البجا بين قوميتين ... حدود اللغة ، أم حدود المصير؟ مناقشة هادئة لمقال جعفر بامكار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 02:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الأول للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-06-2007, 03:47 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البجا بين قوميتين ... حدود اللغة ، أم حدود المصير؟ مناقشة هادئة لمقال جعفر بامكار


    الأستاذ جعفر بامكار باحث معروف في تراث البجا، خصوصا في التراث الشفاهي ومرويات أحداث المهدية بشرق السودان، وما يتميز به من أسلوب ميلودرامي شيق في سرد المرويات الشفاهية لذلك التراث . وهو صاحب آراء جديرة بالتأمل في بعض مقالاته ، لاسيما ذلك المقال عن (العنف في موروثات القبائل السودانية) وتراثها الغنائي الذي أبدى فيه رأيا متحضرا ، نبذ فيه العنف الرمزي والفعلي الذي يفيض في تراث القبائل السودانية كقيمة جديرة بالافتخار ، فيما هي في الواقع قيمة جديرة بالإدانة والنبذ لأن آثار العنف مدمرة بالفعل ، كما أبان الأستاذ جعفر عبر العديد من الشواهد التاريخية والمعاصرة على أثر ذلك العنف ، وآخره عنف الدولة الذي أصاب المتظاهرين في أحداث بور تسودان الشهيرة .
    وكان الأستاذ بذلك المقال قد سجل انحيازا مرموقا لقيم السلام والتحضر والمدنية ونبذ العنف الذي لايمكن أن يكون في ذاته قيمة جديرة بالاحترام ؛ بل هو من علامات المرض في الثقافة السودانية وفي الثقافة العربية بصورة عامة كما ذكر الكاتب في مقاله المذكور.
    هذه مقدمة لابد منها لمكانة الأستاذ جعفر ونحن نستهل مناقشته في مكان آخر لمقال من مقالاته ؛ وهو المقال الذي نشره الأستاذ جعفر بامكار بعنوان :
    (قومية البجا وقومية التقرى بشرق السودان تحديات الحاضر والمستقبل)
    في صحيفة (سودانايل) الإلكترونية في الأسبوع الماضي .
    وسنحاول أن نسجل نقاشا هادئا ، ومعرفيا ما أمكن ذلك ، يبحث في بعض النقاط التي جاءت في مقاله المذكور،لاسيما وأن الأستاذ فتح بذلك المقال الباب على مصراعيه لمثقفي أبناء القوميتين ، داعيا إياهم للإدلاء بدلوهم في نقاش العديد من القضايا التي تهم حاضرهم ومستقبلهم .
    وسنسجل اختلافنا معه في العديد من الآراء التي عبر عنها في مقاله المذكور ، من خلال هذا المقال ، بحثا عن المعرفة ، ضمن ما يمكن أن نسميه تناقضا موضوعيا ً في صلب المقال المذكور ، بعيدا عن الإسفاف - كما اشترط الكاتب في النقاش - فنقول بداية أنه لا يمكن أن يعترض أحد على استخدام اسم (البجا) كدلالة على القبائل الناطقة بلغة (البداويت) - اللغة البجاوية - كتعريف اصطلاحي ؛ فالتعريف الاصطلاحي عادة لا يمنع التعريف الأصلي بل يقرب الفهم . والتعريف الأصلي لأسم البجا ينطبق ( بحسب المصادر التاريخية القديمة والحديثة ) على القبائل الناطقة بالبداويت (كالهدندوة والأتمن والكميلاب والحلنقة وغيرهم) كما ينطبق أيضا - بنفس الدرجة - على القبائل الناطقة بلغة التقرى (وهي قبائل بني عامر والحباب).
    وكذلك ليس لدينا اعتراض في تعريف( قومية البجا) و(قومية التقري) كتعريف اصطلاحي أيضا مع بقاء التعريف الأصلي لاسم (البجا)الذي ينطبق على القوميتين كتعريف حصري وأصلي .
    وسنرى من خلال مناقشة مقال الأستاذ جعفر بامكار ما إذا كان التعريف الذي عرف به (البجا) ينطبق على جميع القبائل الناطقة باللغتين البداويت والتقري) ، أم أنه ينطبق على القبائل الناطقة فقط بلغة (البداويت). وما إذا كان الأستاذ جعفر بامكار يقصد بذلك التعريف الذي عرف به (البجا) في المقال ، معناه الاصطلاحي الذي لا نختلف فيه معه أبدا ، أم كان يقصد به التعريف الأصلي لاسم البجا كمعنى حصري قصد به القبائل الناطقة بـ(البداويت) دون غيرها من القبائل التي يشملها التعريف الأصلي كقبائل (الحباب وبني عامر) الذين يشكلون (قومية التقرى) . ونقصد بالتعريف هنا التعريف الأصلي لا سم البجا الذي يشمل القوميتين
    إذا تجاوزنا موضوع (تدريس لغة البجا في المدارس) الذي يستحق مقالا خاصا يبحث في العلاقة الجدلية بين اللغة ومن ينتجها ، وما إذا كان استحقاق اللغة للتطوير هو قرار سياسي (كما هو في إرتريا) أم قرار معرفي إستراتيجي ذو نسبية موضوعية رهينة بصيرورة التطور القومي للبجا؟
    إذا تجاوزنا ذلك إلى مناقشة ما جاء في المقال المذكور نجد أن الكاتب يعرِّف (قومية البجا) بأنها (تتكون من مجموعة قبائل تتحدث اللغة البجاوية)؟! مع أن المعروف والمحفوظ تاريخيا في أي مرجع من مراجع التاريخ القديم والمعاصر: أن البجا هم سكان الأرض الممتدة من حلايب حتى مصوع ، وسكان هذه المنطقة (البجا)يتحدثون بلغتين (التقرى ، والبداويت) كما أن أي تعريف لقبائل البجا في الوثائق القومية للدولة السودانية وفي قانونها الأهلي ، يشمل عشرة قبائل (منها الحباب وبني عامر اللتان تتحدثان بلغة التقرى ) بالإضافة إلى أن أستاذنا المؤرخ (محمد أدروب أوهاج) ذكر في كتابه (من تاريخ البجا) أنه من الصعوبة بمكان أن نطلق اسم البجا حصريا على قبيلة معينة من قبائل البجا . ولذلك تم إدراج تلك القبائل العشر في تعريف البجا في الوثائق المعاصرة لأن هذه القبائل كانت ومازالت تسكن منطقة البجا التاريخية التي تمتد من حلايب حتى مصوع في إرتريا! فكيف يمكن أن نفهم تعريف الكاتب للبجا بالقبائل التي تتحدث بـ(البداويت) ، بعيدا عن أي مصدر أو مرجع يمكن الرجوع إليه في هذا الصدد ؟
    هذا مع أن الأستاذ جعفر بامكار يقرر ذلك التعريف للبجا الذي يضم القبائل العشرة في بعض مقالاته !

