|
|
 الدكـــتور / عــبـد اللــــه عــلى ابراهـــيم
|
كتب الآتى فى الذكرى السنويه الاولى لانقلاب الانقاذ
( ان احتمال تخطى السودان لمأذقه السياسى ستزداد كثيرا اذا خرج النظام الحالى من صدفة عزلته وانس الكفاءه والشجاعه فى نفسه لتحريك مبادرة خلاص وطنى جامعه . فعزلة هذا لنظام خطر يجب ان يتوقاها الوطنيون الحادبون حتى لا ينحدر الى عصبه من عتاة الايدلوجييين ومحبى السلطه والراغبين فى الثراء بأى طريق تكبد الوطن اسفا طويلا وحزنا كثيرا فلربما لم يكن جسد السودان ليتحمل التجريب بلا رويه لعبة الحكومه المستبده والمعارضه التى ستستبد متى ما بلغت الحكم وامل هذه المبادرة معلق بشكل استثنائى على الفريق عمر البشير رئيس مجلس الانقاذ الوطنى ورئيس الوزراء ولا اقول بذلك لاننى عرفته او عرفت خلال هذا العام افكاره عن كثب على اننى التقيت بعدد من اعضاء مجلس ثورته ووجدت فيهم موهبه للاصغاء وسعة للصدر فى الجدل ولكننى اعلق هذه المبادره على الفريق عمر فقد صدر فى مبادرته الانقلابيه عن حس صادق بأزمة الحرب والسلام والمستضعفين والاغنياء فى بلادنا وبناء على تجربه شخصيه حسيه ربما لم تتوفر لاشرس خصومه من السياسيين المدنيين فهو كضابط بقوات الشعب المسلحه لقد ادار بكثافه عمليات للنصر والنزاع والهزيمه فى مفصل ازمة جنوب السودان ولا بد ان عقله وفؤاده قد اعتلج بفكره او اخرى من افكار الخلاص الوطنى التى تساور كل مشغول بمحنة بلاده , ان الذين ينسبون انقلاب عمر البشير الى هاجس شيطنى هجست له به الجبهه الاسلاميه ربما لم يحسنوا كل الاحسان الى شخصه او لانقلابه )
ملحـــــــوظه : -
هذا ما كتبه الدكتور عبدالله على ابراهيم بعد عام من انقلاب الجبهه وواضح غناؤه وغزله فى شخص عمر البشير وأمله العظيم فيه واضح ذمه ونقده للذين يقولون انذاك ان هذا الانقلاب من تدبير الجبهه ، ترى ما هو رأى الدكتور الآن هل احسنوا الظن فى عمر البشير ام اساءوا اليه وواضح انه يعلق كبير امل فى الانقاذ وعمر البشير ويقول انهم امل المستضعفين والاغنياء .
الدكتور عبدالله يحاول فى كل كتاباته ذم معارضة الانقاذ ويحاول فى كل كتاباته تجميل وجه الانقاذ ، ترى حسب ما قال انه التقى عمر البشير واعضاء مجلس القياده ورأى فيهم سعة صدر هل ما زالت سعة الصدر الى ألان رغم ل التنكيل بالمعارضين والتشبث بالسلطه ، يحاول الدكتور بلغته فى الكتابه الملتويه ان ( يغتغت ) المفضوح وتفوح من كتاباته حقيقة ازمة المثقف الخائن لعلمه ولثقافته والذى يكرس ثقافته لصالح السلطان ، هل هذه الانتهازيه ام الجبن أم ماذا يا دكتور ياهمام .. ؟
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكـــتور / عــبـد اللــــه عــلى ابراهـــيم (Re: Salah Musa)
|
الاخ عبدالغفار
تحيه طيبه
مصدر المقاله كتاب الارهاق الخلاق كتبه نغس الشخص صادر عن دار عزه للنشر والتوزيع جاء فى مقدمته التى كتبها هو الاتى : - ( يضم الكتيب كلمات كنت نشرتها ادعو فيها الى وفاق قومى بعد قيام دولة الانقاذ اثر انقلاب الفريق البشير فى 1989 .. )
المقاله فى صفحة 13 من الكتيب
مع تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكـــتور / عــبـد اللــــه عــلى ابراهـــيم (Re: wadalzain)
|
دا علي وزن " الفوضي الخلاقة" بتاعة بوش
ولا شنو...
اسوأ شئ عندما يتدروش الماركسي......
عبدالله علي ابراهيم في حالة دروشة فكرية
وصل قمة دروشته عندما تساءل لماذا لم
يطبق الاستعمار البريطاني الشريعة الاسلامية
في السودان؟؟
المفارقة انه يدافع عن الشريعة الاسلامية
المتخلفة في وقت غادر فيه الترابي مواقع
فكرية قديمة له وطرح آراء خطيرة تناقض
ثوابت تلك الشريعة القرون اوسطية
شكرآ ود الزين علي جلب تلك الفقرة من
كتابه ..فالبعرة تدل علي البعير....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكـــتور / عــبـد اللــــه عــلى ابراهـــيم (Re: omar ali)
|
الاستاذ خال خليل
تحيه طيبه
جاء فى النص بحذافيره كلمة ( فريق ) التى اسبغها عليه عبدالله على ابراهيم
قال عيبدالله على ابراهيم فى صفحة (15) ألاتى : -
( اننى لأجرؤ على تثبيت الفريق عمر فى الولايه فى حين خلعه عنها المعارضون يتخطونه الى الجبهه الاسلاميه القوميه كالوالى الفرد. والفريق عمر عندى راع ومسؤول عن رعيته . وهذه تبعه عظيمه انشاء الله . وهى التى ترجع تعليق امر مبادرة المصالحه الوطنيه عليه )
ملحوظه : -
الدكتور عبدالله على ابراهيم فض الله فوه يثبت عمر البشير فى الولايه علينا وعلى عبادالله السودانيين اجمعين دون المعارضه من الشعب كله بجميع طوائفه وهو عنده عمر البشير راع علينا ونحن غنمه وهو مسؤول عنا ومن الواضح انه يثق فى عمر البشير ثقه عمياء دون مبرر ودون كفاءه كما انه يغمز او يلمح الى انه لا علاقه له بالجبهه الاسلاميه القوميه برغم ان الترابى اقر واعترف بعلاقته بالجبهه الاسلاميه وقوله ذهي عمر الى القصر رئيسا وذهبت الى السجن حبيسا وبرغم ما ظهر بعدذلك انهم اجتمعوا كمجلس شورى الجبهه واقسموا على المصحف بالانقلاب ورغم اعتراف عمر نفسه ورغم الواقع الذى نراه بأعيننا )
حقيقة بئس المثقف وبئس اللقب العلمى الذى يحمله
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكـــتور / عــبـد اللــــه عــلى ابراهـــيم (Re: wadalzain)
|
الاخ ود الزين تحياتي
هل سيكون عبدالله علي ابراهيم (احمد سليمان اخر)
احيانا يلجا بعض المثقفون الي الارتماء في احضان السلطه
نتيجه لانتهازيه كامنه وبعضهم يزهد ويصاب بالخمول والاحباط
ولكن عبدالله علي ابراهيم وعلي ما يبدو بدا يتحرك نحو السلطه
وبدا في التملق وتسليط الضوء علي اخفاقات المعارضه والتجمع
كعربون.....
