وعلى الأقاليم مراعـاة فروق الوقـت:

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 04:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-04-2007, 08:39 PM

ابراهيم على ابراهيم المحامى

تاريخ التسجيل: 04-19-2011
مجموع المشاركات: 126

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وعلى الأقاليم مراعـاة فروق الوقـت:

    وعلى الأقاليم مراعـاة فروق الوقـت:

    كان الزمان قُبيل أصيل يوم ساخن من صيف ذلك العام، زمان سمو الأرواح واحتشاد الظمأ في الحلوق وجفاف العروق، وكان الرمض في قمته المعهودة في ذلك الشهر.
    وكانت العائلة الكبيرة تجتمع كعادتها في فناء ديوان جدي الكبير ، اصطفت في دائرة كبيرة على ذلك السجاد العتيق على مائدة إفطار رمضان.
    والدي لا يغير مكان جلوسه طيلة أيام الشهر، يجلس قبالة ذلك النفاج الذي يصل بيتنا بالديوان الكبير. خالي كان ضجرا ومتذمرا من الصوم كعادته في هذه اللحظات، يحتضن الراديو بين ركبتيه وهو يصب لعنات صامتة، ويرقبنا في استياء ظاهر من هذا الانتظار القاتل.
    آنذاك كنت أخطو خطواتي الأولى من العشرين من عمري بخطوات حثيثة.
    جهاز الراديو يتلو القرآن في وقار يخرج من تلك المسامات الصغيرة ويحوم حول دائرتنا الكبيرة، وكان الصمت قانون يحكم اللحظة.
    فجأة تنفجر ضحكة مكتومة من ابن خالتي الكبرى دون سبب واضح، فيسأله ابن خالتي الصغرى بسطوة ظاهرة عن سبب ضحكه. فيجيب الأول بأنه تذكر شيئا ما!
    إنها فعلا لحظات للتأمل والتفكر، ولا يضير تذكر الأشياء المضحكة بالطبع.

    عندما توقف المقرئ عن تلاوة القرآن دبت الحركة في الدائرة الكبيرة حول الموائد والمشروبات والمأكولات الشهية.
    صوت المذيع: هنا أم درمان. الساعة الآن 5:45 مساءً، حان الآن موعد الإفطار، الشيخ فلان يرفع الآذان لصلاة المغرب، وعلى الأقاليم مراعاة فروق الوقت…..

    في تلك اللحظات بدأت أفكر وأنا أتناول كوب عصير من الأبري البارد…..لماذا على الاقاليم مراعاة فروق الوقت؟ لماذا لا تخبرهم الاذاعة بمواقيتهم؟ كم انا محظوظ لوجودي في الجزيرة، ربما لا يوجد فرق في الوقت نراعيه، لقربنا من امدرمان.. ساعة الوطن.
    وتساءلت :متى يبدأ أهلنا إفطارهم في دارفور في الفاشر والجنينة ونيالا، وفي المجلد/ كردفان وفي سنكات/ الشرق ؟؟؟ احتشدت الأسئلة في حلقومي حتى منعت تسرب العصير البارد الى بطني.

    في تلك اللحظات الوقورة بدأت بذرة الإحساس بالظلم والتهميش تنمو وتكبر، انتقلت إلي من والدي الجالس على يميني، مثل جرثومة معدية. والدي مزارع بمشروع الجزيرة، وجدي كان مزارعا، عرفنا الشدة وشظف العيش، ونحن نوفر القوت والمال للدولة والشعب، (يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة) عرفنا ما يسمى لحظات الحرج التي تكثر فيها "السخينة بالبصل" كغذاء أساسي لأسر المزارعين وأطفالهم رغم ما ينتجونه للوطن، عرفت أسر المزارعين معنى التهميش ونهب الحق وسرقة الأرض ومصادرتها دون تعويض منذ عشرينات القرن الماضي، من قبل مركز السلطة والدولة الظالمة، وتربينا على هذا الإحساس وتشربت خلايانا به.

    لاحقا وبعد عشرين سنة على تلك الأيام الرمضانية، كبر ذلك الصبي وبدأ رحلة البحث عن المعرفة والحقيقة، وانفتح قلبه وعقله على طبيعة الأزمة وضخامتها، وألم بأسبابها ومسك بها من أطرافها، ونواتها وعرف أبعادها ووعي خطورتها.

    وفي لحظات تلت هذا الفتح والاكتشاف، شاءت الصدف إن استمع لإذاعة امدرمان مرة أخرى، ما زال المذيع يخبر أهل العاصمة بمواعيد الصلوات والعبادة، ولا يفوته أن يذكر أهل الأقاليم بأن يجتهدوا لمعرفة فروق الوقت. يعني (يأكلوا نارهم ) كما يقول المثل الشعبي. وبالفعل كنا نأكل في النار سنينا عددا.

    قلت لمحدثي الذي سألني عن مفهوم التهميش : إن هذا الذي حكيته لك هو التهميش في أدنى معانيه، دولة عاجزة عن معرفة أوقات الصلوات والعبادة في أقاليمها، ولا تعرف فروق الوقت بينها، لا تبذل إذاعتها الوحيدة ووزارة شئونها الدينية أي مجهود لمعرفة المواقيت في الأقاليم، حتى من اجل أقدس الأوقات في شهر رمضان المكرم.
    دولة تبخل بساعات لضبط الوقت في الأقاليم. إن التهميش وصل حتى العبادات الدينية وصلوات المواطن.
    قال لي وما الحل؟ قلت له شيئان: إما أن تقوم الدولة بتركيب ساعات وإذاعات في كل الأقاليم، أو نقوم بهدم إذاعة امدرمان حتى يتساوى الجميع.

    هل على الأقاليم مراعاة فروق الوقت من الآن فصاعدا ؟
                  

04-04-2007, 09:26 PM

Muna Khugali
<aMuna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وعلى الأقاليم مراعـاة فروق الوقـت: (Re: ابراهيم على ابراهيم المحامى)

    نظرت لسؤالك ثم للمستقبل...

    لا أعتقد..
    رأيت كل اقليم وقد تمدد علي جانب الذي يريحه..بينما ام درمان مستمره في تحذيرها

    على الأقاليم مراعاة فروق الوقت

    تحياتي ....
                  

04-05-2007, 03:02 PM

ابراهيم على ابراهيم المحامى

تاريخ التسجيل: 04-19-2011
مجموع المشاركات: 126

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وعلى الأقاليم مراعـاة فروق الوقـت: (Re: Muna Khugali)

    up
    عشان مراعاة فروق الزمن
                  

04-06-2007, 03:15 AM

ابراهيم على ابراهيم المحامى

تاريخ التسجيل: 04-19-2011
مجموع المشاركات: 126

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وعلى الأقاليم مراعـاة فروق الوقـت: (Re: ابراهيم على ابراهيم المحامى)

    فرق الزمن!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de