|
فى إلتواث المشهد الثقافى نقول...؟
|
الراصد والمتتبع للمشهد الثقافى السودانى يلحظ إنه قد إعتراه الألتواث,ويلحظ بدون عناء أن البضاعه الثقافيه التى تعرض على قلتها إنما تدور فى فلك ذات الأزمه,بل وتكرث لأعاده إنتاجها وبزخم أشد.والرصد أيضا للجغرافيا الثقافيه خاصتنا يلحظ ثراء منقطع النظير فى التنوع .ولكن البعض حاول القفز فوق هذه الحقيقه,وعمد على تحويل هذه النعمه إلى نغمه مسنودا بإستمرار بساسيات ثقافيه ضيقه الافق أحالت المشكل الثقافى إلى أزمه ثقافيه شامله,نتج عنها الإعتراف بنموزج ثقافى واحد ونفى مجرد وجود نمازج ثقافيه أخرى داخل الدوله السودانيه.وعلى هذه القاعده المغلوطه(نفى الاخر الثقافى)بنيت سياسات الدوله الثقافيه ,بحيث قامت على فرضيه أن ثقافه الاخر(الغير إسلاعروبيه بالضروره) هى محض فضاءات جرباء تحتاج لإعاده أستسصلاح وقولبه ثقافيه.عوضا عن توفير المناخ الديمقراطى الملائم لإحداث ديالكتيك ثقافى يأخذ معه التنوع الثقافى الموجود فى الدوله السودانيه,لينتج عنه حقل ثقافى يعبر عن الثراء والتنوع الموجود ويتمخض عنه نموزج ثقافى معافى ومنتخب ديمقراطيا يلتف حوله كل السودانيين.ولكن بدلا عن ذلك طفقت السلطه وبإستمرار لاتنفك فى فرض النموزج الاسلاعروبى.وجعله حاله مركزيه بحيث تصبح معاييره ومحدداته هى البدايه والنهايه فى مجمل الحراك الثقافى خاصتنا(فالبياض هو نصف الجمال بالضروره/والمؤخره المكتنزه هى محددات المراه المثاليه/والنخيل له قيمه جماليه تحتم زراعته فى كل شوراع الخرطوم/واغانى الطمبور هى حاله مركزيه فى الاغنيه السودانيه).وفى ظل تواطؤ الدوله مع الثقافه الاسلاعروبيه وإتكاءه الثقافه الاسلاعروبيه بإستمرا رعلى جهاز الدوله ومفاصله الثقافيه.لم يكن متاح للثقافات الاخرى سوى وجود رمزى وهامشى للغايه يتمثل فى إختزالها فى فلكلور ورقصات شعبيه,تقدم من موسم لاخر.ومن حدث لحدث من باب النفاق والترميز التضليلى,لا الإعتراف بوجودها.لهذا لم نندهش عندما تعرض أغانى عمر أحساس فى التلفزيون القومى عند كل مره يتواسع فيه ثقف الازمه فى دارفور.ولهذا لم نندهش عندما يتم عرض نمازج غنائيه لجنوب السودان عند القمه الافريقيه.وهكذا يستخدم التنوع الثقافى لتمرير خطوط سياسيه ليس إلا. فى سلوك غير أخلاقى البته ويعكس العقليه المسيطره على الفعل الثقافى فى السودان.عليه نقول أن المدخل لترميم جدار الثقافه السودانيه من حمى الصخب والإلتواث,يحتاج لبدايه صحيحه تتمثل فى الإعتراف الصريح بالتنوع الثقافى الموجود فى الدوله السودانيه.وأن هذا التنوع والتباين يجب أن يسهم فى فى تشكيل الحقل الثقافى السودانى.وعلى الدوله أن تنهض لتقوم بدورها لتقزيم مساحات االازمه بإعتبار أنها فاعل لايمكن تجاوزه.ويجب عليها أن تلتزم بتوفير المناخ الديمقراطى لإحداث جدل ثقافى يقوم على قاعده من الاحترام المتبادل,بمشروطيه حيده الدوله وبعدها عن التواطؤ. ومن بعد ذلك يجب أن أقول إنه من الخطل بمكان أن تتختزل أزمه الثقافه السودانيه فى البعد المحلى وعدم التطرق للبعد الأخر المتمثل فى القطيعه مابين الثقافه السودانيه والثقافه الإنسانيه من حولنا وعدم التعاطى مع منجزاتها.نعم عدم التعاطى مع الاخر الموجود خارج الفضاء الجغرافى خاصتنا,يمكن أن يكون ملمح أخرمن ملامح المشكل الثقافى.وهذه القطيعه تقوم على هواجس وإسقاطات تعوزها الحجه والمنطق السليم.وهى لعمرى تعتبر إحدى تجليات تممد النموزج الثقافى الذى يرفع بإستمرار شعار التقوقع يحمى الخصوصيه,وهى شعارات فككها الواقع ومضى عنها بعيدا.وهى تعبر فى الأن نفسه عن أن سدنه النموزج الثقافى المسيطر على مشهدنا الثقافى,يعرفون سلفا أن فرص هكذا نموزج فى التمدد والأنتشار فى الأجواء المكشوفه التى تقوم على المقارعات الثقافيه غير المراهنه على جهاز الدوله ستكون صفر كبير..لذا نقول للخروج من هذا الإلتواث الثقافى نحتاج بالضروره للتعاطى مع منجزات الثقافه الإنسانيه المعاصره بدون هواجس.ونحتاج للتواصل مع تيارات الفكر الثقافى المتمدن.ولايكون ذلك إلا من خلال تشجيع التبادل الثقافى وفتح البلاد أمام المبدعيين .وإعفاء مدخلات الانتاج الثقافى من الضرائب والجمارك.وتشجيع حركه الترجمه والنشر.,وفتح أبواب الاجهزه الاعلاميه للمبدعيين بدون مححدات إيديولوجيه. وعليه نقول أن ماذكر قد يسهم فى تكبيل الازمه والخروج من مربع الالتواث الثقافى لمربع الثقافه النهضويه.ولان ثقافه النهضه تنتج جيل النهضه نتمنى أن يجد ما ذكر شئ من النقاش.
|
|
|
|
|
|