والايام ستكشف الكثير فالمرحله تتقبل اي شيء
بعد اختلاط المواقف وسيوله الوضع العام وعدم تماسكه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكـــتور / عــبـد اللــــه عــلى ابراهـــيم (Re: عبدالعظيم عثمان)
|
كتب عبدالله على ابراهيم حارقا البخور لرجالات الانقاذ وماسحا لجوخهم ومتهافتا عليهم كذبا وافتراءا قائلا ( فلو لم تكن المعارضه مسكونه بالسلبيه لقدرت حماسة النظام الراهن لرد الاعتبار للمال العام فى وقت اصبحت الاموال المختلسه من الدوله عبئا ماليا تكرر ذكره فى تقارير المراجع العام فقد استحسنت مثلا اقدام اعضاء الانقاذ الوطنى لتقديم اقرارات ذمه بما يملكون حاليا فى محاوله منهم لتطهير الحكم من دنس الثراء من موقع السلطه . وهذا الاثراء فصل عجيب جدا فى تكوين ووجاهة اسر ورجال ونساء واطفال فى السودان . وكان يمكن للمعارضه ان تنوه بمثل هذه الخطوه اذا رغبت فى كسبنا لموضوعيتها وان الخصومه لاتعميها عن اللعبه الجيده )
ملحوظه : -
اذا سألنا هذا العبد لله الآن ولم يكذب لسانه ووجدانه هل يرى ألان الانقاذ ورجالاتها قد طهروا الحكم ؟ هل حفظوا للمال العام حقه ؟ واذا اراد ان يحاكمنا بتقارير المراجع العام فعليه ان يفعل ؟ واذا اراد ان يحاكمنا بما ظل يكتبه الصحفيون ذوى الضمائر الحيه لا ذوى الضمائر الميته مثله فعليه ان يفعل . واذا اراد ان ينظر لحال رجالات الانقاذ الآن بعد 18 سنه من الحكم فعليه ان يفعل ؟
اما قوله ان الانقاذ تلعب اللعبه الجيده وعلينا نحن خصومها الا تعمينا الخصومه عن اللعبه الجيده فهذا والله ما يضحك البواكى ، فقد بدأت الانقاذ بأخس لعبه واقذر لعبه وهى الضرب تحت الحزام ، فقد جاءت بالليل متعاميه عن قوانين اللعب النظيف ومتجافيه ومتجانفه للاعراف والتقاليد المحليه والعالميه فى اللعب ، واستمرت بكذبه ، كذب رجالها كلهم وعلى رؤوس الاشهاد وواصلت لعبها بالقتل والتعذيب والحبس والتشريد والفصل ، فأى لعبه جيده ونظيفه يعنى هذا الشخص المتملق الكذاب الاشر ، اما عن نهب المال العام فى ظل الانقاذ فحدث ولا حرج واما عن استعمالهم سلطان الدوله لاغناء جماعتهم فحدث ولا حرج ومن الخير له ان يقرأ ما كتبه دكتور تجانى عبدالقادر وهو من داخل الجماعه كيف ان الجماعه قفزوا بأهلهم الى رؤساء مجالس ادارات الشركات والبنوك والى الوزارات وكيف سيطروا على السوق بعد استبعاد ال السوق ، وكيف نالوا الامتيازات والسفر والبدلات واحدث السيارات والاراضلى والبيوت ، وبعد كل ذلك يأتى عبدالله على ابراهيم ليقول ما قاله اعلاه .
بئس المثقف وبئس اللقب العلمى الذى يحمله
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكـــتور / عــبـد اللــــه عــلى ابراهـــيم (Re: wadalzain)
|
ود الزين سلامات وميرى كرسماس
الدكتور عبدالله عالم واكاديمى فذ ومثقف شامل وهذه ليست مكان مغالطه، ويعلمها القاصى والدانى ، وللرجل منجزه على كل الصعد التى ذكرتها فل ستب
ما كتبه ود الزين مع إحترامى العميق له سرد مواقف للدكتور اكرر مواقف اطلقوا عليها بعد ذلك اى وصف ،سياسيه ،ثقافيه ، فكريه الخ .
حضرت ومجموعه لا يستهان بها من السودانيين ندوتين للدكتور الاولى عن مشكل الهويه والثانيه لا اذكر موضوعها! وخرج اغلبنا ولم يهضم شيئا ولا زلنا نبحث عن ثالثه لنستجلى مواقف الدكتور الملخبته لإن جاز لى التطاول على قامته الفكريه التى جهجهها وخلخل قناعاتنا بانه من رواد الإستناره .!!
مواقفه بائسه حدود التغبيش
كتاباته تعكس تشويشا يدخل المتلقى لفضاءات اسئله محيره .
