البجا عرب مهما تفلسف الأستاذ جعفر بامكار (إهداء للأخ: محمدين محمد إسحاق)

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 04:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-06-2007, 03:49 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30279

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البجا عرب مهما تفلسف الأستاذ جعفر بامكار (إهداء للأخ: محمدين محمد إسحاق)


    كتب الأخ محمدين محمد إسحاق الأتى فى بوستى:

    الفور عرب: دراسة علمية تقول أن الفور يحملون الجينات العروبة
    Quote: هذه الدراسة اخي بريمة تعاني من خلل كبير في المبتدأ
    تصنيف البجة ووضعهم من ضمن القبائل العربية كانت بداية خاطئة
    البجة ليسوا عربأ ..
    و اليك هذا:

    Quote: The Beja are nomadic tribes that live mainly in the Red Sea Hills of the Sudan. This mountainous, semi-desert region lies parallel to the Red Sea coast from southeastern Egypt through northeastern Sudan into Eritrea. The Beja roam these mountains between the Red Sea and the Nile and Atbara rivers and also the plains that slope down westwards to the Nile river valley. They are a non-Arab, Hamitic people, numbering 1.8 million, who call themselves Bedawiyet and speak a Cu ic language called To-Bedawiye. Most Beja speak some Arabic as a second language, and in the south some of them speak Tigre.

    The Beja have lived in this area for some 6000 years. They have a remarkable resemblance to some people seen in ancient Egyptian monuments. The Romans and Byzantines called them Blemmyes, and the Axumites called them Bega or Bougaeiton. They were converted to Christianity in the 6th century through the influence of the Nubians of the Nile Valley. In the 13th century, under growing pressure from Mameluk Egypt, they became Muslim at the same time adopting genealogies linking them to Arab ancestors.


    They are a non-Arab, Hamitic people


    http://www.angelfire.com/az/rescon/mgcbeja.html

    شعب البجة هو من اعرق شعوب افريقيا ..شعب هذه ارضه من الاف السنين
    ويأتي هذا الباحث ليسميهم عربأ ..اي دراسة هذه اخي بريمة ..هذه جريمة في
    حق التاريخ الافريقي ..اقرأ المزيد :


    Quote: Eastern Sudan has been the homeland of the Beja since the days of the pharaohs 4,000 years ago. Despite contact with the Egyptians, along with Greeks and Romans, it was the Muslims who finally had a real and lasting impression on the Beja. Although the Beja had partially accepted Christianity in 500 A.D., their conversion was only skin deep and beginning in 640 A.D., when Arabs first invaded Sudan, the Beja began to gradually adopt the Islamic faith. The Arabs did not conquer Sudan, and although many Beja tribes still do not speak Arabic, Islam left a lasting impact on their lifestyle, customs and religious practices.



    بريمة
                  

04-06-2007, 03:55 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 30279

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البجا عرب مهما تفلسف الأستاذ جعفر بامكار (إهداء للأخ: محمدين محمد إسحاق) (Re: Biraima M Adam)


    أولا أقروا ما كتبه الأستاذ جعفر بامكار لينفى عروبة البجا لتجدوا بين طياته إثبات عروبتهم التى أثبتها أكثر من دحضها ..

    Quote: قومية البجا وقومية التقرى هل هما ثقا فة ام جنس ؟

    والبجا والتقرى هل هما شعب واحد ام قومية واحدة

    جعفر بامكار محمد

    باحث في تراث وتاريخ البجا
    [email protected]

    بسم الله الرحمن ةالرحيم

    تعريفات :

    الثقافة : يقتصد بها الموروث الثقافى للقومية او الشعب شاملاً كل عناصر الثقافة وعلى رأسها اللغة ثم بقية العناصر الثقافية الاخرىمن دين وعادات وتقاليد واعراف وغيرها من عناصر الثقافة الكثيرة والتى تنتج عبر صيرورة طويلة من التاريخ ومؤثرات الوسط البيئى .

