأخريات. وكانت غالباً ما تخفق في ارتداء ثياب تنسجم مع جسدها. كانت تندفع لتقليد الأخريات في طريقة لبسهن، وكانت الموضة هي التي تتحكم في اختيار ملابسها، بغض النظر عن ملاءمة ذلك للون بشرتها أو لشكل جسمها.
    وكانت أحياناً تشوه قوامها وهي تحاول تقليد مشية فتاة أخرى. لقد نسيت القول المأثور: "تقليد الآخرين يفقد الضفدع كفليه".
    لقد شكل الشك- الذاتي الملحاح والشفقة- الذاتية الساحقة العبء الذي تحمله"وارينجا" ذلك السبت. وهي تسير عبر شوارع"نيروبي" باتجاه أحد مواقف الحافلات للحاق"بالماتاتو" التي ستقلها إلى موطن ذويها في"إيلموروج".
    وحتى بعد مضي أيام عدة، وبعد أن تغيرت حياتها على منوال لم تكن تحلم به مطلقاً، كانت وارينجا عاجزة عن أن تشرح بوضوح كيف رتبت أمر سيرها على طول"طريق النهر" وأن تجتاز شارع"رونالد نجالا"، بحيث تجد نفسها واقفة على طرف شارع"ريس كورس" أو مضمار السباق، بين كنيسة القديس"بطرس كليفرز" وبين محل ماكينات الخياطة عند موقف باص فندق"كاكا".
    أقبل باص مدينة داخلي متسارعاً باتجاهها. أغمضت"وارينجا" عينيها. ارتعش جسدها. ابتلعت كتلة وطفق قلبها يدق كأنه يدق لإيقاع الصلاة: في أوقات الشدة، لا تنظر، يا أبتاه، إلى الطريق الآخر؛ لا تخف وجهك عني في وقت الدموع هذا.... الآن... تلقاني....
    وفجأة سمعت"وارينجا صوتاً في رأسها: لماذا تحاولين قتل نفسك مرة ثانية؟ من أخبرك أن عملك على الأرض قد اكتمل؟ ومن أخبرك أن عمرك انتهى؟
    فتحت"وارينجا" عينيها على عجل. جالت بطرفها ذات اليمين وذات الشمال. فلم تستطع أن ترى صاحب الصوت وشعرت الآن بالرعشات تتصاعد من أصابع قدميها إلى قمة رأسها وهي تستذكر ما كانت على وشك أن تفعله.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de