    2 حين يعرِّف الكاتب في الفقرة الثانية من مقاله : ( قومية التقرى) ، يتحدث عنهم كقومية من قوميات إرتريا (وهذا صحيح تماما كما أن الحدارب - الذين هم الهدندوة وغيرهم ممن يتكلمون بالبداويت هم أيضا قومية من قوميات إرتريا).
    ولكن الكاتب في المقال يسكت عن ذكر حقيقة أخرى وهي أن (قومية التقري) أيضا هم أصحاب الأرض الأصليون في المنطقة الممتدة من جنوب (طوكر) السودانية {وكانوا قبل ألف ومائة سنة يعيشون حول سواكن وبين الجبل والبحر كما ذكر المؤرخ العربي " ابن حوقل " في كتابه " صورة الأرض " ومنهم قبيلة الرقبات من قبائل بني عامر التي ذكرها ابن حوقل حرفيا ، والتي ينتمي إليها " آل شيباي" المعروفين ببورسودان} حتى داخل الحدود الإرترية ، وأنهم أيضا هم البجا الذين سكنوا هذه الأرض منذ آلاف السنين . أكثر من ذلك ، بل أن ثلاث من ممالك البجة الخمس {وإحدى عواصمها (هـقر/ هجر) التي تقع اليوم في إرتريا وسكانها قبــــيــلة
    " بيت عوض " وهي من بني عامر ؛ كانت مركزا لممالك البجا الخمــس - وفيــها:
    " رئيس يرجع جميع الرؤساء إلى حكمه يسكن قرية تعرف بهجر" كما يقول المؤرخ العربي المقريزي في كتابه الخطط}... هذه الممالك الثلاث تقع اليوم في الأراضي الإرترية المتاخمة لحدود السودان .
    فالكاتب حين يتحدث عن قومية البجا بتعريفه الخاص به (أي الناطقين بلغة البداويت) يذكر وجودهم في السودان وفي إرتريا ، بينما حين يتحدث عن قومية التقرى يذكرهم في إرتريا ، ولا يذكرهم في السودان فلماذا ؟

