|
فكر معي ملوال, أي مجد سوف ننشيه معاً على ضفاف النيل, أي مجد لو صفت نياتنا الاثنين?
|
وقبل أن تنكرني
أسـمع قصة الجنوب والشـمال
حكاية العداء والإخاء من قدم
العربي حامل السـوط المشـل للجمال
شـكال كل قارح
ملاعب السـيوف والحراب
حلَّ على بادية السـودان
كالخريف.. بالسـنة والكتاب
خرَّب سـوبا .. وأقام في أنقاضها " سـنار "
والأخرى سـوارها " تيراب "
يحمل في رحاله طموحه ولوحه
وتمرتين في جراب
وشـجر الأنسـاب
لاقيته في تقلي، في الترعة الخضراء
في كاكا وتيجان الأقار والعلياب
تفتحت حقيقة سـمراء
في أحشـاء كل أم ولد منهن
من بنات جدك الأكبر
مما بذرته نطف الأعراب
فكان منها الفور والفونج
وكل سـحنة فاحمة
وشـفة غليظة
وشـعر مفلفل ذر على اهاب
حقيقة كبيرة عارية كالفيل كالتمسـاح
كالمنيف فوق كسـلا، سـليطة الجواب
كذاب الذى يقول في السـودان
أنني الصريح..
أنني النقي العرق..
أنني المحض..
أجل كذاب
ملوال صوت " رابح " يقول بلسـاني
رابح زينة جانقيك
وفهد جورك الأباة .. شـبل نمنمك
" عبدالفضيل " تمسـاح جزائر النيل
وقلب وطني الجامد
يا ملوال ابن عمك
و" ثابت " الثابت ..
حينما تحسـس الردى ضلوعه
في طـرف الخـرطوم
ربما كانت له علاقة بأمك
وابن كبرياء هذا الشـعب..
عينه.. لسـانه.. ضميره ويده..
" عـلى " العظيم..
فلذة من قومك
تحطم البيان
غير أن نغمات منه لا تزال تفعم الأثير
لا تزال تفعم الأثير
أسـمعها بأذن " وولت ويتمن " تقـول :
عيشوا إخوة .. برغم كل شـئ إخوة
وعمروا بالحب هذا البيت ..
هذا الوطن الكبير
أصداؤها تضج في دمـي
يا روضة أزهارها شـتى
أشـم فيك عبق المسـتقبل الجميل
حينما الجمـيع يلتقـون
في التقاء الأبيض الحليم بأخيه الأزرق المثير
أنظـر يوم يقبلون
عرباً و بجة و نوبة
و فجلو و باريا و برتة
و بنقو و زغاوة و امبررو
و أنقسـنا و دينكا و تبوسـا
و أشـولي و نوير و مسـاليت
و أنواك و لاتوكا و غيرهم غيرهم
للبوش كل منهم يهدي
ولكن باعتزاز
شـيئه الصغير
ويوم أن يسـود في السـودان
صوت العقل .. صوت العدل
صوت العلم واحترام الآخرين
فكر معي ملوال
أي مجد سوف ننشيه معاً على ضفاف النيل
أي مجد لو صفت نياتنا الاثنين
يتيه في مروجنا الخضراء مثل " آبيـس"
الإله يملأ العين
يسـر القلب
يهمز السـماء بالقرنين
فكر معي ملوال
قبل أن تنتابنا قطيعة رعناء
باسم عزة جوفاء
أو باسـم سـداد دين
يوغرها الأعداء بالذي مرَّ به الآباء
فنقل براء .. نحن منها
ننفض اليدين
تفتحي يا أمنيات الشـعب
عن مسـتقبل نحن معانيه معاً
وعن هناء الشـمال والجنوب
عن نضارة الإخاء في هذين
يوم لا تقوم بيننا السـدود والحدود
يوم لا يعذب الجدود في قبورهم حاضرنا
لا الدين ..
لا الأصل ..
ولا سـعاية الغريب
لا جناية الغبي ..
لا وشـاية الواشـي تدب
كالصلصال في القلبين
فكر معي ملوال
شاعر السودانوية الراحل
صـلاح أحمـد إبراهـيم
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فكر معي ملوال, أي مجد سوف ننشيه معاً على ضفاف النيل, أي مجد لو صفت نياتنا الاثنين? (Re: Seif Elyazal Burae)
|
مشكلة جنوب السودان.. أصل النشأة الأولى
بقلم/ يونان لبيب رزق
تبحث هذه المقالة عن الدور البريطاني في تفجر مشكلة الحرب الأهلية في جنوب السودان، وتنقب في وثائق تلك الفترة عن الأساليب التي اتبعتها لندن للعمل على فصل الجنوب عن الشمال، ولا سيما ما يتعلق منها بدور البعثات التنصيرية وسياسة إضعاف الثقافة العربية وإحلال الموظفين الجنوبيين محل الشماليين ومنع التجار الشماليين من الوصول إلى الجنوب، وتأثير كل ذلك على استمرارية المشكلة حتى يومنا هذا.
ركائز السياسة البريطانية في جنوب السودان مرحلة تمهيد الأرض (1899-1919) مرحلة بناء الأسوار (1919-1946) الحصاد المر (1946-1955)
ركائز السياسة البريطانية
” بنت بريطانيا سياستها في الجنوب السوداني على ركيزتين: - تقليل الوجود الشمالي في الجنوب - إضعاف الثقافة العربية والعمل على منع انتشار الإسلام هناك ”
بعد قيام الحكم الثنائي (المصري-البريطاني) في السودان عام 1899 قامت سياسة حكومة الخرطوم التي كان يسيطر عليها الجانب الإنجليزي، تجاه جنوب السودان على ركيزتين:
إضعاف الوجود الشمالي في الجنوب تحت ذريعة أن هذا الوجود يمكن أن يتسبب في اضطرابات، إذ إن أبناء المديريات الجنوبية لا ينظرون إلى الشمالي إلا من خلال الذكريات القديمة حين كان يعمد بعض أبناء الشمال إلى استرقاق الجنوبيين، مما دعا الأخيرين إلى توصيف الأولين "بالجلابة". إضعاف الثقافة العربية، سواء بإحلال الإنجليزية محل العربية كلغة عامة أو بتشجيع انتشار اللهجات المحلية وتحويلها إلى لغات مكتوبة. ومنع انتشار الإسلام هو الأمر الذي تكفلت به الإرساليات التنصيرية التي أطلق لها حرية العمل الديني في الجنوب على عكس الشمال، حيث قيدت هذه الحرية بميادين التعليم والخدمات الصحية. وتأسيسا على هاتين الركيزتين يمكن أن نميز بين ثلاث مراحل بين عامي 1899 و1956 في السياسة البريطانية تجاه جنوب السودان.
مرحلة تمهيد الأرض (1899-1919)
” عملت بريطانيا على منع انتشار الإسلام في جنوب السودان عن طريق إطلاق حرية العمل الديني للإرساليات التنصيرية في حين خصصت هذه الحرية في الشمال بميادين التعليم والخدمات الصحية ”
وأهمها عام 1910 الذي مثل نقطة البدء في الاتجاه نحو تطبيق السياسة البريطانية لفصل جنوب السودان عن شماله لسببين:
إقامة إدارة فعالة في تلك المناطق الشاسعة (أعالي النيل، بحر الغزال، منجالا) - كان قد تم إنجازه خلال السنوات العشر السابقة. وقد استعانت السلطات الإمبريالية بوسائل متعددة لتحقيق ذلك مثل: تخويل زعماء القبائل بعض الصلاحيات الإدارية، الاستعانة بالإرساليات التنصيرية لتنفيذ ما أسموه "تمدين البشر". أنه قد تم خلال العام المذكور انتقال حاجز اللادو (Lado Enclave) من إدارة حكومة الكونغو إلى إدارة حكومة السودان البريطانية، ونشأ خلاف بين الإبقاء على يوم الأحد كإجازة أسبوعية. إلا أن السلطات المحلية في المديريات الجنوبية خشيت رد فعل الشماليين المسلمين المقيمين في الجنوب على اتخاذ مثل هذه الخطوة. التخلص من الوجود العربي كان الوجود العربي الإسلامي في المديريات الجنوبية يتمثل في ثلاث مجموعات:
قوات الجيش المصري المعسكرة في الجنوب. الموظفون المصريون والسودانيون ممن كان يحتاج إليهم دولاب الإدارة في الجنوب. التجار الشماليون الذين كان يعمل بعضهم لحسابه الخاص والبعض الآخر لحساب بيوت تجارية في الشمال. وللتخلص من تهديدات المجموعة الأولى أوصى حاكم منجالا في مارس/ آذار 1911 باتخاذ خطوات لتجنيد السودانيين الجنوبيين وتشكيل ما يعرف "بالفرقة الاستوائية". وانتهى الأمر بخروج آخر جندي من القوات السودانية الشمالية من الجنوب يوم السابع من ديسمبر/ كانون الأول 1917. ولم يمض أكثر من شهر حتى تم الاعتراف بيوم الأحد إجازة أسبوعية.