لكنها مواقف وتظل مواقف وله الحريه فى ان يقفها ،ولنا الحريه فى ان نتقبلها او نرفضها
عن شخصى ارفضها ويحزننى ان تصدر من مثقف فى قامة د عبدالله .
وتشكراتى.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكـــتور / عــبـد اللــــه عــلى ابراهـــيم (Re: فارس موسى)
|
استاذ فارس لك تحياتى وتقديرى وكل سنه وانت طيب
قلت : الدكتور عبدالله عالم اكاديمى فذ ومثقف شامل
حقيقة لم افهم قولك انه فذ ومثقف شامل
لا تعنينى ثقافته اذا لم تصب فى مجرى تعزيز الديمقراطيه وحقوق الانسان السودانى ، ولا تعنينى ثقافته اذا لم تصب فى صالح مجموع الشعب السودانى ، ولا تعنينى ثقافته اذا لم تقف مع المهمشين والمفصولين للصالح العام والفصل التعسفى ومع الذين ذاقوا الامرين من النظام القابض على السلطه بالحديد والنار ، لا تعنينى ثقافته اذا لم تقف مع تعزيز فكرة الاختلاف فى الفكر والرأى والعقيده والثقافه ، اما ان يقف داعما للديكتاتوريه ويمجد مغتصبى السلطه الشرعيه ويسبغ على رجالات الانقلاب اوصاف الطهاره من المال العام وان يقف مؤيدا بكتاباته البائسه لعمر البشير ويصفه بأنه راع مسؤول ويقف على الدوام شاتما للمعارضه فهذا الفعل منه يجعل ثقافته التى يختزنها فى عقله لا تساوى عندى جناح بعوضه هو مثل الحمار يحمل اسفارا ولا يستفيد منها ولا يفيد الآخرين .
والادهى والامر يا عزيزى انه يكرس ثقافته التى وصفتها بالفذه والشامله ويوظفها فى خدمة آلة السلطه الاعلاميه والدعائيه ويجعل نفسه رديفا لثقافة الانقاذ واجهزتها القمعيه الاخرى التى تحاول ان تجمل وجه الانقاذ القبيح ، فهو رديف لجهاز الامن ورديف للاستخبارات ورديف لاعلام الجبهه وبفعل هذا يكون موظفا فى هذه الجهات ربما بارادته وربما لا يدرى والاثنين مصيبه وكارثه وفى النهايه لن يحصد الا الحصرم وتأكد ان الشعب لن يغفر له ولامثاله مهما طال الزمن .
مع تحياتى وتقديرى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكـــتور / عــبـد اللــــه عــلى ابراهـــيم (Re: wadalzain)
|
ود الزين التحايا مره تانيه
لا ادافع عن الدكتور ولن .
اردت ان اوضح ان الغبن والإختلاف من ومع مواقف الدكتور لا تلغى كونه مثقف .
للطيب صالح موقفين من هذا النظام ،الاول احببناه والاخير رفضناه (نا المقصود بيها نحن الضد )
لكنها تبقى مواقف ولا تنزع عن الطيب طيبته اولا وصلاحه ثانيا وكونه مبدع ثالثة الاثافى .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكـــتور / عــبـد اللــــه عــلى ابراهـــيم (Re: wadalzain)
|
السيد ود الزين . تحية واحترام وكل سنة وأنت طيب عبر هذا الفضاء السبرنى. كنت قد كتبت مقلالات ثلاث فى باب عمود ( بدايات قرن ) بعنوان ( عبد الله على ابراهيم زمكانية الغربة) فى يوليو - أغسطس 2005، حاولت فيها الولوج الى طبيعة تفكير هذا العالم السودانى المظلوم من قبيلته اليسارية فبل غيرهم. عندما شاهدت بوستك النقدى هذا لم أدع الوساوس و الشكوك تحول بينى وبين رؤاك مهما كانت مقاصدها. ربما تكون من الباحثين عن انصاف الرجل فأن كان ذلك كذلك فلا تثريب عليك . بحثت فى أرشيف جريدة الصحافة الالكترونى وجدت الحلقة الأولى والثالثة ولم أجد الحلقة الثانية . تجدنى قد ثبتهما على البوست. هدفى من ذلك انصاف عالم من علماء السودان وأراك من هذا الباب قد ولجت.
أخوك
أبو القاسم ول قور أبوحامد ول محمد أبوفاطمة الفيرانى الشريفى
_______________________
عبد الله علي إبراهيم.. زمكانية الغربة!!