    3 يخلط الكاتب بين مفهوم الشعب ومفهوم القومية فمفهوم الشعب مفهوم يحتمل التعدد اللغوي ، بل ويحتمل التعدد القومي أيضا (الشعب السويسري مثلا الذي يتكون من الألمان والفرنسيين والإيطاليين) وبإمكاننا أن نطلق على القوميتين مفهوم الشعب تجاوزا ، وبمعنى تاريخي . أي بكونهم (بجا) سكنوا هذه الأرض عبر آلاف السنين . أما حين يقابل الكاتب (شعب البجا) بـ(شعب التقرى) فسيوحي كلامه هذا بدلالة أخرى وهي أن التقرى ليسو من البجا ، أي أن هذا الإيحاء يصب في تعريفه الخاص للبجا بصورة أخرى ؟
    ومع ذلك نجد أن الكاتب يذكر في فقرة من مقاله (أن شعب البجا وشعب التقرى يكادان يكونان شعبا واحدا ) ثم يذكر في الفقرة التي تليها ، معلقا على قرار حكومة إرتريا بالفصل بين قومية التقرى وقومية البجا ، ومتعجبا من ذلك الفصل الذي جعل القومية الواحدة قوميتين ؟ فيقول (وهكذا ولأول مرة وجد التقرى والبجا أنهما قوميتين (؟) رغم أنهما شعب واحد) ؟ فكيف يستقيم أن يقول الكاتب مرة أن البجا والتقرى قوميتين وشعبين ، ويقول في نفس المقال ما يدل على عكس ذلك ؟

    4 الكاتب يبني على ذلك الفصل الذي أقامته الحكومة الإرترية بين البجا والتقرى ، حقائق غير صحيحة ؛ فيقرر أن هناك إشكال سينشأ من فصل الحكومة الإرترية بين القوميتين في السودان- لا أدري ما علاقة الفصل بين القوميتين في إرتريا، بالبجا في السودان - فيقول بانقسام البجا والتقرى لقوميتين مختلفتين ... خلق ذلك إشكالا فلا يمكن أن يكونا قوميتين في إرتريا ، ويكونا قومية واحدة في السودان تحت اسم القومية الأكبر بالسودان وهي قومية البجا)؟
    ولكن ما معنى هذا الكلام ؟ هذا الكلام هو إصرار من الكاتب على تعميق ذلك الفرز الذي أقامه على اختلاف اللغة بين القوميتين بتعريفه الخاص للبجا ؛ وبالتالي حصر تعريف مسمى (البجا) على الناطقين بلغة (البداويت) أي نقل معنى اسم (البجا) من الفضاء التاريخي والجغرافي والديمغرافي " السكاني" (الذي تتشارك فيه القوميتان) وحصره في قبائل محددة هي القبائل الناطقة بلغة البداويت أي (قبائل الهد ندوة والأتمن وغيرهم ) ما عدا (بني عامر و الحباب أي قومية التقرى) ، فهاتان القبيلتان لأنهما لا تتحدثان بلغة (البداويت) فلا حظ لهما في مسمى البجا ؟ وهكذا نجد أنفسنا مرة أخرى أمام الغرض الأساس الذي نراه مابين سطور المقال ومعناه الإيحائي . أي إخراج قومية التقرى من مسمى البجا . ذلك أن الكاتب في المقال يطرح قومية البجا كما لو كانت (دولة – أمة) على قرار الدول الأوربية التي قامت على المفهوم القومي ؛ بحيث لا تجد (قومية التقرى) خيارا سوى الانضمام إلى قومية البجا (بحسب تعريف الكاتب لقومية البجا) كملحق ؟!
    مع أن واقع الحال هو أن البجا بالمفهوم التاريخي والجغرافي والسكاني (أي المفهوم الذي يشمل القبائل الناطقة بالبداويت والقبائل الناطقة بالتقري) موزعون على شعبين ودولتين (السودان وإرتريا) يشاركهما العيش فيهما قوميات أخرى . وكأن الكاتب هنا يضع (تلك القبائل الناطقة بلغة البداويت التي حصر فيها تعريفه للبجا ) مقام الدولة الوطنية السودانية التي لا تملك قومية التقرى التي تعيش في أرضها خيارا من الانضمام إليها ؟

