قصيدة رائعة فيديو - مافيش حاجة

Quote: إيمان بكري امتطت صهوة الكلمة «فصحى وعامية» لتنشر حلماً كان الشعر هو انطلاقة الانشطة الثقافية المصاحبة لمعرض الكويت للكتاب في دورته الحادية والثلاثين، وذلك من خلال قصائد الشاعرة المصرية ايمان بكري، والتي بثت - بكلماتها الشاعرية الملتهبة - في نفوس ومشاعر الجمهور الاعجاب، وراحت تُنشد قصائدها، التي القتها مساء أول من أمـــس في أمســـية شـــعرية أقيمت في المقـــهى الثـــقافي، وقـــدمت الامســـية الاعلامية المتميزة في قناة «الراي» الفضائية لانا قسوس باسلوبها الرشيق، وحفاوتها المتميزة بالكلمة. وفي بداية الامسية القى الروائي مدير ادارة الفنون التشكيلية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب طالب الرفاعي كلمة قال فيها: ان المعرفة هي الطريق التي تقود الى الحقيقة، وان لمحبي المعرفة موعدا ممهورا بقدوم معرض الكتاب، ففي كل عام يتجدد لقاء حبيب بحبيب، وفي كل عام يأتي زائر جديد، ليبدأ علاقة ود، مع الحرف والكلمة ومع المعرفة. ان انعقاد معرض الكويت للكتاب، وبتراكم خبرة زادت على ثلاثة عقود، ما عاد نشاطا يخص الكتاب وحده، بل تعدى ذلك ليكون اجتماعا حول قمر المعرفة المنير، اجتماعا للفكر، وللكلمة، وللفن، وللتراث، وللطفولة، مثلما هو لقاء وصل بين أهل الكويت وبين أحبة لهم من سائر أقطار وطننا العربي». وأضاف الرفاعي قائلا: «ان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إذ ينظم احتفالية معرض الكويت للكتاب في كل عام، انما يمد جسورا للمحبة جديدة، نحو مبدعي ومثقفي وفناني وجمهور القراءة في الكويت، واضعا أمامهم آخر نتاج الفكر والابداع العربي والعالمي، وآملا بحراك ثقافي يشمل الساحة الثقافية الكويتية بأسرها». وأشار الرفاعي الى الانشطة المصاحبة لمعرض الكتاب والتي تتضمن الشعر من مصر ولبنان والاحتفاء بكتاب الدكتور خليفة الوقيان، وبالروائي العالمي نجيب محفوظ واختتم الرفاعي كلمته بما قاله أحد أعلام المتصوفة يوسف بن الحسين: «من وقع بحر التوحيد لا يزداد على مر الاوقات الا عطشا، وكذلك هو شأن من وقع في حب المعرفة والفن والثقافة عطش هو لكل جديد وتوق لكل معرفة». وامتطت الشاعرة ايمان بكري صهوة الكلمة بين العامية والفصحى، كي ترتب عالمها الشعري في سيمفونية حسية راقية، ولكي تبحر في معان شعرية «عامية وفصحى» منتقدة من خلالها الواقع، ومنتصرة للبسطاء الباحثين عن الامل، والامان، ومن ثم فقد كانت وسيلتها الى هذا النقد لغة سهلة، وفي الوقت نفسه تنفذ الى القلوب بيسر وليونة. صيحات ليل المتعبين في غربة الأيام توقظ آهة الوجع القديم تحكي لأحجار الطريق مأساة جيل كامل مازال يركض في دروب من حريق. ووقفت الشاعرة على منصة الالقاء حاملة على متن مشاعرها الحلم خالصا، شاحذة، كلماتها الملتهبة بعذابات الكادحين كي تجلد أجساد الظلم وترش باندفاع مشاعرها الرفض في وجوه من يتطلعون الى اسكات كلمة الحق، وصرخة اليقين، لتصرخ بكلماتها المعبرة الهادرة، معلنة وقوفها الى جانب المهمشين، الباحثين عن الامل وسط حطام الضياع، انها الشاعرة التي توخت الضوء تحت جنح الظلام الدامس، فكان وميضا متتابعا فغزلته في قصيدة مزدانة بالحب، ومتوهجة بالرفض، كي يختلط الذاتي مع العـــام في مـــنولوج شـــعري جــذاب: وغمست خبز قناعتي في ملح أيامي العجاف أتقوت الأحزان ابتلع المرارة وأرتوي ظمأ الجفاف. والشاعرة إيمان بكري لديها القدرة على الانتشاء بالقصيدة في صورتـــيها الفصـــحى والعامية، كما انها تقرأ العامية بالمصرية والنوبية، وتحس بالكلمة في مدلولها الانساني الجذاب، وان قدرتها المتـــميزة في أداء القصــــــيــدة يزيد مـــن توهـــجها، ومن صداها النفـــسي والعـــاطـــفي على مشاعر المتـــلقي، هـــكـــذا عـــاش الجـــمهور مع الـــشاعرة ايـــمان بكري في اجواء شـــعرية انتــــــصروا فيـــها على الألم، وتمكـــنوا من سمـــــاع مـــا يـــودون سمـــاعه مـــن صـــدق فـــي الكلمة، واخلاص في المشاعر.