|
عـوض أبـوريشة....يكتب عن تشرزم الحركات...
|
كآبة المنظر وتناسخ الحركات بدارفور؟؟ بقلم عوض أبوريشة
اذ لم يستطع أحد أن يحصي أهل دارفور.. من أموات وقتلي ومعاقين ومفقودين وجرحى.. وأرامل وثكالى ويتامى عددا.. واذا بلغ عدد النازحين بمعسكرات الاهانة اكثر من مليوني نازح.. واللاجئين بزرائب الذل والمهانة بدول الجوار اكثر من نصف مليون كأضعف الاحصائيات وقد بلغت منهم القلوب الحناجر.. وضعف العدد من الذين تقطعت بهم السبل في هامش هوامش المدن والأرياف..!! هذا بخلاف الدمار الكامل الذي لحق بحوالى ثلاثة آلاف قرية.. وهلاك مايزيد عن الأربعة ملايين رأس من الثروة الحيوانية.. ودمار قرابة الألف مصدر للمياه ..وحوالي الأربعمائة مرفق صحي وما يربو عن الخمسمائة مدرسة.. هذا غير الدمار النفسي وخراب النسيج الاجتماعي الذي يصعب معه عمليات الرتق والترقيع.. والذي تم بخلق عدو لأهل دارفور من أنفسهم يسوم بعضهم سؤ العذاب! واذ علم الجميع بأن الحرب القذرة التي فرضت على أهل دارفور فرضا واستدرجوا لها استدراجا لحمل السلاح لم تكن ككل الحروب.. بقدر ما كانت هي فتنة حيث لم يكن الاستهداف يجري للمقاتلين وحاملي السلاح في الميدان بقدر ما كانت تتم التصفية للمواطن الآمن المستقر! مما أدى لتغير الواقع تماما لتفرغ الأرض من أهلها لتصبح الزرائب والمعسكرات مدنا بديلة يمشي فيها الناس بين الاسواق يأكلون خشاش أهل الاحسان ويتناسلون.. فاذا كان هذا هو فأس الواقع المذري.. والحقيقة المرة الذي وقع في رأس أهلنا الأبرياء.. ولم تزل ساقية هذا الواقع المرير مدورة .. فماذا بعد ذلك!! نعم .. اذا سلمنا بأن الحكومة هي التي فعلت كل تلك الكبائر بأهل دارفور.. فهل نستطيع تبرئة الحركات المسلحة مساهمتها في استمرار تلك الكبائر والموبقات بحق أهلنا! ونحن نرى بالعين المجردة تناسل هذه الحركات وتناسخها بين كل رمشة عين وانتباهتها.. حتى اختلط لنا حابل مسمياتها وألقابها بنابل عدم وضوح اهدافها وبرامجها لتصبح مسخا وشوها في الجبين الدارفوري .. بل أصبحت داءاً لاهل دارفور أكثر من أن تكون لهم دواء.. اذا لم يكن كذلك.. فماهو تبرير خلافات هذه الحركات المسلحة بمختلف ألوانها وانشقاقاتها وما هي مبررات عدم الاتفاق فيما بينها وهي تناطح وتقاتل خصما واحدا له سبعة أرواح!! وهل هي حقا حملت السلاح من أجل انسان دارفور الذي يقول لسان حاله ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا!! وهل فكرت هذه الحركات بأن انسان دارفور هو رأس المال الحقيقي الذي كاد ان يكون في خبر كان أو أن لا يستبان له أثر! ولماذا لا يتجاوز قادة هذه الحركات خلافاتهم وبعض طموحاتهم الشخصية.. ولماذا لم يتخلوا عن المفهوم السلبي الذي يتقمص بعضهم صباح مساء؟ يا هؤلاء في مثل هذا الواقع المذري يصبح إعمال العقل واجب.. والاتفاق فيما بينكم ضرورة قصوى واستراتيجية بل هو فرض عين.. سواء كان الأمر نضالا أو سلما.. بدلا عن تضييع الوقت والدوران في حلقة مفرغة! بدلا عن ربط الاعناق والتجول في عواصم العالم والتسوق باسم انسان دارفور.. بدلا عن الجلوس خلف الكي بورد واصدار البيانات الخاوية.. بدلا عن الخلاف فيما لا خلاف عليه! هذا اذا كان انسان دارفور هو همكم الأكبر.. والمعلوم بالضرورة حتى الدولة الراشدة.. أي دولة.. اذا دخلت في حرب مع دولة أخرى وشعرت بأن مواطنها قد تأثر.. فلا ضير ان رفعت الراية البيضاء ولو الى حين!! وذلك بالطبع لا يعني جبنا ولا استسلاما كما يبدو .. ولكنه رجاحة عقل ومقتضى ضرورة حال.. وبعد نظر.. وسعة أفق.. ان ترجيح كفة أخف الضررين وأسوأ الخيارين في الحالة الدارفورية المعقدة يعتبر في الواقع الراهن حكمة! وان الثورة ضد الظلم.. والثورة من أجل العدالة والمساواة لا تنتهي بوضع السلاح وانما تبدأ بالاحتكام لصوت العقل وبعد الرؤى والاستراتيجية وتغليب مصلحة الحفاظ برأس المال ؟ و معلوم للجميع بأن السلاح وسيلة.. بل أسوأ الوسائل وأمقتها.. كآخر العلاج الكي..
نعم.. اذا كان الخصم واحد.. وأهداف هذه الحركات بتعدد أشكالها واحد. فعلام الفشل في عدم الاتفاق بينها بتوحيد رؤيتها وتحديد مطالبها لانتزاع حقوقها المشروعة طوعا أو كرها ؟ فبالطبع اذا كان ذلك هو حال هذه الحركات الذي نراه لايسر الا العدو.. فسوف لن يثق أحد في احداها لقيادة سفينة دارفور الى بر الأمان.. فاذ لم توحدنا محنة الأهل وكآبة المنظر فمن العبث أن يوحدنا تقسيم الغنائم البائسة.. فهل يستبين النصح قبل ضحى الغد!! اللهم نعوذ بك من سؤ المنقلب وشماتة الأعداء.
عوض أبوريشة
|
|
|
|
|
|