الدكتور عبد الله علي ابراهيم لغوي مبين.. من جيل سحرة اللغة! مسكون بالفكر والابداع والغربة. غربة الزمان والمكان. اعني بغربة الزمان المعنى التاريخي للزمن وليس التاريخي. فالتاريخي يعمل في نظم المعرفة التاريخية ودينامياتها أما التأريخي مثل قولك العام 1989 هو بداية الانقاذ والعام 2005 هو عام نهاية الانقاذ الوطني. العامل التاريخي للزمن هو الذي يكمن خلف التحولات الديليكتيكية للاشياء والانسان معاً. هذا النوع من الغربة التاريخية هى ذاتها ما أعنيه بغربة الزمان. غربة مأزومة في ذاتها يظل الغريب مسكوناً بوعيه، ضحية لمعرفته ويشقى بها شقاء زاردشتيا، وحلاجيا وماركسياً. فان بلغ الناس بما يجهلونه من مستقبلهم السياسي او الاناسي بناء على دراسة للوقائع المادية لحاضرهم واستذكاره لتاريخهم ثم جاء بلاغه ليس لصالحهم نبذوه، أو اتهموه بالزندقة، وخاصموه مخاصمة ليست من بعدها مخاصمة، او تحرشوا به سياسياً واقتصادياً فتضيق به الامكنة، يتحول فيها الوطن لحقيبة، ثم يجد نفسه بين صالات المطارات والغربة، حتى يحل غريباً على مكان آخر، فيستأنس اقواماً آخرين لتبدأ غربة المكان. يكون الشئ او الانسان غريباً مكانياً عندما يبتعد جغرافياً عن وطنه الاصلي Native land، فالجغرافية والمسافات والايكلوجيا والديموقرافيا والفضاءات كلها تمثل اساساً مادياً لغربة المكان. ولا يمكن للشيء ان يكون غريباً مكانياً ان هو ما زال مراوحاً لمحله. هذه الجغرافية تشكل الجسد الجاسي للغربة التاريخية. لتنشأ حالة ثالثة اسميها (زمكانية الغربة) = غربة الز مان* غربة المكان. فنحن ازاء تحليل فيزيائي لحالة عبد الله علي ابراهيم اطلقت عليها (زمكانية الغربة) كي اكون اكثر دقة في طرح رؤيتي هذه سوف استعير شيئاً من المنطق الرياضياتي. إذ يمكن وضع معادلة زمكانية الغربة كالآتي: أ= د ص (زمكانية الغربة= غربة المكان * غربة الزمان). والحالة المعرفية (الابستموجية) الناجمة عن الغربة الزمكانية هى حالة ثرة بفعل العامل العوالمي وهى في تباعد وانتشار اثيري، انها تجمع بين الانفتاح في فضاء المكان والزمان معا فهى فيزيائياً عكس عملية اللحاق أو الوصول التي تساوي المسافة على السرعة. فهذه الاخيرة تتم بالقسمة. أما في حالة زمكانية الغربة تتم عملية ضرب، وتضاعيف مما يعني التطور والانبثاق في المجال المعرفي. وانفتاح في عالم الرؤى. هنا تنشأ لدى الفرد حالة الغربة، ومن الناس من يستثمر هذه الحالة، ويدركها وعياً وتدبراً ونقداً، فيتعامل معها تعاملاً تاريخياً ونقدياً ومعرفياً ، فيطرح ويفسر آراءه بهدوء وإبداع وتبسيط، حتى يجد الآخرون انفسهم فيه من هؤلاء عبد الله علي ابراهيم الذي اختار الكتابة كفعل ديمقراطي حر للتعبير عن آرائه في مسرحياته (الجرح والغرنوق، والسكة حديد قربت المسافات). أخبر عبد الله الناس في السودان عن مشكلة الرق في السودان، وضرورة فهم الشروط التاريخية للتنوع الثقافي منذ أكثر من ربع قرن
هناك نمط آخر من الناس تضربه حالة زمكانية الغربة، فتتسيطر عليه الهواجس، ليقبع في ذاته موسوساً، وتلك حالة مرضية، اقصى حالاتها الانتحار او الهروب من الذات بكل الوسائل مثل شرب الخمر وتعاطي المخدرات نموذج (....) نعم سيتعرض عبد الله علي ابراهيم هذه المرة لعملية سطو مبرمجة من قبل الخرطوم عاصمة للثقافة العربية بوصفها نموذج للسائد غير النقدي أو المعرفي للحالة السودانية. فالخرطوم عاصمة للثقافة العربية نتيجة منطقية لتخثر المؤسسة الثقافية السودانية في ظل ستة عشر عاماً هى عمر حكومة الانقاذ والبحث عن بديل استثنائي. فان لم تكن هذه الخرطوم عاصمة للثقافة كيف تجد الانقاذ بديلاً اهتبالياً للمشروع الثقافي. لم تكن حكومة الانقاذ الوطني حكومة مشروع ثقافي او حضاري، كانت حكومة واضحة ذات خيارين. أما الحرب او السلام. وهذا ما نجحت فيه دون تبخيس لها، فمن حيث الحرب بلغت كل من الانقاذ والحركة الشعبية لتحرير السودان شأواً لم تبلغه من قبلهم حكومة من الحكومات السودانية حتى اذا ما استعصت عليهما الحرب جاء السلام. لقد فشلتا حكومة الانقاذ والحركة الشعبية لتحرير السودان في الحرب فجاء خيار السلام، لذلك علينا مراقبتهما حتى لا يفشل السلام. وتعتبر الخرطوم عاصمة للثقافة مشروعاً بديلاً، متسرعاً، مهتبلاً ليس اصيلاً في الانقاذ هدفه (تغطية قدح الثقافة)، هنا تكمن خطورة مثل هذا القدح الذي تتوفر له البنية التحتية بصورة استثنائية. ويأخذ قوته من سلطة المؤتمر الوطني الحزب الحاكم، هذا المشروع يستطيع أن (يبوظ) اية فكرة، ويوقع في شباكه كل مفكر سوداني، فبعد ان قضى القدح المغطى علي الطيب صالح، ربما تحرك المشروع ليصطاد مفكراً سودانياً كبيراً مثل الدكتور عبد الله علي ابراهيم.