    في هذا المقال سوف اعبر عن رأى الشخصى في الموضوع المذكور اعلاه راجياً مساهمة الاخوة بقوميتى البجا والتقرى او بكلمات اخرى مثقفى شعب البجا والتقرى لأن الموضوع شائك ومعقد ولم يسبق ان طرح للنقاش على اى مستوى وللاسف فاننا بالقوميتين قد تأخرنا وقصرنا كثيراً في دراسة مقومات شعبنا العريقة ولا يمكننا ان نأمل في اى نهضة لنا او لاجيالنا القادمة دون ان نمهد لهم الطريق بالدراسات الموضوعية في كل المجالات والتى تنير لهم الطريق وتمهد لهم الاساس الثابت المبنى على الحقائق العلمية ونحن الآن في عصر انفجرت وانتشرت فيه المعارف واصبحت اكثر بكثير مما كان متاحاً للاجيال السابقة لنا ولم يعد لنا اى عذر في التقصير والكسل وعليه فلنبدأ واول الغيث قطرة ومن المهم ان نعرف من نحن وما هو تاريخنا وما هو موروثنا الثقافى وكما ذكرت من قبل فإن البجا والتقرى شعب واحد وقد جمع بين القوميتين التاريخ والجغرافيا وإن ما يجمع بينهما اكثر بكثير مما يفرق بينهما . وان العلاقة بين القوميتين علاقة راسخة ومتجذرة ولكن كل هذا لايمنح من تحديد الامور وتوضيحها من قبلنا منعاً لسوء الفهم او الحساسيات وذلك حفاظاً على هذه العلاقات التاريخية رغم الحدود السياسية المصطنعة والتى اقامتها القوى الاستعمارية الايطالية والبريطانية.







    (1) هل قومية البجا وقومية التقرى ثقافة ام عرق او جنس ؟

    اننى اؤمن شخصياً ان قومية البجا وقومية التقرى ثقافة وليست عرقاً او جنساً ودليلى على ذلك ان معظم البجا والتقرى الموجودون حالياً بالسودان او ارتريا ومصر يدّعون لانفسهم انساباً عربية والناس مؤتمنون على انسابهم ، ولا نستطيع ان نطعن في هذه الانساب او ننكرها والا فسوف نفتح على انفسنا ابواب جهنم ونجد انفسنا في جدل لا نهاية له ومضيعة للوقت في غير معترك ولذلك فلنقبل هذه الانساب دون نقاش ونستعرض بعضها ولنأخذ مثالاً من قبائل البجا وما يدعونه من نسب عربى .

    1/ الاشراف – ينتسبون للدوحة النبوية الشريفة .

    2/ الهدندوة – ينتسبون للعباسيين .

    3/ الأمرأر – ينتسبون للكواهلة .

    4/ العثمن – وهم الفرع الاكبر من الامرار وينتسبون للعبدلاب .

    5/ الارتيقة – ينتسبون لليمن

    6/ الحسناب- ينتسبون لليمن

    7/ الكميلاب – ينتسبون للكواهلة

    8/ البشاريون – ينتسبون للكواهلة

    9/ النابتاب – وينتسبون للجعليين

    10/ الملهيتكناب– وينتسبون للبكريين

    11/ الحلنقة - وينتسبون لهوازن

    وهكذا لانجد قبيلة بجاوية واحدة الا وتنتسب للعرب . الامر نفسه ينطبق على التقرى فمعظمهم ينتسب لقبائل عربية بل منهم الكثيرون اللذين ينتسبون للعرب للدوحة النبوية الشريفة،فاين عرق البجا او جنس البجا او التقرى الاصلى؟ لماذا لا ينتسب احد لهذا العرق او الجنس التاريخى؟ هل انقرض جنس البجا والتقرى الاصلية فجأة ودون اسباب واضحة او معقولة؟..