كما سعت الحكومة الإنجليزية في السودان إلى استبدال المسلمين الشماليين، وقدمت كل التيسيرات لإلحاق الجنوبيين بالمدارس الحكومية ولكن بدون جدوى، الأمر الذي دفعهم في نهاية الأمر لأن يتركوا تلك المهمة للإرساليات التنصيرية. كما فرضت اللغة الإنجليزية في التعليم.
كما تم التخلص من التجار الشماليين. وقد أكد حاكم منجالا "أوين باشا" في كتاب له إلى الحاكم العام يوم 10 يناير/ كانون الثاني 1918 أنه قد نجح في إبعاد من أسماهم "كافة المتعصبين من الجنود أو التجار" وأعرب لسلطات الخرطوم عن رغبته في ألا يعودوا أبدا إلى الجنوب.
مرحلة بناء الأسوار (1919-1946)
” "لا يجوز لأي شخص من غير أهالي السودان أن يدخلها ويبقى فيها إلا إذا كان حاملا رخصة بذلك، ويجوز للسكرتير الإداري أو مدير المديرية منع أي شخص من أهالي السودان من دخول تلك الجهات أو البقاء فيها"
الإعلان البريطاني بإغلاق مناطق جنوبية عام 1922 ”
فرضت ثورة 1919 في مصر تغيرات هامة على السياسة البريطانية في السودان، خاصة في الجنوب الذي كان موضع اهتمام لجنة ملنر Milner التي جاءت للتحقيق في أسباب الثورة، وخصت جنوب السودان بثلاث مذكرات:
الأولى بتاريخ 15 فبراير/ شباط 1920 بعنوان "اللامركزية في السودان بهدف فصل الزنوج عن الأراضي العربية" بإقامة خط يفصل الزنوج عن الأراضي العربية يمتد من الشرق إلى الغرب ويسير مع أنهار بارو والسوباط والنيل الأبيض وبحر الجبل. ورأت المذكرة الثانية التي أعدتها حكومة السودان أنه فيما يخص الزنوج، فهي على استعداد لقبول اندماجهم في حكومات أملاك أفريقية أخرى، مثل أوغندا وشرق أفريقيا "وإقامة اتحاد لوسط أفريقيا تحت الإدارة البريطانية يضم بالطبع زنوج السودان". آخر هذه المذكرات وأكثرها صراحة كتبت يوم 14 مارس/ آذار 1920، وجاء فيها بالنص "إن سياسة الحكومة هي الحفاظ بقدر الإمكان على جنوب السودان بعيدا عن التأثير الإسلامي، ففيه يتم توظيف المأمورين السود، وعندما تقتضي الضرورة إرسال كتبة من المصريين يختارون من الأقباط، وأصبح يوم الأحد هو يوم العطلة بدلا من يوم الجمعة، وأخيرا تشجيع المشروعات التنصيرية". يصبح مفهوما على ضوء هذه المذكرات ما جاء في تقرير اللورد ملنر من أن "الأكثرية الكبرى من أهل مصر متجانسة، أما السودان فمنقسم بين العرب والسود، وفي كل منهما أجناس وقبائل يختلف بعضها عن بعض كثيرا. أما عرب السودان فيتكلمون باللغة التي يتكلم بها أهل مصر وتجمع بينهم جامعة الدين".
بعد شهور من إصدار الحكومة البريطانية لتصريح 28 فبراير/ شباط 1922 الذي اعترفت فيه باستقلال مصر، وفي سبتمبر/ أيلول من ذات العام على وجه التحديد صدر أمر "الجهات المغلقة" Closed Districts الذي تضمن جدولا بجهات معينة تشمل مديرية بحر الغزال ومديرية منجالا والسوباط ومركز بيبور ومديرية أعالي النيل غرب وجنوب خط يمتد من شركيلة إلى ملاكال ومنها شرقا إلى حدود المديرية، تقرر أنه "لا يجوز لأي شخص من غير أهالي السودان أن يدخلها ويبقى فيها إلا إذا كان حاملا رخصة بذلك، ويجوز للسكرتير الإداري أو مدير المديرية منع أي شخص من أهالي السودان من دخول تلك الجهات أو البقاء فيها".
” "القبول باستمرار اللغة العربية في الجنوب سيؤدي إلى انتشار الإسلام مما يضيف للشمال المتعصب منطقة لا تقل عنه في المساحة"
السكرتير الإداري البريطاني المستر ماكمايكل ”
توصيات ومذكرات فصل الجنوب وفي منتصف عام 1929 قام المندوب السامي البريطاني في القاهرة اللورد لويد بجولة في السودان وعاد بعدها ليكتب مذكرة سرية عما أسماه "مشكلة السياسة التعليمية في جنوب السودان"، بدأها بالقول إن هناك مشكلة لغة في المنطقة الواقعة بين خطي عرض 4 و12 شمالا (الجنوب)، وهي المنطقة التي يعيش فيها السودانيون الوثنيون. أما طبيعة هذه المشكلة فهي "هل ستبقى اللغة العربية لغة تفاهم عام؟".
أجاب على تساؤله من خلال عرض مذكرتين كتب أولاهما المستر ماكمايكل السكرتير الإداري Civil Secretary، ووضع الثانية المستر ماثيو سكرتير إدارة المعارف.
المذكرة الأولى ذكرت أن القبول باستمرار العربية في الجنوب سيؤدي إلى انتشار الإسلام مما يضيف للشمال المتعصب –على حد قوله- منطقة لا تقل عنه في المساحة. أما المذكرة الثانية فقد أشارت إلى أن اللغة العربية المنتشرة في الجنوب أقرب إلى الرطانة الغامضة، واقترحت تشجيع الموظفين لدراسة اللهجات المحلية، وحيث لا يمكن استخدام هذه اللهجات تحل الإنجليزية محل العربية.
وعلى ضوء هاتين المذكرتين وضع اللورد لويد توصياته على النحو التالي:
تشجيع الموظفين في المديريات الجنوبية على تعلم اللهجات المحلية، ونشر بعض المجموعات اللغوية. محاربة اللغة العربية وتشجيع استخدام اللغة الإنجليزية بدلا منها. بذل الجهود لمواجهة الاحتياجات التعليمية المتزايدة في المديريات الجنوبية بتأسيس مدرسة أو مدرستين حكوميتين في مناطق بعينها، ويمكن تحديد هذه الاحتياجات بتدريب عدد مناسب من الصبيان للخدمة في الإدارات الحكومية. ويسمح في نفس الوقت لمدارس الإرساليات القائمة بالاستمرار في عملها. ” "إنجلترا كدولة مسيحية لا يمكنها أن تشارك في سياسة تشجيع انتشار الإسلام بين شعب يزيد على ثلاثة ملايين وثني"
وزير الخارجية البريطاني مستر هندرسون ”
أقرت حكومة لندن هذه المذكرة مع اختلافات بسيطة في الوسيلة لا الهدف، الأمر الذي بينته مذكرة لوزير الخارجية المستر هندرسون الذي رأى الموافقة على مقترحات لويد لسببين:
الأول ديني، لأن إنجلترا "كدولة مسيحية لا يمكنها أن تشارك في سياسة تشجيع انتشار الإسلام بين شعب يزيد على ثلاثة ملايين وثني". والثاني سياسي، "فبالنظر إلى انتشار خطورة التعصب الديني بين شعوب انتشر فيها الإسلام مؤخرا قد يترتب عليه نتائج مدمرة". أما الاختلاف في الوسيلة فقد رأى هندرسون الاقتصار على الجمعيات التنصيرية مع زيادة المعونة الحكومية لها "ومازال المنصرون حتى يومنا هذا يشكلون المؤسسة التعليمية الوحيدة في الجنوب. وأنه في ظل الظروف الحالية فأمام العمل التنصيري في السودان مستقبل غير محدود، ويستطيع المنصرون من خلال تقديم الخدمات الطبية كسب ثقة الأهالي ونشر شكل مبسط من القيم المسيحية والتخلص من الخزعبلات البدائية التي تسيطر على معتقداتهم".
على ضوء هذه الأفكار وفي يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول 1929 وضع الحاكم العام للسودان السير مافي خطة لتنفيذها ذات أربعة جوانب:
تشغيل الموظفين من (غير المسلمين) في الإدارة بهيئاتها الكتابية والفنية. الإصرار على تعليم الموظفين البريطانيين معتقدات وعادات ولغات القبائل التي يقومون بإدارة مناطقها. التحكم في هجرة التجار الشماليين. سياسة تعليمية محددة، وهو الجانب الذي لقي عناية كبيرة على اعتبارها حجر الزاوية في سياسة "لا تعريب" جنوب السودان. جانب آخر من جوانب هذه السياسة بالتخلص من استخدام اللغة العربية المنتشرة في بعض أنحاء الجنوب، التي وصفها المسؤولون في حكومة السودان بأنها "عربية مهلهلة".