آخر مرة التقيته يوم الاربعاء المنصرم 20 يوليو الساعة السادسة صباحاً بمطار القاهرة الدولي، وهو قادم الى السودان. كانت الفكرة غريبة، عندما اعلن مندوب شركة مصر للطيران عن تأجيل مؤقت للسفر نسبة لعطل في الطائرة المتوجهة الى الخرطوم تبعاً لذلك سوف تتأخر اجراءات المغادرة لساعتين، فار السودانيون فورة داخل قاعة المغادرة لم تشهدها القاعة من قبل، وتعجبك فورة السودانيين أينما كانوا، فهم يرغون ويزبدون، ثم يتحدثون جميعاً في لحظة واحدة بينما ظل مندوب شركة مصر للطيران هادئاً بارد الاعصاب، يلصق على فمه بسمة محترفة يرد عليهم كان كل رد هادئ من مندوب الشركة اعقبته جلبة وزبد وانتفاخ اوداج شدوق مصحوب بفوران عروق الرقبة السودانية تدخلت في الامر بعد ان قلت للمندوب لو (سمحت حضرتك) ربما كان للبدلة وربطة العنق قد اضفيا علىَّ وقاراً وسُلطة في تلك اللحظة. اقترب مني المندوب وقلت له معك فلان الفلاني بصورة درامية اوحت لبعض السودانيين انني قد اكون شخصاً مسؤولاً. فرد بسرعة: تأمر حضرتك. كان قد خيم صمت من قبل السودانيين، الذين لم يكن يعلمون اني درامي، مسكين، أحد المسحوقين الذين اجادوا مكيدة التماسك وسط تبعثر الأشياء انقاذياً. فوضني السودانيون بطيبة وبسرعة على امرهم. فعرفت كيف يمكن ان تخدعهم (اكل حقهم) حينها فقط احسست بالورطة، لقد تحولت لبطل ثوري بسرعة خيالية، وأنا اكره ان اكون بطلاً مهماً كان ثمن ذلك لأن كل نهايات الابطال نهايات تراجيدية، اتحدث باسم نحو 200 سوداني، لكن ماذا سأفعل اذا خاب سعي؟ كم هى صعبة مسؤولية ان تكون مسؤولاً؟ ثم بدأت اقارن نفسي بالسادة، والوزراء والدبلوماسيين. عموماً وأنا كذلك جاءني الرد من مندوب مصر للطيران بعقل وتوازن ولغة منظمة.. بص حضرتك سيكون البوردينق الساعة كم! فأعلنت للملأ هذا الامر. أه كم كنت اوديبيا متسرعاً للحقيقة امام شعبه، يا ليتني لم اعلن لهم الامر، حيث دخلت في وسواس طويل، ماذا سيكون حالي اذا جاءت الساعة ستة دون ان يتم (البوردينق )، اصبت بالهم والقم، فتمنيت ان اجد مفراً لاتخلف من السفر، وفي زمرة هذه الهواجس سمعت صوتاً يناديني (ياقور.. يا قور) اذا به الدكتور عبد الله علي ابراهيم، معه حرمه المصون، فبادرني بسخريته العادية: ها دي حليتها كيف؟ فقلت له مباشراً بالدرامافولجي والتعبير جمعته من قول كل (Drama and conflictology) ثم بدأنا في الحكي والضحك والقرقرة بصورة عالية. كان الدكتور عبد الله يزيد معلوماتي، واجمل ما سمعته من تعبير يومها (التحليل الباثلوجي) لظاهرة الانقاذ. عجبي هذا التعبير قلت في نفسي سوف اجربه في ظاهرة (الخرطوم عاصمة للثقافة) التي تشكل اول سؤال للنائب الاول الدكتور جون قرنق تجاه الوحدة الجاذبة. لكن بعد ان تعمق الحديث مع الدكتور عبد الله. وجدته ينظر الى الانقاذ بوصفها مسألة حتمية خاتمة لبعض التكونات التاريخية لمشروع الدولة الحديثة في السودان. الحقيقة كلنا نرى انفسنا داخل الانقاذ لكن كلما اقتربنا من انفسنا وجدناه شخصاً آخر. عندما هبطت الطائرة في مطار الخرطوم كان من بين ركابها الدكتور السفير علي قاقارين. فعلمت انني كنت اسوم الماء في حارة الساقيين فبينما كنت افاوض انابة عن السودانيين يوجد دبلوماسي مفوه وحصيف مثل الدكتور علي قاقارين. وعندما تبادرنا التحية قال لي بطريقته البسيطة: انت كنت معانا في الدوشة دي. قلت في سري أنا كنت البطل!!
++++++++++++++++++
هذه حلقة انقطعت عن سلسلة هذه الدراسة. ذلك لأسباب تتعلق بسفري لحضور المؤتمر الخامس للرابطة العالمية للآداب والفنون من أجل ثقافة السلام بمدينة لوس انجلز بالولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 3-6 اغسطس، والمؤتمر الخامس والعشرين للمؤتمر العالمي للشعراء.
يقول الدكتور عبد الله علي ابراهيم في كتابه «الشريعة والحداثة مبحث في جدل الأصل والعصر» (ورجال التاريخ والفكر الاجتماعي، لا يدركون أن النشاط القانوني والتشريعي هو نشاط في مجال من مجالات الفكر الاجتماعي وأنه يحتاج الى شمول النظر التاريخي له)، هكذا وبنقلة واحدة يحرِّك المؤلف بيدقه من خانة القانون من مجال «الدراسات القانونية المتعلقة بالنظرية القانونية وتطبيقاتها» الى خانة التاريخ والفكر الاجتماعي، لماذا؟ لأن الكاتب يبحث في كل أطر العقل العربي اذ يقول في مقدمة كتابه «الكتاب الذي بين أيدينا من الكتب القليلة التي طرقت هذا المجال، مجال النظر والدراسة في حركة التشريع والقانون والقضاء على مدى القرنين الماضيين. وأنا لا أقصد بذلك الخصوص السوداني إنما أشير الى عموم الحركة الفكرية العربية في أقطارنا كلها) ص «9». بيد أن الكتاب يكشف عن رؤية نقدية ثاقبة يبحث عن تجليات الحداثة في الحركة الاسلامية بالسودان. يصف المؤلف كتابه قائلاً (يريد هذا الكتاب أن يدرس منشأ التجديد الاسلامي المستفحل في السودان الذي هو وجه من وجوه صحوة إسلامية مشاهدة تواضعنا على وصفها بـ «الأصولية الاسلامية» ويفارق نهجنا في الكتاب التناول الدارج الذي يرى في الأصولية الاسلامية، تقهقراً من وعثاء الحداثة إلى طمأنينة التقليد الديني وأمنه) هنا فقط يكتشف القارئ الكريم إن كتاب الشريعة والحداثة مبحث في جدل الأصل والعصر، هو كتاب يتناول بتجاوز أهم نظريات الحداثة وما بعد الحداثة ويتم ذلك بتطبيق على الحركة الاسلامية في السودان، ربما سقط الناس سهواً من مراجعة الفكرة الأساسية التي ابرزها الكاتب كفرضية لرؤاه إذ يقول (هذا نهج أخذنا من نظرية التحديث التي سادت فكرنا والقائلة إن الحداثة خطة وقعت للغرب وستعيد نفسها بحذافيرها في المجتمعات التقليدية في غير الغرب والعاقل من تدبر).