    ان هذا الامر المحير والعجيب يذكرنى بالنكتة الشهيرة فيقال ان رجلاً اشترى كيلوجرام لحمة واحضرها لزوجته لتعمل وجبة غداء دسمة ولكن الزوجة اكلت اللحم كله وعندما حضر الزوج وطلب الغداء اشارت الي قطة في البيت





    وقالت ان القطة اكلت اللحم فغضب الزوج وذهب إلي السوق واحضر ميزاناً ووزن القطة فوجد ان وزنها كيلو غراماً وهو نفس وزن اللحم الذى احضره من قبل فصاح في وجه زوجته – هذا الوزن بالميزان هو وزن اللحمة التى احضرتها لك فاين القطة اذا ً؟

    وهذه النكتة تنطبق على قومية البجا وقومية التقرى والسؤال هو اذا كانوا جميعاً ينتسبون إلي العرب فاين البجا والتقرى الاصليون ولماذا لا ينتسب اليهم احد؟ وكيف اصبح البجا والتقرى ورثة لتراث وثقافة وتاريخ اقوام لا يقرون بالانتساب اليهم بل ينتسبون لقوم آخرين لا علاقة للبجا والتقرى بهم من حيث العرق والثقافة واللغة وهم العرب ؟

    مساكين اجدادنا البجا والتقرى كيف يمكننا ان نعبر لهم عن حزننا واسفنا لهذا العقوق .

    لقد ورثنا ارضهم ولسانهم وموروثهم الثقافى وتاريخهم المجيد ثم استنكفنا ان ننتسب اليهم . انها اذن لقسمة ضيزى . ان هذه الظاهرة دليل على أن قومية البجا وقومية التقرى ظاهرة ثقافية وليست ظاهرة جنس او عرق والا كيف يمكننا ان نتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود وسط غابة الانساب هذه؟..

    ان مسألة العرق او الجنس لم تعد ذات اهمية ، فقد اثبت العلم ان الاعراق متساوية ولا يوجد عرق صافى وانه لا يوجد في العالم عرق راقى وعرق منحط وان البشر جميعاً سواسية من حيث الاصل واصبحت الاهمية تنحصر في العامل الثقافى وبه يتفاضل الناس ولذلك فاصبح العامل الثقافى محط الاهتمام ولم يعد للجنس او العرق اى اهمية – على رأس العوامل الثقافية التى تثير الاهتمام عامل اللغة والذى اصبح العامل الاول والاهم في تحديد وتصنيف القوميات على الاساس اللغوى وليس على الاساس العرقى لما للغة من اهمية كوعاء حامل وحافظ لثقافات الاقوام المختلفة .

    اننى اكرر ان القومية البجاوية والقومية التقرية هى ثقافة وليست عرقاً او جنساً فهاتان القوميتان قد ضمتا في احشائهما مختلف السلالات البشرية الوافدة للمنطقة عبر العصور خصوصاً من منطقة الشرق الاوسط والقرن الافريقى وافريقيا ومن مختلف انحاء العالم ثم تم صهر هذه الاجناس الوافدة في الموروث







    الثقافى لشعب البجا والتقرى واصبح هؤلاء الوافدون مع مرور الايام من المتحدثين بلغة البجا ولغة التقرى وجزءاً من نسيج القوميتين .

    إذاً نستطيع ان نقول ان البجا والتقرى شعب واحد للاسباب التى ذكرناها ولكنه شعب مكون من قوميتين تتحدثان بلغتين مختلفتين واللغة كما ذكرنا هى العامل الوحيد والاهم في التصنيف بين القوميات – كما ان تكون الشعب من قوميات متعددة تصنف بحسب عامل اللغة ظاهرة طبيعية وعادية في عالم اليوم ومثال على ذلك الشعب الاريترى الشقيق مكون من تسع قوميات على حسب اللسان او اللغة وتعتبر قومية التقرى التى تمثل 30% من الشعب الاريترى تعتبر القومية الثانية كما ان قومية البجا او الحدارب تعتبر القومية الاخيرة حيث تمثل حوالى 2% فقط . اذا اخذنا امثلة اخرى فالشعب الهندى مكون من عشرات القوميات والشعب الايرانى مكون من ثمانية قوميات ، والشعب الافغانى من سبعة قوميات ، والشعب التركى من قوميتين والشعب المغربى من قوميتين والشعب الاثيوبى من عدة قوميات وهكذا .

