|
،،،، اللوحات الأربعة ،،،،
|
مدخل
كثيرا ما نتصيّد - ببواطن عقولنا - مظاهرَ وسلوكيات .... فتتكدّس بمخزن اللاوعي على شكل لوحات سريالية كاريكاتورية ..... وقلّما يغور القلم "قلمي" ليفكّ رموزَ بعضها ... .. في حين يبقي البعض الآخر عالقا إلى أجلٍ مُسمّى... ***** اللوحة الأولى
صِراعُ الذُّلّ
لنيل رِضَا السّيد "! " تنافس وتصارع ثلاثتهم بلا شرف.. ! ... صالوا وجالوا في منح الهدايا وتقديم الخدمات.. ولم تسلمْ من قائمة هداياهم حتى زوجاتـُهم اللواتي يسْكنّ إليهنَّ.. فقدّموهنّ على أطباق السّهرات الليلية ... وفضلا عن ذلك.. ورغم مكائد هذا لذاك.. وذاك لهذا.. تساوتْ علاماتُهم بدفتر نزوات السّيد " ! ".. اختفى أحدهُم ذاتَ يومْ.. ! تجسّس خصماه رائحتَه من خرْم بابِ " ! ".. فرأوه ينـْحتُ من جسمه درجة على سُلّمِ مولاه المؤدّي إلى الحمّام فشرَعا فورًا.. ينـْحتان من جسْميْهما مصعدًا كهربائيا. *****
اللوحة الثانية
كنزُ " مُوريس بُوكاي (1)"
- قيل لرجل إكْتَنَزَ مالَُه : " إنّ ما تكتنزهُ من أموال لنْ تأخذهُ معكْ.. " - ردّ متهكمًا : " سنرى". ...وماتْ.. ! .. بعد الانتهاء من تغسيل الجثة .. قال الغسّالُ الشيخُ لأصحابه في استغرابٍ هامسًا : -" ما أثقلَ جثـّة المرحوم..! .. وكم كانتْ بطنه منتفخة ً ..؟" .
بعد ألف عامٍ ، وفي آخر حفريات له ، إكتشف الجرّاح وعالم الآثار الفرنسي "موريس بوكاي" تابوتا يحتوى نصف قنطار من القطع الذهبية تتخلـّل عظاماً نَخِرَة.
(1)-جراح وعالم أثار فرنسي ولد من أبوين فرنسيين وتربى في أحضان الديانة النصرانية، أعلن إسلامه على اثر تطابق ما اكتشفه من أسرار حول مومياء" فرعون مصر" مع ما جاء بالقران الكريم ..
***** اللوحة الثالثة
المدير العام(1)"
وأنا ألهثُ على الرّصيف في طريقي لنحت خبزِ يومي... كنتُ أراه كلّ أيام السنة جالسا بالمقعد الخلفي وراء الزجاج الدّخاني لسيارته الفاخرة .. وإلى جانبه ابنُه قرينُ ابني.. كثيرًا ما سألني إبني في اهتمام بالغ وأنا أجرّهُ إلى المدرسة: "ما إسمُ سيارته ..أبتي .." وكثيرا ما كان جوابي : "ما دخلك.." و الحقيقة .. لم أكن أعرفُ الأنواعَ التي كان يغيّرها في كلّ مرّة ...في الحين ، لم يكن بوسعي تغييرُ بعض هندامي المهترئ... .. نظراتُه اللامبالية..تشعرُني وكأني مثلُ أيِّ شيءٍ مقزّز في طريقه .. مِثـْلـَهُ أكونُ .. لا أبالي بمُرورهِ في آخر الشّهر.. ودُرَيْهماتُ راتبي الشهريّ تتربّع على عرْش ِ جيْبي .. ..ذاتَ يوم ٍ..رمَقني بعيُون مكسورةٍ شاردهْ... ..واختفى... أسبوعيْن وعيناي تمشّط ُالطريقَ.. ماسحة ً قوافلَ السيارات في مهمّةِ البحث عنه ... فجأة تسقط ُعينايَ على وجْهِ مألوفٍ ..! كان هو... دون أدنى شكٍّ.. .. كسا شعرَه البياضُ.. وبالبند العريض كُتِبَ تحْتَ صورتِه " إختلاسُ أمْوال ٍعموميّهْ.. المديرُ العامّ وراءَ القضبانْ.. ". ***** اللوحة الرابعة
بُهْتانٌ بَرِيءٌ(1)"
شَعَفَتْها حُبّاً... جَذبَتْها إليْها في رِفـْقٍ واحْتضَنتْها .. دَسّتْ وجْهَهَا المَلائِكيَّ بَيْنَ جَدائِلِ شعْرِها الأَصْفَرِ المُسْترْسِلِ إسْتنْشقتْ رَائِحتَها ...وراحَتْ في سُباتٍ عَميقٍ .. على رَنينِ المُنبّهِ إسْتفاقَتْ صَباحاً وهي لا تَزالُ في حُضْنِها .. بَعْدَ هُنيْهَةٍ ... إنْقَبضَتْ تَقاسيمُ وجْهِها البَريءِ في نَرْفزَةٍ تَنَحّتْ عنها ...حملتْها وألْقتها أرضاً فانفصلتْ الرّجْلُ ... سَقطتْ الذّراعُ ... إلتقطتْها ثانيةً ... قذفتْ بها خارجَ الغرفة ِ فتدحْرجتْ الرأسُ .. ثـُمّ ركضتْ في اتجاه أمّها التي ابْتسمتْ كالعادة ... وفي أنِينٍ مصْطنعٍ قالتْ : "ماما .. ماما ... " اللئيمة ... ! بَلـّلَتْ فِراشي ،لا أُريدها يا ماما... ! "
*****
،،،،أبوقصي،،،،
|
|
|
|
|
|