كي أكون أكثر دقة سأركز بتدقيق على الفصل الرابع الذي جاء بعنوان (لاهوت الحداثة حسن الترابي والتجديد الاسلامي في السودان) ذلك لسببين الأول هو أن الدكتور حسن الترابي ما زال محل سؤال عالمي في مجالات البحث والتجديد. فالترابيون -أعني اتباع الترابي- قد أخذتهم أمواج المشكل السياسي ذو الواقعية الضاجة عن البحث في النظرية ولكأني أذهب الى حد القول قد سلب الخطاب السياسي أتباع الترابي ثم احتطبتهم غابة السياسة، بينما ظلت نظرية التجديد الاسلامي في السودان بلا بحث أو تنقيب. حتى جاء عبد الله علي ابراهيم متخذاً من تجاوزه بفعل «زمكانية الغربة» بإثارة السؤال بصورة معرفية. أما السبب الثاني تعتبر الدراسة التي وقعت بين الصفحات 107 - 136 أكثر الدراسات تأملاً في منهج الدكتور الترابي بل أعمقها وأدخلها معرفياً «ابستومولوجياً».
قد اتخذت الدراسة بعضاً من العناوين الجانبية مثل: توطئة، خلفية تاريخية، مصدر تسمية جده حمد الترابي بالنحلان، القاضي دفع الله الترابي «1891-1990م» لاهوت حسن الترابي، الابتلاء أو الحداثة، طريقاً لعبادة الله، الدين والتدين، الاحياء والتجديد، التكفير عن الدولة الأثيمة، الابتلاء وصفوات المسلمين العاجزة عن النظر في تحدياتها، قصور المشتبه عن تبعة الابتلاء، رؤى الترابي حول النزاعات داخل حركته، إعادة تربية الأفندية لشيخ الترابي.
تلك كلها عناوين جانبية استطاع منها الكاتب أن يفكك ويحلل بها منهج الدكتور حسن عبدالله الترابي. أو كيف يفكر الترابي؟ ولقد ذهب مدىً بعيداً تقاصرت دونه محاولات اتباع الدكتور الترابي في هذا الأمر، الأمر الذي يدل على امتلاك الكاتب منهجاً، ورؤىً استزادها من زمكانية غربته ذات البعدين المكاني والجغرافي.
ثم يدخل مباشرة في طبيعة تفكير الدكتور حسن الترابي فيقول تحت عنوان: إعادة تربية الأفندية «لم يفشل الأفندية -فيما يراه الترابي- فشلاً مدوياً في مواجهة الابتلاء فحسب، بل الأنكى أنهم غافلون حتى عن حقيقة الابتلاء الذي نهض بهم». وهنا تبرز مفردة مهمة وأساسية وهى مفردة الابتلاء. التي استصحبها الكاتب تحليلاً بنيوياً لفكر الدكتور حسن الترابي. وهى ذات المفردة التي استطاع من خلالها أن ينفذ الى زاوية مهمة من زوايا تفكيره حيث يقول المؤلف عبد الله علي ابراهيم تحت عنوان: لاهوت حسن الترابي (يفصح الترابي عن لاهوت للحداثة يوفق -عبر مفهوم الابتلاء- بين تجاربه الثقافية المتنافرة ظاهرياً، ويستخدم هذا المفهوم، الذي يعني النظر الى الحياة على أنها ابتلاء تحد سرمدي من الله يختبر به إيمان المسلمين- مرادفاً للحداثة التي هى تحد مقصود به المسلمين المعاصرين على وجه الخصوص. وحتى يتيح الترابي للمسلمين أن تسارى خطاهم ابتلاءهم، فإن الترابي يميز بين «الدين» و«التدين» بطرق تشابه تلك التي أقرها جورج سيميل عالم الاجتماع المرموق في التفرقة بين «الدينية» و«الدين» ص 117.
هكذا يتضح أن كتاب الشريعة والحداثة مبحث في «جدل الأصل والعصر» كتاب يتضمن مبحثاً مهماً، وهو منهج الدكتور حسن عبدالله الترابي مؤسس الحركة الاسلامية في السودان التي تشابهت اليوم، وتفاصلت بذنب لدى شخص ثالث Third person في نظري. ذلك منهج ربما أفاد الاسلاميين في الاتجاه نحو التأمل في «رأب الصدع» الذي تنامى بينهم في أن حسبه أو ظنه بعضهم صدعاً للقوة الا أنه صدع زادهم هواناً وضعفاً. كل ذلك يأتي من خلال بحثنا في زمكانية غربة المفكر السوداني عبد الله علي ابراهيم الذي ظل وحيداً في عالمه مثل طائر فينيقي خرافي. ويحترق عند حدود البحث.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكـــتور / عــبـد اللــــه عــلى ابراهـــيم (Re: wadalzain)
|
Quote:
والفضاءات كلها تمثل اساساً مادياً لغربة المكان. ولا يمكن للشيء ان يكون غريباً مكانياً ان هو ما زال مراوحاً لمحله. هذه الجغرافية تشكل الجسد الجاسي للغربة التاريخية. لتنشأ حالة ثالثة اسميها (زمكانية الغربة) = غربة الز مان* غربة المكان. فنحن ازاء تحليل فيزيائي لحالة عبد الله علي ابراهيم اطلقت عليها (زمكانية الغربة) كي اكون اكثر دقة في طرح رؤيتي هذه سوف استعير شيئاً من المنطق الرياضياتي. إذ يمكن وضع معادلة زمكانية الغربة كالآتي: أ= د ص (زمكانية الغربة= غربة المكان * غربة الزمان). والحالة المعرفية (الابستموجية) الناجمة عن الغربة الزمكانية هى حالة ثرة بفعل العامل العوالمي وهى في تباعد وانتشار اثيري، انها تجمع بين الانفتاح في فضاء المكان والزمان معا فهى فيزيائياً عكس عملية اللحاق أو الوصول التي تساوي المسافة على السرعة. فهذه الاخيرة تتم بالقسمة. أما في حالة زمكانية الغربة تتم عملية ضرب، وتضاعيف مما يعني التطور والانبثاق في المجال المعرفي. وانفتاح في عالم الرؤى |
Quote:
كل ذلك يأتي من خلال بحثنا في زمكانية غربة المفكر السوداني عبد الله علي ابراهيم الذي ظل وحيداً في عالمه مثل طائر فينيقي خرافي. ويحترق عند حدود البحث. |
كثير من فضول الكلام الذي يحاول به فزلكة الانتكاسة
الفكرية لعبد الله علي ابراهيم..