    ان عامل التصنيف الوحيد هو عامل اللغة .

    ان حقيقة ان يصبح للتقرى قومية وللبجا قومية اخرى لا يعنى بأى حال من الاحوال الانقطاع او الخصام او العداوة بين القوميتين لانه كما ذكرنا فالقوميتان تشكلان شعباً واحداً على حسب الموروث الثقافى والتاريخ المشترك ووجود قوميتين او اكثر في الشعب الواحد ليس بالامر الشاذ او غير الطبيعى كما اوضحنا في الامثلة السابقة .

    نعود مرة اخر لمسألة كيلو جرام اللحمة والقطة . لان هناك سؤال عجيب قد يطرأ على ذهن القارئ عندما يعلم ان قبائل البجا وقبائل التقرى تنتسب جميعها للعرب .

    اين القطة ؟

    اين اصحاب الشأن الحقيقيون ؟

    اين قدماء البجا ؟

    واين قدماء التقرى ؟

    كيف آل موروثهم الثقافى ولغتيهما واوطانهما لآخرين ؟







    اننى ودون ان اتعرض لكارثة الطعن في الانساب والتشكيك في صحتها اوعدم صحتها للمحاذير التى ذكرتها – اريد ان اتعرض لظاهرة تكوين القبائل كظاهرة اجتماعية او مجتمعية اقترضتها الظروف وعلى من شاء ان يقبل هذا التفسير او يرفضه .

    لماذا تظهر وتختفى القبيلة ؟

    اين ذهبت القبائل البجاوية والتقرية القديمة ؟

    هل انقرضت هذه القبائل والتى ورد ذكرها في المراجع التاريخية ؟

    هل نزحت ورحلت خارج منطقة البجا والتقرى ؟

    واين ذهبت ؟

    لماذا لا نجد من ينتسب اليها اليوم ؟

    هل كانوا عقيمين ؟

    من المؤكد ان هذه القبائل القديمة لم تكن عقيمة ولم تنقرض ولم تبرح ارضها وعدم انتساب احد اليها لا ينفى وجودها التاريخى .

    إذاً ماذا حدث وكيف نفسر الامر ؟

    ثم نعود لسؤالنا الاول لماذا تظهر ثم تختفى القبيلة ؟ وقبل هذا السؤال سؤال اهم ..

    لماذا تقوم او تنشأ القبيلة اصلاً وماهى دواعى قيامها ؟

    وسيقتصر كلامى حول هذه المسألة على قبائل البجا لما يتوفر لدى عنهم من معلومات فى هذا الشأن . وكان بودى ان اتحدث ايضاً عن قبائل التقرى ولكن تعيب عنى بعض المعلومات المهمة عنهم .

    ان البجا عامة لديهم هاجس قوى وقديم حول مسألة الامن الشخصى والجماعى لان منطقتهم القاسية والوعرة والمعزولة عن العالم لفترات طويلة جداً من التاريخ لم تعرف الدولة المركزية القوية التى تحفظ الامن والقانون وسادت منطقتهم ولفترات طويلة الفوضى والحروب مع القوى الخارجية الغازية احياناً وحروب قبلية داخلية لا نهاية لها . ان هاجس الامن القوى والعميق يشكل نفسية البجاوى فاعطاها سماتها الشخصية البارزة كالشك في الغرباء والانطواء على النفس والعزلة والحزر الشديد والمكر والتكتم والاستقلالية والاستعداد الدائم للحرب وحمل السلاح والتدرب عليه والولاء الشديد للقبيلة واعلاء صفات



    الشجاعة والفروسية والبسالة وكراهية الجبن والهروب من المعركة والانفة وقبول التحدى وغيرها من الصفات التى يمتاز بها البجاوى .

