|
فضائح إعادة التوطين في أمري : كونسنتريشن كامب ولا مشروعات توطين
|
Quote: صحيفة السوداني - العدد رقم: 501 2007-04-04 [متأثرو أمرى..ضحينا وقبضنا الثمن معاناة
(المتأثرون بقيام سد مروي هم مواطنون بسطاء كانوا يعيشون حياة منتجة ومستقرة.. ويعيشون الآن شعوراً عميقاً بفقدان الاستقرار وعدم وضوح المستقبل ولم تكن لهم يد في ذلك.. فهل هذا جزاء التضحية؟!)، هذه هي العبارات التي صورت بها لجنة المتأثرين من أهالي منطقة أمري بقيام سد مروي، حال المتأثرين قبل وبعد التهجير الجزئي الذي تم ومعاناتهم، وذلك في آخر تقرير للجنة الذي أشارت فيه الى أن هنالك (800) أسرة تم تهجيرها ولم تمنح منازل، وأوضح التقرير ان نتيجة الاحصاء الذي أجري في العام (1999م) بواسطة ادارة سد مروي والجهاز المركزي للاحصاء توصل الى أن مجموع المنازل في مجالس منطقة أمري الـ(12) المتأثرة بعد الاستئنافات (5932) منزلاً، فيما بلغ الاستحقاق (2737) منزلاً بعجز بلغ (3195) منزلاً، والحواشات (3011) حواشة بعجز بلغ (2921) حواشة. ووقفت (السوداني) خلال جولة لها في قرية (3) والمشروع الزراعي بمنطقة أمري الجديدة على حقيقة الظروف الصعبة وحجم المعاناة التي يعيشها مواطنو أمري المهجرون رغم التضحية الكبيرة التي قدموها بترك موطن الأجداد من أجل مصلحة كل أهل السودان ليرى مشروع سد مروي النور وهو المشروع الذي ظل حلماً يراود كل الحكومات المتعاقبة، ولاحظت الصحيفة وجود أسر في العراء بلا مأوي وبلا عمل أو مصدر دخل في انتظار تنفيذ وعد ادارة السد بتسليم بعضهم قطع سكنية مع مبالغ مالية، وآخرين قطع سكنية بدون مبالغ مالية، وذلك وفقاً لما ذكره الأهالي الذين التقت بهم (السوداني) ومنهم علي عبدالرحمن الذي ذكر أنه يعيش الآن في العراء بعد أن قام بتنفيذ قرار اخلاء المنزل الذي استغله في وقت الشتاء ليكون مأوى له وزوجته وطفلته الصغيرة، وأبان انه اضطر بعد اخلاء المنزل الى أن يطلب من الجيران استضافة زوجته وطفلته معهم، بينما يقيم هو في الشارع داخل خيمة صغيرة مع مجموعة أخرى يمرون بذات الظروف والأوضاع، وقال بنبرة حزينةأعيش الآن في هذه الخيمة في الشارع العام وزوجتي مع الجيران رغم أننا كنا نملك منزلاً في أمري القديمة بالرقم _ 327_.. كما أنني كنت أعمل مزارعاً والآن أنا عاطل وبدون أي مصدر دخل)، والوضع الذي يواجهه علي عبدالرحمن ينطبق كذلك على آخرين يعيشون ذات المعاناة والتشرد مثل سعد محمد الطاهر، علي خليفة محمد، عبداللطيف عثمان الشيخ، حسين محجوب هاشم وأحمد عبدالله أحمد، وهؤلاء هم فقط من استطلعتهم الصحيفة بعد أن نجحت في الوصول اليهم رغم الرقابة المفروضة على المنطقة.