الغربة الوجودية لا تأتي الا نتاج القلق الوجودي الذي ينشأ
عندما لا يجد الواحد الاجابة عن اسئلته الوجودية في جميع
المنظومات والانساق العقدية والفكرية القائمة
ع. ع. ابراهيم ابحر من الاسلام الي الماركسية وعندما لم
تطفئ الماركسية ظمأه عاد مطمئنآ الي الطوطمية الاسلامية
مناديآ الي العودة الي الاسلام...واظنه سعيد بان وجد الاجابات
[[النهائية ]]او قل سعيد بقمع الاسئلة الوجودية الكبري التي
لا يقوي عليها من كانت عقولهم تنظر الي الوجود من شباك الوعي
الديني.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكـــتور / عــبـد اللــــه عــلى ابراهـــيم (Re: omar ali)
|
الدكتور ابو القاسم قور
دعنى اولا ارسل لك تحيتى وتمنياتى لك بقضاء عيد سعيد وعام جديد سعيد
سعيد انا بمشاركتك
ولكن ايها الاستاذ الهمام لنسأل انفسنا هذا السؤال : -
هل يخــــــــــــون العـــــــبقـــــرى ؟
وبما انك دارس للمسرح واستاذ وناقد مسرحى وخبير فى دروبه ودهاليزه ، اسمح لى ان ابحث عن اجابة هذا السؤال من خلال سعد الله ونوس وتساؤله ومن خلال مسرحيته منمنمات تاريخيه
كتب سعدالله ونوس فى مقدمة مسرحيته (اغتصاب) الآتى : - ( ان الهام المسرح الحقيقى لم يكن فى يوم من الايام الحكايه بحد ذاتها وانما المعالجه الجديده التى تتيح للمتفرج تأمل شرطه التاريخى والوجودى ) الاعمال الكامله مجلد 2 صفحة 63
ان المنمنمه الاولى تجعل جهاد الشيخ التاذى ذا منحى ايجابى بمعايير التاريخ مقارنه بمواقف رجال دين جشعين كليا وخانعين الى درجة التفريط والخيانه ، وفى المقابل نجد مواقف ابن خلدون ( المشابه لعبدالله على ابراهيم ) الاستسلاميه الخانعه بل والبالغه حدود الخيانه والتعاون مع العدو الغازى ، بل ان ابن خلدون وصل الى حد ان رسم خريطه جغرافيه بناء على طلب تيمورلنك.
كان الجو العام جو هزيمه كارثيه فقد سقطت حماة وحلب بين يدى المغول وتحولتا الى ركام ومقابر جماعيه حتى قيل ان المغول شيدوا مئذنة من جماجم القتلى ( وهذا بالضبط ما كان عليه سودان الانقاذ فى ايام الانقلاب الاولى جو هزيمه ، سطت الانقاذ على الديمقراطيه ، وكانت هناك مذابح فى العمل لكل شخص مخالف للانقاذ وتشريد وفصل تعسفى واعتقالات وتعذيب بل وموت تحت التعذيب ) فماذا فعل الشيخ التاذى ؟ وماذا فعل ابن خلدون وشبيهه عبدالله على ابراهيم ؟
الشيخ التاذى يدعو نائب قلعة دمشق الى المقاومه عند الزحف ، المقاومه بالاعتماد على الذات ، يحدث اول صدام بين الشيخ التاذى وابن خلدون ليلة انسحاب السلطان فرج بعد هزيمة عساكره بمواجهة المغول وتبلغه اخبار حول مؤامره ضد عرشه فى مصر ، يعلق ابن خلون على كلام السلطان المستبد بعبارات خانعه وانتهازيه فيوبخه التاذى : - أتسمى الخذلان فصاحه يا ابن خلدون ؟ ( وهو نفس الفعل الذى قام به عبدالله على ابراهيم فى ايام الانقاذ الاولى فبدلا من ان يدعو الى المقاومه ضد الديكتاتوريه وضد مبدأ الانقلاب ، تجده يقف مع الانقلاب مؤيدا وداعما ويخذل فى المقاومه ومن الغريب انه ينكر على المعارضه عدم احتفاءها بفكرة ابراء ذمة الانقلابيين ويسخر من المعارضه بأنها لا تشجع اللعب الجيد ، ومن سخرية الاقدار جاءت صحيفة الصحافه اليوم السادس والعشرين من ديسمبر بمقابله مع الشخص المسؤول عن براءات الذمه فقال انه منذ ان جاءت الانقاذ لم يتقدم مسؤول واحد بابراء ذمته ويطالب رئاسة الجمهوريه بأن تجد آليه لانفاذ القانون ، فما هو رأى عبداله على ابراهيم الذى يصف رجالات الانقاذ بالمتطهرين من المال العام )
فى منمنمات تاريخيه ، فكما ان تحالف التجار ورجال الدين والقضاة من جماعة ابن مفلح والاعيان الممثلين بشخصية دلامه قد شرعوا فى اثارة البلبله والتشويش على الخط المقاوم عن طريق ادعاء الحيره وصعوبة معرفة الصواب فى وضع معقد نشاهد الآن امثال عبدالله على ابراهيم يقومون بنفس الشىء ، هؤلاء المتخمين بالقلق والحيره والذهول والتمزق وهم يبررون الخنوع اذ يبدأ دعاة الاستسلام هؤلاء بلبلة الرأى العام تمهيدا للتشكيك فى شرعية وصواب المقاومه وصولا الى ضرب الخط المقاوم ، ويحاول امثال عبدالله على ابراهيم تضبيب الصوره الواضحه او المضاربه على الحسبه السهله كالماء. وكما اختار ابن خلدون ميدان السلطه لا ميدان المقاومه كذلك اختار عبدالله على ابراهيم الذى اختار ميدان عمر البشير الذى وصفه بأنه راع ومسؤول عن رعيته ووصف رجالات الانقاذ بالتطهر من المال العام وهذا الادعاء الزائف كشفته الايام ، والطريف ان ابن خلدون يعبر الى ميدان السلطه عبر جسر عبقريته فهو يحاول تبرير عدم دعوته الناس للمقاومه وانحيازه الى تحالف التجار ورجال الدين بنظريته الخاصه ( علم العمران البشرى )
وفى المسرحيه حوار طويل بين ابن خلدون وتلميذه شرف الدين ، هذا الحوار يدخل فى تلافيف قضية المثقف ومبدع الثقافه والعلم والموقف التاريخى .