    ان تحية البجا – دبايوا – لا تشبه تحية اى شعب آخر في العالم . فكلمة دبايوا تعنى حرفياً لعلك محفوظ او هل انت في امان . وكلمة مدبى تعنى مكان آمن او مأمن – تصور مدى تغلغل هاجس الامن في نفسية البجاوى حتى اصبح جزءاً من تحيته .

    ان هاجس الأمن اصبح ايضاً يتمظهر في كثير من سلوكيات البجاوى لايسمح المجال للتفصيل فيها الآن وانشاء الله نتعرض لهذا الموضوع المركزى في شخصية البجاوى في مقال آخر .

    الآلية الثانية التى يلجأ اليها البجاوى لتوفير الامن لشخصه ولاسرته ولحفظ دمه وماله هو الانضمام لقبيلة قوية لتحميه وتدافع عنه وفى سبيلها يبذل دمه وروحه عند الضرورة . لذلك فالولاء الشديد للقبيلة معروف ومشهور عند البجا والروح القبلية عميقة الجذور عند البجاوى لانها مرتبطة بهاجس الامن وهو اولوية قصوى عند البجاوى . الارتباط الشديد والولاء البالغ للقبيلة عند البجا يسمى الدورأريت .

    واهم ما يمدح به البجاوى ان يوصف بانه عنده الدورأريت واكبر مذمة له ان يوصف بانه عديم الدورأريت . اذن القبيلة عند البجاوى هى آلية ضرورية اقتضتها ظروف وحاجة الفرد للامن وليس لاى سبب آخر ولم تقم اعتباطاً وكان قديماً لا حياة لاى شخص باقليم البجا دون ان تحميه قبيلة قوية والا صار لقمة سائقة لقطاع الطرق والنهابين . ثم نأتى لسؤال اخر مهم وهو كيف تتكون القبيلة او تقوم عند البجا . فى بدايات تكون اى قبيلة لا بد من نواة مركزية تتكون او تتجمع حولها القبيلة ، هذه النواة المركزية والضرورية تكون في الغالب عبارة عن اسرة مميزة بصفات فريدة ذات قيمة عالية على حسب مفاهيم وتقاليد واعراف البجا – فهذه الاسرة النواة قد تكون مميزة في النواحى الدينية او العسكرية او الاقتصادية وغيرها . وهذه الصفات تؤهلها لتكون نواة مركزية صالحة . وهكذا يأتى اليها البجا زرافات ووحداناً وينضمون اليها تاركين قبائلهم السابقة لضعفها في الغالب وعدم قدرتها على توفير الامن لهم . وفى مرحلة لاحقة يقوم هؤلاء الوافدون الجدد بأخذ نسب الاسرة النواة المركزية واخذ علاماتها واوسامها على المواشى . وهذه الاسرة تسمح لهم بفعل ذلك بكل اريحية – عند البجا ظاهرة عجيبة تعرف باسم العشيرى وهى تعنى الدخيل او الملحق بالقبيلة وهذا العشيرى مسموح له باخذ سلسلة نسب القبيلة المضيفة له كما مسموح له باخذ العلامات والاوسام على المواشى بشرط الولاء الشديد للقبيلة المضيفة او الدورأريت – اذن مسألة النسب عند البجا هى امر اشبه بالجنسية فيمكن للبجاوى ان ينضم للقبيلة (أ) فيصبح نسبه (أ) او يترك القبيلة (أ) وينضم للقبيلة (ب) فيصبح نسبه (ب) وهذا الامر يفسر امور كثيرة ولا ننسى ان البجا قبل اسلامهم كانوا أميون بمعنى ان النسب من جهة الام وليس الاب .

