|
Re: ‘‘‘‘‘‘أمسية البردة للإمام البوصيري في مدح رسول الله صلى الله عليه‘‘‘‘‘‘ (Re: مجدي عبدالرحيم فضل)
|
الأخ/ مجدى عبدالرحيم فضل ،،، لك كل الشكر فى سعيك لترقية أحاسيسنا وأنفسنا وترهيف شعورنا أملاً فى سلك وملازمة طريق المريدين والسالكين إلى الله تعالى وبمحبة أشرف خلق الله سبحانه وتعالى ولن نمل الإستزادة من مثل هذا الزاد ، فكما قال الشيخ إبن عربى : إلى الله فأسمعوا وإلى الله فأرجعوا فإذا سمعتم ما أتيت به فَعْوا ثم بالفهم فصلوا بحمل القول وأجمعوا ثم منوا به على طالبيه لا تمنعوا هذه الرحمة التى وسعتكم فوسعوا أرجو أن تسمح لى بإيراد ترجمة شاعر قصيدة " البردة " محمد بن سعيد البوصيرى نقلاً : هو مغربى الأصل. كان أحد أبويه من أبوصير، والآخر من دلاص ، من قُرى بنى سويف بمصر ، فركبت له منها نسبة وقيل الدلاصيرى ، لكنه إشتهر بالبوصيرى. ولد بدلاص أول شوال 608هـ/ 1212 م. ثم انتقل إلى بوصير ونُسب إليها. برع بالخط والإنشاء والنظم. أخذ التصوف على الطريقة الشاذلية عن الشيخ المرسى أبى العباس الشاذلى (686هـ/1287م).تولى مديرية الشرقية. توفى بالإسكندرية عام 697 هـ/ 1297م . سبب شهرة البوصيرى هى قصيدة " البردة " التى تُعتبر من أهم القصائد بين المدائح النبوية ، إذ أنها أصبحت مصدر الوحى لكثير من القصائد التى أنشئت بعد البوصيرى فى مدح الرسول صلى الله عليه وسلم . وقد قال عن سبب وضعه لهذه القصيدة : " كنت قد نظمت قصائد فى مدح الرسول صلى الله عليه وسلم منها ما كان إقترحها علي الصاحب زين الدين يعقوب إبن الزبير. ثم اتفق بعد ذلك أن صاحبنى فالج أبطل نصفى ، ففكرت فى عمل قصيدتى هذه فعملتها ، واستشفعت فيها إلى الله تعالى أن يُعافينى ، وكررت إنشادها وبكيت ، ودعوت وتوسلت . ونمت فرأيت النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام فمسح على وجهى بيده المباركة ، وألقى على بردةً ، فانتبهت ووجدت فى نهضة فقمت وخرجت من بيتى ."
تقع البردة فى (162) بيتاً. والبردة مقسمة على عدة أقسام :
1- القسم الأول فى الغزل وشكوى الغرام ( 12 بيتاً في المطلع).
2- القسم الثانى فى التحذير من هوى النفس (16 بيتاً).
3- القسم الثالث فى مدح الرسول صلى الله عليه وسلم (30 بيتاً).
4- القسم الرابع فى مولده عليه السلام ( 19 بيتاً).
5- القسم الخامس فى معجزاته أو يُمن دعائه (10 أبيات ).
6- القسم السادس فى مدح القرآن أو سره (17 بيتاً).
7- القسم السابع فى إسرائه ومعراجه ( 13 بيتاً).
8- القسم الثامن فى جهاده عليه السلام (22 بيتاً ).
9- القسم التاسع فى الإستغفار وقيل فى التوسل بالنبى ( 14 بيتاً).
10- القسم العاشر فى المناجاة وعرض الحاجات (9 أبيات ).
يمكن ملاحظة أثر "البردة" فى الجماهير الشعبية ، فجمهور المسلمين فى شتى الأقطار لم يحفظوا قصيدة مطولة كما حفظت " البردة " فكان معظمهم يرددها صباح مساء ويقرأها فى الموالد والمناسبات الدينية فقد إعتبروا ذلك من وسائل التقرب إلى الله تعالى وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
تم شرحها بالتركية وبالفارسية ، وتمت ترجمتها إلى الألمانية من قبل المستشرق رولفس عام 1241 هـ/1825 م، وإلى الإنجليزية ردهاوس عام 1322 هـ/1894م، كما تُرجمت إلى اللغة التتارية وطُبعت بقازان الروسية عام 1266 هـ/ 1849 م وترجمها إلى الفرنسية مع شرحها المستشرق دى ساشى عام 1238هـ/ 1822م . كما ترجمها أيضاً المستشرق باسيه .وتُعتبر ترجمة " البردة " إلى اللغة اللاتينية التى نشرها المستشرق أورى فى ليدن عام 1175 هـ/ 1761م أولى الترجمات إلى اللغات الأوروبية.
بالإضافة " للبردة " فإن للبوصيرى عدة قصائد نبوية منها الهمزية التى أنشدها السمانى أحمد عالم عليه شآبيب الرحمة التى مطلعها: كيف ترقى رقيك الأنبياء يا سماء ما طاولتها سماءُ
الشكر لك أخى مجدى مجدداً على إتحافنا بهذه الدرة النفيسة.
أبوبكر
| |
|
|
|
|
|
|
|