    5 لجوء بعض مجموعات التقرى بالآلاف من الحدود الإرترية إلى الحدود السودانية بسبب الحرب ، قضية تتعلق بالصراع مع الاستعمار في إرتريا ، ولا تدخل في مفهوم هوية البجا - إلا بالمعنى الذي أراده الكاتب- ؛ فحين لا يسمح الكاتب بدخول قومية التقرى في مسمى البجا (والمسمى في اللغة والمنطق هو : مادل عليه الاسم .. أي الشيء الذي وضع الاسم للدلالة عليه)، وحين يبني الكاتب مفهومه الخاص للبجا (أي تلك القبائل الناطقة بالبداويت) باعتبارهم شعبا يختلف عن (قومية التقرى) ، ودولة ًوطنية ً ؛ يصبح لجوء مجموعات التقرى بسبب الحرب بمثابة دخول عنصر غريب في (البجا) . والحقيقة الغائبة في هذا الكلام هي أن وجود (قومية التقرى) في منطقة الحدود بين السودان وإرتريا . أي أرض البجا في تلك الحدود ، أقدم من نشأة السودان كدولة حديثة بآلاف السنين ، فضلا عن دولة إرتريا ، والحقيقة التي تنبني على هذه الحقيقة هي أن أبناء (قومية التقرى) الذين هم سكان أرض البجا الإرترية لجئوا إلى إخوانهم التقرى الذين يعيشون في منطقة البجا السودانية ، وبالتالي أن استحقاقهم للعيش في السودان هو جزء من وجودهم في تلك المنطقة الحدودية قبل آلاف السنين ؛ وليس كما يريد أن يوحي لنا الكاتب من أن لجوء بعض أبناء (قومية التقري) إلى السودان هو بمثابة لجوئهم إلى أرض غريبة ؟ وبالتالي (لم يعودوا يعرفون لهم وطنا آخر سوى السودان) ؟
    ولفهم خطأ هذا المنطق يمكننا أن نقلب المعنى على هذا النحو وهو : كيف يمكن أن يفسر لنا الأستاذ جعفر بامكار فيما لو وقعت الحرب في حدود قبائل (الحدارب الذين يتكلمون البداويت ويعيشون في إقليم القاش و بركة بإرتريا) فلجئوا إلى إخوانهم البجا في السودان ؟ هنا يمكننا أن نعرف ثمرة ذلك التعريف الذي عرف به الكاتب البجا في مقاله ؛ فهؤلاء بما أنهم ينطقون بـ(البداويت) لا يمكن أن يخلو بتركيبة السكان في شرق السودان بالرغم من لجوئهم من إرتريا إلى السودان ؟ لماذا ؟ لأنهم يعرفون أن السودان وطنهم وإرتريا أيضا وطنهم ، بينما أن التقرى (لم يعودوا يعرفون وطنا آخر سوى السودان) كما يقول الكاتب أي أن السودان لم يكن جزء من وطنهم ثم أصبح وطنهم البديل ، وهذا كله كما ذكرنا سابقا يصب في مصلحة ذلك التعريف الخاص الذي حصر فيه الكاتب مسمى البجا في القبائل الناطقة بـ(البداويت) في أرض البجا سواء في إرتريا أو السودان . أما قومية التقرى - بحسب هذا المنطق والتعريف - فهي فقط قومية إرترية (مع أن هذا جزء من الحقيقة) ولا علاقة لها بالسودان ( وهذه ليست حقيقة)إلا من خلال اللجوء ؟
    إن الكاتب هنا يمارس تعسفا غير موضوعي حين يساوي بين اللغة والشعب واللغة والوطن . أي إذا كانت لغتك البداويت فوطنك السودان سواء أكانت في إرتريا أو في أثيوبيا.
    وكما ذكرنا في بداية هذه الفقرة فإن قضية اللجوء لها أسباب موضوعية وقد زالت أسبابها - على الأقل نظريا - باستقلال إرتريا ، ومع الزمن وتحسن الأوضاع السياسية والأمنية ستنتهي هذه القضية التي ليست لها علاقة بهوية البجا .
    إن الإشكاليات التي تنشأ من نزوحات الحدود بين الدول هي حين يكون وجود تناقضات وخلافات دينية ومذهبية وعرقية بين سكان تلك الحدود (كحدود فرنسا وألمانيا مثلا ، لوجود المذهب البروتستانتي في ألمانيا ، والكاثوليكي في فرنسا ، ولوجود اللاتين في فرنسا ، والسكسون في ألمانيا ، ولوجود اللغة الألمانية في ألمانيا واللغة الفرنسية في فرنسا) أما بالنسبة للحدود بين السودان وإرتريا فإن سكان تلك الحدود دينهم واحد ومذهبهم واحد ولغتهم واحدة وعرقهم واحد وحتى طائفتهم الصوفية (الختميه) واحدة (كسكان بلدة قروره الإرترية وقروره السودانية مثلا )
    لذلك تمنح الدول جنسياتها المزدوجة لسكان تلك الحدود لأصلهم الواحد الواقع بين الدولتين (وهذا قدرهم ) ثم لعدم وجود تلك التناقضات والخلافات التي ذكرناها آنفا والتي عادة ما تؤدي إلى الحروب . فكيف إذا كانت تلك الحدود حدودا مصطنعة كما يقول الكاتب في مقاله ؟
    وسنحاول الإجابة على أسئلة الأستاذ جعفر بامكار التي طرحها على مثقفي القوميتين لا لأن كاتب هذه السطور ينتمي إلى قومية التقرى ؛ بل لأنه معني بقضايا شرق السودان والبجا و قضايا السودان ورصد إشكالاتها المصيرية - أقله على صعيد الكتابة - كمواطن سوداني يهمه مصير وطن يصدق عليه قول الشاعر :