    سؤال آخر وهو لماذا تختفى بعض القبائل البجاوية التاريخية فجأة كانما الارض قد ابتلعتهم ثم تظهر قبائل جديدة فجأة وكأنهم جاءوا من العدم .الامر ببساطة يفسره هاجس الامن المركوز في نفسية البجاوى. واى قبيلة تعجز عن القيام بدورها الاساسى في حماية الفرد واسرته لا تستحق البقاء ضمنها فيهجرها البجاوى فوراً وينضم للقبيلة التى يعتقد انها قادرة على حمايته وبسبب تقاليد واعراف ومفهوم العشيرى يجد عند القبيلة المضيفة الترحيب وهكذا تختفى القبائل الضعيفة وتظهر قبائل جديدة وتتضخم بسرعة بسبب اقبال الناس اليها .

    هذا الامر يفسر لنا ببساطة لماذا اختفت القبائل البجاوية القديمة وظهرت القبائل البجاوية الحديثة . ان البجا القدماء لم يتنقرضوا او ينزحوا عن مناطقهم او تختفى لغتهم او موروثهم الثقافى بل بكل بساطة وعلى حسب عاداتهم غيروا بطاقتهم او جنسيتهم بانضمامهم لنواة مركزية جديدة ذات صفات متفردة فاصبحوا بقدرة قادر اصحاب سلسلة نسب جديدة – وبذلك اصبحت القبائل القديمة قبائل حديثة باسم الهدندوة والامرأر والارتيقة والبشاريون والحلنقة الخ...

    ولنترك البجا قليلاً ونتحدث عن القبائل العربية التى كانت موجودة في فجر الرسالة الاسلامية . اين قريش ؟ اين ثقيف ؟ اين غطفان ؟ اين بنى عيسى ؟ اين بنو اسد ؟ اين الاوس والخزرج ؟ اين ربيعة ؟ اين قيس عيلان ؟ اين قضاعة ؟ اين هوازن ؟ واين ؟ واين ؟.. هل انقرضت هذه القبائل ؟ بالتأكيد لا ولكنهم ايضاً غيروا هوياتهم مثل عادة البجا تماماً ولاسباب يعلمونها . هذه التغيرات حدثت بالنسبة للقبائل العربية الكبرى في ظرف زمنى لا يتجاوز ال1400 عام فماذا نقول عن البجا الذين يمتد تاريخهم المعروف لاكثر من خمسة الف سنة ؟ نرى كم من اسماء القبائل البجاوية قد ظهرت ثم اختفت خلال هذه الفترة الطويلة ؟



    ترى هل اسماء القبائل البجاوية الحديثة الموجودة حالياً ستكون موجودة بعد الف عام ؟ لا اعتقد ذلك .

    ملخص ما اريد قوله في هذا الشأن هو ان الاصل او الجنس لا اهمية لهما في مسألة تصنيف القوميات وكذلك اسم القبيلة او نسبها لا اهمية له ولكن المهم والمهم جداً هو اللغة والموروث الثقافى وهما الامران الباقيان رغم اختفاء او ظهور القبائل الجديدة .

    واللغة والموروث الثقافى هما اللذان يعطيان لاى قومية شخصيتها المميزة وخواصها الفريدة فرغم اختفاء اسماء القبائل البجاوية التاريخية القديمة فقد بقيت لغتها وثقافتها وتراثها وهى الامور المهمة والاساسية .

    ثم نأتى لسؤال آخر هام وهو هل يمكن ان تكون هناك قومية واحدة بلسانين او بعبارة اخرى بلغتين مختلفتين ؟ او يشكل محدد ومباشر هل يمكن ان تصبح قومية البجا وقومية التقرى قومية واحدة رغم انهما شعب واحد ذو موروث ثقافى وتاريخى مشترك ؟

    والجواب عندى لا كبيرة لان اللغة هى العامل الوحيد والحاسم في تصنيف القوميات – ان التقرى دون شك اقرب الناس الى البجا وعندى اعتقاد قوى بان التقرى في الاصل بجا وكانوا يتحدثون باللغة البجاوية ولكن طغت عليهم الاجناس السامية القادمة من اليمن بحضاراتهم وثقافتهم المتفوقة على الثقافة البجاوية وبذلك فقدوا لسانهم الاصلى وبعض عناصر ثقافتهم البجاوية لصالح الثقافة الارقى وهى الثقافة السامية.