وبدأ المسؤولون في حكومة السودان البحث عن البديل، وقد جمع بين استخدام اللهجات المحلية بعد تطويرها على نحو يجعلها لغات مقروءة جنبا إلى جنب مع اللغة الإنجليزية، وهو البديل الذي بدأ المسؤولون اتخاذ الخطوات اللازمة لوضعه موضع التنفيذ من خلال وسيلتين:
أولاهما، بعقد مؤتمر لغوي في مدينة "الرجاف" حضره موظفو حكومة السودان المسؤولون عن التعليم، وقد تم خلاله اختيار عدد من المجموعات اللغوية المحلية ووضع الكتب والمراجع بها. الثانية، باستخدام الإنجليزية محل العربية في المناطق التي لا يعرف موظفو الحكومة الحديث باللهجة المحلية، كما هو حادث بين القوات الاستوائية وقوات البوليس، وحيث تكون اللهجة المحلية غير قابلة للاستخدام. إجراءات فصل الجنوب ” - تشجيع البعثات التنصيرية. - إعداد الموظفين غير الناطقين باللغة العربية. - تشجيع التجار اليونانيين والسوريين المسيحيين على حساب تجار الشمال المسلمين. - إقرار المصطلحات والأوامر باللغة الإنجليزية في الفرقة الاستوائية
خطة بريطانيا لمحاربة التعريب ” في يناير/ كانون الثاني 1930 وجه السكرتير الإداري لحكومة السودان تعليمات إلى مديري المديريات الجنوبية تضمنت الإجراءات التنفيذية للسياسة الجديدة، وقد شملت جانبين:
الجانب الأول: بناء سلسلة من الوحدات العنصرية أو القبلية ذات الهياكل والنظم القائمة على التمايز العنصري والديني. على أن يتم ذلك بإبعاد الموظفيين المتحدثين بالعربية ولو كانوا جنوبيين، وجعل الإنجليزية لغة المكاتبات الرسمية بالنسبة للكتبة، وكذلك جعلها لغة الأوامر العسكرية ولغة التخاطب بين مع العمل والخدم بل وتفضيل استخدام المترجمين بدلا من الاستعانة بالعربية. وحصر هجرة التجار الشماليين وتشجيع التجار اليونانيين والسوريين المسيحين.
الجانب الثاني: تضمن وسائل قياس التقدم في تنفيذ السياسة المذكورة بإعداد جدول سنوي يوضح في جانب منه عدد المسلمين بالنسبة لمجموع موظفي الحكومة في الجنوب، ثم عدد الموظفين البريطانيين الذين أجادوا تعلم اللغات المحلية، يلي ذلك تطور عدد التجار الشماليين في الجنوب، بعدها عدد المدارس التنصيرية والأموال التي تنفقها الحكومة على التعليم.
بعد وضع خطة "لا لتعريب جنوب السودان" في أدق تفاصيلها بقي تنفيذها الذي تطلب أولا مسح الوجود العربي الإسلامي في الجنوب. وتضمن الجانب الثاني من الإجراءات ما كان متصلا بالتخلص من الوجود الثقافي العربي. وقد ظلت عملية الفصل نشطة خلال السنوات التالية.
في عام 1929 حين بدأ التخطيط بجد لفصل الجنوب عن الشمال كان هناك أربع إرساليات تنصيرية تعمل في المديريات الجنوبية تشرف على ثلاث مدارس وسطى و30 مدرسة أولية بها 1907 تلاميذ. وفي عام 1931 أقامت الإرسالية الكاثوليكية مدرسة لتدريب المعلمين في توريت بمديرية منجالا، زادت في العام التالي خمس مدارس للبنات، وثلاث مدارس حرفية، ومدرستين لتخريج معلمي المدارس الأولية، هذا فضلا عما أسماه الإنجليز مدارس الشجرة Tree Schools التي أقيمت في القرى ويقوم على التدريس فيها معلم من أبناء القرية نفسها.
فضلا عن ذلك فقد تم استخدام لهجات الجنوب بعد أن تحولت إلى لغات مكتوبة، فوضعت أسس قواعد لغات الباري واللاتوكو والشلك والدنكا والنوير. ففي عام 1931 تم طبع كتابين بلغة الزاندي، ومثلهما بلغة الباري، وأربعة بلغة الدنكا، وواحد بكل من لغات النوير والكريش والمورو واللوتوكو، الأمر الذي استمر في تزايد خلال السنوات التالية.
الحصاد المر (1946-1955)
” اقتنعت بريطانيا بعد التخلف الذي ساد الجنوب بسبب سياستها هناك بأن العوامل الجغرافية والاقتصادية تحتم وحدة الشمال مع الجنوب كي يستطيع الجنوبيون الاعتماد على أنفسهم ويكونوا أندادا متساوين اجتماعيا واقتصاديا مع شركائهم وزملائهم من الشماليين ” أثناء الحرب العالمية الثانية وبعد إنشاء المجلس الاستشاري لشمال السودان كتب مدير المديرية الاستوائية يوم 14 أغسطس/ آب 1943 طالبا إعادة النظر في السياسة المتبعة في الجنوب، وكتب مدير المعارف في العام التالي ما مؤداه أن سياسة الحكومة في جنوب السودان قد أدت إلى تخلفه إذا ما قورن بالشمال.
في العام التالي وفي مذكرة وجهها الحاكم العام بالسودان للسفير البريطاني في القاهرة طالب بضرورة البحث في مصير الجنوب، إما بالاندماج في الشمال أو الاندماج في شرق أفريقيا أو دمج بعضه في هذا الجانب ودمج البعض في الجانب الآخر.
وفي عام 1946 وبعد اتباع سياسة السودنة تشكلت لجنة للنظر في إمكان تنفيذها في الجنوب وضعت تقريرا أدانت فيه بشدة سياسة الحكومة الجنوبية، وطالبت "بإلغاء تصاريح التجارة واتباع سياسة موحدة للتعليم في الشمال والجنوب، وتعليم اللغة العربية في مدارس الجنوب، وتحسين وسائل الاتصال بين الجانبين، وتشجيع انتقال الموظفين بين الشمال والجنوب وتوحيد النظم بينهما"، الأمر الذي يتطلب البحث في الأسباب التي أدت إلى الانقلاب في السياسة البريطانية تجاه جنوب السودان، وهو ما شرحه التقرير بالتفصيل.
أسباب انقلاب السياسة البريطانية الأول: ما أسماه التقرير "التحولات الهامة في الجو السياسي للقطر كله"، وأخطرها ظهور عدد غير قليل من الأحزاب السودانية يدعو أغلبها لوحدة وادي النيل وأقلها مثل حزب الأمة الذي تأسس عام 1945 إلى استقلال السودان بكامل حدوده الجغرافية. وكان الاستمرار في السياسة القديمة يمد دعاة الاتحاد بحجة قوية لمعاداة الوجود البريطاني، ويوقع دعاة الانفصال عن مصر في موقف صعب.
الثاني: ونتج عما اتضح من إخفاق الخطط الخاصة بإنشاء شبكة مواصلات بين شرق أفريقيا وجنوب السودان، إذ توقف نجاح هذه الخطط على الخزان الذي كان مزمعا إنشاؤه على بحيرة ألبرت، ولم يعد مع ذلك من مندوحة بتوجيه تجارة الجنوب إلى الشمال بعدما أخفق الخيار الأول.
الثالث: وهو سبب تعليمي فقد رأى البريطانيون أن إقامة مدرسة ثانوية في الجنوب يمثل أقصى المتاح، ولكن ماذا عن أبناء الجنوب الراغبين في مزيد من التعليم بعد المرحلة الثانوية، الإجابة كانت في كلية غوردن بالخرطوم، وأنه لابد مع هذا الاحتمال تعليم طلاب المرحلة الوسطى وما بعدها اللغة العربية.
وعرض التقرير أخيرا للاختلافات القائمة في الأجور وشروط الخدمة وضرورة استخدام الشماليين في مشاريع التنمية بالجنوب، وانتهى إلى القول إن سياسة حكومة السودان قامت على أساس أن الجنوبيين يتميزون بأفريقيتهم وزنجيتهم، لكن العوامل الجغرافية والاقتصادية تحتم وحدتهم حتى يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم في المستقبل ويكونوا أندادا متساوين اجتماعيا واقتصاديا مع شركائهم وزملائهم من السودانيين الشماليين.
وكان الأخذ بما جاء في هذا التقرير يعني التخلي عن السياسة الجنوبية القديمة، وهو ما حدث أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات، وما تبع ذلك من إجراءات أدت إلى انفجار الوضع في الجنوب.
فقد تم بعد عام 1948 تغير ملحوظ في السياسة التعليمية في الجنوب، حيث أقيمت أول مدرسة ثانوية وأبطل إرسال طلاب المدارس العليا الجنوبيين إلى كلية ماكريري في أوغندا التي استبدلت بكلية غوردن في الخرطوم، في نفس الوقت أقرت الجمعية التشريعية خطة السنوات الخمس للتعليم في الجنوب وكلف معهد التربية في "بخت الرضا" بتخريج المدرسين اللازمين للجنوب.
وكان هناك بعد ذلك ما ترتب على عقد اتفاقية فبراير/ شباط 1953 بين مصر وبريطانيا لتقرير مصير السودانيين والتي ترتب عليها نتائج عكسية على الجنوب، كان منها غضب الجنوبيين من أنه لم يسع أحد من المتفاوضين لمعرفة آرائهم، ثم ما جرى في الانتخابات التي أعقبت المعاهدة من إسراف للوعود التي قطعت لهم سواء من جانب الأحزاب الشمالية أو من جانب المصريين، وهي الوعود التي لم يتحقق منها شيء.
ووصلت الشكوك إلى ذروتها عندما بدأ الشماليون عام 1955 في إعادة تنظيم القوات العسكرية وتقرر نقل بعض مجموعات الفرقة الاستوائية إلى الشمال، الأمر الذي انتهى بتمرد هؤلاء، وهو التمرد الذي كان بداية لتفجر مشكلة الجنوب ثم تحولها بعد ذلك وتحت الحكم العسكري الذي حكم السودان منذ عام 1958 إلى ثورة واسعة، وكانت بمثابة الحصاد المر للسياسة الاستعمارية في جنوب السودان. ___________________________ * أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، ورئيس مركز الدراسات التاريخية بالأهرام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فكر معي ملوال, أي مجد سوف ننشيه معاً على ضفاف النيل, أي مجد لو صفت نياتنا الاثنين? (Re: Seif Elyazal Burae)
|
الحرب في جنوب السودان.. حصاد الهشيم
سودانيون يعانون المجاعة جراء الحرب الأهلية في الجنوب
إعداد: محمد عبد العاطي
كيف أثرت الحرب الأهلية في السودان على هذا البلد؟ وكيف تسببت في احتلاله مكانة متقدمة بين الدول الأكثر فقرا والأشد تخلفا* وهو يملك ثروة طبيعية هائلة؟ هذا التقرير يحاول استعراض الخسائر البشرية الناجمة عن هذه الحرب وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية.
الخسائر البشرية والآثارالاجتماعية الآثار الاقتصادية التعليم والصحة
الخسائر البشرية والأثار الاجتماعية
” من نتائج الحرب الأهلية في جنوب السودان:
- مليونا قتيل. - أربعة ملايين نازح. - 420 ألف لاجئ في البلدان المجاورة.
”
حصدت الحرب الأهلية في جنوب السودان (1955-1972 و1983-2003) ما يزيد عن مليوني قتيل، وأعدادا أخرى لا تحصى من الجرحى والمعوقين، وكان نصيب الهجرات الداخلية الناجمة عنها ضعف أعداد القتلى، فقد تشرد أربعة ملايين سوداني وأصبحوا لاجئين داخل وطنهم. أما من ضاقت بهم سبل العيش بين ربوع الوطن وقرروا النزوح إلى البلدان المجاورة -وهم يعيشون ظروفا غير إنسانية- فقد بلغ عددهم 420 ألف لاجئ*.
هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى والمهجرين خلق ثارات وعداوات كثيرة، وتسبب في مشكلات اقتصادية، واجتماعية سلبية لم يعهدها المجتمع السوداني بهذه الكثرة من قبل، منها تزايد الأنشطة الخارجة عن القانون مثل اختطاف الماشية وتهريب العاج والذهب والأحجار شبه الكريمة واختزان السلع للربح منها وانتشار تجارة الأسلحة بين المليشيات القبلية.
الآثار الاقتصادية
تكبد الحرب الاقتصاد السوداني المرهق مليوني دولار يوميا في ظل بيئة طاردة للاستثمار الوطني والأجنبي وظروف أمنية غير مواتية للتنمية، الأمر الذي أوجد اختلالات جوهرية شلت الحياة الاقتصادية وكان من مظاهرها:
انخفاض حجم الناتج القومي. تزايد نسب التضخم. ارتفاع معدلات البطالة. سوء الخدمات العامة والمرافق. يتجلى كل ذلك بوضوح عندما نلقي نظرة سريعة على حجم الناتج القومي ومتوسط دخل الفرد وانعكاس ذلك على الأوضاع الصحية والتعليمية.
فحجم الناتج القومي -رغم ثروات السودان الطبيعية الضخمة- لا يتجاوز 52 مليار دولار (عام 2001) في حين بلغ في دولة مثل كوريا الجنوبية التي كان يصنفها صندوق النقد الدولي في الستينيات هي والسودان "كحالتين ميئوس منهما" 472 مليار دولار. وتسبب ضعف الناتج القومي هذا في انخفاض متوسط دخل الفرد فلم يتجاوز 400 دولار سنويا، في حين وصل في كوريا الجنوبية -التي اتخذناها نموذجا للمقارنة بالسودان لانطلاق عجلة التنمية فيهما معا- إلى 9840 دولارا.
وبالنسبة للبطالة فقد بلغت 18.7% وفقا لتقديرات عام 2002. هذه النسبة الكبيرة تترجم عمليا إلى مشاكل اجتماعية خاصة إذا علمنا أن 40% من سكان السودان هم دون الثامنة عشرة، مما يعني أن قطاع الشباب في الفترة الحالية وفي المستقبل المنظور -إذا لم تطرأ على سوق العمل تغيرات جذرية- سيظل يعاني من البطالة لسنوات قادمة.
يضاف إلى كل ذلك الاستغلال الجانح للثروة الخشبية لا سيما في المناطق الجنوبية التي تشهد بصورة عشوائية عمليات قطع لأشجار الغابات بطريقة لا تعرف للمحافظة على التوازن البيئي حدودا في بلد يعتمد 75% من سكانه على الطاقة التقليدية (الخشب والفحم).
التعليم والصحة
يعيق ارتفاع نسبة الأمية مشاريع التنمية، فوفقا لتقديرات عام 2003 فإن 61.1% من مجموع الشعب السوداني لا يعرفون القراءة والكتابة.
قد تكون مشكلة الأمية في السودان مشابهة للأمية المنتشرة في معظم الدول العربية، ولكن ارتباط أمية 61% من السودانيين بمشكلة الجنوب هو ما جعلها أثرا من آثار هذه الحرب، وفهم الأسباب الكامنة وراء هذا العدد من الأميين غير عسير.
فعلى سبيل المثال ما أنفق على التعليم في السودان خلال الفترة من 1995–1997 كنسبة مئوية من الناتج القومي لا يتعدى 1.4%، في حين بلغت هذه النسبة على التوالي في بلد كساحل العاج 5% وكينيا 6% وسيشل 10%. في الوقت نفسه بلغ حجم الإنفاق العسكري المعلن في السودان 3.6% من الناتج العام أي قرابة ثلاثة أضعاف ما أنفق على التعليم.
طفل سوداني فقد أمه في الحرب الأهلية بجنوب السودان أما عن تأثير الحرب على الرعاية الصحية فتعتبر معدلات وفيات الأطفال دون الخامسة في السودان من أعلى المعدلات في أفريقيا والعالم العربي إذ بلغت 116 طفلا في الألف، في حين تنخفض هذه النسبة على سبيل المثال في دولة كالأردن -الذي لا يملك من الموارد الطبيعية ما يملكه السودان- إلى خمسة في الألف فقط، وذلك له أسباب متعددة منها:
أمراض سوء التغذية. ضعف الوعي الصحي. ندرة الخدمات الوقائية والعلاجية. تعرض أطفال الجنوب على وجه التحديد للأوبئة القاتلة مثل الحصبة وشلل الأطفال والسل والدفتيريا والسعال الديكي والتيتانوس. أمر تردي الأوضاع الصحية في السودان لا يقتصر فقط على الجنوب، فالمياه الصالحة للشرب لا تتوفر إلا لـ25% فقط من السكان، ومعنى ذلك أن 75% من السودانيين يستهلكون مياها غير صالحة للشرب، الأمر الذي له تداعيات صحية خطيرة.
والخدمات والمرافق العامة في السودان تعيش هي أيضا من جراء الحرب معاناة مستمرة تتفاقم حدتها كلما زادت معدلات الهجرة من الريف إلى المدينة. فقد بلغ عدد أهل الحضر من مجموع السكان في السودان 18.9% عام 1975 ثم ارتفع إلى 36.1% عام 2000، ومن المقدر أن يصل إلى 48.7% عام 2015. وهذا يدل على أن الريف يمثل باستمرار عامل طرد لسكانه، الأمر الذي يؤثر على تراجع عدد الأيدي الزراعية العاملة وما ينجم عن ذلك من آثار سلبية على الزراعة.
وأخيرا يجمل تقرير التنمية الإنسانية في الوطن العربي الصادر عن الأمم المتحدة في يونيو/ حزيران 2003 تفاصيل المشهد في جنوب السودان بقوله إن التخلف الذي يعانيه هذا الإقليم مرجعه إلى:
انتهاكات حقوق الإنسان. عدم تمكين المرأة اقتصاديا مما أفقد قطاعا كاملا من المجتمع القدرة على الإسهام في التطوير. اختلال البناء المؤسسي. ندرة المعارف التقنية الحديثة والعجز عن إجادة استغلال القليل المتوفر منها. نقص "إنسان الحكم" الصالح. ففي مجال حقوق الإنسان وضع التقرير سلما معياريا من سبع درجات لاحترام الحريات العامة بما فيها حرية التعبير والحقوق السياسية، وكان نصيب السودان في الترتيب الأخير.
وعن سيادة القانون حدد التقرير رقما أعلى هو (2.5)، وحدا أدنى هو (-2.5) وكان حظ السودان (-1.4).
وخلاصة القول بعد كل هذه الأرقام والإحصائيات أنه إذا كان بركان الحرب الأهلية قد تفجر في جنوب السودان عام 1955 وأصابت حممه البشر والحجر واكتوى بناره الماضي والحاضر، فإن نجاة المستقبل قد تكون هي الرهان الرابح إذا أتم الإخوة الأعداء سلامهم الوشيك. ______________ قسم البحوث والدراسات- الجزيرة نت هوامش:
* يحتل السودان المرتبة الـ139 في قائمة تضم 173 دولة في مؤشر التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة عام 2002. * من المفارقات أن السودان رغم فقره وهجرة العدد السابق ذكره يأوي على أراضيه 360 ألف لاجئ من الدول المجاورة له.
المصادر:
1- السودان: أهوال الحرب وطموحات السلام، د. منصور خالد، دار تراث، القاهرة 2003. 2- الصراعات العرقية واستقرار العالم المعاصر، دراسة في الأقليات والجماعات والحركات العرقية، د. أحمد وهبان، دار الجامعة الجديدة للنشر، ط3، نوفمبر/ تشرين الثاني 2000، ص164-189. 3- الحروب الأهلية في أفريقيا، أحمد إبراهيم محمود، مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية، الأهرام، القاهرة، 2001، ص222-227.
4- Sudan: The Southern Problem, Library of Congress Country Studies
5- Sudan's civil war: Worldwide Information Refugee
6- War in Sudan: by Steven Staples, End The Arms Race
7- The World Factbook, Sudan
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فكر معي ملوال, أي مجد سوف ننشيه معاً على ضفاف النيل, أي مجد لو صفت نياتنا الاثنين? (Re: Seif Elyazal Burae)
|
الاتحاد الاوروبي والسودان
البرنامج الانتقالي لنزع السلاح وتسريح الجنود وإعادة الدمج/ IDDRP
خلفيـــــــــة
إن توقيع اتفاق السلام الشامل في السودان، 9 يناير 2005 ، وضع حداً لأطول حرب أهلية في أفريقيا، ومهَّد الطريق للانتقال للسلم. ولأن هذه المرحلة تستدعي التركيز على متطلبات السلام المستدام في السودان فإنه من الضروري الانكباب على مدارسة مسببات النزاع، بما في ذلك ما يعانيه غالبية السكان من لامساواة وفقر وتهميش. ذلك يستدعي تهيئة الظروف المؤاتية لإعادة التأهيل، والتنمية، وتضييق شقة الفقر.
في أعقاب توقيع اتفاق السلام والفصل بين الطرفين المتحاربين، فإن أولى الخطوات لتحقيق استتباب الأمن والاستقرار سيتعلّق، بداهةً، بإضعاف احتمالات تجدد القتال. وحتى يتحقق ذلك، يشترط بالأساس السعي من أجل استعادة الطمأنينة وتقوية الأمن، ذلك بنزع سلاح وتسريح المقاتلين السابقين، وبالأخص، إعادة دمجهم في المجتمع المدني؛ وإلاّ فسيتزعزع الأمن والاستقرار وسيتسببون في إعاقة المسيرة الرامية لتحقيق التنمية والسلام المستدام.
رغم أن اتفاق السلام الشامل قد وقعه طرفان اثنان هما حكومة السودان في الشمال والحركة/الجيش الشعبي لتحرير السودان في الجنوب إلاّ أنه مازالت هناك فئات أخرى عديدة، متفاوتة في درجات ارتباطها بهذا الجانب أو ذاك، وسيطرتهما عليها. كل تلك المجموعات يجب إخضاعها، ومنتسبيها من المحاربين السابقين، لعمليات نزع سلاح وتسريح وإعادة دمج. أهمية التعامل مع منسوبي تلك المجموعات مردّها إلى عدم حماسها للانضواء مستقبلاً تحت هيكل أمني نظامي، بل يرجّح أن تتسبب في قلاقل واضطرابات.
وعلى كل حال لم يكن طرفا النزاع في الحرب الأهلية التي كانت دائرةً حكومة السودان والحركة/الجيش الشعبي لتحرير السودان فقط، وإنما كانت تنشب نزاعات عديدة بين الفصائل في الجنوب؛ كما حدث ذلك أيضاً في كلٍ من الشرق والغرب. ومن ذلك النزاعات العرقية والقبلية بين الدينكا والنوير، اللذان يمثلان أكبر المجموعات العرقية في جنوب السودان،التي غالباً ما كانت تنشب نتيجة لتوتر العلاقات حول الماشية والثروات الاقتصادية. مثال آخر للاضطرابات الإغارات التقليدية بين الدينكا والبقارة التي زادت من ويلاتها آثار الحرب الأهلية. تسبب كل ذلك في وفرة السلاح وانحسار الثروة الحيوانية كما حدّ من إمكان الوصول إلى المياه والمراعي وأدى في نهاية الأمر إلى تصاعد العنف بين المجتمعات.
أدّت الحروب الأهلية في السودان إلى إعاقة إمكانية التنمية بصورة كبيرة ذلك أن ما حصدته من أرواح وخلفّته من معاناة لا يقدر بثمن، فأصبحت بذلك معوقاً رئيساً للتنمية على امتداد السودان. إحصاءات الموتى لأسباب متعلقة بالحرب قُدِّر بأكثر من مليوني شخص، ومن جانب آخر فإن واقع النازحين بالداخل الذين يربو عددهم على أربعة ملايين بلا مصدر ثابت للدخل سيجعل البلاد عرضة لمجاعة واسعة النطاق. كما يتوقع عودة قرابة نصف مليون لاجئ من تسعة أقطار مجاورة للسودان؛ فضلاً عن أن التكلفة العسكرية ما فتئت تستنزف الموارد بشكل كبير على حساب التنمية.
طول النزاع أفرز مجتمعاً سودانياً عالي التجييش، سمته التمزق وتكاثر المجموعات المسلحة والتحالفات العسكرية، التي سرعان ما تتبدل وفي نطاق واسع، بين أطراف الصراع. كما نتج عنه ظهور المليشيات وتسليح المدنيين. ذلك حتما قد زاد من درجة تحديات استتباب الأمن وتحقيق الاستقرار المتعلق بتأمين وحماية المجتمعات والأرض وحقوق التملّك وسيادة القانون والعدالة وقضايا المصالحة. إن مضابط اتفاقية السلام بين الطرفين تشير تحديداً إلى قضية المجموعات المسلحة الأخرى في جنوب السودان، والتي لم تكن تشكل جزءاً من الاتفاق المبدئي، وإلى تأثيراتهم المحتملة في السلام والأمن في السودان عموماً، وإلى كيفية معالجة هذه القضية.
الأهداف
وعلى ما تقدّم، فإن الهدف الرئيس للبرنامج الانتقالي لنزع السلاح وتسريح الجنود وإعادة الدمج، هو إطلاق و بناء قدرات مؤسسات نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج، وكذلك منظمات المجتمع المدني، والشروع، في ذات الوقت، في عمليات نزع سلاح وتسريح وإعادة دمج للمجموعات ذات الأولوية القصوى. إن التطبيق والتطوير الناجح للبرنامج سيمهِّد لتطبيق وتطوير برنامج نزع سلاح وتسريح جنود وإعادة دمج لعدّة أعوام أخرى في المستقبل، مما سيكمِّل عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج.
إن المفوضية الأوربية، من واقع تجاربها السابقة في عمليات نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج في دول أخرى، لتحرص كل الحرص، عبر دعمها للـبرنامج الانتقالي لنزع السلاح وتسريح الجنود وإعادة الدمج، على بناء قدرات مفوضيتي نزع السلاح وتسريح الجنود وإعادة الدمج في الجنوب والشمال، إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني العاملة في ذات المجال. هذا فضلاً عن دعم أنشطة أساسية لـنزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج تستهدف الفئات ذات الأولوية القصوى، كالنساء، والأطفال المرتبطين بقوات وجماعات حاملة للسلاح.
يعتبر ما يلي من بين الأهداف والغايات الأخصّ للبرنامج الانتقالي لنزع السلاح وتسريح الجنود وإعادة الدمج:
• تسجيل وفرز الكبار من المقاتلين السابقين بما فيهم المعاقون. • إنشاء الآليات لاستيعاب النساء المقاتلات ضمن عملية الفرز والتسجيل أسوةً بالمقاتلين. • إتاحة ونشر وتعميم المعلومات عبر حملات التوعية. • دعم عمليات الوساطة وإعادة الدمج والتسريح المتعلقة بـمجموعات أخرى حاملة للسلاح. • سحب وتسريح جميع الأطفال دون الثامنة عشرة من كل القوات والجماعات المسلحة في السودان، وتيسير عودتهم إلى كنف أسرهم في إطار تتبّع الأسر. • الشروع في إعادة دمج شاملة على مستوى المجتمعات القاعدية لذوي الأوضاع الخاصة من الأطفال كالأيتام المرتبطين بجماعات أو قوات حاملة للسلاح. • منع ومراقبة عمليات التجنيد وإعادة التجنيد. • مدارسة الحوجات الخاصة للنساء المرتبطات بقوات وجماعات مسلحة في مناطق إعادة انتشار أو فك اشتباك القوات، بما في ذلك الأرامل المرتبطات بقوات أو جماعات مسلحة. • تأسيس شرطة مجتمعية. • الشروع في مبادرات وآليات المصالحة وفض النزاعات في المجتمعات ذات الأولوية. • الشروع في معالجات تستهدف الأطفال المعرضين للخطر؛ كدعم سبل كسب العيش والتعليم والنشاطات الترويحية في المجتمعات ذات الأولوية. يندرج العقد ضمن إطار الأهداف الرئيسة لـبرنامج المفوضية الأوربية الانتقالي لإعادة التأهيل وبناء القدرات في السودان ما بعد الحرب/RECAP، الهادف لتعزيز السلام عبر خلق بيئة تمكِّن لتنمية متوازنة ومستدامة في السودان؛ كما يسهم أيضاً في إنعاش وتطوير البلاد عبر بناء قدرات المؤسسات، بالذات في مجال إرساء الحكم الرشيد وتعزيز حكم القانون وترسيخ الممارسة الديمقراطية.
الموقع والفئات المستهدفة
يستهدف البرنامج الانتقالي لنزع السلاح وتسريح الجنود وإعادة الدمج/ IDDRP كل الأفراد والمجتمعات الواقعة في أماكن النزاعات في الشمال والجنوب والشرق والغرب، ويولي اهتماماً خاصاً بالنساء والأطفال المرتبطين بقوات أو مجموعات حاملة للسلاح إلى جانب المعاقين. أيضاً يرككِّز البرنامج الانتقالي لنزع السلاح وتسريح الجنود وإعادة الدمج/ IDDRP على بناء قدرات مفوضيتي نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج في الشمال والجنوب إلى جانب المجتمع المدني لتمكينهم من المشاركة الفاعلة في عملة نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج.
حجم التمويل ومدة العمل
رصدت المفوضية الأوربية مساهمة قدرها 12,000,000 يورو للبرنامج الانتقالي لنزع السلاح وتسريح الجنود وإعادة الدمج/ IDDRPفي السودان ما بعد الحرب وسيجري العمل في تنفيذ البرنامج لمدة 18 شهراً.
في السادس من ابريل 2006، وقعت المفوضية الأوربية إتفاق المساهمة بقيمة 12 مليون يورو مع كل من وزارة التعاون الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. من موقع:
http://www.delsdn.ec.europa.eu/ar/eu_and_sudan/5.htm
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فكر معي ملوال, أي مجد سوف ننشيه معاً على ضفاف النيل, أي مجد لو صفت نياتنا الاثنين? (Re: Seif Elyazal Burae)
|
للشاعر السامى عبد اللطيف عبد الرحمن :
أنت سودانى وسودانى أنا *** ضمنا الوادى فمن يفصلنا
نحن روحان حللنا بدنا *** منقو قل لا عاش من يفصلنا
قل معى لا عاش من يفصلنا
هاهو النيل الذى أرضعنا *** وسقى الوادى بكاسات المنى
فسعدنا ونعمنا ههنا *** وجعلنا الحب عهدا بيننا
أيها السودان دم أنت لنا
أيها السودان دم أنت لنا *** واسقينا من نيلك العذب اسقينا
وأبعث العزة فى أشبالنا *** وأحفظ الشيب كراما بيننا
يتغنون بأنغام المنى
سوف نحمى دائما سوداننا *** ونزيح السدر عن هذا الضنى
ونغنى بعد ذا من لحننا *** ليس يرضى الحر يوما بالضنى
أيها السودان دم أنت لنا
أيها السودان دم أنت لنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فكر معي ملوال, أي مجد سوف ننشيه معاً على ضفاف النيل, أي مجد لو صفت نياتنا الاثنين? (Re: Seif Elyazal Burae)
|
عَشّه .. كلّمينا
ميرى.. ذكّرينا
كل سنكى أحسن
يبقى ..مسطرينا
*
نحن شعب أسطى
يلا ..جيبو مونا
نبنى ..نبنى نبنى
مسرحاً..ونــــادى
مصنعــاً ..وبوسته
حرب لا لا لا لا
كبرى..استبــاليه
صالــه للثقــافــه
تســرح الغزاله
جنبها ...الزرافه
ركَ قمرى طار
قيره قيره قيره
نطَط الصغار
صفّق الترولى
طمّن ..القطار
حلقت ..وحلقت
حمامة المطار
كلّ طلقه..بينا
نحن تبقى وفر
سمسماً ..وبفره
سكراً وشاى
تترا سايكلين..
جاى وجاى وجاى
مافى حاجه ساى
كلّو عندو دِين
كلّو عندو راى
بور..وبورسودان
بارا.. والجنينه
عبرى ..ولاّ واو
حاجه مش كويسه
كلّ زول براو
هى سودانا بكره
من سودانا ناو
تكتب انت تقرا
تعرف السياسه
فى محل حراسه
حجرة الدراسه
تمشى انت تلقى
فى الضلمه..لمبه
ألف ضحكه حلوه
تسندك بجنبه
بى تمن طبنجه
أحسن الكمنجه
أحلى شتل منقه
أحسن الحليب
إيد .. وإيد وإيد
نزرع الجديد
غابة النشيد
إيد..وإيد وإيد
مافى بينا سيد
إيد..وإيد وإيد
نلحق البعيد
نحنه مش مرقنا
حته واحده جينا
جينا لى السرقنا
حقّنا..وعصينا
دمّنا..وعرقنا
ولّعوا الرتينا
*
عَشّه..كلّمينا
ميرى ..ذكّرينا
كلّ سنكى أحسن
يبقى ..مسطرينا
محجوب شريف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فكر معي ملوال, أي مجد سوف ننشيه معاً على ضفاف النيل, أي مجد لو صفت نياتنا الاثنين? (Re: Seif Elyazal Burae)
|
يأخوانا انا حزين جدا,فأنا من انصار الوحدة بين الشمال والجنوب..
حزين ان اري اموال عزيزة يحتاجها كل اخ لي في الجنوب تذهب للتسلح..
أموال كثيرة وعمولات تذهب سدي لجيوب سماسرة السلاح وغيرهم
حزين لازمة الثقة بين شريكي الحكم
حزين لما يحدث في بلدي ويقعدها الف عام للوراء
حزين لما تاتينا به الاخبار كل صباح ولا يسر
حزين انا,جد حزين
حزين علي دارفور
وعلي الشرق الذي يعاني
حزين علي تناكف ابناء وطني
قلبي دامي
بلد واسعة
وخلافات كثيرة
تناحر
ظلمة ما لها ختام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فكر معي ملوال, أي مجد سوف ننشيه معاً على ضفاف النيل, أي مجد لو صفت نياتنا الاثنين? (Re: Seif Elyazal Burae)
|
حاطب ليل -عبد اللطيف البوني-الرأي العام «أبرك مالك ما دخل بطنك»
عندما كنا اطفالاً كنا مغرمين بتأجير العجلات بالزمن أو بالمسافة، ولكن هذه الظاهرة قد اختفت ومن أشهر نكات هذه «الشغلانة» ما نسب للفنان الكبير الراحل عبدالعزيز محمد داود، اذ قال انه جاء الى البيت متأخراً فسألته زوجته سؤالاً استنكارىاً لتأخيره فقال لها «ليه بتسألي اصلو أنا مؤجر منك عجلة؟»، أما رفيق طفولتنا ود الطيب فقصته انه كان يعمل عامل يومية في الصباح وفي العصر ينفق كل ما تحصل عليه في ايجار العجلة، وعندما استنكرنا عليه ذلك قال: «افضل مالك ما دخل بطنك». ومناسبة هذه الرمية هو اللبس والدغمسة الذى صاحب السفينة الاوكرانية المحملة بالأسلحة التى اختطفها قراصنة صوماليون مطالبين بفدية فهذه السفينة حدث لها تماس بين تاجر يهودى وكينيا وحكومة جنوب السودان، وكانت حكومة الجنوب أول من نفت ملكيتها لهذه الأسلحة، أما كينيا فقد دقت صدرها في بداية الأمر وقالت ان الشحنة متجهة لجيشها ولكن فيما بعد انكشف كل شىء واثبتت (البى. بي. سي) ان الاسلحة متجهة للحركة الشعبية التى تحكم جنوب السودان وتشارك في حكم الشمال، والمعلوم ان اتفاقية نيفاشا للسلام التي تمخضت عن الدستور الانتقالي الذى يحكم السودان الآن، تلك الاتفاقية التي كانت وسيطها الأول كينيا عن طريق الجنرال سيمبويا، هذه الاتفاقية لا تمنع الجيش الشعبى من التسليح من أية جهة من جهات الدنيا والمعلوم ان عمليات شراء الاسلحة تحاط دوماً بالسرية، فكل هذا يعني انه لا يمكن لأحد ان يستنكر على الجيش الشعبى شراء السلاح من اوكرانيا وبالتالى يصعد السؤال: لماذا نفت حكومة الجنوب ملكيتها لهذه الاسلحة في بداية الأمر؟؟ اما الذين يستنكرون على حكومة الجنوب انفاق الاموال في شراء الاسلحة بدل التنمية فإننا نحيلهم الى اجابة صديقنا ود الطيب «أفضل مالك ما دخل بطنك»، فصاحب الزبدة له مطلق التصرف فيها حتى اذا وضعها على النار مباشرة. ولكن هذا لا يمنع المحللين الاستخباريين والسياسيين من ان يدلوا بدلوهم في الأمر فيمكن للاستخباريين ان يقولوا ان هذه الصفقة بها الكثير من العمولات، اذ فيها تجار يهود ومسؤولون كينيون واكيد مسؤولون في حكومة الجنوب والآن دخلها قراصنة صوماليون فهذا يعني ان الاسلحة تصل للجنوب بالشيء الفلاني وبالتالى يمكن ان تثور شبهة الفساد في الامر، أما المحللون السياسيون فلهم ان يتساءلوا لماذا يصر الجيش الشعبى الخارج من الحرب للتو على مواصلة الانفاق العسكري؟ هل هذا لحماية الاتفاقية؟ أم تمهيد للدولة المستقلة؟؟ أم لمقاومة المليشيات الجنوبية؟؟ أم استعداد للرجوع للحرب مع الشمال؟ أم للتصدق به الى جهة اخرى من جهات السودان؟؟ هل هذا السلاح من أموال النفط أم هدية من جهة ما؟ أم ان الجنوب مثل كينيا مجرد معبر؟؟ يمكن للحركة الشعبية ان ترد بالقول ان الخرطوم تنفق اضعاف ما تنفقه جوبا على السلاح ولكن «شقى الحال يعتر ليهو القراصنة الصوماليون؟».. اذاً يا جماعة الخير دعونا نفكر في طريقة لوقف سباق التسلح بين شقى الوطن الواحد، والواحد هنا حدها الزمانى هو عام ألفين وحداشر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فكر معي ملوال, أي مجد سوف ننشيه معاً على ضفاف النيل, أي مجد لو صفت نياتنا الاثنين? (Re: Seif Elyazal Burae)
|
زفرات حرى
معاناة المسلمين في جنوب السودان(2\2)
الطيب مصطفى [email protected]
كما ذكرتُ في مقالي السابق بان المضحكات المبكيات كثيرة في جنوب السودان, اعود واقول ان هذا الذي حدث من محاربة للاسلام بإغلاق جامعة القرآن الكريم في مدينة واو وتسليم مبانيها لجامعة بحر الغزال يثبت لنا بان الجنوب هذا لابد من فصله لعدم تعريض المسلمين هناك لما هو قادم وهو اشد خطرا, لانه ربما تتعدي الامور الي ما هو اكثر من مجرد مصادرات لممتلكات المسلمين الي مذابح للمسلمين ونشهد رواندا اخري. ورغم تنبيهنا من قبل الي اللعب بالنار ان نحن لم نفصل هذا الجنوب , ومن بعده دارفور وجبال النوبة , فان السودان النظيف سيكون في خطر . وهاهي الحقائق والمعطيات تثبت للجميع صحة ما نذهب اليه واول العيث قطرة .
فالجنوب ايها الناس لابد ان ينفصل لنتخلص من هذا السرطان, ولا بد من ان يتبعه دارفور لنتخلص من هذا الصداع كما قلت من قبل , رغم ان كلامي لم يعجب البعض , ولا ابه لذلك. فلابد من تمايز الصقوق وكل اهل قبلة يتجهوا الي قبلتهم . وان استمر الحال هكذا فسوف يظل السودان النظيف رهن المشاكل والتخلف ولن نرتاح الي ان يلج الجمل في سم الخياط.
والجنوب مفصول مفصول لانهم بداوا بتكوين بنكهم المركزي , والان يستوردون دباباتهم والياتهم العسكرية لتكوين جيش منفصل. هم يسعون منذ الاستقلال الي فصل الجنوب لانهم لايريدون الاسلام والعرب وكما ذكرث في مقالي السابق فان صحيفة »سيتزن« بتاريخ 6/10/2008م حملت مانشيتاً يقول على لسان أحد »مسلمي« الحركة الشعبية يسمى محمد يوسف »نريد فصل الإسلام عن العروبة«
we want to separate islam from Arabism مما يؤكد ما نقوله. فلننتبه لانفسنا نحن العرب والمسلمين
, ولنفق من وهم الوحدة والتجانس ولنعطي كل من يريد الانفصال حقه الذي يستحقه وكفانا مجاملة لاناس هم ليسوا من ديننا ولاعرقنا ولاثقافتنا. وحتي لو عشنا معهم في سلام في وطن واحد فلن يتركونا لحالنا , لانهم لايفهمون حسن المعاملة ويعتبرونه ضعفا واستكانة. وقد ادرك شاغر العرب المتنبي ذلك حين انشد :
لا تاخذ العبد الا والعصا معه ان العبيد لانجاس مناكيد.
ولن ترضي عنك اليهود والنصاري حتي تتبع ملتهم. فلا نتبع ملتهم ولا هم يتبعون ملتنا , فعلي كل ان يذهب لحاله ليرتاح الجميع ويسعدوا.
هذا هو مقال العنصري القبيح خال الرئيس البشير ونفس الفهم يحمله المجرم البشير لك تحياتي واتمني معرفة رايك بهناك اتيت اليك لاني قرات تصريحا لك انك تحب الوحدة فما قولك في داعية الانفصال وهو علي قمة جهاز الدولة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فكر معي ملوال, أي مجد سوف ننشيه معاً على ضفاف النيل, أي مجد لو صفت نياتنا الاثنين? (Re: Seif Elyazal Burae)
|
إلا قليلا -كمال حنفي-الراي العام شكرا للقراصنة !
وسائل كشف المستور لا حصر لها ... منها ما تأتى به الصدفة و منها حقائق تكشفها الأحداث و دفتر الوقائع ... لكنّنا لم نتوقّّع يوما أن يكون القراصنة من وسائل (الكشف المبكّر) عن الحقائق ! البحر الأحمر هذه الأيام مسرح لأحداث و وقائع ... تحاصر مواخره أمواج الاسئلة عن السفينة المحتجزة : مالكها و حمولتها و حاملها والمحمولة إليه ! حكومة الجنوب فى وضعها الإنتقالى ينتظر منها شعبها سلسلة من الاستحقاقات ... فالمطلوب منها أن تجعل أرض الجنوب لشعبها خيارا جاذبا قبل أن تطالب الآخرين بجعل الوحدة جاذبة ... استحقاقها الأول هو استدعاء مواطنيها من داخل السودان وخارجه لتكون حكومة لها مواطنون ... واستحقاق هذا الشعب هو طرح مشروع بناء للبنيات التحتية والبنيات الفوقية كى يرى مواطنوها قبل أن يرى الآخرون عائدات البترول التى يسمعون عنها و لا يرونها ... وبدون ذلك لن تكون الوحدة ولا الانفصال خيارا جاذبا ! القضية المحورية فى السفينة الراسية فوق مياه البحر الاحمر ليست جدلا دستوريا عن حق حكومة الجنوب فى استيراد السلاح ... لأنّ السؤال الذى يسبقه لماذا لم يستورد الجنوب أدوات الحياة المدنية فى ذات السفينة ... ولن يكون السؤال الى من تتبع شحنة السفينة , للحكومة الكينية أم لحكومة الجنوب ... لأنّه فى الحالتين تشير المعلومات أنّها لحكومة الجنوب بالأصالة أم بالوكالة ... وهى صدمة نفسية أن يكون الجنوب بلا طرق و لا جسور و بلا مستشفيات لكنّه بسلاح و ببنطلونات محزّّقة ! حكومة الجنوب عليها أن تبادر بالشفافية التى لم نجدها من حكومات الولايات ولا الحكومة الاتحادية فتكشف لنا أو لشعبها أو للوسطاء أين تذهب عائدات البترول .. تكشف هذه الحقيقة وزارة ماليّتها أو برلمانها أو مراجعها العام أو مراجعها الخاص ! شكرا للقراصنة على اتاحة الفرصة لنا لسؤال حكومة الجنوب بصوت عال عمّا لم تظهره لنا تقارير حكومتها لثلاثة أعوام , كم طبيب لكل مريض ... و كم مدرس لكل تلميذ ... وكم جوال حبوب غذائية لكل فم ... تجيبنا عن كل ذلك قبل أن تجيبنا الأيام عن كم دبّابة فى الجنوب لكل مواطن !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فكر معي ملوال, أي مجد سوف ننشيه معاً على ضفاف النيل, أي مجد لو صفت نياتنا الاثنين? (Re: Seif Elyazal Burae)
|
والجنوب مفصول مفصول لانهم بداوا بتكوين بنكهم المركزي , والان يستوردون دباباتهم والياتهم العسكرية لتكوين جيش منفصل. هم يسعون منذ الاستقلال الي فصل الجنوب لانهم لايريدون الاسلام والعرب وكما ذكرث في مقالي السابق فان صحيفة »سيتزن« بتاريخ 6/10/2008م حملت مانشيتاً يقول على لسان أحد »مسلمي« الحركة الشعبية يسمى محمد يوسف »نريد فصل الإسلام عن العروبة«
we want to separate islam from Arabism مما يؤكد ما نقوله. فلننتبه لانفسنا نحن العرب والمسلمين
العنصري القبيح الطيب مصطفي مالك الرقيق وملك اليمين في مخيلته الخربه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فكر معي ملوال, أي مجد سوف ننشيه معاً على ضفاف النيل, أي مجد لو صفت نياتنا الاثنين? (Re: Seif Elyazal Burae)
|
Quote: كما ذكرتُ في مقالي السابق بان المضحكات المبكيات كثيرة في جنوب السودان, اعود واقول ان هذا الذي حدث من محاربة للاسلام بإغلاق جامعة القرآن الكريم في مدينة واو وتسليم مبانيها لجامعة بحر الغزال يثبت لنا بان الجنوب هذا لابد من فصله لعدم تعريض المسلمين هناك لما هو قادم وهو اشد خطرا, لانه ربما تتعدي الامور الي ما هو اكثر من مجرد مصادرات لممتلكات المسلمين الي مذابح للمسلمين ونشهد رواندا اخري. ورغم تنبيهنا من قبل الي اللعب بالنار ان نحن لم نفصل هذا الجنوب , ومن بعده دارفور وجبال النوبة , فان السودان النظيف سيكون في خطر . وهاهي الحقائق والمعطيات تثبت للجميع صحة ما نذهب اليه واول العيث قطرة .
|
اعلاه تعليق المقال الذي تنصل عنه الطيب مصطفي بالعنوان وليس المتن لان جوهر الموضوع هو للطيب مصطفي وان نكر وهو يريد تحريض اهل الجنوب كما فعلوا بتحريض اهل الاحزاب السودانية الاخري والحركات الثائرة باستخدام الاموال لزرع الفتن والاحن والمحن
يجب الانتباه لبؤس الدولة الدينية انتاج الجبهة الاسلامية ومعها هتيفة الحركات الارهابية الاخري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فكر معي ملوال, أي مجد سوف ننشيه معاً على ضفاف النيل, أي مجد لو صفت نياتنا الاثنين? (Re: Sabri Elshareef)
|
الاخ صبري الشريف
شكرا لاعتنائك بهذا البوست في انشغالي
شاهدنا وشاهد العالم في الايام الفائتة كيف ضربت اميركا انموذجا حيا
في تكسير حواجز العنصرية بانتخاب اول رئيس اسود لها
وكل املي ان يكون الوطن السودان قد استفاد من متعة المشاهدة ,والتمعن في الحدث
قرات هذا الصباح في الراي العام مقال جميل للاستاذ الشاعر المرهف:سعد الدين إبراهيم
اتمني اشراككم في قرائته,وهو من عموده:الصباح رباح:
عبر نافذة الحافلة رأيتها.. سيدة جنوبية.. لفتت نظري اناقتها في اختيار ما تلبس ..كان زيّها جميلاً محتشماً.. وكانت تمشي برزانة.. حتى صعدت الحافلة ثم جلست بقربي.. رأيتها جميلة جداً.. عبأني جمالها واناقتها بامتنان للسودان الوطن الواحد.. اتأملها خلسة ثم بجرأة.. احتشدت فيَّ رغبة عارمة بان اقول لها.. انت جميلة.. ولكني تراجعت، اذ تذكرت قبل سنوات وقد صادفت حسناء ام درمانية عبأتني بالفرح الطفولي فهتفت لها: انت جميلة لكنها صفعتي بردها الجارح: «الجمل اليبرك فيك» فضحكت، اذ تذكرت بيت الراحل المقيم «ابراهيم العبادي» من كترة دلالها تنشاف عويرة عويرة.. قلت تلك كانت شمالية من بيئة تختلف .. كما ان ذوقها الرفيع هذا لن يتمخض عن رد سخيف.. استجمعت شجاعة بثها حسنها في حناياي فقلت لها: ايتها المرأة الجنوبية انت جميلة وانيقة.. قلتها وانا استعيد مقولة «سجن.. .. سجن غرامة.. غرامة» فابتسمت وليتها لم تبتسم اذ ظهرت اسنانها بيضاء جميلة ازعم ان اي شخص قلبه رهيف يتمنى لو تعضه.. وقالت: شكراً وربتت على ظهري بحنو المرضعات على الفطيم واضافت: هذا من ذوقك لانك انت جميل وانيق.. ثم تونست معها.. وكل ركاب الحافلة يتابعون «الونسة» بفضول لا يقتل «الكديسة» بل يحييها. قلت لها: ذكّرني ردك الحلو هذا بيت «ايليا ابوماضي» والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً.. قالت: ليس بالضبط.. انما نظرة المرء تحكم عليه.. ولان «الحلو ما يكملش» اوقفت العربة وغادرت.. وقد تركت في الناس احساساً مفعماً بحب الحياة.. فكلهم يبتسمون اما جاري «العربي» فقد شنق طاقيته واخذ يترنم باغنية «انا في التمني». غادرت وتركتني لتعبيرها الباذخ ..«هذا لانك جميل وانيق» وتقريرها العميق «نظرة المرء تحكم عليه».. هل هي صادقة في هذا التقرير... تأملت مقولتها.. تذكرت عبارة قديمة قرأتها لحكيم أو فيلسوف: ان كل حكم تصدره على شيء أو على شخص ليس ميزاناً يحدد قيمة ذلك الشيء أو الشخص.. بل هو ميزان يحدد قيمتك انت اولاً وربما اولاً واخيراً. نعم فاذا قلت عن الجميل انه قبيح.. فذلك لا يعني قيمة الشيء الذي حكمت عليه بل هو حكم عليك.. بانك مخطيء أو انك فاسد الذوق مختل المزاج شائه التكوين. اذاً فالانسان يحترم القيمة الجمالية متى كان لديه الاحساس السليم بهذه القيمة. وصلت وصورة السيدة الجنوبية الحسناء تملأ شاشة عيني.. لم امتط راحلة تقلني الى البيت واتتني رغبة في السير وأنا أترنم بأغنية قديمة حلوة لابراهيم عوض لا أدرى لماذا تسربت الى الذاكرة ومن أين جاءت «ابسمي يا ايامي بسمة الزهر النامي» ولم اذكر البقية.. لكني كنت امشي بعذوبة .. وصورتها أمامي تراوح مكانها .. فتساءلت: هل مثل هذه الجنوبية الجميلة هي ما يطلق عليها اهل السياسة: الوحدة الجاذبة. دخلت البيت وتحسست صدري فثمة شجرة ابنوس انزرعت في وجداني .. ونمت واستطالت.. فإلى متى سأرعاها وستبقى..؟ اللهم انك جميل تحب الجمال فاعف عنا.
| |
|
|
|
|
|
|
|