|
هذه رسالتي بحق وحقيقة
|
ودعوت نفسي للكتابة , عندما يصبح الحرف في حد ذاته صوتا ناطقاً في زمن الصمت الابدي ليرسم لوحة الاعياد لزمن يخضر قدوما . ما بين النطق والرؤية مسافات بعيدة تقربها تلك الاحاسيس التي تقطع الاميال عدواً وفي لمح البصر لتصل مبتغاها وتجلس لتحتل كل الاماكن وترسم خطاً فاصلاً ما بين الحقيقة والوهم . شيء ما يدفعني لإنطاق هذا الجمود الذي يكبلني ويعيق حركة الكون الازلية في دواخل انسان يتحسس طريقه في مشوار طويل بدأ من حيثما كان لينتهي حيثما أو كما هو يريد . وتلك في حد ذاتها معضلة اخرى تحتاج إلى وقت ومجهود كثير . هناك حيث أنت تمضين في إدراك ما سيحدث وأنا لا أعرف لماذا يحدث .
هذا الزمان الذي علمني الصمت القسري جعلني أعشق إغتصاب الحروف بوحشية وكم من المرات عوقبت بهذا الجرم ، ولكنني لن أتوقف عن ذلك ، فما بيني وبين الحروف لغة حب مجهولة إكتشفناها معاً وتعاهدنا أن نحررها من خلف الأسوار العالية لتعيش بيننا تشاركنا حديثنا ، تداعبنا ونداعبها ، وحين يشتد بنا الإعياء نرتاح قليلاً تحت ظل شجرة وارفة ثم نبدأ من جديد رحلة السير للأمام .
من منا يا ترى يستطيع أن يرسم لوحة التعبير صمتاً دون حراك ؟ من منا يستطيع مزج الألوان لإنطاق هذه اللوحة الساكنة ؟ ومن منا يا ترى سيروي هذا الغرس ؟
|
|
|
|
|
|