دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
خرج التلميذ «محمد» صباحا، حاملا حقيبته الصغيرة، إلا ان عربة منطلقة كالصاروخ، دهسته تحت عجلاتها
|
سؤال لوزارة التخطيط العمراني .. أيهما أغلى: أرواح الأطفال أم «عيون القط»؟! كتب: التاج عثمان
خرج التلميذ «محمد» صباحا، حاملا حقيبته الصغيرة، قاصدا مدرسته وكان عليه اجتياز الطريق الأسفلتي وصولا لمدرسته، إلا ان عربة منطلقة كالصاروخ، دهسته تحت عجلاتها لتنسال الدماء من أذنيه وانفه وفمه، فلفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله المستشفى، هذه الحادثة المؤلمة نشرت أثواب الحزن السوداء وسط سكان حي المزاد جنوب، فالطفل كان محبوبا من الجميع، وهناك عشرات الحوادث المماثلة جرت فصولها بشارع المزاد ببحري، ضحاياها أطفال من تلاميذ وتلميذات مدرستي الحرية بنين وبنات لمرحلة الاساس. الطرق الاسفلتية امام المدارس، اصبحت بعبعا مخيفا للأسر، وأخطرها على الإطلاق ، وأكثرها حوادث للاطفال ، «شارع المزاد» إبتداء من تقاطع شارع الزعيم الأزهري، شمالا، وحتى التقاطع الثاني ، قرب قشلاق الشرطة جنوبا.. هذه المسافة القصيرة شهدت حوادث مرورية كثيرة، خاصة أمام مدرستي الحرية للبنين والبنات لمرحلة الاساس، الواقعتين غرب الشارع «الخطر» مباشرة، حيث دهست السيارات عشرات التلاميذ والتلميذات منهم من قضى نحبه، وبعضهم أصيب إصابات بالغة، أو بعاهات مستدامة يعانون منها بقية حياتهم، وأصبح من المناظر المألوفة صباح وظهر كل يوم مشاهدة الامهات أو الآباء وهم يصطحبون أطفالهم لعبور الشارع «الخطر»، من والى المدرسة. هذا الطريق خطر، خطر فرغم انه يمر أمام مدرسة اساس الا انه بلا مطبات صناعية أو عبور مشاة، ولا يقف فيه أي شرطي مرور لسلامة هؤلاء التلاميذ الاطفال من تهور بعض السائقين. الشارع خطر بشهادة شرطة مرور بحري التي أزعجتها الحوادث الكثيرة والمتكررة، فخاطبت منذ 23/7/2008م مدير العمليات الموحد تفيده بكثرة حوادثه ، خاصة وسط الاطفال نسبة لوقوع الشارع غرب مدرستي الحرية بنين وبنات مباشرة، يقول خطاب شرطة مرور بحري: (... وحتى نتمكن من إيقاف «ظاهرة» كثرة الحوادث، الرجاء التصديق لنا بعمل حواجز متقطعة «مطبات صناعية» على طول شارع المزاد).. كما خاطبت جمعية الأمل بالمزاد، -نيابة عن سكان حي المزاد جنوب، -مدير الشئون الهندسية بحري، بهذا الخصوص دون استجابة. وبتاريخ 26/7/2008م خاطب رائد شرطة ، مهندس «المعتز بالله خليفة»، مدير هندسة المرور بالإدارة العامة للمرور «الدائرة الفنية»، خاطب رئيس قسم شرطة مرور بحري بخطاب رسمي، بان الادارة زارت الشارع، ووقفت على خطورته على أطفال مدرستي الحرية، وعابري الطريق، واقترحت عددا من الحلول تتمثل في تشييد (عبور مشاة) بعرض «2» متر، وتخطيط خط أبيض عاكس عرضي شمال عبور المشاة على بعد «4» أمتار، بعرض «04» سم ، وتخطيط خط أبيض عرضي جنوب عبور المشاة على بعد «4» أمتار بعرض «04» سم، وتركيب خط «عيون قط» جنوب الخط الابيض العرضي، وآخر من الشمال، بجانب تركيب علامة ارشادية «أمامك عبور مشاة» يمين الشارع. وارفق خطاب مدير هندسة المرور بخارطة تفصيلية لكل هذه المقترحات، وموقع المدرستين، وتم تسليم الاوراق، والخارطة وامكانيات شرطة المرور إلى مدير عام وزارة التخطيط العمراني - ولاية الخرطوم بالقيد رقم «32240»، بتاريخ 29/7/2008م، والتي حولت الطلب إلى إدارة الطرق بالوزارة، حيث افاد مهندس الطرق، ان تصديق المطبات يحول للشركات المنفذة المتعاقدة مع الوزارة للتنفيذ. ومضت الايام، والاسابيع والشهور حتى بلغت «6» أشهر، وظل الحال كما هو والشارع الخطر لا يزال يدهس الاطفال والتلاميذ، ويقلق الأسر، لم يتم تركيب المطبات الصناعية، ولا الإرشادات المرورية، ولا خطوط عبور المشاة أليس هذا إستهتاراً بارواح الاطفال، وتلاعب بأعصاب الأسر؟ سؤال أخير نتوجه به إلى وزارة التخطيط العمراني - ولاية الخرطوم: (أيهما أغلى: أرواح الأطفال، أم «عيون القط..؟!!!!»).
rayaam.info
|
|
|
|
|
|
|
|
|