    ما يهم الناس من نجم على وشك الزماع

    * نجيب على سؤال الأستاذ جعفر بامكار الذي يقول فيه:
    (هل قومية التقري بالسودان تتنازل عن قوميتها ، وتوافق على الانتساب والالتحاق بقومية البجا ، وهي قومية لا تعرف لسانها رغم العلائق الأخرى الراسخة والمتجذرة) ؟
    بسؤال آخر وهو: ما معنى أن تتنازل قومية التقرى عن قوميتها ؟
    هل يعني ذلك أن تتنازل عن لغتها مثلا؟
    ولو افترضنا مثلا هذا التنازل - جدلا - كيف تتنازل عن لغتها للغة لاتعرفها كما يذكر الكاتب ؟
    وبدلا من مثل هذه التساؤلات نقول :
    إذا كانت هناك علائق راسخة ومتجذرة بين القوميتين - وهذه حقيقة - كما يقول الكاتب فالأجدى أن تكون تلك العلائق المتجذرة هي القاعدة المشتركة بين القوميتين من أجل تعايش حقيقي في منطقة لا يمكن أن تستقر أو تزدهر بغير التعايش الحقيقي لقوميتي البجا . تعايش يقوم على ركائز ومقومات أساسية منها

    1 الاحترام المتبادل بين القوميتين والذي ينبغي أن يقوم على المعرفة العميقة ببعضهما البعض ووعي وإدراك المصالح المشتركة الحقيقية بعيدا عن التجافي أو التمايز المتوهم والإقصاء المتبادل ؛ بسبب التخلف الذي تعيش فيه قوميتا البجا حيث تزدهر مثل تلك الأفكار المتوهمة .

    2 مواجهة التحدي الحقيقي للبجا ، وهو: التخلف الذي تشترك فيه القوميتان تماما كما تشتركان في التاريخ والجغرافيا والديمغرافيا .
    إن معرفة الأسباب الذاتية والموضوعية لتخلف البجا عبر الإدراك الواعي لحيثياتها والاعتراف بحقائقها المرة ، والبحث المشترك والجاد للخروج من مأزق التخلف هو ما ينبغي أن يناضل من أجله أبناء البجا بحلول معرفية ورؤى خلاقة ودراسات تتوفر على معرفة عميقة في التاريخ والجغرافيا والسكان والتنمية المتوازنة والحقوق السياسية والقومية ، بعيدا عن أسلوب الأدلجة السياسية . والاستجابات البائسة لإعلام الحكومات المركزية المتعاقبة في الخرطوم ، التي تعرض في برامجها أفكارا لصورة البجاوي المنتزعة عن حيثياتها المرة ، وتختزلها في فهم استشراقي (بحسب قراءة إدوراد سعيد) حيث ترغب السلطة السياسية من خلال إعلامها في تثبيت تلك الصورة اللاتاريخية للبجاوي ،(أي تلك الصورة التي تصفه بالمحارب والبطل والبدوي ذي القدرات الخارقة والعادات الأصيلة وهي دائما صورة بعيدة عن واقع البجاوي وما يفيض حوله في ذلك الواقع من بؤس وشقاء في الحواضر والبوادي التي يعيش فيها) وتنسى أو تتناسى الاستحقاق التنموي والسياسي العادل للبجا ، لتعفي تلك الحكومات نفسها من إزعاج الواقع المتخلف الذي لعبت دورا في تكريسه؛ (كما لعب البجا دورا في تقبله أيضا لأسباب ذاتية وموضوعية) فتجد من أبناء البجا - للأسف- من يستجيب لتلك الصورة المختزلة بفعل تراكم طويل من تأثير ذلك الإعلام المركزي للسلطة .

    3 المطالبة بالحقوق السياسية والقومية المشروعة للبجا . وتطوير أول حركة سياسية جمعت البجا (أي القبائل العشر التي تشمل القوميتين) في (مؤتمر البجا) الذي بدأ بداية واعده في العهد الديمقراطي الأول العام 1958 بقيادة ثلاثية الدكتور (طه بليه) من (الهدندوه) رئيسا و المؤرخ محمد صالح ضرار - والد المؤرخ ضرار صالح ضرار- من (بني عامر) مقررا، والأستاذ (محمد سعيد ناود) من (الحباب) سكرتيرا.
    ومن يتأمل في قيادة ذلك المؤتمر يجد المعنى الحقيقي لتكتل (البجا) فالقيادة الثلاثية التي تكون منها المؤتمر كانت تمثل ثلاث قبائل عريقة من (البجا) ولولا انقلاب (عبود) الذي عطل الحياة السياسية لأمكن لتلك الحركة الوليدة التي تمثلت في أول مؤتمر سياسي للبجا في التاريخ ، أن تؤسس مشروعا سياسيا قابلا للتجديد .
    ولا يمكن لأي قومية من قوميتي البجا أن تؤسس مشروعا مزدهرا للعمل السياسي والوطني بعيدا ً عن استلهام تلك التجربة الأولى والرائدة . وإذا كانت قومية (التقرى) قد شاركت في قيادة أول مؤتمر للبجا في التاريخ بقيادتين ، فماذا يعني الأستاذ جعفر بامكار بسؤاله لقومية التقرى عن التنازل عن قوميتها والالتحاق بقومية البجا ؟
    الفهم الوحيد الذي يمكن أن نفهم من خلاله طبيعة تساؤل بامكار يضعنا مرة أخرى أمام ذلك التعريف الخاص للأستاذ جعفر بامكار للبجا بأنهم فقط (القبائل الناطقة بالبداويت) والذي ينبني عليه بطريق التداعي أن قومية التقرى قومية أخرى غير (البجا) وإلا كيف نفهم سؤاله ل(قومية التقري) التحاقهم (بقومية البجا) والتنازل عن قوميتهم ، فيما قومية التقري هي من أوائل المؤسسين لمؤتمر البجا في السودان وشاركوا فيه بقيادتين من قياداته الثلاث في زمن مبكر جدا ؟ أي قبل لجوء بعض أبناء قومية التقري بزمن طويل ؟