    ان ظاهرة فقدان القبائل البجاوية الطرفية للسانها البجاوى لصالح لغات اخرى ظاهرة لا تقتصر على قبائل التقرى فقط بل هناك امثلة كثيرة فمثلاً قبيلة الحمران لبنهر سيتيت وهم ارتيقة لا يعرفون جملة واحدة من اللغة البجاوية وكذلك بعض البشاريون والهدندوة والامرأر بنهر عطبرة بدأوا بفقدان لسانهم البجاوى وكذلك الامر بمنطقة اسوان بل هناك اعداد كبيرة من البجا استقرت واصبحوا جزءاً من الشكرية والكواهلة والجعليين والرباطاب والشايقية وكل القبائل العربية التى استعربت بالشرق ثم نزحت لداخلية السودان آخذة معها مقطع ( آب) مثل حسناب ومحمداب الخ ... وكذلك بعض عناصر الثقافة البجاوية . بل لماذا نذهب بعيداً ؟ فهناك مئات الاسر البجاوية بالعاصمة والمدن السودانية



    الاخرى لا يعرفون من اللغة البجاوية غير دبايوا وادروب وسوف نتعرض لهذا الموضوع في مقال آخر.

    ثم مسألة اخرى – ماذا عن البنى عامر واللبت وبيت عوض والسنكاتكناب وغيرهم من المتحدثين باللغة البجاوية ؟ والجواب ان هؤلاء قطع شك بجا ما داموا يتحدثون باللسان البجاوى فالعامل المحدد للقومية هو اللسان واللسان فقط دون اعتبار للقبيلة او النسب .

    ثم سؤال آخر ماذا عن الآلاف الذين يتحدثون اللغة البجاوية ولغة التقرى في نفس الوقت وبنقس الطلاقة – هؤلاء اكثرنا حظاً فمن حقهم ان يكونوا من قومية البجا وفى نفس الوقت من حقهم ان يكونوا من قومية التقرى بل هم جسر تواصل ممتاز بين القوميتين ودليل شاخص باننا شعب واحد .

    قومية البجا وقومية التقرى هل هم شعب واحد ؟ الجواب نعم وبكل تأكيد فالعلاقة بين قومية البجا وقومية التقرى علاقة تاريخية متجذرة ولايمكن باى حال من الاحوال فصل القوميتين فهما شعب واحد بقوميتين اختلفتا في اللغة نتيجة لظروف ومؤثرات ثقافية وافدة – واعنى الساميين القادمين من جنوب الجزيرة العربية – كما ان القوميتان يشتركان في الدين والعادات والتقاليد والاعراف واللبس ووسائل كسب العيش وكل شئ ما عدا اللغة – وهكذا نستطيع ان نقول ان البجا والتقرى شعب مكون من قوميتين ولا نستطيع ان نقول ان البجا والتقرى قومية واحدة بلسانين مختلفين لأن هذا ضد طبيعة الاشياء .

    من المؤسف ان شعب البجا والتقرى اصبح منقسماً بين دول مصر والسودان واريتريا وكان ينبغى الا يحدث ذلك ولكن هذا ما حدث بسبب التطورات السياسية المعقدة ولكن شعب البجا والتقرى ليسا وحدهما في هذا الامر فهناك شعوب كثيرة في العالم منقسمة بين دول مختلفة رغم عدم رغبتهم في ذلك ورغم انفهم .

    فهناك الشعب الصومالى والشعب الكردى والشعب البلوشى والشعب الاذرى وغيرهم من الشعوب المستضعفة والتى قسمت بين الدول بحدود مصطنعة لا تعترف بها هذه الشعوب .

