كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: أيقونات تعبر الذاكرة .. (أناس مضئيون ..) (Re: إبراهيم عمر)
|
أحلام مستغانمي..
جزائرية كتبت.. فأبدعت.. وسحرت.. وجعلتنا نشعر بنشوة كبيرة عندما نقرأ حروفها العاجية..
أحلام مستغانمي..التي كتبت مكنونات صدر المرأة بطريقة لم يجرؤ أحد على الخوض فيها من قبل..
احترمت جرأتها وشفافيتها.. والأهم من ذلك واقعيتها..
تتكلم عن بيئتها .. لإشك انها تعننيا .. فواقع وطنها يبدو كالذي في بلادي .. لتقول في أحدى مقالاتها .. " ذلك ان الكتابة أصبحت الآن أخطر مهنة. والتفكير أصبح أكبر تهمة, حتى أنه يشترك مع التكفير في كل حروفه ويبدو أمامه مجرد زلة لسان. فلماذا نصرّ إذن على التفكير؟ ولماذا نصرّ على الكتابة؟ وهل يستحق أولئك الذين نكتب من أجلهم كل هذه المجازفة؟
إن وطناً أذلّنا أحياء لا يعنينا أن يكرّمنا امواتاً. ووطناً لا تقوم فيه الدولة سوى بجهد تأمين علم وطني تلف به جثماننا, هو وطن لا تصبح فيه مواطناً إلا عندما تموت. "
روياتها دوما تكون من العيار الثقيل الذي لابد وان تكرر قرائها مرة ومرتين ..
لها التحية .. والشكر على المرأة الجرئة التي تحمل ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أيقونات تعبر الذاكرة .. (أناس مضئيون ..) (Re: إبراهيم عمر)
|
جون قرنق دي مابيور
عندما كان في الغابة .. وفي الأحراش كانت تقوده عزيمة التغيير .. يحدوه الأمل بجعل السودان أجمل مما كان .. رغم ما كان يصوره لنا الإعلام عنه وعن حركته .. و عندما استقبلته الملايين بالخرطوم ا ، رد على هتافاتهم القائلة : لا جنوب بدون شمال ولا شمال بدون جنوب «المهم يكون في سودان».. هكذا كان دوماً أهداف حركته غير مقتصرة على مطالب الجنوبيين.. كان سودانيا وحدويا .. علق عليه الكثيرون الكثير من الأمل .... «جئت لكي نعمل سوياً.. نحقق للسودان نقلة حقيقية لوضع جديد يكون نموذجاً للتاريخ الحديث في المنطقة وافريقيا والعالم... سيكون لدي كلام كثير، أتيت فقط لكي أسلم عليكم في المؤتمر، وأقول السلام عليكم». كما في كل الأحوال لم يحالف وطننا الحظ .. في هذه المرة .. بعد أن علقت عليه الكثير من الآمال الجسام .. من البسطاء الحالمين رحل جون قرنق وما زال يرن في الصدى آخر ما خاطب به الجماهير وجها لوجه في الساحة الخضراء «السلام عليكم»، فالسلام عليك أيها الشهيد .. لم تحتمل الأماتونج مرور قامة أعلى منها رأسا وأفقا .. فتكسرت هناك آمال البسطاء الذين كان يحارب بإسمهم ومن اجلهم .. والأجيال التي لم تأتي بعد .. كتبت أميرة الطحاوي في موته " قرنق: جثة أجمل رجل أزرق ".. لتبقى قفشاته وبسمته الجميلة عالقة في ذهن الكثيرين ممن احبوه ..
له الرحمه والمغفرة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أيقونات تعبر الذاكرة .. (أناس مضئيون ..) (Re: إبراهيم عمر)
|
الأم تريزا..
تلك الألبانية القادمة من اوربا الشرقية .. ساقها فعل الخير لأكثر الناس حاجة إليه .. بشر منسيون في زوايا القارة الهندية .. ومطمورون تحت طبقات المجتمع .. منبوذين خلقا وخلقا من إخوتهم .. جاءت ليتضاعف الخير .. ولتعطي الإنسانية بعدا آخر لا نستطيع ان نراه .. مهما كانت حساسيتنا تجاه الخير وفعله .. إنها أمميةٌ بعاطفتها المبسوطة كرائحة عطر في شهوة أمراة أو كما يعرفها قاموس أكسفورد تريزا : تعني قبة من الذهب لإمام تشيع فيه قدر الصلاة . حين أتذكرُها أتذكر أهل كلكتا البسطاء والمنبوذين كلهم وهم يتحولون إلى صحونا وقيثارات ذلك هو الخير يدرك في ذاكرة الناس انه في كل لحظاته يعني الحب والحب يعني عالمنا الذي يتغير كما الضوء
تعاونت الأم تريزا مع السلطات الرسمية في كلكوتا فحولت جزءا من معبد كالي (إلهة الموت والدمار عند الهندوس) إلى منزل لرعاية المصابين بأمراض غير قابلة للشفاء والعناية بهم في أيامهم الأخيرة لكي يموتوا بكرامة.. أحسستهم بالعطف والقبول بدل البغض والرفض من مجتمعهم.. وتوالت بعد ذلك المؤسسات التي أنشأتها الأم تريزا، فأقامت "القلب النقي" (منزل للمرضى المزمنين أيضا).. "مدينة السلام" (مجموعة من المنازل الصغيرة لإيواء المنبوذين من المصابين بأمراض معدية).. ثم أنشأت أول مأوى للأيتام فكانت هي الم .. وكانت مدينة للسلام في الأرض .. قلباً نقياً .. وعلى الناس مسرة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أيقونات تعبر الذاكرة .. (أناس مضئيون ..) (Re: إبراهيم عمر)
|
جابريل جارثيا ماركيز يحتاج المبدع المنذور للكتابة العظيمة ان يولد في مناخ له سحره الاخاذ والممتع وربما الخارق في احداثياته كي تصبح كتابته قادرة على اعادة التشكيل والانتاج في الحادثة الحياتية، وصياغتها بالشكل المدهش الذي يأخذ اللب.