ويشير تقرير لجنة متأثري منطقة أمري التي يرأسها عبدالمطلب هادالله الى أن المنطقة التي تم التهجير اليها تعاني من شح في مياه الشرب بسبب جفاف المياه في بعض الآبار والصهاريج منها الصهريج الشمالي في القرية (3)، كما أشار التقرير الى أن المستشفى يعمل بكفاءة مركز صحي نتيجة لعدم تكملة بعض النواقص وعدم وجود الكادر الطبي وبعض الأخطاء الفنية التي صاحبت العمل في تركيب أجهزة غرفة العمليات، واشتكى هادالله من عدم وجود نظام للصحة العامة، كما لم توضع تحوطات للأمراض المنقولة بواسطة المياه بعد ري المشروع الزراعي، اضافة الى عجز في نسبة الاجلاس للتلاميذ في المدارس وبعض الكتب فضلاً عن عدم وجود اشراف فني من الوزارة المختصة بتقييم هذه المؤسسات وتقويم العمل بها، ويوضح التقرير أن الأسر التي تم تهجيرها وهي (2200) أسرة، حرفتها الأولى هي الزراعة ولا دخل لها غير ذلك، الا أنها رغم ذلك ظلت عاطلة عن العمل منذ تهجيرها في التاسع من يونيو من العام الماضي (2006م)، وأبان ان ما تم ريه حتى الآن بعد انقضاء الموسم الشتوي (600) فدان من جملة (6300) فدان بنسبة (6%) فقط، وأشار التقرير الى أن المشروع الزراعي تنقصه العناصر الأساسية الواردة في دراسته من ورشة ميكانيكية وحزام واقي وجسر واقي، اضافة الى وجود خلل هندسي في قنوات الري شهدت به حكومة الولاية الشمالية _ حسب التقرير _، وأعتبر هادالله ما يحدث للمتأثرين بأنه شكل من أشكال الهجرة القسرية، ودلل على ذلك بالوجود المكثف للقوات الأمنية في المنطقه[RED/] ، وناشد منظمات المجتمع المدني في السودان بمساعدة أهالي أمري للحصول على حقوقهم، وأكد هادالله حرصهم على عدم اثارة المشاكل، وقالنحن على قناعة أن التنمية والعدالة يمكن أن تسيران مترافقتان).
وأعلن سليمان الحسن الحسين عضو لجنة متأثري أمري رفضهم التهجير ما لم يتم تحقيق المطالب والالتزام بالتعامل مع اللجنة الشرعية وحل مشكلة أصحاب القطع السكنية وتقديم المتورطين في مقتل (3) من مواطني أمري للمحكمة وتحريك الملف الذي ما زال أمام وزير العدل. وأشار الى أن أوضاع التي يعيشون الآن في أمري الجديدة أسوأ مما كان عليه الوضع في المنطقة القديمة، وأعتبر سليمان الاتفاق الذي توصلت اليه اللجنة الوزارية برئاسة وزير رئاسة الجمهورية الفريق بكري حسن صالح في مايو من العام الماضي مع لجان المتأثرين بمنطقة أمري خدعة بعد أن ظلت بنود ذلك الإتفاق على الورق فقط لما يقارب العام دون تنفيذ، والتي على رأسها الالتزام بتكملة أي نقص يحدث في المنازل أو المشروع وفقاً لبيانات الأحصاء الجديد ومراعاة وضع المجموعات الأخيرة في مجموعة واحدة.
من جانبها نفت ادارة سد مروي وجود شح في مياه الشرب بأمري الجديدة أو فشل المشروع الزراعي، وأشار مدير مشروع أمري الزراعي الصادق عثمان الصادق الى أن تسريب المياه في مشروع جديد أمر طبيعي خاصة وأن المنطقة جافة، وقال ان التسريب الذي تم في مناطق معينة ولم تشمل كل المناطق، وأكد نجاح الموسم الزراعي الشتوي، مبيناً أن انتاج القمح لا يقل عن (18) جوالاً للفدان للمزارعين الذين التزموا بمواعيد الزراعة، فيما بلغ متوسط الانتاج (8.5) جوالاً للفدان، مؤكداً وصول المياه الى كل مناطق المشروع الزراعي بما فيها المناطق البعيدة، وقالاللي بيقولوا الموية ما وصلت كذابين)، وأضافأقسم بالله العظيم لم يشك أحد من عدم وصول المياه الى الحواشات)، وأشار الى أن الحديث عن العجز في الحواشات كلام مضحك، مبيناً أنه لا يوجد أي عجز في الحواشات.
وأوضح مدير المجمعات السكنية بمدينة أمري الجديدة بخاري عكاشة البخاري أن آبار مياه الشرب في القرية (3) وكشف عن خطة للادارة بتحويل الطلمبات العاملة في الآبار من الديزل الى الكهرباء إضافة الى توسعة في الشبكات، وقال ان الادارة تقوم الآن بحلم تجف وانما تعرضت لعطل، مبيناً انها ستدخل الخدمة بعد اكتمال عملية الصيانة، فر (5) آبار جديدة تعمل بالكهرباء واحدة منها في القرية (2)، وشكا من الطريقة التي يستخدم بها المواطنون للخدمات، وبرر قطوعات المياه المبرجمة بالترشيد، وقالغياب المياه أمر طبيعي وعادي). تقرير:صلاح المليح |
( واضح ان هؤلاء المواطنيين محتجزون بالقوه في الصحراء. وجود قوات الامن يعني بالضروره انها - كونسنتريشن كامب - وليست مشروعات توطين)..
ساعود للتعليق
|
|
|
|
|
|