    ثم قد يطرأ سؤال في ذهن القارئ عن لماذا الحديث الآن في مسألة قومية البجا قومية التقرى وهو امر كان مسكوت عنه في السابق ؟







    السبب في هذا الحديث هو قرار الحكومة الإرترية باقامة قومية للتقرى وقومية للبجا او الحدارب بارتريا ضمن منظومة القوميات الارترية وهذا القرار الهام صدر من الحكومة الارترية والتى يتولى فيها ابناء قومية التقرى مراكز متقدمة ولم يصدر هذا الحديث من قبلنا ابتداءاً .

    ان قرار الحكومة الارترية المشار اليه خلق اشكالاً يحتاج لحل وهو هل يمكن ان يكون البجا والتقرى قوميتان مختلفتان بارتريا ثم يكونان قومية واحدة في السودان؟ والجواب عندى بكل بساطة لا يمكن ذلك باى حال من الاحوال .

    اننى اعتقد ان قرار الحكومة الارترية بهذا الشأن سليم مائة في المائة وقد بنى على دراسة وافية وعلى اسس علمية وراعى مصالح الشعب الارترى وانصف القوميات الارترية خصوصاً قومية البجا قليلة العدد بارتريا والاكثر تخلفاً بل قامت الحكومة الارترية بعمل جليل لم يسبقها احد اليه وهو كتابة اللغة البجاوية بالحرف اللاتينى لاول مرة في التاريخ .

    ثم نسأل سؤالاً آخر بعد ان اكثرنا الحديث حول لغة البجا ولغة التقرى وهو هل اللغات خالدة ؟ وبالتحديد هل لغة البجا ذات الخمسة الف سنة والأقدم من اللغة العربية بأكثر من الفى سنة والاقدم من اللغات الاوربية الحديثة الانجليزية والفرنسية باربعة الف سنة وكذلك اللغة التقرية هل هما خالدتان؟

    الجواب لا كبيرة بل العكس صحيح فاللغتان في حالة اضمحلال سريع لصالح اللغة العربية واللغات الاجنبية القوية الاخرى .

    ان ظاهرة اضمحلال وزوال اللغات ظاهرة معروفة فاين اللغة المصرية القديمة واين المروية والسريانية والاكادية والآرامية والاشورية والسومرية وغيرها ،الاف اللغات ظهرت ثم اندثرت وهذه هو مصير اللغة البجاوية والتقرية والمسألة مسألة وقت فقط .

    اللغة كظاهرة اجتماعية تنشأ لضرورة اجتماعية ثم تختفى وتموت عندما تنتفى هذه الضرورة او تظهر لغة اخرى منافسة اقوى منها .

    والانسان بطبعه عملى ونفعى ولا يتمسك بشئ لا يستفيد منه او يرى في غيره نفعاً اكثر .هذا الامر ينطبق على اللغة بشكل خاص . ان موت اى لغة كانت هو خسارة للبشرية لان اللغة هى الوعاء الحافظ والجامع الموروث الثقافى لاى







    قومية وهذا الموروث الثقافى يعتبر ملكاً للبشرية عامة وليس ملكاً للقومية صاحبة التراث فقط.

    اننا كابناء لقومية البجا وقومية التقرى علينا ان نكتب لغتينا وندونهما وهى الوسيلة الوحيدة لحفظ تراثنا لاجيالنا القادمة حتى في حالة موت لغتينا اللتان تحتضران الآن للاسف الشديد .

    ان المصريين القدماء وبواسطة كتابة لغتهم الهيروغلوفية خلدوا تاريخهم وثقافتهم رغم موت لغتهم واندثار حضارتهم .

    ان كتابة وتدوين لغتى شعبنا هى مهمة الساعة والوقت فهل نحن على قدر التحدى ؟

    ان مهمة حفظ تراثنا ومورثنا الثقافى من اهم المهام التى تواجهنا الآن وقبل فوات الأوان .

    ان تراثنا المشترك ولغتينا في خطر فماذا نحن فاعلون ؟

    وماذا ستقول عنا الاجيال القادمة ؟


    بريمة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de