    * أما سؤاله الآخر الذي يقول فيه : (هل قومية البجا توافق على ضم كل أفراد التقرى تحت جناحها وخصوصا بعد أن تضاعفت أعداد أفراد التقرى وأصبحوا بمئات الألوف مما أخل بالتركيبة السكانية مما يعنيه ذلك من صراعات محتملة على الموارد وفرص العمل واقتسام السلطة وغيرها من الأمور)
    فنجيب عليه كالتالي : أن الكاتب يفترض تصورا غريبا وهو تصوير أبناء قومية التقرى كما لو كانوا طارئين على منطقة شرق السودان ، ولذلك فإن إدماجهم في نسيج سكان شرق السودان هو رهين بموافقة (قومية البجا) على ضمهم تحت جناحها، ولأن ذلك الإدماج يشكل خلل في تركيبة سكان شرق السودان الذين هم حصريا (قومية البجا بحسب تعريف الكاتب) وبالرغم من أن الكاتب يقول في مكان آخر من هذا المقال أن قومية البجا هي (القومية الأكبر في السودان) فنحن بدورنا نسأله : كيف يستقيم أن يكون هناك خللا بسب تكاثر تعداد أبناء (قومية التقري) في ظل وجود القومية الأكبر (قومية البجا) ؟ كيف نفهم ذلك الهاجس الذي يؤرق الكاتب خوفا من ذلك الخلل ، سوى من خلال المعنى الذي ظل يعبر عنه بأساليب مختلفة في المقال ؛ وهو أن هاجس الخلل من تكاثر قومية التقرى ، ليس بسبب قلة قومية البجا فهي (القومية الأكبر) كما قال الكاتب ؛ بل بسبب الوجود الغريب لقومية التقري في شرق السودان مما سيحرم السكان الأصليين .
    وهكذا نجد أنفسنا مرات ومرات أما م تعريف خاص للبجا يضمر إقصاء لـ(قومية التقري) وبالتالي التحلل من كل التزام وطني حيالهم وحيال وجودهم الفاعل والمتجدد في الحراك الاجتماعي بشرق السودان.
    ثم إن الكاتب يساوي بين(قومية البجا بتعريفه الخاص طبعا) وبين مهام الدولة الوطنية السودانية ، أي يصور لنا لغة (البداويت) كما لو كانت هي اللغة الرسمية للسودان والتي بدونها يتعذر إمكانية التعايش بين القوميتين ؛ فحين يتساءل الكاتب عن جدوى تنازل قومية التقرى لقومية البجا بقوله عن قومية التقري : (وهي قومية لا تعرف لغتها) - أي لاتعرف لغة (البداويت) التي تتكلم بها قومية البجا -؛ ينسى أن اللغة الوطنية الرسمية للدولة السودانية التي تجمع الجميع في المنطقة هي اللغة العربية لغة التواصل بين كل القبائل والقوميات الراطنة في عموم السودان ، ولغة الدين الذي يجمع القوميتين أيضا ً ؟
    فهو هنا يبني على إختلاف اللغتين ما يشبه صعوبة التعايش بين القوميتين ؟
    والمشكلة أن الكاتب حين يسأل أسئلته ، يدرج من خلال السؤال رأيه الخاص والمبني على التعريف الخاص به للبجا ، بصورة تكشف عن هاجس الكاتب في المقال أكثر من منطوقه ؟ !