لقد حمل ابن خلدون نسخه من القرآن وعلبة حلاوه هديه للغازى تيمور الذى بنى مئذنة من جماجم اهل حلب
تنتهى المنمنمه الثانيه بانشقاق التلميذ شرف الدين عن استاذه ابن خلدون بعد عودة هذا الاخير من زيارة تيمورلنك وتقبيله يده وامتداحه وتقديم الهدايا له .
نعود لسؤالنا الذى بدأنا به ، هل يخون العبقرى ؟
فالعبقريه ليست موضوع شك او موضوع نقاش ولكن المهم هو السلوك الفعلى الفردى الشخصى لحامل العبقريه بوصفه مواطنا وبصفته ذاتا عاقله ومسؤول ابان منعطفات حاسمه فى تاريخ وحياة امته ووطنه .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكـــتور / عــبـد اللــــه عــلى ابراهـــيم (Re: wadalzain)
|
أخى ود الزين . كل عام وأنت بخير . عجبنى ردك العفيف، وقلمك الزرب. فأنت أتخذت من مسرح ونوس نموذجا للمقاربة ، وغايتك فى ذلك حسب علمى أنك تشرح أفكارك بنموذج أجد فيه نفسى. هذا أسلوب ذكى ومبدع فلك الشكر أجزله. بييد أنك ربما أستشفيت اننى أتخذت مدخلا فلسفيا ( ابسستمولوجيا ) . . . ذلك بالطبع ليس استنكافا للمسرح ، فالمسرح هو خلفيتى الأكاديمية ولا زلت أقوم بتدريس مادة النقد المسرحى بكلية الموسيقى والمسرح أما دراساتى العليا من الماجستير والدكتوراة هى فى الفلسفة وبينهما أمور متشابهات خاصة ففى مبحث النقد الذذى يعنى بالسياقات الفكرية والمعرفية. أما عن سؤلك ( هل يخون العبقرى) .. . أقول فلسفيا تلك مسألة أخلاقية ، والأخلاق لها أبعاد ذاتية وموضوعية ، ففما تراه أنت أخلاقيا قد يراه شخص آخر غير أخلاقى. ولا أجد بابا من الخيانة فى موقف عبد الله الفكرى أما مواقفه الحزبية الشيوعية ليس لى بها علم .يرى بعض الفلافسة ما الحياة الا مجموعة حزم قابلة للتفكيك. ربما كان لطابع الدكتور عبد الله القلق ، وحركته فى فضاءءات فكرية كثيرة ملا مسة للسلطة قد أعطت انطباعا بذلك ، لكن ما أعرفه هو ان الرجل ظل فكريا. أفيدك اننى لا زلت أبحث عن الحلقة الثانية من الدراسة ( زمكانية الغربة) فبها سوف تكتمل رؤاى التى أشكلت على بعضض المتداخلين ، ولى فى قولهم نظر . ثم سؤالى يا أخى هو هل يمكن وصف السيد عبد الله على ابراهيم انه متمرد فكريا؟ أم فكرة التمرد هى فكرة مقموعة من قبل الأخلاق السودانية ؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الدكـــتور / عــبـد اللــــه عــلى ابراهـــيم (Re: Abuelgassim Gor)
|
يستنكر عبدالله على ابراهيم على المعارضه احتجاجها على الضرائب المفروضه من قبل هذا النظام فى اول عهده ، الضرائب التى ابتدعها النظام وصار يتفنن فى سن المزيد منها كل يوم وبكل شكل ، ابتداءا من ما يسمى بالرسوم المتنوعه والدعم الاجبارى والمساهمه الالزاميه والدمغات والضرائب التصاعديه بون ضبط وربط حتى اضطرت بعض التجار الى اقفال محالهم والهروب خارج السودان واخلاء السوق الى تجار الجبهه الذين صعدوا فجأة مثل النبت الشيطانى ، هؤلاء هم الطفيليه الذين اغنتهم الحكومه من عدم .
انظروا الى هذا النص الذى كتبه عبدالله على ابراهيم والذى يوضح بشكل جلى التضخم الذى حصل ويكشف عن قصر رؤيته وعدم سداد فهمه ورؤيته .
يقول : -
( ومثل ذلك استنكار اصحاب العربات الخاصه ( وهم الصفوه ) الضرائب التصاعديه المبتكره لعام 1989 . فقد تقرر على صاحب المرسيدس 1989 ضريبه مقدارها خمسة الف جنيه وهو مبلغ لا يؤبه به حقا اذا قورن بثمن السياره الذى يبلغ نحو مليون جنيه سودانى . ولكن اهل السيارات يستكثرون مليما يذهب للحكومه . )
لا حظ المفارقه فى الارقام فى عام 1989 والآن 2006 ونستدعى للذاكره قول صلاح كرار او صلاح دولار الذى صار مثلا يضرب به وهو قوله لولا الانقاذ لوصل الدولار 20 جنيه من 12 جنيه .
| |
|
|
|
|
|
|
| |
wadalzain
Yousif AHMED
Salah Musa
خالد خليل محمد بحر
omar ali
عبدالعظيم عثمان
فارس موسى
Abuelgassim Gor
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست