����� ��� ����� ���� ������

غنوات لحليوة:محمد طه القدال

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 04:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة سيف اليزل برعى البدوى(Seif Elyazal Burae)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-20-2009, 01:43 AM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
غنوات لحليوة:محمد طه القدال

    غنوات لحليوة: محمد طه القدال



    ثمّ تجده يذكّرنا بما يجرى في نفسه : "وبهرة وين" وهو إحساس داخلى ينتج عن كلّ شىء جرى ويضيف : "وجهرة وين" (خدودهن واجّة زى جهر الكهارب الفي المداين) ينقلنا بها إلى اللحظة الراهنة رابطاً ما حدث بما سيحدث:



    "أقول آبنية :



    - ليش ما تهمى؟



    (لماذا لا تصبين ماء حبّ سحابك على شخصٍ يعانى ظمآن وتعب في درب حبك ، والقدال اختار كلمة ليش البدوية على كلمة ليه المتمدنة وهو اختيار موفّق يتماشى مع الواقع الموصوف.



    وقد قال الشاعر يصف حالاً أشبه بحال القدال:



    "في حشاي المشوق سحب لا تهـمي بإرضٍ تخاف لمع البروق،



    وحشاي المشوق سحب من الريح بها الشوق صرخة من غريق").



    فوق زولاً مشلهت فوق دريبك



    لا النفس مجبود ..



    (يلهث من شدّة تعبه لا يجد فسحة للراحة ولعلّ مشلهت ، والتي هي بليغة في الدارجة السودانية كانت أصلاً كلمة "مشتّت" والتي هي مشتقّة من الشَّتُّ وهو الافتراق والتَّفْريقُ وليس هنالك شخص أكثر مفارقة لذهنه ولراحته من المفارق المفرّق من محبوبه)



    ولا لحق الغزالة؟



    (ولكنّه ليس سريعاً كالغزال ليلحق بظبيته ، فهنا تركيب للمعنى)



    وقفتْ ..



    وانبهت رمَّاشها ..



    جدعت بالبسم رشَّاشها ..



    (كأنما الكلام شلّها فتسمّرت من مباغتته لها بالكلام فانبهتت رموش عينيها، أى خفضتهما، وهي مشتقّة من تبهت بمعنى: "تُحَيِّرُهم حين تَفْجأُهم بَغْتةً" وقال المولى عزّ وجلّ: "بل تأتيهم بغتة فتبهتهم"، ثمّ ابتسمت خجلة مُحرجة في حالة هلع ممّا لم تتوقّع، ولكنّها تمنّته، ولمّا ابتسمت رمته برصاص رشّاشها فأجهزت عليه وعلى ما تبقّى له من كرامة، أو برشاش أو رذاذ مطرها المنعش كما يساق الماء إلى الأرض الجرز فتحييها، والرش يستخدم للماء والدم وهو أول المطر الخفيف، ولا أملك إلا أن استمتع بخيال القدال وهو يمسك بقرنين لمعنيين مختلفين وبينهما قرابة. فالرشاش يمكن أن يكون كلمع النور المنعكس من بياض أسنانها يحاكى البرق يبشّره بالغيث ، وهو استخدام مجازى لكلمة رشاش، وفي نفس الوقت يعنى رشاش مطر الحب، إذ في الابتسام دليل رضى. وهما يكن ففي الحالتين لم تتبقّ له مقاومة تذكر.



    وأكثر ما تحبّ المرأة في الرجل شجاعته، حتى عندما تخاف عليه ، وقد سجّل لنا هومر أو هوميروس في الإلياذة موقف هكتر العظيم عنما استجدته زوجته أندروماش ألاّ يرمّلها وييتّم ابنه فقال، ممّا جعل زوجته تأخذه في حضنها المعطّر وهي تضحك من خلال دموعها، برغم أنّه كان واثقاً من هزيمته واستعباد زوجته في أثينا والحرب نفسها كانت من أجل امرأة:



    "أندروماش.. أنا أيضاً تلعب برأسى هذه الأفكار طول الوقت



    ولكن إذا أخفيت نفسى كالجبان وتجنّبت القتال



    فلن أحسّ بغير العار أمام أهل طروادة والنساء ، وهنّ يسحبن اذيالهن



    فلن يكون قلبى مع الخوف وقد دربت نفسى دائماً على أن أكون فارساً مجيداً



    وأن أكون في الصفّ الأول محاولاً أن أكسب المجد لأبى ولنفسى)



    ويحضرنى، عندما كنّا ندرس في جامعة الخرطوم ولكنّنا كنّا نقضى معظم وقتنا في جامعة القاهرة فرع الخرطوم لاشتهارها بحسانها، كيف ثار الطلبة ثورة خفيّة عندما رأوا أجمل حسان جامعتهم مخطوبة لزميلٍ لهم ظنّوه دونها مكانةً شكلاً وأصلاً ونسوا أنّ أفضلهم لم يكن ليجرؤ على مجرّد الحديث معها ولكن الخطيب كان أشجعهم وصرّح بما شعر فكان له السبق عليهم وفات عليهم أنّ أجمل البنات إنسان يريد الإلفة والحب ولا يرضى بالوحدة أو يحتملها.



    - يالمهجوم..



    يهجمك الله كان داير تسيلى الخلعة



    (وهو نوع من التقريع الظريف تعاتبه على مداهمتها بتصريحه بدون سابق إنذارٍ فكأنّه هجوم لأنّه خلع قلبها بحديثه، ولنا أن نتخيلّ خفقان قلبها ورعشة يديها، وفي بامسيكا تقول ريّا لطه ود دكين: "صحيت مهجومة لا مفصل ولا في القايْمة"، وفي لسان العرب المهجوم هو ما حُلَّتْ أَطْنابُه فانْضَمَّتْ سِقابُه أَي أَعْمِدتُه، وكذلك إِذا وَقَع).



    قالت والعيون ضحّاكة..



    في ضو الرتين بشَّاشة



    (هذا القول ينقلنا إلى مقام الموقف لتذكيرنا بمحيط الحدث وقد كان عتاب محب فرحٌ بما سمع لأن تواصلها معه من خلال حركات العيون التي هي، كما يقولون، نافذة الروح، فهي ضحّاكة بطبعها ولكنّها أكثر ضحكاً لإظهارها البشاشة لأنها رمز للقبول، وتواصل العيون أمر مثبت بقوله سبحانه وتعالى: "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور"، وفي القرآن الكريم أمثلة عديدة لهذا، وعلم التواصل يؤكّد أن الكلام لا يؤدّى أكثر من 10% - 30% من التواصل والبقية التواصل غير الكلامى أو الجسدى: "وَلَوْ نَشَاء لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ" ، وكلنا يعرف قول شوقى: "وتعطّلت لغة الكلام وخاطبت عينى في لغة الهوى عيناك، وقال شاعرٌ آخر:



    "إن العيون لتبدى في نواظرها ما في القلوب من البغضاء والإحن"



    وأضاف غيره:



    "العين تبدى الذي في قلب صاحبها من الشناءة أو حب إذا كانا



    فالعين تنطق والأفواه صامتة حـتى ترى من صميم القلب تبيانا").



    عاد من حينى جاتنى الحالة



    (بعد وصول الرسالة بالقبول أصابته لوثة الغرام كأنما التهمت طريدته الطعم وبعد ذلك يعتمد الأمر على حنكته وخبرته في انتشالها والفوز بها فاحْتالَتْهم الشياطين أَي نَقَلَتْهم من حال إلى حال والقدال احتالته شياطين العشق والشعر فأين المهرب؟ ويقال حال فلان حسَنة وحسَنٌ، والواحدة حالة وحال الشيءُ نفسُه يَحُول حَوْلاً بمعنيين: يكون تَغَيُّراً، ويكون تحوّلاً).



    قُلتَلا:



    - لا لا



    وحات النعمة يا بنية البِريد..



    في الريدة.. ما بخبر فسالة.



    (حلف بأعزّ ما عنده ليثبت حسن نيته ويسألها كرم وعطاء المحب محتجّاً بحقيقة إنسانية معروفة ، فنال منها القبول عندما نظرت إليه وهي باسمة "حدرت باسمة"، لتتأكّد من صدقه قبل أن تسلم قلبها له بدون مقاومة. ويستخدم القدال كلمة فسالة وهي من فسل بمعنى الشح وهو نوع من الحرب النفسية إذ لا يرضى أىّ إنسان ، عادة ، أن تلصق به أو بها صفة البخل والفسل عند العرب هو الرَّذْل النَّذْل الذي لا مُروءة له ولا جَلَدْ).



    هذه النقلة في الشعر الغنائى لم تأت من فراغ ولكنّها أتت من موهبة عظيمة ترى الصورة شاملة بمنظارٍ واسع الحدقة وتدعونا لرؤية الكل من نافذة البعض ، وتحب أن تشارك الآخرين تجاربها وكل خفقة قلبٍ لها لتـزرع البهجة في كلّ القلوب بدلاً من أن تستأثر بها ، وهو سبق للقدال لا بد من أن يؤرّخ له وإن تلاه نهجٌ مشابه. هذا هو البنيان المؤسس على ما قبله ويضيف له ما لم يسبق فكأنه هو وليس هو وذلك مغزى العبقرية أن نستنطق ونستخدم ما نعرف فإذا هو نبت جديد له هوية وحياة منفصلتين. وهو الفرق بين الأصالة والمعاصرة فالشاعر الأصيل لا يقلّد إذ في شاعريته عظمة تدفعه دفعاً للتّفرّد بتفجير معانٍ طازجة كالخبز الحار له نكهة تدغدغ أنفك ، ويحرّك عصارة بطنك ، ويغذّى خلايا فمك بطعمٍ شهي وهو ينـزع للنهوض بالعمل المبدع وهو الذي يبعث في اللغة حياة ويثريها.



    والمقلّد حاله كحال الخبز البائت فهو يتقاعس عن النهوض بالمعنى والتجربة وذلك لضعف موهبة أو تجربة أو علمٍ أو أدوات. ولكن ليس كل أصيلٍ معاصر، وأنا أفضّل كلمة الأصيل على كلمة القديم وكلمة المعاصر على كلمة الحديث، فلربما قديم غير أصيل ولربما حديث قديم غير معاصر، ولربما قديم أصيل ومعاصر ما بقى الزمان غفل عنه أهل زمانه وانتبه إليه اللاحقون. والفرق بين الأصيل، والمقلّد فاقد الموهبة الحقّة هو المقدرة على تجاوز العمومية وبناء الخصوصية بحيث يكون للمبدع طعم ولون خاص. والمعاصر هو الذي يستجيب لمتغيرات الزمن الخاص ويعبّر عنه من خلال وسط اجتماعى يستوعبه وينتقل فيه من البعد المحلّى للتجربة إلى البعد الإنسانى، الذي هو الوعاء الاجتماعى للإنسانية جمعاء الذي يوحّدها برغم اختلافها ومن خلاله بالنظر إلى جوهر الأشياء، والذي يقوم على الوعى بالأبعاد المحلية والزمانية والمكانية والتاريخية والكونية، وبذا تكون هناك جدوى تقوم على أساس المصداقية وأصالة التجربة وهي بالطبع بالإضافة لأصالة المبدع.

    من ايميل وصلني من شقيقي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de