    *أما في السؤال الثالث الذي يقول فيه الكاتب هل من مصلحة قومية البجا وقومية التقري أن يصبحا قومية واحدة رغم اختلاف اللسان ..... أم تصبحان قوميتين منفصلتين ... ثم تنسقان فيما فيه مصلحة القوميتين ومصلحة البلاد مع تقليل فرص الاحتكاك والصراع والحساسيات وسؤ الفهم) ؟
    وقبل أن نجيب نتمنى أن يعرِّف لنا الكاتب معنى أن تصبح القوميتين قومية واحدة خارج لغة (البداويت) تعريفا علميا ؟؛ فإذا كان معنى القومية يتجاوز اختلاف اللغة إلى وحدة المكان والتاريخ والمواطنة الحديثة أي يتجاوز حدود القبيلة إلى حدود الأمة ، فليشرح لنا الأستاذ جعفر بامكار ما إذا كان ذلك المعنى للقومية متحققا بين الناطقين بـ(التقرى) والناطقين بـ(البداويت) في ظل الدولة الوطنية السودانية أم لا؟
    ذلك أنه إذا كان معنى القومية الذي أشرنا إليه آنفا متحققا بين القوميتين في ظل الدولة السودانية ، فما هو المعنى الذي يقصده بأن تصبح القوميتان قومية واحدة ؟
    سنجد مرة أخرى أنفسنا أمام تعريف خاص بالبجا ، لا يمكن أن نفهم كل هذه التساؤلات إلا من خلاله . وهو التعريف الذي يعرف البجا حصريا بالقبائل الناطقة بلغة (البداويت) .
    ولذلك نجيب على سؤاله عن (مصلحة البجا المشتركة) بأنه طالما ليس هناك معنى منضبطا وواضحا للقومية الواحدة بين قوميتي البجا خارج مفهوم الأمة والقومية والشعب السوداني، نقول بأن المصلحة المشتركة هي في تعميق المعرفة بين القوميتين ، والعمل من أجل الخروج من التخلف الذي هو أصل البلاء ، وسبب الحساسيات والأفكار المتوهمة عن التميز بين كل من القوميتين . نقول ذلك ونحن نبصر ذلك التخلف في الجهتين أي الأفكار والتصورات المتوهمة لكل من القوميتين عن بعضهما البعض . وهذا إدراك لا يمكن أن يصل إليه إلا من يرى قضايا البجا بمعيار مستقل عن ضغوط العصبية والقبلية والعنصرية . ونحن على يقين أن من يرى ذلك من أبناء البجا المخلصين موجود في كل أبناء القوميتين .
    إن أهم عناصر النجاح لأهل شرق السودان في غد واعد هو إدراك المصير المشترك للأجيال القادمة ذلك المصير الذي يقوم على الوعي والإدراك والإخلاص بين أبناء القوميتين من المثقفين والناشطين والسياسيين على المصالح الحيوية في التعليم والصحة والخدمات والمزيد من الأبحاث في التاريخ المشترك ، واستلهام ذلك التاريخ على نحو واع بعيدا عن أسلوب الحواجز المتوهمة التي ينتجها التخلف والعصبية والتي لا يمكن أن تؤدي إلى أفق يبشر بالخير والتعايش المشترك الجميل بين القوميتين .
    لقد كان هناك تعايشا مشتركا بين القوميتين طوال عقود ما بعد الاستقلال لا نقول أنه كان مثاليا لكنه كان واضحا . وكان ذلك بسبب رعاية الدولة للمجتمع بصورة ما ، ونتيجة لحضورها المؤثر .
    أما الآن بعد أن ظهرت النزاعات في كل أطراف السودان ، مع بعض أعراض التفرق ، وبوادر الخلافات الجهوية والقبلية ، فإن ضمانة التعايش تقوم على الوعي والإدراك بالمصير الواحد ، فلا يمكن لأحد أن يقصي أحدا ، وذلك عبر التوحد والبحث عن آلية مشتركة لضمانات العيش الكريم في ظل البلد الواحد .
    وإذا كان الواقع السياسي في شرق السودان بعيدا عن إمكانية العمل المشترك ضمن مشروع سياسي واحد، فلابد من التنسيق المشترك وتحديد المطالب المشروعة والمتفق عليها لأن حاجات القوميتين هي حاجات واحدة في عمومها.
    وختاما لابد من كلمة بخصوص صورة (ابن الشرق) في الذاكرة الشعبية لشمال ووسط السودان خصوصا في العاصمة فنقول :
    حدث هناك تطابق بين كلمة (البجا) وبين أبناء القبائل الناطقة بـ(البداويت) : (الهدندوة وغيرهم) . وبين (أدروب) و(ابن الشرق) ونحن نقول أن هذا حق أصيل من حقوقهم ، ولكن حصر اسم البجا في إخواننا من هذه القبائل دون غيرها من قبائل شرق السودان الراطنة مثل قبيلتي (الحباب) و(بني عامر) الناطقتين بلغة التقري هو حصر غير صحيح لأن قبائل (الحباب) و(بني عامر) من أعرق قبائل البجا . وهذا للأسف ما لا يعرفه كثير من الناس . وهو أمر يحتاج إلى تصحيح