خلت حياة ماركيز في معظم فصولها من المال.. لكنه اختزن الكنوز في مخيلته, وشحن بها كتاباته, حيث يقول في أكثر من مناسبة: «الخيال هو في تهيئة الواقع ليصبح فناً» وبالفعل درت مخيلة ماركيز الفنية الفذة بأجمل الأعمال وأصدقها وأكثرها تأثيراً.. و عندما يولد المبدع في قارة رخوة ورجراجة في مناخها وناسها وتشكيلها الإثني والمدني وسحرها المطلسم النائم في اعماق سكانها، وفي وجدانياتهم، فإن حالة الاستنهاض لقواه الابداعية، تكون ذات دفع خاص، له طعم الوخز.
عندما تكون هذه القارة هي أمريكا اللاتينية.. والمبدع هو جابريال جارثيا ماركيز... والمكان هو كولومبيا... فإن شروط احداثيات خرق السائد الكتابي، قد اكتمل حدوثها.
جابرييل الذي امتلك الوجود الايحائي في عائلة ظل الأب يغيب عنها وهو يعد بحدوث معجزات مالية تنقذ العائلة من فقرها الدائم، واخوات كان يقترحهن الاب الجوال، كان عليه ان يعيش في كنف جده ، كي يظل الطفل ماركيز ينام في حضن الجدة وهو يستمع لحكاياها التي كانت تقدح مخيلته السحري كل ليلة بالأساطير التي تحكيها الجدة.
وفي سيرته الذاتية التي حملت عنوان "عشت لأروي" كشف ماركيز عن ادق تفاصيله .. كشف عن البيت والخرافات التي تشكل اصحابه، وعلاقته بالشعر وبالنساء، كتب عن مهنته كصحفي وعن توجهاته الكتابية، وحياة المنفى التي استهلها في باريس، والفقر الذي عاشه في باريس.. وعن عودته الى امريكا اللاتينية، ولقائه بالرئيس الكوبي في العاصمة الفنزويلية والثائر الارجنتيني تشي جيفارا.
قال ذات مرة "انا لا اصنع شخصياتي لتموت.. اصنعها لتعيش"، تقول عنه زوجته "مرسيدس" بأنها فوجئت به خلال كتابته روايته " ليس للكولونيل من يكاتبه " يطلق صراخا ويهرب من غرفته شاحبا ومرتعدا، وعندما سألته عما حدث اجابها بكآبة: "قد قتلت الكولونيل الآن". يكتب ماركيز بلا رموز متقصدة, بلا قوالب, ويعتمد اللغة البكر, ويعترف دائما بأنه مفسر سيء لكتبه, كما أنه يمقت تفسيرات الصحافيين وتعليلات النقاد بالرموز كما يعترف أنه لا يقصد من الأشياء الروائية إلا المعنى العادي, وما يقوله الآخرون يترك أثراً في نفسه ..
هنئيا له .. نوبل .. وهنئياً للغلابه وجوده بينهم ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أيقونات تعبر الذاكرة .. (أناس مضئيون ..) (Re: إبراهيم عمر)
|
طاغور الشاعر
طاغور" شاعر الهند وفيلسوفها وإنسانها، وعندما تلوح كلمة طاغور؛ تعزف النفس سيمفونية حب لا نهائية، وأدور في لحظة عشق لهذا الشاعر الذي ملأ وجداني حبا وعشقا وسعادة.
يقول والده عنه: يدعى رابيندار – وتفسيره الشمس – لأنه سيجوب العالم، ويهتدي الناس بنوره. وقال عنه طه حسين: إنما الذي يملأ نفسك في حضرة طاغور، هو تجلي فكرته الروحية في كل شيء من كيانه المادي. وطاغور... شاعر صوفي.. فكتبه في الفلسفة والرواية والبحث تتميز دائما بصفة الشاعرية العذبة، صفة النغم المجنح، فهو شاعر يفيض الشعر عنه فيض الأنفاس على غير جهد، ولا غرو فالفن عنده شعرا كان أو موسيقى أو تصويرا إنما هو أولا وأخيرا انسكاب نفسي عفوي يذكر بانسكاب الدعاء من صميم المتعبد الأصيل. كان طاغور يكتب أناشيده بالبنغالية، ثم يكتبها بالإنجليزية محتفظا لها بشفافيتها وعذوبة الأسلوب. لقد خبر طاغور بطلان الحياة، فانصرف عنها وراح يناجي حبيبته، ويود لو تجتاحه العاصفة، تأخذ ماله وتسلبه أحلامه،وحتى حياته، لأن في هذا السلب والتجريد تنمو نفسه بالكائن الجمالي الموحد، فشوقه للأرض باطل، ولا أمل له بالوصال الكلي إلا مع الله. ستمر الأجيال ، وسيظل العشاق ينتظر بعضهم بعضا يتغنون بأشعاره، ويجدون فيها نفحة روحية تمدهم بنغمة الصبر، وينبوعا سحريا من حب الخير ، يغسلون فيه جراحات وجدانهم، ويجددون شباب مشاعرهم.
| |
|
|
|
|
|
|
|