    وربما كان وقوع قبائل (الحباب وبني عامر) في أقصى تخوم شرق السودان في المنطقة من جنوب طوكر وحتى قروره ، {مع أن هذه القبائل شهدت نزوحات تاريخية قديمة من داخل السودان حيث كانت قبيلة "الرقبات" من بني عامر تسكن حول سواكن قبل ألف ومائة سنه الذين ذكرهم بالاسم المؤرخ والرحالة العربي "ابن حوقل" في كتابه " صورة الأرض" حين مر بسواكن .. وقبائل بني عامر التي تمتد من أطراف كسلا حتى حدود إقليمي (القاش) و(بركة) في إرتريا}... نقول ربما كان ذلك سببا في عدم إطلاق اسم (البجا) على أبناء قومية (بني عامر والحباب) ، وكذلك لوقوع مناطق الهدندوة المتاخمة لوسط السودان ، من ناحية ، ولأن الناطقين بالـ(بداويت) هم الأكثر في السودان (بعكس الأمر في إرتريا) من ناحية ثانية.
    إلا أن الانتباه إلى وجوب انطباق لفظ البجا على عموم القوميتين هو من الضرورة بمكان . بحيث تكون هناك ثنائية (أدروب - إدريس) كدلالة على (ابن الشرق) كما كان يردد الراحل الكبير المناضل (جون قرنق) لمعرفته العميقة والدقيقة بقوميات السودان .
    وهذا الوعي يحتاج إلى ثقافة جديدة ورؤية جديدة تتناسب مع مقولة (السودان الجديد) في معناها الإيجابي ، وهو المعني الذي يدل على الحقوق المتكافئة لأبناء السودان في كل شبر من أرضه أي من أقصى (الجنينة) إلى أقصى (قرورة) ومن أقصى (حلفا) إلى أقصى (نملي) .
    إن الاعتراف بهذه الحقائق هو جزء من مفهوم المواطنة الذي يجب أن ينطبق على الجميع ، فلا يصادر أحد حق أحد بما يخالف الحقيقة والتاريخ .
    ما أردنا من خلال هذا المقال إلا أن نناقش الأستاذ جعفر بامكار نقاشا معرفيا هادئا بهدف الإسهام في موضوع يستحق النقاش المعرفي والثقافي ، ويهم كل أبناء البجا وسيكون المرء سعيدا لتعدد الأبحاث التي تتطرق لمفاهيم هوية البجا ، وحقوقهم ، واستشراف مستقبلهم ومستقبل أجيالهم من خلال إدراك واعي بالتحديات التي تواجه مصيرهم المشترك .
    وخلافنا مع الأستاذ جعفر بامكار فيما ذهب إليه في المقال لا نأمل أن يوحي بعدم إدراكنا لجهوده البحثية في تاريخ البجا ، أو عدم الانتباه إلى ما يقوم به من تعريف بتاريخ البجا ، في القديم والحديث ، وتاريخ المهدية الشفاهي بشرق السودان . فهو يشكل رصيد حقيقي للذاكرة التاريخية والشفاهية في شرق السودان بتلك الجهود المقدرة ، وإن كان ذلك لا يمنعنا أن نختلف معه في بعض ما يكتب ، وأن نحاول أن نسجل خلافنا معه في حدود المعرفة - بعيدا عن الإسفاف - كما لا يعني أن ما خرجنا به في اختلافنا ونقاشنا لهذا المقال مع الأستاذ جعفر ، هو نتائج غير قابلة للجدل الجاد والمعرفي ، بقدر ما هي قناعة وآراء نحرص على أن تكون مقاربة للحقيقة والواقع دون أن تدعي احتكارهما
    فحرصنا على القوميتين نابع من إدراكنا بضرورة المصير المشترك في مستقبل واعد ومشرق .
    والباب مفتوح لجميع مثقفي البجا للإدلاء بدلوهم في هذا النقاش المهم بعيدا عن الإسفاف كما قال الأستاذ جعفر بامكار ؛ لأن المعرفة التي تبحث عن تطابق بين الحقيقة والواقع مهما كانت ، والكشف عنها في التاريخ والوعي ، والنشاط السياسي والتواصي عليها ومراكمة الأبحاث الجادة في هذا الصدد ، هي التي تمنع ثقافة الإقصاء والتهميش ، وتشيع ثقافة الرأي والرأي الآخر ، والحوار والديمقراطية وغير ذلك من الآليات التي يمكن أن تسمح بتعايش أبناء البجا وأبناء شرق السودان في نسيج وطني واحد ومجتمع آمن ومزدهر بالكثير الكثير مما يجمع أبناء البجا ، وهو بالتأكيد أكثر بكثير مما يفرقهم - إذا كان هناك ما يفرقهم - سوى التخلف الذي هو مأزقنا الراهن .










                  

04-06-2007, 07:24 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: البجا بين قوميتين ... حدود اللغة ، أم حدود المصير؟ مناقشة هادئة لمقال جعفر بامكار (Re: محمد جميل أحمد)

    Dear Mohamed
    I wonder if you can provide the article written by Bamkar
    Regards
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de